صحة غزة لـعربي21: خروج مستشفى ناصر يعرض حياة 700 ألف فلسطيني للخطر
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
يواصل الاحتلال سياسته المتعمدة لقتل أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بكل الطرق، وعلى رأسها حرمانهم من الدواء والعلاج عبر منع دخوله إلى القطاع وقصف المستشفيات وإخراجها عن الخدمة.
ويُعد مجمع ناصر الطبي في خانيونس أحد المستشفيات القليلة جدا التي ما زالت تعمل في قطاع غزة، لكنه مُهدد بالخروج عن الخدمة خلال يومين إلى ثلاثة أيام بسبب هذه السياسات الإسرائيلية.
وكان لافتا تعرض محيط مستشفى ناصر في خانيونس لقصف إسرائيلي خلال حديث مراسل "عربي21" مع الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بقطاع غزة، والذي حذر من كارثة حقيقية قد تقع في حال خرج المجمع الطبي شبه الوحيد القادر على تلبية احتياجات المواطنين في جنوب القطاع، عن الخدمة.
وقال الهمص إن "ما يحصل في مجمع ناصر الطبي هو نتيجة لتراكم الأحداث باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لكل المنظومة الصحية وإخراج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة في جنوب قطاع غزة، كذلك إخراج مدينة رفح كلها عن الخدمة، حيث لم يتبق إلا مجمع ناصر الطبي وهو المستشفى الحكومي العام الوحيد هناك والذي يعمل على استقبال الجرحى والمصابين وكذلك المرضى".
وأوضح لـ"عربي21"، أن "مجمع ناصر الطبي فيه غرف عناية مُركزة تتسع لـ 51 سرير وحضانة أطفال تتسع لـ 25 سرير إضافة إلى 22 كرسي غسيل الكلى، وقسم للقلب، و6 غرف عمليات تعمل على مدار الساعة، وهذه الأقسام غير موجودة في أي من مستشفيات جنوب القطاع بما فيها الميدانية".
وتابع، "لو قام الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء مجمع ناصر الطبي وإخراجه عن الخدمة عندها ستتوقف الخدمات الصحية في كل جنوب قطاع غزة الذي يتواجد فيه الآن 900 ألف إنسان في مناطق خانيونس ورفح ويتضمن هذا العدد نازحين للمنطقة أيضا، وبالتالي حينها لن يتوفر لهؤلاء المواطنين أي خدمات طبية ممكنة".
وحول الاحتياجات العاجلة التي يحتاجها مجمع ناصر الطبي قال الهمص، "يحتاج بشكل عاجل للوقود الذي يمنع الاحتلال الإسرائيلي إدخاله، والمتوفر منه الآن يكفي لتشغيل المستشفى لمدة يومين أو ثلاثة فقط، وفي حال عدم توفره بعد ذلك سيتوقف المجمع الطبي عن العمل بشكل كامل".
كما يحتاج المجمع الطبي وفقا للهمص، لغرف وأسرة للعناية المُركزة، فالموجود حاليا في القسم لا يتسع للمرضى، إضافة إلى النقص في حليب الأطفال حيث لا يوجد ولا أي علبة حليب للأطفال الرضع ليس فقط في مجمع ناصر الطبي بل في كل مدينة خانيونس، علما أن الأطفال الخدج في المستشفى يحتاجون للحليب بشكل عاجل.
وأضاف، "أيضا هناك نقص شديد في الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية خاصة أدوية أقسام الطوارئ (الشاش الطبي، الأربطة الضاغطة، وغيرها من المواد اللازمة لغرف العمليات)، بسبب كثرة الإصابات".
ولفت إلى أنه "لولا مواصلة الاحتلال الإسرائيلي قصفه واستهدافه لأبناء شعبنا الفلسطيني – يصل يوميا ما يزيد عن 200 حالة إلى المستشفى – لكان لدينا بعض الاستقرار، ولكن يصلنا يوميا من مراكز توزيع المساعدات -مراكز توزيع الموت- إصابات شديدة وخطيرة تحتاج بشكل عاجل للدخول في غرف العمليات والعناية المُركزة".
