إهراءات مرفأ بيروت باتت ضمن الأبنية التاريخية… ماذا يعني هذا الإجراء؟
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
عشية الذكرى الخامسة لتفجير مرفأ بيروت، الذي أدى إلى سقوط المئات من الضحايا والجرحى، وقّع وزير الثقافة غسان سلامة قرارًا رسميًا بإدراج إهراءات الحبوب في مرفأ بيروت ضمن الجرد العام للأبنية التاريخية في لبنان، وذلك استجابةً لطلب رسمي من أهالي ضحايا انفجار 4 آب 2020. فماذا يعني هذا القرار؟
تشير المعلومات إلى أن قرار وزير الثقافة حوّل إهراءات مرفأ بيروت من شاهد على تفجير العصر إلى موقع محمي رسميًا بموجب قوانين التراث المعماري اللبنانية، وبالتالي بات من المستحيل هدمها أو تعديلها دون موافقة مسبقة من وزارة الثقافة، وقد أُعطيت صفة "موقع ذو قيمة تاريخية ووطنية خاصة".
لمحة تاريخية عن الإهراءات
أُنشئت صوامع القمح في مرفأ بيروت بين عامي 1960 و1970، وكانت تُعد من أهم المخازن الاستراتيجية الوطنية لتخزين القمح، بسعة تقارب 120 ألف طن، وتشكل معلمًا عمرانيًا على الواجهة البحرية لبيروت. وعلى الرغم من تضررها في انفجار 4 آب 2020، فإنها لا تزال قائمة جزئيًا، وهناك مبادرات لتحويلها إلى رمز تذكاري وفضاء ثقافي عام، من بينها مشروع لإنشاء حديقة ونصب تذكاري بتصميم فني يُسلّط الضوء على المأساة ويضم صور الضحايا وأسمائهم.
ماذا يقول الأهالي؟
أضفى قرار وزير الثقافة نوعًا من الراحة في صفوف الأهالي، الذين أشاروا في حديث لـ"لبنان 24" إلى أن هذا كان مطلبهم منذ اليوم الأول للانفجار، خصوصًا أنهم رفضوا كل الاقتراحات التي كانت تُقدَّم لهدم الإهراءات. وقد أثنوا على القرار الصادر عن وزير الثقافة، مؤكدين أن الإهراءات تحوّلت إلى "شهيد صامت" و"دليل مادي" على المأساة التي أسفرت عن سقوط أكثر من 200 ضحية وإصابة آلاف، وتدمير جزء كبير من العاصمة.
ووصفت المصادر الإهراءات بأنها جزء لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية اللبنانية، ومن هنا جاء تشديد وزير الثقافة على أن "من أولويات الوزارة حماية هذا الموقع وتثبيت رمزيته، والدعم المستمر لأهالي الضحايا في نضالهم من أجل الحقيقة والعدالة."
الآثار القانونية والتشريعية لهذا التصنيف
من الناحية القانونية، فإن توقيع وزير الثقافة على هذا القرار يجعل أي تعديل عليه منوطًا فقط وبشكل مباشر بوزارة الثقافة، ولا يجوز لأي جهة تنفيذ تغييرات من دون موافقات رسمية مسبقة. كما يُشترط إصدار مراسيم تطبيقية خلال مهلة زمنية محددة (عادةً 6 أشهر) لتفعيل آليات الحماية وتدعيم المبنى، وهو ما يتحرك بشأنه المجتمع المدني لتعزيز الحماية الفنية والقانونية.
إدراج إهراءات مرفأ بيروت على لائحة الأبنية التاريخية هو بمثابة إعلان رسمي بأن هذه المنشآت لم تعد مجرد بقايا مادية، بل أصبحت رمزًا للعدالة والذاكرة الجماعية، بانتظار أن تحمل الأسابيع والأشهر المقبلة كشفًا كاملًا لحقيقة طال انتظارها من قبل اللبنانيين، بعد خمسة أعوام من جريمة العصر.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: انفجار مرفأ بیروت الذکرى الخامسة وزیر الثقافة انفجار 4 آب Lebanon 24 فی
إقرأ أيضاً:
بيانٌ من وزارة الأشغال.. ماذا ستشهد ضبيه؟
أعلنت وزارة الأشغال العامة والنقل، أنها تواصل عبر متعهّدها، تنفيذ أعمالٍ هندسية متخصّصة على قناة تصريف مياه الأمطار في منطقة ضبية، وذلك في إطار خطّتها الاستباقية لتأهيل مجاري تصريف مياه الشتاء ورفع قدرتها الاستيعابية قبل حلول موسم الأمطار.وتشمل الأعمال حفر وتنفيذ أوتاد إسمنتية (Piles) باستخدام معدّات حفر عميقة ومتخصّصة، تمهيدًا لتوسيع حوض القناة عند المدخل الساحلي للمنطقة، بما يسمح بزيادة عرض المجرى وتحسين تدفّق المياه. وتُنفّذ هذه الركائز لتدعيم البنية الإنشائية المحيطة بالقناة، وضمان استقرارها خلال مراحل الحفر والتوسيع المقبلة.
وتكتسب هذه النقطة أهمية هندسية خاصة نظرًا إلى وجود عدد كبير من شبكات الخدمات الحيوية داخل موقع الأشغال، تشمل كابلات كهرباء، وأنابيب مياه، وخطوط هاتف وغيرها. ولهذا، تعمل الفرق الميدانية على تنظيف المجرى القديم وتوسيعه بالتوازي مع رفع السقف (القبو العلوي)، بحيث تمرّ الخدمات لاحقاً عبر السقف بدلًا من داخل مجرى القناة، ما يُتيح تدفّقًا أفضل لمياه الأمطار ويُخفّف من خطر الانسدادات المتكرّرة خلال فصل الشتاء.
وبعد إنجاز هذه المرحلة، ستنتقل الأعمال إلى المرحلة التالية التي تتضمن صيانة وتأهيل القنوات المشابهة من جهة الجبل، في إطار حلٍّ متكاملٍ ومستدامٍ يضمن انسياب المياه بشكلٍ فعّال على جانبي الأوتوستراد الساحلي، ويحدّ من مخاطر الفيضانات التي كانت تتكرّر سنويًا في المنطقة.
وتندرج هذه الأشغال ضمن الخطة الوطنية الشاملة التي أطلقتها وزارة الأشغال العامة والنقل لتأهيل شبكات تصريف مياه الأمطار والمجاري الصحية على الطرق المصنّفة، بما يعزّز الجهوزية العامة وقدرة البنى التحتية على مواجهة السيول الشتوية، حفاظًا على السلامة العامة وصون الممتلكات والمرافق الحيوية". مواضيع ذات صلة وزارة الأشغال باشرت تخطيط هذه الطرق.. إحذروها ليلًا Lebanon 24 وزارة الأشغال باشرت تخطيط هذه الطرق.. إحذروها ليلًا