◄ الطائي: الموارد البشرية أصبحت محورًا إستراتيجيًا في معادلة التنمية

◄ الذكاء الاصطناعي شريك إستراتيجي يفتح آفاقًا جديدة للتفكير والتنفيذ والابتكار

◄ رؤية "عُمان 2040" تضع الإنسان في صدارة أولوياتها

◄ عباس آل حميد يستعرض وسائل قيادة التغيير من أجل التمكين

◄ ورقة عمل تناقش "دور اقتصاد المعرفة في تمكين الموارد البشرية"

◄ "مختبر الكفاءات الوطنية" يبحث بطريقة تفاعلية آليات "التمكين وزيادة الإنتاجية

◄ ورشة تدريبية تخصصية حول "زيادة الإنتاج باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي"

 

 

الرؤية- سارة العبرية- ريم الحامدية

تصوير/ راشد الكندي

 

رعت صاحبة السُّمو السيدة حُجيجة بنت جيفر آل سعيد، انطلاق الدورة الخامسة من مُنتدى عُمان للموارد البشرية "منتدى ومختبر تمكين الكفاءات الوطنية وزيادة الإنتاجية"؛ وذلك بفندق جراند حياة مسقط.

وألقى بيان افتتاح الدورة الحالية من المنتدى حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية الأمين العام رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، إن المنتدى ينعقد في عصرٍ تتسارع فيه التغيُّرات التكنولوجية، وتتعمّق فيه الفجوات بين أنماط العمل التقليدي ومقتضيات الاقتصاد الرقمي؛ لنُعيد تموضع كوادرنا الوطنية في قلب التحوُّلات الكبرى، لا كمجرد متلقٍّ لها، بل كفاعلٍ محوريٍّ في صناعتها، ومهندسٍ لرؤية تمكينٍ تستند إلى المعرفة، وتتغذّى من التقنية، وتتّجه نحو إنتاجية مضاعفة وكفاءة متعاظمة.

وأضاف الطائي أن عنوان المنتدى لهذا العام لم يأت على سبيل التنظير، ولا اجترارًا لمقولات مُكرّرة، وإنما هو استجابة منهجية عميقة لنداء المرحلة، وإدراك وطني بأن مستقبل المؤسسات؛ بل ومسيرة التنمية الشاملة بمعناها الواسع، لن يُبنى إلّا على قاعدة راسخة من رأس المال البشري المُمكّن، المدعوم بالتقنيات الذكية، والمحفّز بمنظومات حوكمة مرنة وقيادة متبصرة.

وأكد الطائي أن الموارد البشرية أصبحت محورًا إستراتيجيًا في معادلة التنمية، ولم تعُد تُقاس بالكمّ، بل بالكيْف، ولم يعد التمكين مجرّد تدريب أو تأهيل تقني؛ بل عملية تحوُّل هيكلي مُتكاملة، تبدأ من تبني عقيدة التغيير المؤسسي، وتمر بإعادة تعريف الوظائف والأدوار والمهارات، وتنتهي عند بناء بيئات عمل ذكية ومحفزة، تُكرّس الإنتاجية وتُطلق العنان للإبداع.

الذكاء الاصطناعي

وأوضح الطائي أنه يتعين النظر إلى الذكاء الاصطناعي ليس كبديل للعنصر البشري، بل كأداة تمكين وتوسيع للأداء البشري، وكشريك إستراتيجي يفتح آفاقًا جديدة للتفكير والتنفيذ والابتكار. وهو ما نحاول تجسيده اليوم من خلال إطلاق "مختبر الكفاءات الوطنية"، الذي يأتي كمنصة تفاعلية لاستقراء التحديات البنيوية التي تواجه منظومات العمل، وصياغة حلول قابلة للتطبيق، عبر مقاربات تكاملية تتقاطع فيها محاور القيادة، والكفاءة المؤسسية، والتحول الرقمي.

