شركة "رافائيل" الإسرائيلية تهدد برفع دعوى ضد فرنسا بعد إغلاق جناحها في معرض باريس
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
تصاعدت الأزمة بين شركة "رافائيل" الإسرائيلية للصناعات الدفاعية والسلطات الفرنسية، بعدما أعلنت الشركة نيتها اتخاذ إجراءات قانونية ضد الحكومة الفرنسية على خلفية إغلاق جناحها في معرض باريس للطيران. اعلان
وفي بيان اتسم بنبرة تصعيدية، اعتبرت "رافائيل" أن الخطوة الفرنسية كانت "متعمدة وتمييزية"، وهددت بطلب تعويضات تقدّر بعشرات ملايين الدولارات.
وكان جناح "رافائيل" قد أُغلق يوم أمس بطلب من السلطات الفرنسية التي منعت عرض "الأسلحة الهجومية"، في خطوة طالت خمس شركات إسرائيلية، لكنها سمحت لاحقًا لأربع منها بمواصلة المشاركة بعد تعديل معروضاتها. أما "رافائيل"، فرفضت سحب أي من أنظمتها الدفاعية، ما أدى إلى الإبقاء على جناحها مغلقًا.
وفي هذا السياق، ادّعى نائب الرئيس التنفيذي للشركة، شلومو توآف، لموقع "بوليتيكو" أنّ الحكومة الفرنسية كانت على دراية تامة بمحتوى الجناح الذي خضع للتفتيش ودخل عبر الجمارك قبل أسابيع من انطلاق المعرض. وأضاف أن المعنيين لم يتيحوا للشركة أي آلية اعتراض رسمية، مؤكدًا: "بالطبع، سنقاضي الحكومة الفرنسية".
كما رفضت "رافائيل" مقترحًا بإعادة فتح الجناح جزئيًا مقابل إزالة بعض الأنظمة، وقال توآف: "لا نقبل بهذا النهج الأحادي ما لم يُطبق على جميع الشركات"، مشيرًا إلى أن المعرض لم يحظر عرض الأسلحة الهجومية بالكامل، بدليل استمرار عرض طائرات "رافال" الفرنسية.
ورغم الإغلاق، واصلت الشركة اجتماعاتها التجارية في مواقع بديلة، فيما وصف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ القرار الفرنسي بأنه "فاضح"، داعيًا إلى التراجع عنه.
خلفية سياسية متوترةتأتي هذه الخطوة في سياق سياسي متوتر بين باريس وتل أبيب، وسط انتقادات فرنسية متصاعدة للحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 55 ألف فلسطيني.
Relatedإسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض باريس للطيرانماكرون: فرنسا قد تعترف بالدولة الفلسطينية في حزيران المقبلوزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر: اعتراف فرنسا بدولة فلسطين سيكون مكافأة للإرهابوكان الرئيس إيمانويل ماكرون قد لوّح باتخاذ إجراءات صارمة إذا استمر تعطيل إدخال المساعدات، فيما شدد وزير الخارجية جان-نويل بارو على دعم الاعتراف بدولة فلسطينية ضمن جهد دولي مشترك، وندّد بـ"النظام المُعسكر" لتوزيع المساعدات.
وتأتي خطوة "رافائيل" القضائية لتضيف بعدًا قانونيًا جديدًا إلى الخلاف القائم، فيما تواجه إسرائيل رفضًا متصاعدًا بسبب حربها المستمرة على غزة، حيث تُفرض قيودٌ متكررة على شركاتها في المعارض الدفاعية داخل فرنسا.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني بنيامين نتنياهو إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني بنيامين نتنياهو معرض أزمة دبلوماسية فرنسا أسلحة قطاع غزة إسرائيل إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني بنيامين نتنياهو هجمات عسكرية سوريا صواريخ باليستية قطاع غزة البرنامج الايراني النووي علي خامنئي فی معرض باریس
إقرأ أيضاً:
موقع إيطالي: الإعلام الغربي يتجاهل فشل المنظومة الدفاعية الإسرائيلية
سلّط موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي الضوء على تجاهل الإعلام الغربي هشاشة منظومة "القبة الحديدية" الإسرائيلية وفشلها غير المسبوق في صد الهجمات الصاروخية الإيرانية خلال الأيام الماضية.
وقال الكاتب جوزيبي غاليانو في التقرير إن الأمر اللافت في الحرب الجديدة التي اندلعت في الشرق الأوسط ليس الهجوم الإسرائيلي على إيران، بل عجز إسرائيل عن الدفاع عن نفسها أمام الضربات الإيرانية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب بريطاني إسرائيلي: الهدف الخفي لهجوم إسرائيل على إيرانlist 2 of 2كاتبة بريطانية: إسرائيل دمرت سمعتها بغزة وتحاول ترميمها عبر حرب إيرانend of listواعتبر الكاتب أن العالم يشهد تحولا تاريخيا، إذ تبدو دولة إسرائيل للمرة الأولى منذ نشأتها عرضة للخطر في عقر دارها، بينما تستمر رسائل الطمأنة في وسائل الإعلام الغربية وتلميع القدرات الدفاعية الإسرائيلية.
