في ذكرى وفاته.. قصة معاناة عاطف الطيب من الحمى الروماتيزمية
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
تحل اليوم ذكرى ميلاد المخرج عاطف الطيب، الذى ولد عام 1947، ورحل عن عالمنا عن عمر يناهز الـ 47 عاما، والذى قدم عددا من الأعمال الفنية التى تظل علامة فى تاريخ الفن العربي، حتى أن يعض أعماله السينمائية ضمن قائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية.
عاطف الطيب ومشواره الفنيبدأت حياته الفنية كمخرج للأفلام التسجيلية وفي عام 1972 عمل مساعدا للمخرج شادي عبد السلام ومدحت بركات وفي عام 1982 أخرج أول أفلامه الروائية والذي حقق نجاحًا كبيرًا اعتبر شهادة ميلاد جديدة له.
وأخرج على مدي مشواره الفني الذي لم يتجاوز ال 15 عاما ما يقرب من 21 فيلما سينمائيا، عرج علي فن اخر غير اخراج الاعمال الدرامية السينمائية حيث قام باخراج كلبين غنائيين اولها للفنانة التونسية لطيفة بعنوا ( كتبتلك ) والكليب الثاني كان من انجح ما تغنت به الفنانة انغام وهو كليب (شنطة سفر) مع الفنان طارق لطفي.
وقدم المخرج عاطف الطيب، للسينما عددًا من الأفلام التى تعد خالدة فى الذاكرة، واستطاع أن يدخل عش الدبابير ببعض الأفلام الجريئة.
عمل عاطف الطيب، في بداية مشواره الفني، كمساعد مع عدد من المخرجين الكبار، على رأسهم شادي عبد السلام ويوسف شاهين بعدما درس فى قسم اﻹخراج بالمعهد العالي للسينما ، وبداية «الطيب» كمخرج كانت من خلال فيلم الغيرة القاتلة، والذى شارك فى بطولته الفنان نور الشريف.
من أبرز أفلام الراحل عاطف الطيب: فيلم سواق الأتوبيس والتخشيبة وملف فى الآداب والحب فوق هضبة الهرم والبرئ وأبناء وقتله وضربة معلم وكتيبة الإعدام والدنيا على جناح يمامة والهروب وإنذار بالطاعة وكشف المستور وجبر الخواطر وليلة ساخنة .
كان للمخرج الراحل عاطف الطيب تجربتنين فى إخراج الكليبات وهما أغنية كتبتلك لـ لطيفة ، وأغنية شنطة سفر لـ أنغام.
عاطف الطيب وقصة رحيلهعانى عاطف الطيب في صغره من حمى روماتيزمية لم يتم علاجها بشكل جيد بسبب سوء الأوضاع الصحية في المراغة مسقط رأسه، هذه الأزمة سببت له في الكبر أزمة في القلب، ثم أصيب بمرض السكر، إضافة إلى تحامله على نفسه في التصوير.
رفض الطيب السفر إلى ألمانيا للعلاج على نفقة الدولة، مشددًا على أن "الغلابة" الذين دافع عنهم في أفلامه أولى منه، وأقنعه أحد الأطباء أن العملية من الممكن إجراؤها في مصر، وهي العملية التي استمرت لساعات بسبب خطأ طبي رفض الاعتراف به الطبيب المعالج لتكون هي النهاية ويتوفى في 23 يونيو من عام 1995 تاركًا خلفه آخر أفلامه "جبر الخواطر" الذي لم يتمكن من إنجازه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ذكرى ميلاد عاطف الطيب المخرج عاطف الطيب عاطف الطيب المخرج عاطف الطیب
إقرأ أيضاً:
أحمد عاطف آدم يكتب: صور غزة بين الذهاب والعودة
في الثلث الأخير من سبتمبر الماضي، قام أحد الهواة القريبين من مسرح عمليات القصف الغاشم لقوات الاحتلال شمال غزة، بتسجيل فيديو قصير يعبر عن صورة مضيئة لكفاح من نوع خاص، بطله طفل فلسطيني يدعى "جدوع"، لم يتجاوز عمره السبع سنوات، وهو يحمل شقيقه الرضيع على كتفيه الضعيفين، ويهرب به بعيدًا عن القتال، في لحظة تجسد اختلاط المشاعر الإنسانية بين قوة عزيمة البطل الغزاوي، الذي اعتمد على الله وحده أثناء هرولته، رغم صعوبة المهمة الملقاة على جسده الهزيل، وبين خوفه من الفشل في النجاة، ثم نادى بصوت تقشعر له الأبدان قائلًا: يا أمي، كأنه يستنجد بها، وهو لا يراها أمامه.. ثم شاهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الفيديو المنتشر، وأصدر أوامره على الفور للجنة المصرية المعنية بدعم أهالي القطاع المدمر، قبل أن ينجح فريقها في الوصول "لجدوع" وشقيقه، وسلموهما إلى خيمة تابعة للمخيم المصري المخصص لاستقبال الحالات الإنسانية، وحظيا برعاية كاملة.