وبيّن الطائي أن هذا المختبر بمثابة خطوة نوعية في سبيل بلورة نموذج عملي لبيئات العمل المستقبلية؛ حيث يستهدف إعادة تصميم نظم الأداء، وتفعيل القدرات البشرية لكوادرنا الوطنية، وتحفيز ديناميكيات الإنتاج، بناءً على معايير مرنة، ومؤشرات ذكية، وممارسات عالمية مُتكيفة مع السياق الوطني، وصولًا لتسخير التقنيات الحديثة من أجل رفع الكفاءات التشغيلية، وتحسين جودة القرارات المؤسسية، وتقليص الهدر في الموارد، ضمن إطار ممنهج يتقاطع مع خطط التحول المؤسسي، وبرامج التمكين الوطني.

الأدوات التقنية

وشدد رئيس تحرير جريدة الرؤية على أنّ التحدي الحقيقي لا يكمن في امتلاك الأدوات التقنية فحسب، بل في إعادة تشكيل عقلية الموارد البشرية العُمانية، وتوجيهها نحو التعلم المستمر، والانخراط في الاقتصاد الرقمي، والقدرة على التكيّف السريع، والتفاعل الإيجابي مع مستجدات الثورة الصناعية الرابعة، وصولًا إلى ما بعدها.

وأشار إلى أن أهمية المنتدى تتجلّى بوصفه مساحة حوار وابتكار ووعيٍ متقدم، تُبنى فيها الشراكات المؤسسية، وتُبلور فيها الرؤى الوطنية، وتُرسّخ من خلالها ثقافة الأداء العالي والتمكين القائم على الذكاء، وفي هذا السياق، ينبغي تسليط الضوء على ما نواجهه من تحديات عميقة التأثير، وتتسبب تأخر العمل وتباطؤ الأداء التنموي، وأذكرُ هنا تلك الكتلة الصلبة المُسمّاة بـ"البيروقراطية"، والتي تعوق تقدمنا في كثير من المجالات، فعلى الرغم من الجهود التي تبذلها مؤسسات الدولة في مختلف القطاعات، إلّا أن الواقع يؤكد أننا ما زلنا نُعاني من الإجراءات البيروقراطية، وأن وتيرة إنجاز المعاملات في كثير من المؤسسات الحكومية، ما تزال دون المستوى المأمول.

وتابع الطائي: "هذا التحدي يفرض علينا ضرورة اتخاذ الإجراءات والخطوات التي تسهم في القضاء على البيروقراطية، وأولها: ترسيخ ثقافة العمل لدى الموظف، وغرس قيم التفاني والإخلاص، وتأكيد مكانة العمل باعتباره واجبًا ومسؤولية يأتي في المقام الأول، لا أن يكون العمل شيئًا ثانويًا، أو أن يأتي في المرتبة الثانية في أولوياته".

وأضاف أن من بين التحديات، البطالة المُقنّعة، إذ لا يخفى على أحد أن هناك مؤسسات حكومية تعج بالموظفين، فتجد في دائرة واحدة عشرة موظفين، في حين أن العمل يمكن إنجازه من خلال موظفين اثنين فقط، بينما في دوائر أخرى حيوية تقدم خدمات مباشرة للمواطنين المراجعين، تُعاني من نقص في عدد الكوادر البشرية؛ الأمر الذي يتسبب في بُطء وتيرة العمل، وتعطُّل المعاملات، ومن ثم تراجع التنمية ومعدلات النمو في مختلف القطاعات.

وحث الطائي المؤسسات، على مواجهة مثل هذه التحديات، والتوسع في برامج التأهيل والتدريب للموظفين، وغرس قيم العمل والعطاء في نفوس الجميع، عبر الممارسات وليس فقط التنظير والخطابات.

وأشاد الطائي، في هذا السياق، بالدور الرائد الذي تنهض به رؤية "عُمان 2040" لترسيخ هذا التوجُّه؛ حيث وضعتْ الإنسان في صدارة أولوياتها، واستثمرتْ في تعليمه وتدريبه وتأهيله، بما ينسجم مع مقتضيات التنمية الشاملة، ويُرسّخ مكانة عُمان كمركزٍ إقليمي للابتكار والمعرفة ورأس المال البشري المؤهل.

