إسرائيل في مأزق دفاعي.. نقص حاد بالصواريخ وتحذيرات من انهيار منظومة «آرو»
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
تتزايد المخاوف من انزلاق منطقة الشرق الأوسط نحو مواجهة عسكرية شاملة، في ظل تواصل الضربات الجوية والهجمات السيبرانية المتبادلة بين إسرائيل وإيران، بالتوازي مع تحذيرات دولية من مخاطر استهداف المنشآت النووية، وقلق متنامٍ من محدودية قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي، وسط إشارات إلى إمكانية دخول واشنطن على خط المواجهة عبر استخدام أحد أخطر أسلحتها.
في التفاصيل، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن محدودية قدرة إسرائيل على الدفاع الجوي، حيث أشارت إلى أن مخزون الصواريخ الاعتراضية لدى الدفاعات الجوية الإسرائيلية يكفي لمواجهة الهجمات الإيرانية لمدة 10 إلى 12 يوماً فقط في ظل وتيرة الهجمات الحالية، دون تجديد من الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أن أنظمة الدفاع الإسرائيلية تواجه تحديات كبيرة في إعادة تشكيل ذخائرها الدفاعية، ما قد يؤدي بحلول نهاية الأسبوع إلى قدرة منخفضة على اعتراض الصواريخ القادمة، في ظل استنزاف الذخيرة الدفاعية.
في سياق متصل، حذر مسؤول أمريكي في حديث لصحيفة “وول ستريت جورنال” من نقص حاد في صواريخ “أرو” الاعتراضية، التي تعد خط الدفاع الأول ضد الصواريخ الباليستية الإيرانية بعيدة المدى، مؤكداً أن واشنطن تدرك هذه الأزمة وتعمل على تعزيز أنظمتها الدفاعية البرية والبحرية والجوية، مع إرسال مساعدات إلى المنطقة، رغم المخاوف من استنزاف المخزون الأمريكي نفسه.
وأشار توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى صعوبة استمرار اعتراض الصواريخ “طوال اليوم”، داعياً إسرائيل وحلفاءها إلى التحرك بسرعة ووعي لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمنها.
من جهتها، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان أنه “مستعد وجاهز للتعامل مع أي سيناريو”، لكنه رفض التعليق على تفاصيل متعلقة بمخزون الذخيرة.
على الصعيد الدولي، أدانت روسيا الهجمات الإسرائيلية، ووصفتها بأنها “غير مقبولة على الإطلاق”، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي المتوتر بين إيران وإسرائيل.
نائب الرئيس الإيراني: الأوضاع في المنشآت النووية طبيعية رغم الهجمات الإسرائيلية
أكد نائب الرئيس الإيراني ورئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي، أن الأوضاع في المنشآت النووية الإيرانية، بما في ذلك نطنز وفوردو، مستقرة وطبيعية، على الرغم من الهجمات الجوية التي شنها الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الماضية.
وفي تصريح نقلته قناة SNN الإيرانية، أوضح إسلامي أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت بعض المواقع النووية لم تؤثر على سير العمل في هذه المنشآت، مشيراً إلى أن الوضع لا يزال تحت السيطرة، ولا وجود لأي تغيير في مستويات الأمان أو التشغيل.
وأكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيري، أن طهران لا تسعى إلى توسيع دائرة الحرب مع إسرائيل إلى منطقة الخليج، لكنه توعد بحرمان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الشعور بالأمان في أي مكان في العالم.
وقال عزيري، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية، إن إيران “لا ترغب في توسيع نطاق الحرب إلى الخليج”، لكنه شدد على أن “نتنياهو لن يشعر بالأمان في أي بقعة على وجه الأرض”، في إشارة إلى الرد الإيراني المحتمل على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
من جهته، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في وقت سابق من ما وصفها بـ”مؤامرة إسرائيلية” تهدف إلى توسيع دائرة الحرب، عبر استهداف منشآت نفطية إيرانية في مياه الخليج.
