مع اندلاع المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران، يجد فلسطينيو 48 أنفسهم في مرمى النيران، ليس فقط كضحايا محتملين للقصف الإيراني، بل أيضًا كأهداف للتمييز والتهميش والشكوك الأمنية. اعلان

في 14 حزيران/ يونيو، سقط صاروخ إيراني على مبنى سكني في مدينة طمرة، التي يسكنها مواطنون فلسطينيون في الجليل الأسفل، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين.

وقد خلّف الحدث صدمة في المدينة، وسرعان ما تحوّل الحزن إلى غضب بعد اتضاح حجم التمييز في الوصول إلى وسائل الحماية.

بحسب تصريح لرئيس البلدية موسى أبو رومي، لا يملك سوى 40% من السكان غرفًا آمنةأو ملاجئ صالحة للاستعمال، ولا يوجد أي ملجأ عام في المدينة، وهو واقع يتكرّر في معظم البلدات العربية داخل الدولة العبرية.

وليست هذه المرة الأولى التي تُطرح فيها مسألة غياب الملاجئ في القرى والمدن العربية، لكن هذه الحرب كشفت العجز بشكل فادح. ففي خضم التصعيد الأخير، مُنع عدد من السكان الفلسطينيين من دخول الملاجئ العامة، ولم يُسمح لهم بالاحتماء داخلها ما عزز شعورهم بالتهميش وغياب الحماية المتكافئة.

ووسط القصف والتوتر الأمني، يتعرّض الفلسطينيون لنظرات الريبة، ويُواجهون قيودًا متزايدة على حركتهم، إذ أغلقت قوات الأمن الإسرائيلية أحياء عربية بأكملها. وتكرّست هذه النظرة الأمنية تجاههم باعتبارهم "طابورًا خامسًا" محتملًا، رغم أن الواقع الأمني يشير إلى معطيات مغايرة تمامًا.

أقارب يشيّعون أربعة من عائلة الخطيب، من فلسطينيي الداخل، قُتلوا في قصف إيراني على مدينة طمرة في 17 حزيران/ يونيو 2025.Mahmoud Illean/ AP

ففي الأسابيع الماضية، أعلنت الشرطة الإسرائيلية وجهاز "الشاباك" عن اعتقال مواطنين اثنين، أحدهما من حيفا وآخر من تل أبيب، بشبهة العمل لصالح جهات إيرانية. واللافت أن المعتقلَيْن يهوديان: أحدهما كان يتلقى مبالغ مالية، تصل إلى 500 دولار عن كل مهمة، ويُتهم بتوثيق منازل مسؤولين وقواعد عسكرية، وكتابة شعارات معينة لصالح جهات إيرانية، لقاء آلاف الدولارات عبر العملات الرقمية.

سوء الأوضاع ليس وليد الساعة

ولكن التهميش الذي يعاني منه الفلسطينيون لا يقتصر على غياب الملاجئ والتهميش، فسياسات التمييز الهيكلي المتبعة من قِبل الحكومات الإسرائيلية المتتابعة، سبقت الحرب بسنوات طويلة، وأسفرت عن ارتفاع في معدلات البطالة والفقر بينهم. ويُواجه الفلسطينيون معدلات بطالة مرتفعة، كما تُعاني البلدات العربية من إقصاء اقتصادي يتمثل، على سبيل المثال، في عرقلة إنشاء مناطق صناعية وتنموية.

Relatedبين التكتيك والاستراتيجية... أين تقف إسرائيل بعد ضرباتها ضد إيران؟ناشطون على مواقع التواصل يستعرضون تنوّع الردّ الإيراني المحتمل وصعوبة موقف إسرائيلالصواريخ الإيرانية تجبر الإسرائيليين على البقاء في الملاجئ لأطول مدة منذ بدء الحرب

ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ومع اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، شنت إسرائيل حملة قمع ممنهجة ضد فلسطينيي الداخل. تمثّلت هذه الحملة في الاعتقالات والترهيب وتجريم العمل السياسي، في محاولة لتضييق الخناق على أي صوت معارض.