وأردف، "لو دخلتم الآن أقسام المستشفى لرأيتم بأم أعينكم كيف أصبح الوضع مُحزن ومؤلم حيث لا يوجد متر واحد إلا وفيه سرير مريض، بالطبع قمنا باستحداث خيم جديدة، كما كان هناك مبنى قمنا بتوسعته لاستخدامه سابقا لمكاتب الوزارة لكننا الآن نستخدمه لمبيت الجرحى وهم كُثر ولا نعلم إلى أين نحولهم".
وحول عدد المستشفيات الميدانية التي لا زالت تعمل في جنوب قطاع غزة، قال الدكتور مروان الهمص، "بالرغم من وجود مستشفيات ميدانية إلا أنها لن تُغني وجود مجمع ناصر الطبي، علما أن هناك 4 مستشفيات ميدانية في خانيونس (الأردني، والصليب الأحمر، والبريطاني، والكويتي).
وأكد أن "هذه المستشفيات الأربعة لا يمكنها تقديم 20 في المئة فقط من الخدمة التي يقدمها مستشفى ناصر، مع شكرنا لكل ما يقدمونه وأخص بالذكر المستشفى الميداني الأردني لأنه ملاصق لمجمع ناصر وحينما نحتاجهم يكونوا على أهبة الاستعداد".
ويتابع الهمص، "نحن نعاني معاناة شديدة، فلدينا نقص شديد بالأدوية والوقود اللازم لتشغيل المستشفى، والمستلزمات والمعدات والأجهزة الطبية، وللأسف أيضا أطفالنا يموتون جوعى بدون حليب".
وشرح الهمص بأن "مستشفيات الصليب الأحمر والمستشفى البريطاني كان كل واحد فيهما بداخله 50 سرير وتوسع الآن لـ 70، لكن لم تشمل هذه التوسعة العناية المُركزة وبنوك الدم، بالتالي في حال توقف بنك الدم الموجود في مستشفى ناصر لن يبقى بنوك دم".
وأوضح أن "المستشفى الميداني الأردني مع كل الشكر للمملكة والطواقم الطبية فيه، لكن لا يوجد فيه سوى 3- 4 أسرة عناية مُركزة و17 سرير لمبيت المرضى، وغرفة العمليات تعمل على مدار اليوم".
وأضاف، "لهذا نناشد الملك عبد الله وكل الأخوة في المملكة الأردنية الهاشمية بأن يتم توسعة المستشفى الميداني الأردني، حيث كان هناك خطة لنقل قسم نسائية وولادة، ولو تم التوسعة بالخيام لمبيت المرضى لكانت أفضل خدمة تُقدم لأبناء شعبنا الفلسطيني".
وناشد المسؤول في وزارة الصحة الفلسطينية مستشفيات الصليب الأحمر والبريطاني بأن يتم عمل توسعة لإضافة أسرة وأجهزة خاصة بالعناية المُركزة، حيث لا يوجد عناية مُركزة إلا في مجمع ناصر وفيها فقط 52 سرير ممتلئة عن بكرة أبيها، ولو لا قدر الله حدثت إصابات جماعية أخرى سننتظر موت أحد المرضى أو استخدام قسم الاستقبال كقسم عناية مُركزة رغم أنه غير مُجهز لهذا الغرض.
وأكد أن "خروج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة يعني فقدان خدمة العناية المُركزة، وبالتالي سيكون الموت المحتم هو مصير 52 مريض يبيتون الآن في هذا القسم، كذلك سيكون الموت مصير 25 طفل يبيتون الآن في قسم عناية الأطفال والخُدج".
وأردف، "أيضا بتوقف المجمع الطبي لن نستطيع تقديم الخدمة لمن يحتاجون لعمليات طارئة والتي يُقدر عددها 50- 60 عملية يوميا، نعم قد يكون هناك خدمة متوفرة لهم في المستشفيات الميدانية ولكنني أقولها بكل ألم سيعيش منهم 20 ويموت 30".
وأشار إلى أن "المرضى الذين يحتاجون لعلاجات معينة مثل خدمات القسطرة القلبية وعلاج القلب وعلاج السرطانات والتي هي موجودة فقط في ناصر، ومرضى الجلطات الدماغية الذين يحتاجون للمبيت، سيتضررون في حال خرج مجمع ناصر عن الخدمة".
وتابع، "انا اقولها وبكل صراحة إن خروج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة يعني خسارة الألاف من المرضى والجرحى والمصابين الذين يصلون يوميا لحياتهم لا قدر الله، وبالتالي خروجه عن الخدمة سيشكل كارثة حقيقية".