وأوضح عراقجي أن “استهداف الكيان الصهيوني منشآتنا النفطية يندرج ضمن مساعٍ لتوسيع الحرب، وخلق أزمات جديدة عبر إقحام أطراف إقليمية ودولية في النزاع”. واعتبر أن هذا التصعيد يشكل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن تكرار استهداف البنية التحتية الحيوية، ولا سيما المنشآت النفطية، يهدف إلى زعزعة الاستقرار الاقتصادي والبيئي للمنطقة، وهو ما يخدم مصالح إسرائيل التوسعية على الصعيدين العسكري والسياسي.
واتهم السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في جنيف، علي بحريني، إسرائيل بشن هجمات جوية على بلاده دون أي مبرر قانوني أو عسكري، مشيراً إلى أن تلك الهجمات استهدفت مناطق مدنية مأهولة بالسكان، دون سابق إنذار، وفي انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وفي بيان رسمي الأربعاء، وصف بحريني الاعتداءات الإسرائيلية بأنها “عدوان مباشر وغير مبرر”، مؤكداً أن “إيران لن تتردد في الدفاع عن شعبها وأراضيها، وسترد بجدية وقوة ودون ضبط للنفس”.
مجموعة قرصنة إسرائيلية تهاجم منصة تداول العملات الرقمية الإيرانية Nobitex في هجوم سيبراني واسع
أعلنت مجموعة القرصنة الموالية لإسرائيل، والمعروفة باسم “The Predatory Sparrow”، عن تنفيذ هجوم سيبراني استهدف أكبر منصة لتداول العملات الرقمية في إيران، منصة Nobitex، وذلك بعد يوم واحد فقط من اختراق واسع طال أكبر بنك إيراني، بنك Sepah، مما تسبب في تعطيل كبير للأنظمة المصرفية في البلاد.
وجاء في بيان المجموعة أن هذا الهجوم هو رد فعل على استخدام منصة Nobitex للعملات الرقمية في تمويل ما وصفته بـ”الإرهاب الإيراني”، فضلاً عن محاولة التحايل على العقوبات الدولية المفروضة على إيران.
وهددت المجموعة بنشر جميع البيانات الداخلية الخاصة بالمنصة خلال 24 ساعة، مؤكدة أن الهجوم تسبب بخسائر مالية تقدر بحوالي 48.65 مليون دولار، تم تنفيذ معظمها عبر معاملات مشبوهة على شبكة “Tron blockchain”.
إيران تعلن توقيف 5 “عملاء للموساد” بتهمة إثارة البلبلة وتشويه صورة النظام عبر الإنترنت
أعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأربعاء، توقيف خمسة أشخاص قالت إنهم عملاء لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، بتهمة تنفيذ أنشطة سيبرانية تهدف إلى “تشويه صورة النظام” وإثارة القلق بين المواطنين، بحسب ما أفادت وكالتا “تسنيم” و”إيسنا” المحليتان.
وأوضح البيان أن الموقوفين اعتُقلوا في محافظة لرستان غربي البلاد، وجرى وصفهم بأنهم “مرتزقة سخروا نشاطهم في الفضاء السيبراني لتقويض الأمن العام والتأثير على الرأي العام ضد الجمهورية الإسلامية”.
وكانت السلطات الإيرانية قد فرضت الجمعة الماضية قيوداً مؤقتة على الوصول إلى الإنترنت عقب بدء الضربات الإسرائيلية، ما أدى إلى تعذّر الوصول الكامل أو الجزئي إلى العديد من المواقع الإلكترونية.
ودعت السلطات السكان مراراً إلى “تقليل استخدام الأجهزة المتصلة بالإنترنت”، فيما طالب التلفزيون الرسمي الإيراني المواطنين بحذف تطبيق “واتساب”، زاعماً أنه يجمع بيانات حساسة مثل المواقع الجغرافية ويرسلها إلى “العدو الصهيوني”.
