الهجرة النبوية.. متى وقعت فعليًا؟ .. تفاصيل لا يعرفها الكثيرون
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
رغم أن الجميع يعرف قصة الهجرة النبوية، فإن كثيرين لا يدركون التوقيت الدقيق لها أو عدد أيامها، ولا تفاصيلها العميقة التي تمثل نقطة تحوّل في التاريخ الإسلامي.
في هذا التقرير نُسلّط الضوء على المفهوم الحقيقي للهجرة، ونبوءة ورقة بن نوفل، والهجرتين إلى الحبشة، ثم نكشف بالتفصيل متى وقعت الهجرة النبوية وكم استغرقت من الوقت.
الهجرة النبوية تعني انتقال النبي محمد ﷺ من مكة إلى المدينة المنورة (يثرب آنذاك)، بصحبة أصحابه، نتيجة ما تعرضوا له من أذى واضطهاد من قِبل مشركي قريش، خاصة بعد وفاة عمه أبي طالب. عند وصوله إلى يثرب، استقبله الأنصار والمهاجرون بترحيبٍ بالغ، ورددوا أنشودة "طلع البدر علينا" الشهيرة، ومنذ ذلك الحين تغيّر اسم يثرب إلى "المدينة المنورة" تكريماً لقدومه ﷺ.
وقد اعتمد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الهجرة النبوية بداية للتقويم الهجري، بعد مشاورة الصحابة، فصار هذا الحدث علامة فارقة في حياة الأمة الإسلامية، واستمرت بعده هجرة المسلمين إلى المدينة إلى أن فُتحت مكة في السنة الثامنة للهجرة.
نبوءة ورقة بن نوفلعندما عاد النبي ﷺ من غار حراء مضطرباً مما رآه، ذهبت به السيدة خديجة إلى ورقة بن نوفل، فقال له ورقة: “هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى، يا ليتني فيها جذعاً، ليتني أكون حياً إذ يُخرجك قومك”، فتعجب النبي ﷺ قائلاً: "أو مخرجيّ هم؟"، فردّ ورقة: “نعم، لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عُودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً”، هكذا تنبّأ ورقة بهجرة الرسول قبل سنوات من وقوعها.
واجه النبي ﷺ وأصحابه ألواناً من العذاب، واشتدت الأذى بعد انتشار الإسلام في مكة، كان يرى الضعفاء يُعذّبون أمامه ولا يستطيع دفع الظلم عنهم، فكان يحثهم على الصبر ويبشرهم بالجنة، ووصل الأمر إلى أن عتاة قريش حاولوا قتل النبي علناً، كما فعل عقبة بن أبي معيط حين خنقه أثناء الصلاة، فتدخل أبو بكر رضي الله عنه لإنقاذه.
أما أبا جهل، فحاول تنفيذ مؤامرة لقتل النبي وهو يصلي، وحين همّ بفعلها، رأى بينه وبين الرسول فحلاً هائلًا من الإبل فارتعب وتراجع، وقد تيبست يداه وسقط الحجر منه.
الهجرتان إلى الحبشةمع اشتداد الظلم، أشار النبي ﷺ على أصحابه بالهجرة إلى أرض الحبشة، قائلاً: "إن بها ملكاً لا يُظلم عنده أحد". فهاجر المسلمون هجرتين إلى الحبشة، وكانت هذه أولى محاولات الخلاص من بطش قريش، وقد لاقوا فيها عدلاً وحماية من النجاشي.
توقيت الهجرة النبوية وعدد أيامهاأما عن توقيت الهجرة النبوية، فقد كانت في شهر ربيع الأول، وليس كما يظن البعض في شهر محرم، رغم أن بداية التقويم الهجري ارتبطت بشهر محرم لاحقًا لأسباب تنظيمية. خرج النبي ﷺ من مكة يوم الخميس 1 ربيع الأول سنة 1 هـ، ووصل إلى قباء يوم الإثنين 8 ربيع الأول، ثم دخل المدينة يوم الجمعة 12 ربيع الأول.
وبذلك تكون مدة الهجرة النبوية قرابة 12 يوماً، تنقل فيها الرسول بين عدة محطات أبرزها غار ثور، ومواقع قرب طريق الساحل إلى أن وصل المدينة المنورة، حيث كانت نقطة الانطلاق لعهد جديد من الدعوة والإيمان والدولة الإسلامية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهجرة النبوية الهجرة النبویة السنة الهجریة ربیع الأول النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
دعاء المرور على المقابر للرجال والنساء .. وارد في السنة النبوية
ندب الشرع الشريف إلى ترديد دعاء المرور على المقابر، والدعاء للأموات، وقد دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة، قال الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحشر: 10].
كما ورد عن دعاء المرور على المقابر في السنة النبوية المطهرة، ما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا صلى على جنازة قال: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ» رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، والحاكم.
وقد أجمع العلماء على أن الدعاء ينفع الموتى ويصل إليهم ثوابه، ينظر: "الأذكار" للإمام النووي (ص: 164، ط. دار الفكر)، و"عمدة القاري" للإمام العيني (3/ 119، ط. دار إحياء التراث العربي)، و"شرح متن الرسالة" للإمام زروق (1/ 434، ط. دار الكتب العلمية).
ومن السنة أن الإنسان إذا أتى قبورًا أو مرَّ عليها أن يُسلِّم على أهلها؛ لما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتى المقبرة، فقال: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ» رواه مسلم، فدلَّ هذا الحديث على استحباب التسليم على أهل القبور.
ويعتبر هذا الاستحباب ليس خاصًّا بالزائر وحسب، بل إنه يشمل المار بالمقابر أيضًا، فيستحب له أن يسلم ويقول الدعاء السابق، وأن يدعو لهم بما يريد.
الدعاء للميتوأمر الدعاء للموتى عند المرور بمقابرهم واسع، فكما يجوز بالوارد المأثور يجوز أيضًا بشيء آخر غيره، فقد جاء عن الحسن البصري قوله: "مَنْ دَخَلَ الْمَقَابِرَ فَقَالَ: (اللَّهُمَّ رَبَّ الْأَجْسَادِ الْبَالِيَةِ، وَالْعِظَامِ النَّخِرَةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنَ الدُّنْيَا وَهِيَ بِكَ مُؤْمِنَةٌ، أَدْخِلْ عَلَيْهَا رَوْحًا مِنْ عِنْدِكَ وَسَلَامًا) اسْتَغْفَرَ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ مَاتَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ " رواه ابن أبي شيبة في "المصنف".
كما يجوز لمن يمر بالمقابر قراءة "الفاتحة"، أو "قل هو الله أحد" إحدى عشرة مرة، بل ورد عن السلف أن ذلك سبب لمغفرة ذنوب للقائل بعدد من في الجبانة.
فعن أم عفيف النهدية رضي الله عنها قالت: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين بايع النساء، فأخذ عليهن ألا تُحَدِّثْنَ الرَّجُل إلا مَحْرَمًا، وأَمَرَنَا أن نقرأ على مَيِّتِنا بفاتحةِ الكتاب" رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وحديث أم شريك رضي الله عنها قالت: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنْ نَقْرَأَ عَلَى الْجِنَازَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ" رواه ابن ماجه.
ويُسن أن يقول المارُّ بالمقابر: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ"، وأن يدعو لهم بما يشاء من الرحمة والمغفرة وغير ذلك، وكذا يجوز له قراءة سورة الفاتحة، أو "قل هو الله أحد"، وهبة ثواب ذلك لمن في المقبرة، إذ الأمر في هذا واسع، ويستوي في ذلك الرجال والنساء.