السيستاني يدين كل تهديد باستهداف القيادة الإيرانية العليا
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
بغداد- جدّد المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني الخميس 19 يونيو 2025، إدانة "العدوان العسكري" الإسرائيلي على إيران، محذّرا من أن استمراره والتهديد باستهداف القيادة الإيرانية العليا ينذران بحدوث "فوضى عارمة" في المنطقة.
وجاء في ثاني بيان يصدر عن مكتبه منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الإيرانية "تجدد المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف إدانتها الشديدة لتواصل العدوان العسكري على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأي تهديد باستهداف قيادتها الدينية والسياسية العليا".
وحذّر من أن "القيام بخطوة إجرامية من هذا القبيل ... ينذر بعواقب بالغة السوء في أوضاع هذه المنطقة برمّتها، وربما يؤدي إلى خروجها عن السيطرة تماما وحدوث فوضى عارمة تزيد من معاناة شعوبها وتضر بمصالح الجميع إلى أبعد الحدود".
باشرت إسرائيل هجوما غير مسبوق على إيران في 13 حزيران/يونيو، مؤكدة امتلاك معلومات استخباراتية تفيد بأن البرنامج النووي الإيراني شارف "نقطة اللاعودة". واستهدفت مئات المواقع العسكرية والنووية، وقتلت مسؤولين عسكريين كبارا وعلماء نوويين.
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الخميس أنه "لا يمكن السماح ببقاء" المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اعتبر هذا الأسبوع أن اغتيال خامنئي من شأنه أن "يضع حدا للنزاع"، فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة لن تقتله "في الوقت الحالي".
ووصف خامنئي الذي يقود إيران منذ العام 1989، دعوة ترامب لطهران لـ"الاستسلام" بدون شروط، بأنها "غير مقبولة".
وناشد السيستاني الذي يعتبره ملايين من الشيعة حول العالم أعلى مرجعية دينية لهم، "دول العالم ... أن يبذلوا قصارى جهودهم في سبيل وقف هذه الحرب الظالمة وإيجاد حلّ سلمي عادل للملف النووي الإيراني وفق قواعد القانون الدولي".
ولطالما شكّل العراق ساحة للصراعات الإقليمية، ما يضاعف المخاوف حاليا من احتمال انزلاقه في أتون الحرب في حال استهداف فصائل عراقية مسلحة موالية لطهران مصالح أميركية في المنطقة.
وقال الأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي الخميس متوجّها إلى ترامب "إن لمستم شعرة من ولي الأمة الإمام الخامنئي، ستكونون أنتم وحلفاؤكم وأذنابكم الأرجاس تحت ملاحقتنا ونيراننا في كل منطقتنا الإسلامية".
وأضاف "لن يسلم حينئذ منكم لا عسكري ولا دبلوماسي، بل إن كل من يحمل جنسيتكم في منطقتنا وكل مصالحكم المباشرة وغير المباشرة ستكون أهدافا مشروعة لنا".
وفي وقت سابق الخميس، قال المتحدث باسم كتائب حزب الله العراقية أبو علي العسكري "لقد أخطأ المعتوه الأحمق ترامب في الخطاب والتوقيت وكان عليه أن يفهمها قبل أن يتحدث عن مقام الإمام الخامنئي".
وأضاف "نجدد التأكيد على أن دخول العدو الأميركي في هذه الحرب سيجلب له الويلات والدمار غير المسبوق".
بدوره، قال حزب الله اللبناني في بيان الخميس إن "التهديد بالقتل حماقة وتهوّر، له عواقب وخيمة"، مشيرا إلى أن "مجرّد النطق به فيه إساءة إلى مئات الملايين" من المسلمين "وهو مستنكر ومُدان بأبلغ عبارات الإدانة".
وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من ألف آخرين في إيران، وفقا لحصيلة رسمية. وفي إسرائيل، أسفرت الضربات الإيرانية عن مقتل 24 شخصا على الأقل بحسب الحكومة.