تأتي هذه التطورات في ظل اضطرابات سيبرانية وأمنية متزايدة داخل إيران، وسط تقارير عن استهداف منشآت ومرافق حيوية في البلاد، في خضم حرب إلكترونية توازي التصعيد العسكري الميداني.
قلق أميركي من نقص صواريخ “آرو” الدفاعية في إسرائيل وسط تصاعد التهديد الإيراني
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، الأربعاء، أن إسرائيل تواجه نقصاً في صواريخ منظومة “آرو” الدفاعية الاعتراضية، ما يثير مخاوف جدّية بشأن قدرتها على التصدي لهجمات صاروخية باليستية طويلة المدى، خاصة في ظل تصاعد التوتر مع إيران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي أن واشنطن على دراية بمشكلات تتعلق بقدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي منذ أشهر، وتعمل حالياً على تعزيز تلك الدفاعات عبر دعم أنظمة اعتراضية برية وبحرية وجوية.
في السياق ذاته، أقرّ مسؤول عسكري إسرائيلي بوجود ثغرات في المنظومة، رغم تحقيقها “نسبة نجاح تتراوح بين 80 و90%” في التصدي للهجمات، مشدداً في الوقت نفسه على أن “لا وجود لأي منظومة دفاعية مثالية بنسبة 100%”، وهو ما يفسّر اختراق بعض الصواريخ الإيرانية للمجال الإسرائيلي.
وتُعد منظومة “آرو” (السهم) آخر خطوط الدفاع في بنية الدرع الصاروخي الإسرائيلي، وتتميّز بقدرتها على اعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي وعلى مدى يفوق 2400 كلم. وتتكون من نسختين رئيسيتين: “آرو 2” و”آرو 3″، وقد طُوِّرت خصيصاً لمواجهة التهديدات الإيرانية.
ويوفر “آرو 3” قدرات متقدمة في التتبع والتمييز والاعتراض، ويُعتمد عليه في حماية المنشآت الحيوية الإسرائيلية، وسط توقعات بمزيد من التحديات في حال تصاعد المواجهة مع طهران.
الهيئة الوطنية العراقية للرقابة النووية تُعلن تشكيل غرفة عمليات عربية مشتركة للتأهب للطوارئ النووية
أعلنت الهيئة الوطنية للرقابة النووية والإشعاعية والكيميائية والبيولوجية في العراق عن تشكيل غرفة عمليات عربية مشتركة للتأهب والتصدي للطوارئ النووية، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون العربي لمواجهة المخاطر النووية المحتملة.
وشكل الاجتماع التنسيقي، الذي عُقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، منصة لتوحيد الجهود برئاسة سالم الحامدي، مدير عام الهيئة العربية للطاقة الذرية، وصباح حسن الحسيني، معاون رئيس الهيئة العراقية ورئيس الشبكة العربية للهيئات الرقابية النووية. وحضر الاجتماع ممثلون عن الأردن ولبنان واليمن والكويت وليبيا والبحرين وتونس والسودان.
وأكد الحسيني خلال الاجتماع الاتفاق على تشكيل غرفة عمليات “خلية أزمات” تتيح التواصل الفوري وتنسيق الاستجابة بين الدول المشاركة في حال تسجيل أي تغير غير طبيعي في مستويات الإشعاع، لضمان سرعة التعامل مع أي طارئ.
وشدد البيان على أن هذه الخطوة تندرج ضمن جهود العمل العربي المشترك لمواجهة المخاطر المحتملة الناتجة عن الهجمات العسكرية على المنشآت النووية في المنطقة، مع التركيز على حماية السكان والبيئة والحفاظ على الأمن النووي والسلامة العامة.
ماريا زاخاروفا: الصراع بين إيران وإسرائيل يشكل تهديداً مباشراً للمنطقة والعالم
أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل لا يقتصر على التصعيد العسكري فحسب، بل يمثل تهديداً حقيقياً للمنطقة والعالم بأسره، بسبب استهداف المنشآت النووية والسلمية.