ويُعد هذا التطور من أبرز الأحداث على المستوى الجيوسياسي في الفترة الأخيرة، ومع ذلك لا يحظى بالتغطية الكافية، إذ لا يشير الإعلام الغربي إلى أن الصواريخ الإيرانية الدقيقة تجاوزت بسهولة نسبية الدفاعات الإسرائيلية وسببت أضرارا مادية جسيمة، وخلفت قتلى وجرحى، وأدت إستراتيجيا إلى انهيار مصداقية "التحصن" الإسرائيلية.
أسطورة القبة الحديدية
أوضح الكاتب أن القبة الحديدية هي نظام طوّرته شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة بالتعاون مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وموّلته بشكل كبير الولايات المتحدة.
وتتمثل مهمته المعلنة في اعتراض الصواريخ القصيرة المدى وقذائف المدفعية ضمن نطاق يبلغ نحو 70 كيلومترا.
ومنذ دخوله الخدمة عام 2011، تم تقديم نظام القبة الحديدية كإنجاز تكنولوجي عسكري إسرائيلي، قادر على تحييد الصواريخ التي تُطلق من غزة.
ويلفت الكاتب إلى أن وسائل الإعلام الغربية تتجاهل معطى جوهريا، وهو أن القبة الحديدية فعالة ضد التهديدات البسيطة نسبيا، مثل صواريخ القسام أو غراد، التي تفتقر إلى أنظمة التوجيه وتسير في مسارات يمكن التنبؤ بها.
أما في مواجهة الصواريخ الباليستية، أو صواريخ كروز القابلة للمناورة، أو الصواريخ الفرط صوتية، فالقبة الحديدية لم تُصمم للتعامل معها، وفقا للكاتب.
إعلان
المنظومة الدفاعية الإسرائيلية
ذكر الكاتب أن إسرائيل قامت تدريجيا ببناء نظام دفاعي متعدّد الطبقات لمواجهة التهديدات الأكثر تعقيدا، يضم:
مقلاع داود: مصمم لاعتراض الصواريخ المتوسطة المدى (بين 70 و300 كيلومتر) والصواريخ الجوالة المتقدمة، لكن هذا النظام بدوره أظهر حدودا في قدرته على التمييز بين التهديدات المتزامنة.
آرو 2 وآرو 3: تم تصميم النظامين لاعتراض الصواريخ الباليستية البعيدة المدى، لا سيما تلك التي تطلق من اليمن أو إيران.
وحظي نظام آرو 3 بإشادة واسعة، لكن قدراته الحقيقية في خضم حرب معقدة بقيت غير معروفة.
وعانت المنظومة الدفاعية الإسرائيلية بشكل واضح في التصدي للهجوم الإيراني الأخير الذي شاركت فيه طائرات مسيّرة انتحارية من طراز "شاهد"، وصواريخ باليستية، وصواريخ جوّالة.
وتم اعتراض بعض الصواريخ بفضل الدعم الحاسم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، لكن صواريخ أخرى أصابت أهدافًا مدنية وبُنى تحتية حساسة.
تكرار تغذية الوهم
هذا العجز، وفقا للكاتب، كان ينبغي أن يثير نقاشات جدية حول فاعلية منظومات الدفاع الصاروخي الإسرائيلية وقدرة إسرائيل على الاعتماد على نفسها، لكن وسائل الإعلام الغربية ما زالت تروّج لصورة الحصن التكنولوجي المنيع، وتتجاهل الثغرات البنيوية في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.
وقال غاليانو إن هذه الرواية ذاتها كانت قد غذّت وهم التفوق الأوكراني في مواجهة روسيا، وهي الآن تتكرر مجددا، وتسعى إلى التأكيد أن الغرب لا يُخطئ أبدا، ومن يقول العكس فهو انهزامي أو عدو.
ويتابع قائلا إن ما يثير القلق ليس الإخفاق الجزئي لمنظومة القبة الحديدية فحسب، بل حقيقة أن إسرائيل لم تتمكن من التصدي بالشكل المطلوب لهجوم صاروخي منسّق رغم كل الدعم العسكري والتكنولوجي الأميركي.
ويتساءل الكاتب: إذا كان هذا حال تل أبيب -إحدى أكثر الدول تطورا عسكريا في العالم- فماذا سيكون مصير روما أو ميلانو أو نابولي إن تعرضت لهجوم من قوة كبرى مثل روسيا؟
وختم بأن المشكلة الحقيقية ليست فاعلية القبة الحديدية، بل عجز الإعلام الغربي عن نقل الواقع من دون فلاتر أيديولوجية، وذلك ما يُبقي المواطن الغربي أسير سردية تتجاهل الحقائق وتُخفي الفشل وتصوّر عالما بالأبيض والأسود، وقد يكون الثمن أمن أوروبا ذاتها.