وشدد الطائي على أن تأهيل وتمكين الكوادر والكفاءات الوطنية من التقنيات الحديثة، لا يجب أن يتم التعامل معه كمجرد مسارٍ مرحلي فحسب، بل كإستراتيجية وطنية عميقة الأثر، بعيدة المدى؛ حيث إن جهود التطوير المؤسسي لا يُمكن بأية حال أن تُثمر بدون التكاملية بين التخطيط والبناء والقياس، وأن العنصر البشري، حين يُمنح الثقة والأدوات، ويُحاط بالتحفيز والرؤية، يصنع الفارق، ويحقّق القفزات، ويُضيف إلى الوطن لا من حيث العدد، بل من حيث القيمة.

قيادة التغيير

وألقى الكلمة الرئيسية المكرم عباس بن علي آل حميد، عضو مجلس الدولة وخبير تنمية الموارد البشرية وإدارة التغيير بعنوان "قيادة التغيير من أجل التمكين". فيما قدمت شمسة بنت هلال الحجرية محللة السياسات الاقتصادية بوزارة الاقتصاد ورقة العمل الرئيسية بعنوان "دور اقتصاد المعرفة في تمكين الموارد البشرية".

بعد ذلك، انطلقت وقائع مختبر الكفاءات الوطنية "التمكين وزيادة الإنتاجية"، وهو مختبر تفاعلي يُعنى بطرح القضايا الجوهرية والتحديات الراهنة التي تواجه بيئات العمل الوطنية، ويعمل على مناقشتها ضمن مجموعات عمل تخصصية، بمشاركة خبراء وممارسين وصنّاع سياسات. ويهدف المختبر إلى بلورة تصورات عملية وحلول واقعية، تُسهم في بناء نموذج عملي لبيئة عمل محفزة ومنتجة، تُفعّل فيها الطاقات البشرية، ويُعاد فيها بناء نظم التمكين والتطوير، وفق مقاربات تتقاطع فيها القيادة، والتقنية، والكفاءة المؤسسية.

وركّز مختبر هذا العام على استكشاف فرص دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في منظومات العمل اليومية، وتحديد متطلبات التحوّل في ثقافة المؤسسات لضمان جاهزيتها لمستقبل رقمي متغير، ومتسارع.

إلى ذلك، وفي إطار التطبيق العملي، انطلقت على هامش أعمال المنتدى الورشة التدريبية التخصصية "زيادة الإنتاج باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل"، وقدمها المدرب والخبير في المجال التقني إبراهيم العلوي مدرب الروبوت والذكاء الاصطناعي. وهدفت الورشة إلى تزويد المشاركين بمعارف وأدوات تطبيقية تسهم في رفع الكفاءة، وتقليص الهدر الزمني والموارد، وتعزيز النتائج المؤسسية باستخدام الحلول الذكية.

يُشار إلى أن منتدى عُمان للموارد البشرية هذا العام يُعد بمثابة محطة متجددة يجتمع على مائدة النقاش فيها صُنّاع القرار والخبراء والمختصون لمناقشة مستقبل الموارد البشرية العُمانية في ظل التحولات العالمية المتسارعة، والارتقاء بها كعامل إستراتيجي لتحقيق النمو والاستدامة. وتكتسب الدورة الحالية من المنتدى أهمية مضاعفة من خلال تركيزها على تمكين الكوادر الوطنية من أدوات الذكاء الاصطناعي، بوصفها رافعة نوعية لتعزيز الكفاءة، وتحفيز الابتكار، وتحقيق إنتاجية أعلى تستجيب لتحديات المرحلة المقبلة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: أدوات الذکاء الاصطناعی وزیادة الإنتاجیة الکفاءات الوطنیة الموارد البشریة الطائی أن

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي في التحكيم الرياضي بين الدقة والتحديات

شهدت الرياضة تحولا جذريا خلال السنوات الأخيرة بفضل التطورات التكنولوجية، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي. ويعد تحسين أداء الحكام الرياضيين وتقليل الأخطاء البشرية التي قد تغير نتائج المباريات أحد أكثر المجالات تأثرا.

