أبواب المسجد النبوي.. تحفة فنية تجسّد العناية والرؤية الجمالية عبر العصور
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
تعد أبواب المسجد النبوي الشريف التي يبلغ عددها 100 باب، أحد أبرز ملامح العناية المتواصلة بالمسجد عبر العصور، حيث تمتاز بجمال التصميم وروعة التفاصيل والدقة في الصناعة، مما يمنحها هيبة في الوقوف وسلاسة في الفتح والإغلاق، في مشهد يعكس الترحيب بالجميع دون تفرقة في الشكل أو اللغة، ويجسد القيم الإسلامية في الانفتاح والسلام.
وتتميز هذه الأبواب، لاسيما الشهيرة منها مثل باب السلام، وباب الرحمة، وباب جبريل، وباب النساء، وباب الملك عبدالعزيز، وباب عبدالمجيد، بكونها نماذج متفردة للفن الإسلامي، تتجلّى فيها الزخارف الدقيقة والنقوش الفريدة التي تعبر عن الهوية المعمارية للمسجد النبوي.
ومن أبرز هذه الأبواب، تلك التي أُنشئت في توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، التي صُممت بأعلى المواصفات العالمية، إذ خُصص لهذه التوسعة سبعة مداخل رئيسة، ثلاثة في الجهة الشمالية، واثنان في كل من الشرقية والغربية، يتفرع من كل مدخل سبعة أبواب ضخمة، اثنان منها متباعدان وبينهما خمسة متجاورة.
ويبلغ عرض كل باب 3 أمتار، وارتفاعه 6 أمتار، فيما تتجاوز سماكته 13 سم، ويصل وزن الباب إلى طن وربع، ورغم ضخامته، فإنه يتميز بسهولة الفتح والإغلاق بيد واحدة، بفضل تقنية "المكره الخاصة" التي زوّد بها، لتوفير مرونة عالية في الاستخدام.
وصُنعت هذه الأبواب من أكثر من 1600 متر مكعب من خشب "الساج" الفاخر، واستهلك كل باب أكثر من 1500 قطعة نحاسية مذهبة، منقوشة بتصميم دائري يحوي اسم "محمد رسول الله"، وقد تنقلت مراحل تصنيعها بين عدة دول، حيث تم صقل النحاس المذهب في فرنسا، واختيار الأخشاب وتجميعها في أمريكا، ثم تجفيفها في أفران خاصة بمدينة برشلونة الإسبانية خلال خمسة أشهر، قبل أن تُقص بتقنية الليزر، وتصقل وتطلى بالذهب، وتُثبّت باستخدام طريقة التعشيق التقليدية دون مسامير.
وتبقى أبواب المسجد النبوي، بثرائها الفني، رمزًا للهوية الإسلامية الخالدة، ومعلمًا يجمع بين عبق التاريخ وروعة الحاضر في مسجد الحبيب صلى الله عليه وسلم.
المسجد النبويأخبار السعوديةأبواب المسجد النبويقد يعجبك أيضاًNo stories found.المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: المسجد النبوي أخبار السعودية أبواب المسجد النبوي أبواب المسجد النبوی
إقرأ أيضاً:
مظلات المسجد النبوي تُسهم في تهيئة بيئة آمنة ومريحة للمصلين
أسهمت مظلات المسجد النبوي في تعزيز راحة قاصدي المسجد من ضيوف الرحمن والمصلين، عبر توفير بيئة آمنة تحميهم من أشعة الشمس الحارقة وتقلبات الطقس، خاصة خلال أوقات الازدحام في مواسم الحج والعمرة.
وجُهِّزت المظلات، التي رُكبت في الساحات المحيطة بالمسجد النبوي، بمواصفات إنشائية وهندسية عالية الجودة، تضمن مقاومة الرياح والحرائق والأمطار، إلى جانب ثبات اللون الرملي الذي يسمح بنفاذ الضوء ويحافظ على الزخارف الفنية التي تميز كل مظلة.
ويشتمل المشروع على (250) مظلة متحركة، يبلغ طول ضلع كل منها (25.5) مترًا، وترتفع إلى نحو (22) مترًا، وتزن قرابة (40) طنًا. وتعمل المظلات بأنظمة تشغيل آلية تبدأ بالفتح عند بزوغ الشمس وتُغلق قبل الغروب، فيما تتكون كل مظلة من جزأين متداخلين، تندمجان بسلاسة عند الإغلاق.
أخبار قد تهمك 10 مآذن تُزيِّن المسجد النبوي الشريف بصدًى يوميٍّ للنداء الخالد 15 يونيو 2025 - 7:38 مساءً بدء التسجيل في الدورة الصيفية لحفظ القرآن الكريم والمتون العلمية بالمسجد النبوي 15 يونيو 2025 - 12:47 مساءًواستخدم في تصنيع المظلات ألياف كربونية زجاجية مطعّمة بزخارف من الفسيفساء، إضافة إلى النحاس المطلي بالذهب، في تصميم هندسي متكامل يضم أسطوانة تشغيل داخلية، وثماني دعامات علوية وسفلية، وأذرعًا داخلية ووسطية وقطرية.
وتحتوي المظلات على (436) مروحة رذاذ مثبتة في الجوانب لتلطيف الجو، إلى جانب أكثر من (1000) وحدة إنارة، ما يسهم في تهيئة أجواء روحانية ومناخ معتدل للمصلين.
وتستوعب كل مظلة أكثر من (900) مصلٍّ، بينما تستوعب المظلات مجتمعة ما يزيد على (228) ألف مصلٍّ في أوقات الذروة.