وفي تصريح لإذاعة “سبوتنيك”، أكدت زاخاروفا أن إيران تمتلك الحق في تطوير منشآت نووية سلمية، وأن توجيه ضربات عسكرية لهذه المنشآت يشكل تهديداً عالمياً ذا أبعاد عملية وليس مجرد احتمال نظري.
وقالت: “في هذه الحالة، نحتاج إلى الحديث عن التهديد النووي، الذي ليس له بعد افتراضي على الإطلاق، ولكنه ذو بعد عملي”.
اختفاء حاملة الطائرات الأمريكية “نيميتز” عن أنظمة التتبع خلال توجهها إلى الشرق الأوسط وسط تصاعد التوتر مع إيران
ذكرت وكالة “نوفوستي” الروسية، استناداً إلى بيانات موقع Marine Vessel Traffic المتخصص بمراقبة حركة الملاحة البحرية، أن حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس نيميتز” اختفت من أنظمة التتبع البحري بعد إيقاف جهاز الترانسبوندر الخاص بها أثناء توجهها نحو منطقة الشرق الأوسط.
آخر إشارة مسجلة من الحاملة كانت في 17 يونيو، حين كانت تبحر بسرعة 19 عقدة في المياه الواقعة بين ماليزيا وإندونيسيا، متجهة نحو الشمال الغربي، دون تحديد وجهة نهائية. وتشير التقديرات إلى أن المجموعة القتالية المرافقة لها قد تكون متجهة إلى منطقة الخليج، في ظل حالة تأهب متزايدة.
“محطم التحصينات”.. القنبلة الأميركية الخارقة التي قد تغير قواعد الصراع مع إيران
أعاد الهجوم الإسرائيلي الأخير على منشآت داخل إيران طرح تساؤلات بشأن احتمال استخدام الولايات المتحدة لسلاحها الأكثر تطوراً في هذا السياق، القنبلة الخارقة “GBU-57A/B” المعروفة بـ”محطم التحصينات”، والمصممة خصيصاً لتدمير الأهداف المحصنة تحت الأرض، وعلى رأسها المنشآت النووية الإيرانية.
وتعد هذه القنبلة الفريدة، التي لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة، من أبرز الأدوات العسكرية التي يمكنها استهداف منشآت مثل “فوردو” الواقعة في عمق جبل شمال غرب إيران، والتي تقول إسرائيل إنها تضم يورانيوم مخصب وأجهزة طرد مركزي حساسة.
يبلغ طول القنبلة نحو 6 أمتار وتزن أكثر من 13 طناً، مع قدرة على اختراق 60 متراً تحت سطح الأرض قبل أن تنفجر بـ2.3 طن من المتفجرات عالية التركيز، ما يضمن الحد من الأضرار السطحية والتركيز على تدمير الهدف تحت الأرض بدقة.
وأكد خبير عسكري أميركي أن القنبلة صُممت خصيصاً لمواجهة تهديدات مشابهة لمواقع إيران وكوريا الشمالية، مضيفاً أن انفجارها لا يولد سحابة ضخمة، بل يؤدي إلى دمار محدود ودقيق ناجم عن قوة الاختراق.
ولا تملك أي دولة أخرى، بما في ذلك إسرائيل، هذه القنبلة أو القاذفة الشبحية “B-2 سبيريت” القادرة على حملها، والتي تتمركز في قاعدة “وايتمان” بولاية ميسوري الأميركية. ويستغرق وصولها إلى إيران نحو 15 ساعة طيران، لكن محللين يؤكدون أن تراجع فاعلية الدفاعات الجوية الإيرانية بعد الضربات الأخيرة قد يسهّل تنفيذ هجمات دون الحاجة لتخفي كامل.
رغم هذه المؤشرات، لا يزال موقف واشنطن غامضاً بشأن تدخل مباشر في الهجمات ضد إيران، وإن كانت قد أبدت دعماً سياسياً وعسكرياً لإسرائيل.