وتجمّع رجال دين شيعة مساء الأربعاء بلباس عسكري في مدينة البصرة بجنوب العراق قرب الحدود مع إيران، رافعين أعلاما عراقية وإيرانية وهاتفين شعارات تندّد بالهجوم الإسرائيلي على إيران.
وفي لقاء مع السفير الفرنسي في بغداد باتريك دوريل، دعا مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي الخميس "الاتحاد الأوروبي وكذلك المجتمع الدولي إلى جانب الولايات المتحدة" إلى "الضغط على إسرائيل من أجل إيقاف عدوانها على إيران".
ويأتي ذلك عشية اجتماع مرتقب في جنيف بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظرائه من فرنسا وألمانيا وبريطانيا ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: على إیران
إقرأ أيضاً:
«جوتيريش»: خطة الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على قطاع غزة تصعيد خطير
أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أن خطة الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على قطاع غزة تصعيد خطير، وفق نبأ عاجل لقناة القاهرة الإخبارية.
وأقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر «الكابينت» مساء الخميس خطة لاحتلال كامل لمدينة غزة، وسط انقسام حاد بين القيادات السياسية والعسكرية استمر أكثر من ست ساعات.
وعرضت قناة «القاهرة الإخبارية» تقريرًا يكشف تفاصيل خطة إسرائيلية وصفت بالكارثية، تهدف إلى السيطرة الكاملة على قطاع غزة، وطمس هويته، بغض النظر عن الثمن الباهظ الذي قد يدفعه الأسرى والجنود الإسرائيليون.
وتأتي هذه الخطة ضمن قرارات المجلس الوزاري المصغر «الكابينت»، الذي منح الضوء الأخضر للقوات العسكرية الإسرائيلية للسيطرة على كامل قطاع غزة بدلاً من نحو ثلاثة أرباعه فقط كما كان مخططا سابقا.
وتستهدف الخطة تهجير أكثر من مليوني فلسطيني، معظمهم من سكان غزة الأصليين أو مهجرين من مناطق أخرى، نحو الجنوب، وفرض طوق أمني محكم على المدينة، تليها عمليات اقتحام واسعة للتجمعات السكانية، مع الدفع بعشرات الآلاف من جنود الاحتلال.
ووصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد القرار بـ«الكارثي»، مشيرا إلى تعارضه مع آراء المسؤولين العسكريين والأمنيين في تل أبيب.
كما حذر وزيرا الأمن القومي والمالية من أن الخطوة ستؤدي إلى خسائر فادحة تشمل فقدان الأسرى والجنود، وتكلفة مالية بمليارات الدولارات، فضلاً عن انهيار دبلوماسي كبير لإسرائيل على الساحة الدولية.
ورغم التحذيرات العديدة من قادة المعارضة والجيش، لم يعرِ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أي اهتمام للمخاطر، مكتفيًا بالإعلان عن «انتصاره» في انتزاع الموافقة على المبادئ الخمسة لخطة «إنهاء الحرب»، والتي تتضمن نزع سلاح غزة، إعادة الأسرى، السيطرة الأمنية الكاملة على القطاع، وإنشاء إدارة مدنية بديلة لا تتبع حماس ولا السلطة الفلسطينية.
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إلى جانب رئيس حزب شاس أرييه درعي ورئيس الأركان السابق إيال زامير، رفضهم القاطع لتوسيع الحرب على غزة، إلا أن نتنياهو، المتأثر بتوجهات اليمين المتطرف، يصر على تحويل كامل فلسطين إلى مستوطنات إسرائيلية، متجاهلًا المخاطر والتداعيات التي قد تجرها هذه الخطوات.
اقرأ أيضاًصحة غزة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر إلى 61، 330 شهيدًا و152، 359 مصابًا
سفير فلسطين السابق لدى الاتحاد الأوروبي: القرار الإسرائيلي الأخير ينذر بكارثة إنسانية كبرى في غزة
حماس: مستعدون للإفراج عن جميع المحتجزين مقابل وقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال