اشتداد المنافسة بين الموسيقيين ونماذج الذكاء الاصطناعي في عالم الموسيقى
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
برلين "د.ب.أ": أصبح في مقدور أي شخص الآن تأليف أغنية أو تلحينها أو حتى غنائها بصوت مطرب بمجرد ضغطة زر باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي. لكن المشكلة أنه يتم تدريب هذه النماذج باستخدام الأعمال الفنية للمطربين دون الحصول على موافقتهم.
وفي وقت سابق من العام الحالي قالت خدمة بث الموسيقى الفرنسية ديزير إنها تستقبل يوميا أكثر من 20 ألف أغنية مولدة بالكامل باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي.
وتقول المغنية وكاتبة الأغاني ليفينا: "عندما يتعلق الأمر بالجودة، لا يمكن لهذه النماذج منافسة إبداعات البشر". لكن المشكلة ستكمن في الكم الهائل من الموسيقى التي يجب على المبدعين البشر إنتاج مؤلفات متميزة عنها على خدمات البث.
وتضيف ليفينا، وهي فنانة ألمانية تدافع عن حقوق الموسيقيين في المملكة المتحدة، بصفتها رئيسة لإحدى روابط الموسيقيين: "عندما يُغمرنا الذكاء الاصطناعي بالكثير من المؤلفات الموسيقية، يصبح الأمر أكثر صعوبة".
ويقول كريستوفر آن، المتخصص في حملات الدعاية للفنانين لصالح إحدى روابط الموسيقيين الألمان، إن قلة قليلة من الموسيقيين "يشيدون" باستخدام الذكاء الاصطناعي من حيث المبدأ، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر أساليب إبداعية يمكن تكرارها لاحقًا.
لكن ما لا يرضي الناس هو أن أغانيهم "تم أخذها من قبل شركات الذكاء الاصطناعي التي استولت على خلاصة مشاعر هؤلاء الفنانين وتجاربهم"، كما تقول آن، عازفة الجيتار في فرقة آن نمياكانترايت، مضيفة "ثم تأتي شركة ما تطور تطبيقًا تجني من ورائه الملايين والمليارات اعتمادا على أعمال الفنانين دون إذن منهم، هذا ليس عادلاً".
ويقول ماتياس هورنشوه المتخصص في حقوق الطبع والنشر إن الإيرادات التي يتم توزيعها بشكل غير متساو ليست مشكلة جديدة للموسيقيين، لكن الذكاء الاصطناعى أدى إلى تفاقم المشكلة بشكل سريع.
ويطالب الآن الفنانون في جميع أنحاء الصناعة مطوري نماذج الذكاء الاصطناعي بدفع أجور الموسيقيين مقابل استغلال أعمالهم. كما تقاضي شركات الإنتاج الموسيقي مطوري نماذج الذكاء الاصطناعي بسبب استغلال الأعمال الفنية في تدريب النماذج دون تصريح.
وفي العام الماضي، رفعت شركتا التسجيلات سوني ووارنر، وشركات أخرى، دعاوى قضائية ضد شركتي سونو وأوديو، وهما شركتان متخصصتان في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الموسيقى، مدعيتين أن الشركتين تنتهكان بشكل جماعي حقوق الطبع والنشر للتسجيلات الصوتية باستخدام الأغاني لتدريب نماذجهما.
في الوقت نفسه فإن استمرار إنتاج شركات الموسيقى وحصولها على مقابل استغلال أعمالها في نماذج الذكاء الاصطناعي يخدم شركات الذكاء الاصطناعي أيضا التي تحتاج باستمرار إلى موسيقى جديدة من إنتاج بشري لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
يتفق الموسيقيون أيضًا على ضرورة توافر مزيد من الشفافية. وتُطالب ليفينا منصات البث بالكشف عن الموسيقى المولدة من الذكاء الاصطناعي. و بشكل عام، يحتاج الفنانون إلى مزيد من الشفافية فيما يتعلق بعائدات استخدام الموسيقى في نماذج الذكاء الاصطناعي ومستحقاتهم عن ذلك.