من جانبها، تنفي طهران سعيها لتطوير أسلحة نووية، فيما حذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خطورة استهداف المنشآت النووية، مشيرة إلى أن مثل هذه العمليات قد تهدد الأمن النووي العالمي وتخلق مخاطر بيئية جسيمة.
مكتب نتنياهو يكشف حصيلة أضرار الصواريخ الإيرانية: 24 قتيلًا وأكثر من 800 مصاب وتهجير الآلافأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم، أن الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران أسفرت عن مقتل 24 شخصًا وإصابة أكثر من 800، في أعقاب تصعيد غير مسبوق بين الجانبين منذ اندلاع المواجهة العسكرية المباشرة منتصف الشهر الجاري.
ووفقًا للبيان الرسمي، فقد أُطلقت 400 صاروخ باليستي من إيران باتجاه الأراضي الإسرائيلية، سقطت في 40 موقعًا مختلفًا، وأدت إلى مقتل 24 شخصًا، بينما بلغ عدد المصابين 804، بينهم 8 في حالة خطرة، و41 مصابًا إصاباتهم متوسطة، في حين وُصفت بقية الإصابات بأنها طفيفة.
وأضاف البيان أن نحو 3800 شخص اضطروا لإخلاء منازلهم بسبب المخاطر الناجمة عن القصف، مشيرًا إلى أن حصيلة القتلى لم تتغير منذ يوم الإثنين الماضي.
أردوغان يتهم نتنياهو بتجاوز هتلر في جرائمه.. وبوتين يعرض الوساطة لوقف التصعيد الإيراني الإسرائيلي
اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بارتكاب “جرائم تفوق ما فعله أدولف هتلر”، واصفًا الهجمات الإسرائيلية على إيران بأنها “إرهابية”، في وقت أبدت فيه روسيا استعدادها للتوسط بين الجانبين لاحتواء التصعيد العسكري المستمر في المنطقة.
وفي تصريحات شديدة اللهجة، أعرب أردوغان عن أمله في أن يُحاكم نتنياهو أمام المحاكم الدولية، مؤكدًا أن “إسرائيل المدعومة من بعض القوى الغربية تواصل ارتكاب مخالفات جسيمة للقانون الدولي”، وأضاف أن “دفاع إيران عن نفسها حق مشروع”، منتقدًا صمت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية.
وشدد الرئيس التركي على أن حكومته تتابع التطورات عن كثب، وتجري استعدادات لمختلف السيناريوهات في المنطقة، مؤكدًا تمسك أنقرة بخيار “العدل والدبلوماسية والحوار”، كما كشف عن محادثات أجراها مع عدد من القادة، بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بهدف الدفع نحو حل سياسي للأزمة النووية.
وفي موسكو، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث التصعيد الإيراني–الإسرائيلي مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مؤكدًا استعداد موسكو لتقديم وساطتها لحل النزاع المتفاقم، وحذر من “عواقب سلبية للغاية” على استقرار الشرق الأوسط.
وأشار البيان الروسي إلى أهمية وقف الأعمال القتالية وتكثيف المساعي الدبلوماسية لحل القضايا العالقة، وخاصة ما يتعلق ببرنامج إيران النووي. كما نقلت وكالة “تاس” عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين أن موسكو على تواصل مباشر مع أجهزة الاستخبارات في طهران وتل أبيب لتقييم الوضع والتطورات الميدانية.
وفي السياق ذاته، حذر عضو مجلس الاتحاد الروسي أندريه كليشاس من أن الضربات الإسرائيلية تهدف إلى تغيير النظام السياسي في إيران أكثر من استهداف منشآتها النووية، في حين جددت السفارة الروسية في تل أبيب دعوتها لمواطنيها بمغادرة إسرائيل عبر المعابر البرية مع مصر والأردن.