ومع ظهور تقنيات، مثل "حكم الفيديو المساعد" (VAR)، أصبحت القرارات التحكيمية أكثر دقة، ولكنها أثارت أيضا نقاشات حول مدى موثوقيتها وتأثيرها في روح اللعبة.

وفي هذا الموضوع، نستعرض دور الذكاء الاصطناعي في تحسين التحكيم الرياضي، مع استعراض أمثلة عملية، والتحديات التي تواجه هذه التقنيات في تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والعنصر البشري.

ورقة بحثية صادرة عام 2024 توضح أن السلوك البشري يتغير عند استخدام التكنولوجيا (غيتي) من الحدس إلى الخوارزميات

لطالما كان الحكم الرياضي هو السلطة العليا في الملعب، يتخذ قراراته في أجزاء من الثانية وسط ضغوط اللاعبين والجمهور وسرعة الإيقاع.

ولكن التحكيم الرياضي شهد تطورا جذريا خلال العقود الماضية استجابة للحاجة الملحة لتقليل الأخطاء التحكيمية.

وانتقل التحكيم الرياضي من الاعتماد الكامل على الحكم البشري إلى الاستعانة بالذكاء الاصطناعي الذي ساعد في اتخاذ قرارات دقيقة وعادلة.

وأظهرت الدراسات أن الأخطاء التحكيمية تظل حاضرة في بعض الرياضات الجماعية، حتى مع التدريب والخبرة.

ويقدم الذكاء الاصطناعي حلولا مبتكرة من خلال قدرته على المساعدة في اتخاذ قرارات مبنية على أسس علمية موضوعية، بدلا من الاعتماد على التقدير الشخصي وحده، كما يسهم في تحسين أداء الحكام.

وتتبع الأنظمة الذكية قرارات الحكام وتحلل دقتها، مما يساعد في تحديد نقاط القوة والضعف في الأداء وتوجيههم نحو التحسين.

وتشمل هذه التحليلات متابعة أنماط القرارات، وتحديد الأخطاء المتكررة، وقياس الاتساق في التحكيم. كما تساعد في إعداد برامج تدريبية مخصصة للحكام بناء على احتياجاتهم الفردية.

إعلان

وتشكل أنظمة الذكاء الاصطناعي دعامة رقمية لتحسين جودة التحكيم، إذ ظهر نظام الرؤية الحاسوبية "هوك آي لايف" (Hawk-Eye Live) لأول مرة في رياضة التنس عام 2003 لأغراض البث.

ولكن حصل على الموافقة عام 2005 بعد مباراة في بطولة أميركا المفتوحة للتنس عام 2004 تعرضت خلالها لاعبة لعدة قرارات خاطئة وخسرت المباراة.

وجرى توسيع نطاق استخدام "هوك آي لايف" خلال جائحة فيروس كورونا، حيث أقيمت بطولة الولايات المتحدة المفتوحة للتنس لعام 2020 بدون حكام خطوط في جميع الملاعب الرئيسية باستثناء ملعبين.

ومنذ بدء استخدام "هوك آي لايف"، استغنى اتحاد التنس الأميركي عن ما بين 190 و200 حكم، حسب مرحلة البطولة.

وتوضح ورقة بحثية صادرة عام 2024 أن السلوك البشري يتغير عند استخدام التكنولوجيا، إذ تحسنت دقة الحكام، وانخفض معدل الأخطاء الإجمالي بنسبة 8% بعد استخدام "هوك آي لايف".