وتضيف ليفينا "لا أحد يعلم بالضبط ما يجري في الخفاء، وكم من المال يذهب إلى من". لهذا السبب، من المهم للموسيقيين مواصلة النضال من أجل حقوقهم - لأنهم إذا اكتفوا بالصمت، "فستتدهور صناعة الموسيقى أكثر فأكثر"، كما تقول ليفينا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: نماذج الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
أبل تدرس الاستحواذ على Perplexity AI لتعويض تأخرها في سباق الذكاء الاصطناعي
أفادت تقارير جديدة بأن شركة أبل تدرس الاستحواذ على شركة Perplexity AI الناشئة، في خطوة تهدف إلى تعويض تأخرها في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي أصبحت فيه المنافسة شرسة مع شركات مثل جوجل وسامسونج.
ذطرت مصادر مطلعة أن المحادثات داخل أبل تناولت خيارين: الاستحواذ الكامل على الشركة أو إقامة شراكة استراتيجية معها.
Perplexity AI لم تكن على علم بخطط أبلالغريب أن Perplexity AI نفسها لم تكن على علم بأي نوايا للاستحواذ من طرف أبل، لكن مسؤوليها لم يعربوا عن اندهاشهم من الخبر، نظرًا للمكانة التي باتت تتمتع بها الشركة الناشئة في سوق الذكاء الاصطناعي.
وتُعد Perplexity AI من أبرز الشركات التي تقدم حلولًا ذكية في البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وقدرتها على تقديم نموذج قوي ومبتكر يجعلها خيارًا مغريًا لأبل.
رغم جدية المحادثات، فإن إتمام صفقة الاستحواذ على Perplexity AI مرتبط بعقد أبل الحالي مع جوجل، والذي بموجبه تدفع جوجل حوالي 20 مليار دولار سنويًا لتبقى محرك البحث الافتراضي على متصفح سفاري.
يخضع هذا العقد حاليًا لتحقيقات في قضية احتكار قد تؤدي إلى إلغائه.
في حال فسخ الاتفاق، ستفقد جوجل موطئ قدم مهم على أجهزة أبل، مما يفتح الباب أمام Perplexity AI لتكون البديل المحتمل، عبر محرك بحث مدعوم بالذكاء الاصطناعي يُدمج مباشرة في متصفح سفاري. ولا عجب أن سهم جوجل شهد انخفاضًا بمجرد تسريب هذه الأنباء عن خطط أبل.
فرصة ذهبية لتعزيز قدرات أبل في الذكاء الاصطناعيتشير التحليلات إلى أن استحواذ أبل على Perplexity AI سيمثل دفعة قوية لجهودها المتعثرة في الذكاء الاصطناعي، خاصة وأن المزايا التي أعلنت عنها في مؤتمر المطورين WWDC 2024 مثل "Apple Intelligence" لا تزال غير مكتملة. والمساعد الرقمي Siri، الذي يُفترض أن يتحول إلى مساعد ذكي بالذكاء الاصطناعي، لم يظهر بالقدرات الموعودة حتى الآن.
من خلال الاستفادة من الخبرات التقنية والعقول وراء Perplexity AI، ستتمكن أبل من تسريع وتيرة تطوير تقنياتها وعدم ترك المجال مفتوحًا أمام منافسيها.
خسارة أبل في سباق الذكاء الاصطناعي تعزز مكانة المنافسينتأخر أبل في الذكاء الاصطناعي منح منافسيها فرصة ثمينة. فالمستخدمون الذين يهتمون بالميزات الذكية يفضلون الآن أجهزة مثل Galaxy S25 من سامسونج أو Pixel 9 من جوجل على حساب iPhone 16.
وهذا ما دفع أبل مؤخرًا إلى التفاوض مع جوجل لتوفير نموذج Gemini الخاص بها على أجهزة الآيفون، وهو تحوّل استراتيجي غير مسبوق.
لكن استحواذ أبل على Perplexity AI قد يقلب الطاولة مجددًا. فذلك سيسمح لها بإحياء مشاريع مثل مركز التحكم الذكي المنزلي أو نظارات الواقع المعزز الذكية التي طال انتظارها.
ورغم أن الصفقة ستكون مكلفة، إلا أنها تمثل استثمارًا طويل الأمد قد يعيد لأبل تفوقها في السوق التكنولوجي العالمي.