آخر تحديث: 18 يونيو 2025 - 14:55المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إيران إيران وأمريكا إيران وإسرائيل اسرائيل تقصف إيران ايران تقصف اسرائيل الهجمات الإسرائیلیة المنشآت النوویة استهداف منشآت الشرق الأوسط تهدف إلى إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟
وصلت التوترات بين طهران وبيروت إلى مستوى جديد، حيث رفض وزير الخارجية اللبناني دعوة إيرانية رسمية فيما تحاول إسرائيل إزالة تهديد حزب الله في الشمال من خلال توسيع هجماتها.
في يوم الأربعاء 10 ديسمبر (19 آذر 1404)، أعلن وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي أنه لم يقبل حتى الآن دعوة لزيارة طهران واقترح بدلاً من ذلك إجراء محادثات مع إيران في بلد ثالث محايد ومتفق عليه بشكل متبادل.
ووفقًا لوكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، فقد أرجع رجي سبب القرار الى ما أسمّاها "الظروف الحالية"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل، وشدد الوزيراللبناني على أن هذه الخطوة لا تعني رفض المحادثات مع إيران.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ، وجّه الأسبوع الماضي دعوة لنظيره اللبناني لزيارة إيران في المستقبل القريب ومراجعة العلاقات الثنائية.
انضم إلى يورونيوز فارسي على فيسبوك
تبدو مسألة نزع سلاح «حزب الله» والهجمات الإسرائيلية الأخيرة على بيروت أبعد من مجرد قضية محلية بسيطة، وكما تصف مجلة «عرب ويكلي» الأسبوعية المطبوعة في لندن في مقالها يوم الأربعاء: «لقد أصبح لبنان في الواقع أرضًا محروقة حيث يتم تبادل الرسائل (والصواريخ) بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة».
حذّر وليد جنبلاط، السياسي اللبناني الدرزي، بنبرة صريحة مؤخرًا من أن بلاده يجب ألا تصبح «صندوق بريد» لإيصال الرسائل بين القوى الأجنبية.
ويبدو أن رسالة تل أبيب الأخيرة إلى حزب الله وطهران قد وصلت إلى حارة حريك معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت في 23 نوفمبر الماضي. فخلال الغارة الإسرائيلية، التي وافق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصيًا، تم تدمير قصف مبنى سكني وقُتل في الغارة قائد أركان الحزب هيثم علي طباطبائي.
وترى الدولة العبرية أنه بفضل غاراتها الجوية على إيران وإضعاف عدوها اللبناني، فإنها لم تعد مهتمة بإدارة تهديد «حزب الله»؛ بل إنها تنوي القضاء عليه. فقد سبق وخيّر نتنياهو حكومة نواف سلام والشعب اللبناني عامة العام الماضي بين أمريْن: إما "تحرير بلدكم من حزب الله" أو مواجهة "الدمار والمعاناة على غرار ما نراه في غزة" وفق تهديده.
حزب الله: أكثر من الخبز والماء للبنانيعتقد فاضل إبراهيم، كاتب المقال، أن هذه التطورات قد غيّرت بشكل جذري نظرة إيران إلى حزب الله؛ وأنه "قبل هجمات حزيران/يونيو، كان حزب الله أداة لاستعراض القوة، ولكن الآن، ربما يُعتبر الدرع الأخير المتاح لضمان بقاء الجمهورية الإسلامية".
كما تفسّر هذا الرأي ملاحظات علي أكبر ولايتي، أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى في إيران، الذي شدد في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر على أن "وجود حزب الله أكثر أهمية للبنان من الخبز".
وقد قوبلت هذه التصريحات برد فعل عنيف وصريح من الحكومة اللبنانية. وصف يوسف رجي، وزير الخارجية اللبناني، تصريحات ولايتي بأنها انتهاك واضح لسيادة بلاده، وكتب في رسالة على شبكة X موجهة إلى نظيره الإيراني، عباس عراقجي، أن "ما هو أكثر قيمة بالنسبة لنا من الماء والخبز هو سيادة وحرية واستقلال صنع القرار الداخلي لدينا".