صورة أخرى لا تقل روعة عن سابقتها، تصف تفاصيلها الفرحة العارمة لأهل غزة، بعد لحظات فارقة نجحت خلالها الجهود التفاوضية الأخيرة التي احتضنتها القاهرة، في الوصول لصيغة اتفاق ينهي هذا الصراع المرير، وينص ضمن أهم بنوده على عودة الغزاويين إلى ديارهم، تمهيدًا لتنفيذ باقي البنود، ويأتي على رأسها إعادة الإعمار،، وفي خضم تلك التطورات الإيجابية نقلت عدسات بعض الفضائيات أحداث النزوح الجماعي المهيب لمئات الآلاف، من الجنوب إلى الشمال، وقد شاهد الذين وصلوا بالفعل إلى هناك، مناطق سكنهم وهي مستوية بالأرض - مجرد حطام ببيت حانون وجباليا ومعظم مدينة غزة، أكوام من الإسمنت المفتت والحديد الملتوي، والغبار الكثيف يغطي المكان، بالإضافة لأحاسيس لا توصف لمن على يقين بوجود رفات الأهل والاحباب، وهم مازالوا تحت الأنقاض، يحملون معهم ذكرياتهم السعيدة قبل العدوان الغاشم.
ورغم تشابك المشاعر الإنسانية بين فدائية ورهبة الطفل الفلسطيني "جدوع" في الصورة الأولى، وبين الحزن الممزوج بالأمل في غدٍ مشرق تكفله إرادة التمسك بالأرض العربية الغالية حتى الموت في الصورة الثانية - تفرض صورة أخرى نفسها - على تلك المقارنة الملهمة، وتبين بما لا يدع مجالًا للشك الفجوة الكبيرة بين مشاعر صاحب الحق ومغتصبه،، حيث تظهر فيها وجوه هزيلة بائسة لجنود الاحتلال، بعد سماعهم خبر انتهاء الصراع، وفرحتهم المدوية بخبر عودتهم إلى سكناتهم الصاخبة بالترف والمجون، على أرض ليست أرضهم - ولن تكون - عليها سفكت دمائهم الغير طاهرة انتحارًا من اليأس والرعب، وعليها عاد زملائهم إلى مدنيتهم المشوهة بأمراض نفسية لا شفاء منها - هنا تجد عزيزي القاريء بأنه شتان الفرق بين هذا وذاك.
في النهاية لا يجب أن ننسى بأي حال من الأحوال تذكر موقفنا المشهود، كدولة قالت كلمتها العليا لتحقيق المعادلة الصعبة، والخروج من هذا المشهد المعقد دون خسائر للأشقاء - بلا للتهجير - تلك الجملة القصيرة التي كتبتها مصر باللون الأحمر، ونطق بها رئيسها بجسارة ووضوح يحسد عليه، رغم ضغوط كثيرة لم تثنيه عن الحق، بل أمر باصطفاف جنودنا البواسل على طول خط المواجهة، في قرار شجاع يعكس قيمة صانعي القرار بأرض الكنانة على مر التاريخ،، وربما تلهم تلك الرسائل العظيمة من الصمود والصبر شباب مصر بأن يتسلحوا دائمًا بالإيمان والعلم، وأن يتمسكوا بضمير حي لا يتزعزع عن نصرة الحق،، ويقول المولى سبحانه وتعالى بصورة البقرة، بسم الله الرحمن الرحيم {وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.