من التنس إلى كرة القدم والجمباز

في عام 2009، ساعدت لمسة يد غير ملحوظة فرنسا على إقصاء أيرلندا من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010، في حين كان هدف فرانك لامبارد الشهير ضد ألمانيا نقطة التحول.

وبالرغم من عبور الكرة خط المرمى، أخطأ الحكم في تقدير الموقف، مما دفع إلى تبني التقنية الجديدة.

وفي عام 2012، أنشأ مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم عملية اعتماد لضمان جودة أنظمة تقنية "خط المرمى" (Goal-Line Technology) المستخدمة في المباريات الرسمية.

بينما ظهرت "تقنية التسلل شبه الآلية" (SAOT) لأول مرة في كأس العالم لكرة القدم عام 2022 في قطر، حيث ترسل الكرة تنبيها إلى غرفة "حكم الفيديو المساعد" كلما كانت في وضع التسلل.

كما تضمنت الكرة وحدة "قياس بالقصور الذاتي" (IMU) تكتشف المواقف غير القانونية وترسل البيانات بمعدل 500 مرة في الثانية إلى غرفة "حكم الفيديو المساعد".

كما وصلت "تقنية التسلل شبه الآلية" إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2025، من أجل توفير تحديد سريع وثابت لخط التسلل الافتراضي، استنادا إلى تتبع اللاعبين بصريا.

أما في رياضة الجمباز، فقد طورت "فوجيتسو" (Fujitsu) تقنية "نظام دعم التحكيم" (JSS) بالتعاون مع الاتحاد الدولي للجمباز، لتحويل الحركات البشرية المعقدة إلى بيانات رقمية، مما قلل من التحيز وساعد في توحيد المعايير.

واستخدم "نظام دعم التحكيم" في مسابقات بطولة العالم للجمباز لعام 2019، كما استخدمت هذه التقنية لأول مرة في بطولة العالم للجمباز الفني في بلجيكا عام 2023، للتحكيم على جميع الأجهزة.

البيانات تتحدث في لعبة الجولف والملاكمة

بفضل نظام "شوت لينك" (ShotLink) المعزز بمعلومات لوجستية وبيانات إحصائية وأجهزة الاستشعار المدمجة في أرضية ملعب الجولف، يمكن تتبع موقع كل ضربة قبل أن تلامس الأرض.

كما يتضمن النظام رادارا من المستوى العسكري يوفر بيانات حول كل ضربة، إلى جانب وجود 12 كاميرا ومجموعة من الأشخاص الذي يراقبون الضربات التي تخرج عن حدود الملعب.

وتوفر أجهزة الاستشعار والكاميرات البيانات للتنبؤ بموقع الضربة قبل أن تصطدم بالأرض، ويستخدم الذكاء الاصطناعي من أجل تزويد الحكام بأدوات تساعدهم في أداء عملهم.

إعلان

أما في رياضة الملاكمة، فإن نظام "ديب سترايك" (DeepStrike) يجمع بيانات مكثفة عن المباريات في 50 مقياسا رئيسيا لكل لاعب، مما يتيح الكشف عن السلوكيات غير المشروعة، وبالتالي مكافحة الغش في النزالات.

قرارات الذكاء الاصطناعي لا تزال مبنية على قواعد يبرمجها البشر (رويترز) عندما يخطئ الذكاء الاصطناعي

يتمتع الذكاء الاصطناعي بمزايا مقارنة بالحكام البشر، في ما يتعلق ببعض التحيزات المحتملة، كتلك التي قد تستند إلى جنسية الرياضي، كما أن له ميزة على القيود الجسدية للحكم البشري، مثل ضعف البصر، وسرعة الإدراك، والتعب بعد يوم طويل من التحكيم.

ومن المفترض أن أنظمة الذكاء الاصطناعي محايدة، ومع ذلك، فإن قرارات الذكاء الاصطناعي تعتمد على كيفية تدريبه ومن تدرب عليه.

ولا تزال قرارات الذكاء الاصطناعي مبنية على قواعد يبرمجها البشر، باستخدام بيانات تجمعها آلات يمكنها أن تغفل عن بعض التفاصيل أو تفسرها بشكل خطأ.