كما ندد بانتقاد حاد بالشعارات الأيديولوجية والبرامج العابرة للحدود التي دمرت الأمة اللبنانية على حد قوله.
لم تعد الحكومة اللبنانية تنقل سخطها سراً، بل تعلن ذلك بصوت عالٍ للجميع. وشدد وزير الخارجية اللبناني آنذاك، في مقابلة مع شبكة الجزيرة العربية، على أن "حزب الله لا يمكنه تسليم أسلحته دون قرار من إيران"، وهو اعتراف واضح بحقيقة أن السيطرة على الحرب والسلام في لبنان لا تكمن في بيروت، بل في طهران.
إسرائيل توسّع نطاق حملاتها العسكرية في المنطقة بعد وقف إطلاق النار في غزةفي الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات الخطابية بين بيروت وطهران، تعمل إسرائيل، التي قلصت أنشطتها العسكرية خلال وقف إطلاق النار الهش في غزة، بنشاط على توسيع نطاق عملياتها إلى البلدان المجاورة.
بالإضافة إلى استهداف قادة حزب الله وعناصره، كثف الجيش الإسرائيلي أيضًا حملته في سوريا، مخلفًا عددًا كبيرًا من الضحايا من خلال شن هجوم برّي جريء في بلدة بيت جن.
كما أن الوضع الحالي في الميدان يزيد من تفاقم الأوضاع، خاصة وأن التقارير تشير إلى أن المبعوث الأمريكي توم باراك قد صرح في تحذيره الأخير لبغداد بأن إسرائيل لن تتردد في مهاجمة الأراضي العراقية إذا تدخلت الميليشيات المدعومة من إيران هناك لدعم حزب الله.
هل تعتبر الغارات على لبنان بروفة لـ "الجولة الثانية" من الهجمات ضد إيرانيبدو أن هذه الهجمات والتهديدات مقدمة لـ «جولة ثانية» من الهجمات ضد إيران. فقد حذر مدير وزارة الدفاع الإسرائيلية أمير بارام مؤخرًا في خطاب ألقاه في جامعة تل أبيب من أن "التراكم السريع للقوة" في إيران يعني أن "جميع الجبهات تظل مفتوحة".
بالنسبة لإسرائيل (وبالطبع لإيران)، فإن الجولة التالية من الحرب المباشرة هي حتمية يجب الاستعداد لها من الناحية التكنولوجية والعسكرية. عرب ویکلیبالنسبة لإسرائيل (وبالطبع لإيران)، فإن الجولة التالية من الحرب المباشرة هي حتمية يجب الاستعداد لها من الناحية التكنولوجية والعسكرية.
كما تجاهل نتنياهو مؤخرًا أي غموض حول ترتيب العمليات هذا. ففي مقابلة أجريت معه مؤخرًا، قال مزهوّا إن حرب حزيران/يونيو قد أخرجت كبار العلماء النوويين في إيران والقيادة من الميدان" وأزالت التهديد المباشر المتمثل في "السلاح النووي". ومع ذلك، ومع الاعتراف بأن طهران ستعيد بناء برنامجها النووي مرة أخرى، أوضح المرحلة التشغيلية الحالية لإسرائيل بصراحة: "تركيزنا الآن على محور إيران... دعونا ننهي المهمة هناك".
والرسالة واضحة تمامًا: بمجرد وضع درع الوكيل جانبًا، سيتم إعادة فتح الطريق إلى طهران. فاضل ابراهیم أراب ويكليمن وجهة نظر طهران، يبقى حزب الله الحليفَ الرئيسي والأقرب والأكثر قدرة على مواجهة الجبهة الشمالية لإسرائيل، كما أنه الركيزة الأساسية لـ "استراتيجية إيران الأمامية". ولهذا السبب، أصبح منع تدمير التنظيم أولوية قصوى لطهران حيث تنفق طهران موارد مالية ضخمة في محاولة لإعادة بناء قدرات الحزب.