وإنّ المواجهة المستمرة بين إسرائيل وإيران، التي اندلعت فجر 13 حزيران/ يونيو الجاري بدعم أمريكي ضمني، فتحت جبهة جديدة من المعاناة أمام فلسطينيي 48 . فالهجوم الإسرائيلي، وما تبعه من ردّ إيراني غير مسبوق تجاه العمق الإسرائيلي، أبرز التفاوت في الحماية والخدمات بين المواطنين اليهود والفلسطينيين.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب الوكالة الدولية للطاقة الذرية النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي تمييز فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب الوكالة الدولية للطاقة الذرية حروب فلسطين سوريا الحرس الثوري الإيراني روسيا غزة

إقرأ أيضاً:

بين وقف إطلاق النار والتصعيد.. كواليس حرب الـ 12 يوما بين إسرائيل وإيران

دخل وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ بعد 12 يوما من الحرب وتبادل الهجمات الصاروخية، وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقف إطلاق النار مُطالبا بعدم انتهاكه من قبل الجانبين.

وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، صباح اليوم الثلاثاء، موافقة إسرائيل، على اتفاق وقف إطلاق النار.

مواجهة إسرائيل وإيران
وقف الحرب بين إسرائيل وإيران

ووفق مسؤول في البيت الأبيض، فإن وساطة الرئيس دونالد ترامب نجحت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بعد اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما كانت فرق ترامب على تواصل مع مسؤولين إيرانيين.

وقال المصدر، إن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار بشرط ألا تقوم إيران بشن هجمات جديدة، وأضاف أن إيران أعربت عن استعدادها للالتزام بالاتفاق.

حرب إسرائيل وإيران حرب الـ 12 يوما بين إسرائيل وإيران

وفي 13 يونيو الماضي، نفذت إسرائيل هجوما واسع النطاق داخل الأراضي الإيرانية استهدفت خلاله عددًا من المنشآت النووية الإيرانية ونفذت عدد من عمليات الاغتيال لقادة في الحرس الثوري الإيراني وعلماء نوويين.

ولم تمض سوى ساعات قليلة على الهجوم، قبل أن ترد إيران على إسرائيل بإطلاق رشقات مكثفة من الطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية التي نجحت في اختراق منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية ليتكبد الكيان الصهيوني خسائر اقتصادية فادحة.

إيران وإسرائيل الحرب بين إسرائيل وإيران

وخسرت إيران عدد من القادة العسكريين من الصف الأول خاصة في اليوم الأول للهجمات الإسرائيلية، على رأسهم رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري، وقتل عدد من كبار العلماء النوويين، الذين كانت تعتمد عليهم طهران في تطوير برنامجها النووي.

وتضررت المنشآت النووية الإيرانية، وربما تعرضت للتدمير بشكل كامل أو جزئي، حسب الرواية الإسرائيلية، خاصة مع الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة لتلك المنشآت وعلى رأسها المنشآة الأهم في فوردو، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية الكبيرة في إيران والدمار في البنية التحتية نتيجة الهجمات الإسرائيلية، ومقتل وجرح المئات من الإيرانيين من جنود ومدنيين.

وأسفرت الحرب حتى الآن، عن مقتل أكثر من 400 شخص و3056 جريح في إيران، معظمهم من المدنيين، بينما أسفرت الضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل عن مقتل 36 شخصا.

اقرأ أيضاًالرئيس السيسي يؤكد لسلطان عمان أهمية وقف التصعيد الجاري بين إسرائيل وإيران

جوتيريش لـ إسرائيل وإيران: اعطوا السلام فرصة

كيف تؤثر الحرب بين إسرائيل وإيران على اقتصاد الشرق الأوسط؟.. روان أبو العينين توضح

مقالات مشابهة

  • بين وقف إطلاق النار والتصعيد.. كواليس حرب الـ 12 يوما بين إسرائيل وإيران
  • هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
  • بدء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
  • الحرب مع إيران تكشف فشل منظومة الحماية المدنية الإسرائيلية
  • ترامب: على إسرائيل وإيران السير نحو السلام
  • أطول مدة إنذار وبقاء في الملاجئ.. 8 آلاف منزل بلا كهرباء في إسرائيل إثر صاروخ إيراني
  • عراك وفوضى بين المستوطنين في الملاجئ.. وحرمان غير اليهود من الحماية (شاهد)
  • الملجأ المحتل.. فوضى الطوارئ في المدن الإسرائيلية
  • تصاعد حرب إسرائيل وإيران يزيد تأهب المستثمرين ويصعد بالنفط والدولار