القمر الصناعي المصري في ذكرى إطلاقه.. محطة فارقة في بث الإعلام والتكنولوجيا الفضائية
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
في مثل هذا اليوم، الرابع من أغسطس 2010، أطلقت مصر بنجاح القمر الصناعي المصري (نايل سات 201 ) عبر صاروخ الإطلاق الأوروبي (آريان 5 إي سي إيه) من قاعدة كورو في غويانا الفرنسية التي تقع على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية، واستمرت عملية الإقلاع حوالي 27 دقيقة، مما شكل منعطفا نوعيا في مجال الاتصالات الفضائية والإعلام بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعزز موقع مصر كمشغل رئيسي للخدمات الفضائية الإقليمية.
صنع القمر الصناعي نايل سات 201 بواسطة شركة (تاليس الينيا سبيس) الفرنسية-الإيطالية، اعتمادا على منصة سبيسباص 4000 بي 2، وبلغ وزنه نحو 2ر3 طن عند الإطلاق، وتمركز في المدار الجغرافي الثابت عند خط الطول 7 درجات غربا، وهو الموقع ذاته الذي شغلته الأقمار السابقة لضمان الاستمرارية وعدم انقطاع الإرسال.
زود "نايل سات 201" ب 24 وحدة إرسال واستقبال (ترانسبوندر) على نطاق الترددي كايو باند بالإضافة إلى 4 وحدات على تردد كا باند، ويعمل بألواح شمسية تولد 9ر5 كيلوواط من الكهرباء عند انتهاء عمره الافتراضي.
دخل القمر الخدمة الفعلية في سبتمبر 2010، وساهم في إضافة حوالي 300 قناة تلفزيونية جديدة، ليصل إجمالي عدد القنوات التي تبث عبر أسطول أقمار النايل سات إلى أكثر من 560 قناة تلفزيونية و100 محطة إذاعية، يستفيد منها نحو 40 مليون أسرة في مصر والمنطقة، مما يعزز من مكانة مصر الإعلامية الاستراتيجية ويمثل خطوة مهمة لاستدامة ريادتها الإعلامية بالتوازي مع التطور التكنولوجي.
بلغت تكلفة "نايل سات 201" حوالي 237 مليون دولار أمريكي، وتم تمويله عبر موارد شركة نايل سات بالإضافة إلى قرض من أحد المصارف الإقليمية، ويعد القمر الصناعي الثالث الذي أطلقته الشركة المصرية للأقمار الصناعية نايل سات، وأول أقمار الجيل الثاني، ويكاد يكون هو القمر الإقليمي الوحيد الذي شرفت مصر بإطلاقه لأنه كان أكثر نجاحا من القمر العربي عرب سات الذي تملكه الدول العربية، وقد حقق نقلة إعلامية وفنية نوعية للقنوات المصرية.
كان "نايل سات 201" مصمما للعمل لمدة 15 عاما حتى عام (2025- 2028)، واستمر في أداء مهامه بكفاءة حتى إطلاق خليفته نايل سات 301 في 8 يونيو 2022 عبر صاروخ "فالكون 9" التابع لشركة سبيس اكس الأمريكية من منصة الإطلاق إس إل سي 40 الواقعة في قاعدة "كيب كانافيرال" بولاية فلوريدا، وتم تصميمه أيضا من قبل "تاليس الينيا سبيس" ليكون امتدادا تقنيا مطورا لشقيقه السابق، وبلغ وزنه 1ر4 طن، ويضم 38 ترانسبوندر مما زاد من سعة البث بنسبة تتجاوز 45%، ليضمن استمرار الخدمة لما لا يقل عن 15 عاما إضافية، وسيتكامل في عمله مع نايل سات 201 حتى الإحالة التدريجية للأخير بحلول عام 2028، ويغطي مناطق أوسع تشمل مصر وأجزاء من قارة إفريفيا ودول حوض النيل، مع تقديم خدمات محسنة للبث والإنترنت.
جدير بالذكر أن شركة نايل سات كانت قد تأسست عام 1996، وتتخذ من مدينة 6 أكتوبر مقرا لها، وتدير أسطولا من الأقمار الصناعية مثل نايل سات 101 عام 1998، و 102 عام 2000، ثم 201 في 2010، لتتوسع لاحقا إلى نايل سات "301" في 2022، مما يعكس مسارا متصاعدا من التطوير والتوسع.
ومع هذه المراحل المتلاحقة من التطور، تتبلور ملامح استراتيجية إعلامية وطنية تقوم على تحديث البنية التحتية وتعزيز التغطية الفضائية، بما يضع مصر في موقع المزود الإقليمي الرائد لخدمات الاتصالات الفضائية عالية الجودة، فلم يكن هذا الإنجاز مجرد إطلاق أقمار، بل كان إعلانا عن إرادة دولة تسعى لأن تكون الصوت العربي الحر والمستقل، ليس فقط عبر الشاشات، بل أيضا عبر الفضاء.
اقرأ أيضاًالصور الأولى من القمر الصناعي المصري التجريبي NEXSAT-1
إمكانيات ومميزات القمر الصناعي المصري «حورس 2»
«الوطنية للإعلام» تهنئ الرئيس السيسي على نجاح إطلاق القمر الصناعي المصري نايل سات 301
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القمر الصناعي المصري تاليس الينيا سبيس القمر الصناعی المصری
إقرأ أيضاً:
زاهي حواس: لا يوجد أي دليل أن الكائنات الفضائية قامت ببناء الأهرامات
أكد الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات، أن العديد من الروايات المتداولة حول الأهرامات والمذكورة في بعض الكتب المزعومة لا أساس لها من الصحة.
وأضاف زاهي حواس، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "نظرة" المذاع على قناة صدى البلد، أن بعض الأشخاص، ابتكروا برديات وهمية وادعوا أنها محفوظة في الفاتيكان، بينما لا وجود لهذه البرديات على الإطلاق، مؤكدًا أن أي مزاعم عن "الإليانز" أو تدخل كائنات فضائية في بناء الأهرامات لا تمت للواقع بصلة.
حقيقة تخصيص منطقة بالتبين لإيواء الكلاب الضالة.. الزراعة تكشف التفاصيل مصطفى بكري يدعو لتطبيق عقوبة الإعدام في جرائم التحرش المدرسيوأشار حواس إلى، أن ما يروج عن استخدام الأهرامات لتوليد الكهرباء أو الاعتماد على "جرانيت" داخل البناء غير صحيح، حيث أن الحجر الجيري هو المادة الأساسية لبناء الأهرامات باستثناء بعض الحجرات الخمس العلوية التي تحتوي على الجرانيت، وأن المصريين القدماء استخدموا مهاراتهم الهندسية لاستغلال الحجر الجيري وجرانيت هضبة الجيزة في البناء بدقة مذهلة.
وأوضح حواس أن استخدام تقنيات المسح ثلاثي الأبعاد كشف أسماء فرق العمال الذين شاركوا في رفع الحجارة، وأكد أن هذه الاكتشافات التاريخية تنفي تمامًا أي ادعاءات غير علمية حول تدخل كائنات فضائية أو قوى خارقة.
وشدد زاهي حواس على ضرورة التحقق من المصادر العلمية الموثقة قبل تصديق أي كتب أو مزاعم حول الأهرامات، مؤكدًا أن ما يُنشر أحيانًا باسم باحثين أو كتاب لا يمت للحقيقة بصلة، وأن المصريين القدماء وحدهم هم من نفذوا هذه المعجزات الهندسية الباهرة.