ويقول مسؤولون في وزارة الخزانة الأمريكية إن إيران حولت حوالي مليار دولار إلى حزب الله في العام الماضي وحده.ويدّعي مسؤولون في وزارة الخزانة الأمريكية إن إيران حولت حوالي مليار دولار إلى حزب الله في العام الماضي وحده. ويقال إن الأموال يتم تحويلها من خلال شبكة معقدة وغامضة من البورصات، مدعومة بمساعدة مجموعات من المسافرين الذين ينقلون النقود في حقائب للتحايل على النظام المصرفي الرسمي.
هذا التدفق المالي الحيوي يسمح لـ «حزب الله» بالاستمرار في دفع معاشات التقاعد لعائلات «شهدائه» وتجنيد قوات جديدة في وقت تنهار فيه الحكومة اللبنانية. لكن بالنسبة لإسرائيل، تعتبر عملية إعادة البناء هذه خطًا أحمر. من وجهة نظر تل أبيب، لا تهدف التفجيرات الحالية إلى القضاء على قادة «حزب الله» فحسب، بل هي محاولة لمنع المنظمة من تدمير بنيتها التحتية وأصولها المادية، التي تعيد إيران بناءها بتكلفة كبيرة.
لبنان، مبنى محترق بدون طريق للهروبومع تسارع المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، أصبح قادة لبنان، بما في ذلك الرئيس جوزاف عون وئيس الوزراء نواف سلام في وضع وكأنهما يديران مبنى محترقا دون مفرّ بحسب تعبير كاتب مقال آراب ويكلي.
وفي آب/أغسطس، صوّت مجلس الوزراء اللبناني، بشكل رمزي، على نزع سلاح التنظيمات غير الحكومية، لكن حزب الله تجاهل القرار إلى حد كبير، كما أن الجيش اللبناني غير قادر على التنفيذ دون المخاطرة ببدء حرب أهلية؛ وهي الحرب التي أقسم رئيس جمهورية عون على منعها.
ومع إعلان واشنطن أن مساعدتها المالية لبيروت ستكون مشروطة بنزع السلاح، وتأكيد سفيرها الجديد والعدائي، ميشيل عيسى، على ذلك أيضًا، لا يملك لبنان سوى هامش محدود للمناورة.
وبما أن تل أبيب وواشنطن تعتقدان أن حرب الـ 12 يومًا قد خلقت فرصة فريدة للقضاء نهائيا على الجمهورية الإسلامية والطرف الحليف المتمثل في "محور المقاومة"، فإن كلا من إسرائيل وأمريكا تضغطان على الحكومة اللبنانية للقيام بما لا يستطيع سلاح الجو الإسرائيلي إكماله من السماء.
يعتقد كاتب المقال في المجلة المذكورة أن موجة العنف في لبنان أصبحت مؤشرًا يُظهر زيادة احتمال نشوب حرب مباشرة ثانية بين إسرائيل وإيران.
كانت إسرائيل منفتحة على الاعتماد على قدرتها على تفكيك شبكة وكلاء إيران قبل أن تعيد طهران إحياء القدرة العسكرية لـ «حزب الله» قبل 7 أكتوبر.كانت إسرائيل منفتحة على الاعتماد على قدرتها على تفكيك شبكة حلفاء إيران قبل أن تعيد طهران إحياء القدرة العسكرية لـ "حزب الله" قبل 7 أكتوبر.
وعلى النقيض من ذلك، اعتمدت طهران على المبدأ المعاكس؛ لكسب المزيد من الوقت من خلال عرقلة عملية نزع السلاح، وتعزيز القدرة القتالية لـ "حزب الله" وجرّ الدولة العبرية إلى المستنقع اللبناني بحيث تصبح دفاعات إسرائيل مهترئة للغاية بحيث تتمكن الجمهورية الإسلامية من استعادة قوتها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة