الجزيرة:
2025-06-18@16:47:15 GMT

في غزة.. الإذلال والموت من أجل ما يسد الرمق

تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT

في غزة.. الإذلال والموت من أجل ما يسد الرمق

ركزت صحيفة لوموند الفرنسية على الإذلال والمخاطرة التي أصبحت جزءا من طقوس الحصول على القليل من الطعام من "مؤسسة غزة الإنسانية"، تلك المنظمة الأميركية الخاصة التي تعمل بإشراف إسرائيلي في قطاع غزة.

ووصفت الصحيفة مشهد توزيع المؤسسة للطعام، انطلاقا من فيديو صوره المدير المشارك لمجموعة "الوقوف معا" العربية اليهودية الإسرائيلية، ألون لي غرين، الذي ظهر فيه فناء خرساني في المقدمة، ثم حقل مهجور تتجمع فيه مئات الظلال خلف بوابات معدنية، وعلى يسارهم يتجمع آخرون على سفح التل، مستعدين للانقضاض.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوتان: غزة هي مسرح دموي لتفاهة الشرlist 2 of 2كاتب أميركي: 4 أفكار حول جنوح ترامب إلى التشدد تجاه إيرانend of list

فجأة -كما تقول الصحيفة- "اندفع آلاف الناس نحو صناديق الطعام. كان تدافعا جنونيا يائسا"، وعلق الناشط الإسرائيلي ألون لي غرين قائلا: "هذا الفيديو كارثي بكل بساطة. ليس فيلما كارثيا، إنه الجحيم الذي خلقناه في غزة. هكذا يبدو البشر الجائعون، يخاطرون بحياتهم لإطعام أنفسهم. هكذا يبدو تجريد ملايين الناس من إنسانيتهم".

وقالت الصحيفة إن هذه المشاهد أصبحت أمرا طبيعيا في قطاع غزة، حيث أصبح الإذلال والمخاطرة جزءا من طقوس الحصول على القليل من الطعام في منطقة يعاني جميع سكانها البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي الحاد منذ أن فرضت إسرائيل حصارا صارما عليها في الثاني من مارس/آذار الماضي.

الجميع في غزة يعاني للحصول على ما يسد الرمق (غيتي) مؤسسة الإذلال

ونبهت لوموند إلى أن معظم من يتمكن من الحصول على كيس من الطعام هم شباب قادرون على السير عدة كيلومترات إلى المراكز، خاصة أن الكميات محدودة وتلقى أرضا، وغالبا ما ينهبها الوافدون الأوائل الذين يختارون الضروريات الأساسية.

لكن كبار السن الذين يتحدون الموت وينتظرون لساعات، لا يبقى لهم شيء عندما يحين دورهم، خلافا لأشخاص يعودون كل يوم ويعيدون بيع المنتجات، التي أصبحت نادرة وتباع بأسعار باهظة في السوق، مثل الدقيق والزيت والسكر.

إعلان

وعلى صفحة "مؤسسة غزة الإنسانية" على فيسبوك، تنتقد التعليقات الفوضى وعدم المساواة في التوزيع، وتدعو إلى نظام محوسب قائم على الترشيح، لأن المنظمة الأميركية تكتفي بمنشورات مقتضبة تعلن فيها عن فتح أو إغلاق إحدى نقاطها الأربع للتوزيع، وتذكير الناس بعدم الاقتراب من البوابات أو التجمع عندها قبل فتحها، "لأنها منطقة عسكرية".

وفي هذا الصدد، يقول أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إنه "لا يوجد منطق ولا إجراءات، ولا حتى شخص ينظر إليهم ويرحب بهم ويحييهم. في مراكز الإغاثة"، وتضيف جولييت توما، مديرة الاتصالات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، "لم نشهد شيئا كهذا في التاريخ الحديث، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. إنها ليست وحدة غزة للمساعدات الإنسانية، بل مؤسسة الإذلال".

لم نشهد شيئا كهذا في التاريخ الحديث، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إنها ليست وحدة غزة للمساعدات الإنسانية، بل مؤسسة الإذلال

بواسطة جولييت توما

وقد منعت إسرائيل الوكالة الأممية -التي تعمل في الأراضي المحتلة منذ 75 عاما- من إيصال المساعدات إلى سكان غزة في مراكزها البالعة 400، مدعية أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تحول مسارها، مع أن هذا الادعاء لا أساس له من الصحة، كما تقول الصحيفة.

وذكّرت الصحيفة بأن مستشفى العودة في مخيم النصيرات، الأقرب إلى نقطة توزيع نتساريم في وسط القطاع، يشهد تدفقا يوميا للجرحى، ينقلهم السكان العائدون من عمليات التوزيع على عربات، نظرا لإغلاق المنطقة أمام المسعفين، إذ يقول المدير الطبي للمستشفى ياسر أبو شعبان: "لا نستطيع التعامل مع عدد الجرحى وطبيعة إصاباتهم".

ومع تزايد الجوع وفوضى التوزيع، يتعرض سكان غزة أيضا لهجمات وسرقات في طريق عودتهم إلى منازلهم، يقول فايز أبو أحمد، وهو أب لـ4 أطفال: "تعرض ابن أخي لهجوم وسرقوا طعامه. لذلك نحتفظ الآن بسكين ظاهر عند عودتنا إلى المنزل، لكننا لا نلوح به أبدا في منطقة التوزيع، لأن الأميركيين سيطلقون النار علينا أيضا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تدعو لوقف فوري للمعاناة الإنسانية في غزة وتنتقد الحرب الإسرائيلية

أطلق مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، نداءً عاجلًا إلى حكومات العالم للتحرك الفوري لوقف المعاناة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، مؤكدًا أن "الوقت قد حان ليستفيق الجميع إلى حجم الكارثة".

وخلال افتتاح الدورة الـ59 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، شدد تورك على أن السلام الدائم لن يتحقق إلا من خلال حل الدولتين، تكون فيه غزة جزءًا من دولة فلسطينية مستقلة.

وانتقد بشدة "حرب الإبادة" الإسرائيلية، واصفًا الأساليب القتالية بأنها "تلحق بالفلسطينيين معاناة مروعة وغير مقبولة"، منددًا بما سمّاه "الخطاب المجرد من الإنسانية" الصادر عن مسؤولين إسرائيليين، واستمرار الحصار المفروض على دخول مساعدات الأمم المتحدة.

ودعا تورك إلى فتح تحقيق دولي في استهداف المدنيين أمام مراكز توزيع المساعدات في غزة.

غزةحرب غزةالأمم المتحدة‎قد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • الإنسانية في خطر
  • مشهد يتكرر يوميًا في غزة.. الاحتلال يستهدف طالبي المساعدات الإنسانية
  • مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية توقّع اتفاقية مع مؤسسة البصر العالمية
  • "مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية" توقع اتفاقية تفاهم مع "مؤسسة البصر العالمية
  • الأونروا تحذّر منع الوقود عن غزة يهدد بوقف كامل للعمليات الإنسانية
  • الأمم المتحدة تدعو لوقف فوري للمعاناة الإنسانية في غزة وتنتقد الحرب الإسرائيلية
  • الأورومتوسطي .. مؤسسة غزة الإنسانية شريك مباشر في آلة القتل والتجويع الإسرائيلية
  • كاتب أميركي: مؤسسة غزة الإنسانية غطاء لحماية إسرائيل
  • ألمانيا.. حكم بالسجن المؤبد على طبيب سوري متهم بجرائم ضد الإنسانية