ويرى الهمص أن "الاحتلال يرهن حياة 700 ألف إنسان داخل مدينة خانيونس، وهو حاليا يضع مجمع ناصر في مربع أوامر الإخلاء، طبعا هو يقول أن المجمع ليس ضمن الإخلاء مع أن كل محيطه مُخلى".
وأكد أن "الاحتلال يريد أن يهدم المنظومة الصحية وقتل أبناء شعبنا الفلسطيني بكل الطرق إن كان بالاستهدافات والقصف بالطائرات والصواريخ أو بحرب التجويع وقتل أبناء شعبنا في مراكز توزيع المساعدات، أو عبر منع العلاج في داخل المستشفيات وهذا هو الأصعب والأمر".
وحول ما إذا كان هناك تواصل مع المنظمات الدولية المعنية بالصحة قال الدكتور مروان الهمص، "نحن على تواصل دائم مع الصحة العالمية وجمعية الصليب الأحمر ووكالة الغوث وحقوق الإنسان، ويوميا نتواصل في وزارة الصحة مع طواقم هذه المنظمات، وقبل ساعة زارنا طواقم من منظمتي أطباء بلا حدود فرنسا- اسبانيا، كما زارنا أمس طاقم منظمة الصحة العالمية، ولكن دائما ما يبرر الاحتلال تعطيل عملهم بالأسباب والدواعي الأمنية".
ولفت إلى أن "الاحتلال مثلا يمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية إلى مستشفى الصليب الأحمر والذي يُعتبر مكان تابع لمنظمة دولية محايدة، ويمنع دخول هذه الاحتياجات أيضا للمستشفى التابع للهيئة الطبية الدولية، كما منع الاحتلال إدخال جهاز تصوير الأشعة للمستشفى الأردني والذي نحتاجه بشدة لاستخدامه في غرف العمليات".
وخلص بالقول، "الاحتلال الإسرائيلي لا يأبه لأي قانون دولي، هو فقط يريد أن يقتل أبناء الشعب الفلسطيني بكل الطرق، لذلك رسالتنا لكل العالم بأن يساعدوننا لوقف هذه الحرب وايقاف حرب والتجويع ومساعدتنا في إدخال كل ما يحتاجه قطاع غزة من طعام وشراب وأدوية حتى نستطيع أن نحيا حياة كريمة كما كنا نحياها في السابق أسوة ببقية شعوب العالم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مقابلات الاحتلال الفلسطيني غزة فلسطين غزة الاحتلال مستشفي ناصر المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی مجمع ناصر الطبی الصلیب الأحمر المجمع الطبی مستشفى ناصر أبناء شعبنا عن الخدمة قطاع غزة لا یوجد فی حال
إقرأ أيضاً:
قطر تمول تحويل مستشفى بالقدس إلى مؤسسة طبية أكاديمية
وقّع صندوق قطر للتنمية اتفاقية تمويل بقيمة 6.95 ملايين دولار أميركي مع مستشفى القديس يوسف في القدس الشرقية، بالشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، بهدف دعم خطة تحويل المستشفى إلى مؤسسة طبية أكاديمية.
وتهدف الاتفاقية -وفقا للصندوق- إلى الارتقاء بجودة الرعاية الصحية وتوسيع برامج التدريب السريري في أحد أبرز المرافق الطبية الفلسطينية في مدينة القدس.
وأوضح الصندوق عبر حسابه على منصة "إكس" أن المشروع سيُسهم في تحسين الخدمات الصحية المقدمة لأكثر من 10 آلاف و500 مستفيد سنويا، من خلال تعزيز البنية التعليمية للمستشفى، ورفع كفاءة كوادره الطبية، وتمكينه من أداء دور محوري في تدريب الكفاءات الصحية الفلسطينية.
وشهد توقيع الاتفاقية رئيس مجلس إدارة صندوق قطر للتنمية الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني، بحضور كل من المدير العام لصندوق قطر للتنمية فهد بن حمد السليطي، والمدير العام للمستشفى جميل كوسا، والمدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية ريمي ريو، وذلك على هامش منتدى الدوحة 2025.
وقّع صندوق قطر للتنمية اتفاقية منحة بقيمة 6.95 مليون دولار أمريكي مع مستشفى القديس يوسف، بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية، وذلك على هامش منتدى الدوحة 2025. وتهدف الاتفاقية إلى دعم تحويل المستشفى إلى مؤسسة طبية أكاديمية، بما يعزّز جودة الخدمات الصحية ويُوسّع برامج التدريب… pic.twitter.com/PLQUgrCn3f
— Qatar Fund For Development صندوق قطر للتنمية (@qatar_fund) December 8, 2025
ليست المرة الأولىمن جانبه، قال المدير العام لمستشفى مار يوسف (الفرنسي) جميل كوسا -في حديثه للجزيرة نت- إن الاتفاقية مع صندوق قطر للتنمية تتضمن توسعة المستشفى، بحيث يساهم الصندوق في بناء وتجهيز طابق من أصل 5 طوابق ستستخدم كمواقف سيارات بسعة نحو 250 سيارة، بالإضافة لبناء وتجهيز طابق كامل من البناية الجديدة التي ستضم 6 طوابق.
إعلانوأضاف كوسا أن الصندوق سيتولى بناء وتجهيز طابق فحوصات الرنين المغناطيسي (MRI)، بالإضافة لترميم وتحديث قسم العمليات الجراحية القائم في المستشفى.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يرتفع عدد العاملين في المستشفى إلى نحو 900 موظف بفضل التوسعة التي سيوفرها تمويل المشروع، مقارنة بـ430 موظفا يعملون فيه حاليا.
وأكد مدير عام المستشفى أن هذه ليست المرة الأولى التي تدعم بها قطر المستشفى الفرنسي، إذ موّل الأمير تميم بن حمد آل ثاني الجزء الأكبر عند بناء قسمي الولادة والطوارئ عام 2014، وكان للدعم القطري آنذاك الحصة الأكبر بالمشروع، واليوم تُفتح صفحة تعاون جديدة من خلال الصندوق.
ومن المتوقع -وفقا لمدير المستشفى- أن يبدأ العمل بالمرحلة الأولى من المشروع والتي تمولها قطر مطلع أبريل/نيسان المقبل.
ويُعد مستشفى القديس يوسف -المعروف أيضا بالمستشفى الفرنسي أو الفرنساوي- واحدا من أبرز المستشفيات العاملة في القدس الشرقية، ومن أصل 6 مؤسسات طبية فلسطينية أساسية تخدم المدينة.
ويقع المستشفى في حي الشيخ جراح، ويعمل منذ تأسيسه عام 1956 كمؤسسة غير ربحية أسستها راهبات مار يوسف.
ويملك المستشفى -وفقا لموقعه الإلكتروني- خصوصية فريدة بكونه المستشفى الكاثوليكي الوحيد في القدس الشرقية.
ويقدّم المستشفى خدماته لكافة سكان مدينة القدس، إضافة إلى المرضى القادمين من الضفة الغربية وقطاع غزة، مما يجعله ركيزة مركزية في منظومة الرعاية الصحية الفلسطينية بالمدينة.
وتأتي هذه الاتفاقية في سياق الدعم الإنساني المستمر الذي تقدمه دولة قطر للشعب الفلسطيني، ولا سيما في ظل التحديات الإنسانية المتفاقمة في الأراضي الفلسطينية، حيث تسعى الدوحة إلى تعزيز الأمن الإنساني وتوفير الخدمات الأساسية للفئات الأكثر تضررا.
وكانت قطر مولت عبر صندوق قطر للتنمية تزويد مستشفى أوغستا فكتوريا (المطّلع) في القدس بجهاز المُسارِع الخطّي المزود بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما أتاح بدء علاج مرضى الأورام بالإشعاع من محافظات الضفة الغربية.
ويستقبل المستشفى يوميا ما بين 80 و90 مريضا يخضعون لجلسات علاجية مختلفة بفضل هذا التطور الطبي.
وسبق أن أعلنت دولة قطر عبر صندوقها للتنمية تسيير مساعدات إنسانية عدة، وذلك في إطار الجهود المستمرة لدعم الشعب الفلسطيني، ولا سيما منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومنذ تأسيسه قدّم صندوق قطر للتنمية أكثر من 7 مليارات دولار لدعم مشاريع في أكثر من 100 دولة، مركّزا على قطاعات التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي والمساعدات الإنسانية، إلى جانب أولويات مثل الأمن الغذائي والتكيف مع التغير المناخي والبنية التحتية المستدامة.