وقد يصلح الذكاء الاصطناعي بعض المشاكل، لكنه يدخل مشاكل أخرى، كما أنه يثير قضايا المسؤولية، حيث واجهت عملية اتخاذ القرار بمساعدة الذكاء الاصطناعي في الرياضة انتكاسات.

وشهدت مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2020 بين شيفيلد يونايتد وأستون فيلا إلغاء هدف واضح بسبب عطل في تقنية "خط المرمى"، وليس بسبب خطأ بشري.

واعترفت الشركة المطورة لتقنية "هوك آي لايف" لاحقا بالخطأ، واصفة إياه بالشذوذ بعد أكثر من 9 آلاف مباراة دون أي حوادث.

ونشأ جدل مماثل في المباراة الافتتاحية لكأس العالم لكرة القدم 2022، عندما ألغت "تقنية التسلل شبه الآلية" هدفا للاعب الإكوادور إينر فالنسيا.

وأثار القرار جدلا حول إذا كانت دقة النظام، التي تقدر بمستوى السنتيمتر، صارمة للغاية بالنسبة لطبيعة اللعبة السريعة.

وبينما يتفوق الذكاء الاصطناعي في القرارات الموضوعية، فإنه يعاني في القرارات الذاتية، وهو مجال لا يزال فيه الحكم البشري حاسما.

المستقبل الهجين

لا يزال من الصعب تصور ملاعب رياضية بدون حكام بشريين، إذ إن المجتمع الرياضي لم يتهيأ بعد لتقبل حكم روبوت.

كما أن الذكاء الاصطناعي لا يسعى في الوقت الحالي إلى إلغاء العنصر البشري، بل دعمه بمنظومة ذكية تقلل من احتمالات الخطأ، وتعزز الشفافية، وتضمن تكافؤ الفرص.

ونتيجة لذلك، فإن التوجه هو تطوير نموذج هجين، يجمع بين الذكاء الاصطناعي والحدس البشري، حيث يتولى الذكاء الاصطناعي القرارات الموضوعية، في حين يحتفظ الحكم البشري بالقرارات التقديرية التي تتطلب فهم السياق والنية.

ختاما، في عالم تقاس فيه الانتصارات بأجزاء من الثانية، لم تعد الأخطاء التحكيمية مجرد حوادث عرضية بل أصبحت قضايا رأي عام، تتصدر العناوين وتؤثر في ثقة الجمهور بالبطولات.

في حين أن الذكاء الاصطناعي يؤدي دورا حيويا في تحسين أداء الحكام الرياضيين وتقليل الأخطاء البشرية، بيد أنه ليس معصوما عن الخطأ، ولا بديلا عن الإنسان في السياقات التي تتطلب تقديرا سياقيا.

نتيجة لذلك، فإن التحكيم الرياضي العادل يحتاج إلى مزيج من الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر أسكو يستعرض أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي الطبي
  • "شل عمان" وجامعة السلطان قابوس تعززان مهارات الكفاءات الوطنية
  • الموارد البشرية: سببان للتأثير على استحقاق معاش الضمان
  • الذكاء الاصطناعي في التحكيم الرياضي بين الدقة والتحديات
  • محتوى بلا بشر… الذكاء الاصطناعي يغزو تيك توك والارباح تتضاعف
  • النائب العام يستعرض جهود المملكة في تعزيز البيئة الاستثمارية خلال مشاركته منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي
  • بالصور .. تجمع جازان الصحي يطلق مبادرة «اسأل طبيبك» لمنسوبي فرع «الموارد البشرية»
  • كامل إدريس: نداءً لكل الكفاءات الوطنية أن يرفدو بسيرهم الذاتية عبر وسائل التواصل
  • الدورة الخامسة لمنتدى عُمان للموارد البشرية بمسقط، تناقش آليات تمكين الكفاءات الوطنية