تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
تزخر محافظة أصفهان، التي كانت تُستهدف بشكل دوري بسبب احتضانها منشأة "فوردو" النووية، بمعالم خلابة تعود إلى عصر ازدهار الإمبراطورية الفارسية في القرن السابع عشر. اعلان
فيما كانت الهجمات الإسرائيلية والأمريكية تستهدف المواقع الاستراتيجية للنظام الإيراني، أثيرت مخاوف بشأن احتمال تعرض التراث الحضاري الإيراني، وخاصة في مدن أثرية مثل أصفهان، للضرر.
فمحافظة أصفهان، التي استُهدفت على مدى الأيام الماضية بسبب احتضانها منشأة "فوردو"، أحد المفاعلات النووية الرئيسية في البلاد، تزخر بمعالم خلابة تعود إلى عصر ازدهار الإمبراطورية الفارسية في القرن السابع عشر.
وتضم المدينة معالم من عهد الأسرة الصفوية، وهي معروفة بأنها أول من أرسى أساسات الفن الزخرفي باستخدام البلاط، ومنها عدة معالم مهمة مثل ميدان نقش جهان، المعروف بساحة الشاه أو الإمام، والمحاط بالمساجد والقصور والسوق، التي تُعتبر ثاني أكبر ساحة عامة في العالم. إلى جانب جسري خاجو، الذي يعود إلى عام 1650، وجسر سي وسه بل، أي جسر الثلاثة والثلاثين قوسًا، والذي بُني بين عامي 1599 و1602.
وقد بلغت المدينة ذروة ازدهارها في عهد الملك عباس الأول، الذي ربطها بطريق الحرير، مما ساهم في إدخال السجاد الفارسي إلى منازل الأوروبيين الأثرياء.
Relatedبوتين يُدين الهجمات الأمريكية على إيران: لا مبرر لهاالصواريخ الإيرانية تجبر الإسرائيليين على البقاء في الملاجئ لأطول مدة منذ بدء الحربمن البحرين الى الإمارات.. تعرّف إلى خريطة الانتشار العسكري الأميركي في الشرق الأوسطومع أنه لم ترد تقارير عن تعرض أي من المعالم التاريخية فيها للضرر طيلة فترة المواجهة، أرسلت إيران في اليومين الماضيين طلبًا رسميًا إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، دعت فيه إلى اتخاذ إجراء فوري لحماية تراثها الثقافي والطبيعي من التهديدات التي كانت تشكلها "الاعتداءات " العسكرية الإسرائيلية.
تقع منشأة فوردو على بعد حوالي 14 ميلاً (حوالي 22.5 كيلومترًا) شرق مدينة أصفهان، وهي بعيدة عن المواقع الأثرية، لكن قلق المعنيين كان ينبع من احتمال تعرض المنطقة المحيطة لأي أضرار أو تأثيرات نتيجة العمليات العسكرية.
ويبقى هذا الأمر مطروحًا على الطاولة ريثما تتضح معالم وقف إطلاق النار المعلن عنه حديثًا بين طهران وتل أبيب.
40 ألف نصب تذكاري و28 موقعًا على قائمة التراث العالميوكان قد جاء في جزء من رسالة الحكومة أنه وفقًا للإحصائيات الرسمية، "تستضيف إيران أكثر من 40,000 نصب تذكاري مسجل على المستوى الوطني و28 موقعًا مسجلًا على قائمة التراث العالمي، تشمل أكثر من 100 موقع تاريخي وطبيعي وثقافي. كما توجد أكثر من 50 نصبًا تذكاريًا أخرى على القائمة المؤقتة لليونسكو للتسجيل ضمن التراث العالمي."
وقالت طهران إن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة كانت تهدد بشكل مباشر وغير مباشر تلك المعالم.
وفي وقت سابق، أعلن نائب وزير الثقافة والسياحة والحرف اليدوية علي دارابي أنه طلب من أمناء المتاحف "اتباع بروتوكولات الأزمات، ونقل القطع إلى مواقع آمنة، والإغلاق الفوري لجميع المتاحف والمواقع التاريخية."
وقالت ليلى خسروي، المديرة العامة للمتاحف الإيرانية، لصحيفة "همشهري" الحكومية: إنهم على أتم الاستعداد لحماية هذه الأصول والكنوز الوطنية الإيرانية، "حتى في هذه الأزمة ستبقى محفوظة بأمان كما كانت في الماضي."
الممتلكات الثقافية وخطر التدمير أثناء النزاعاتبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، اعتمدت منظمة اليونسكو اتفاقية لاهاي لعام 1954، التي وضعت قواعد واضحة لحماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة. كانت هذه الاتفاقية أول معاهدة دولية تهدف بشكل خاص إلى حماية التراث الثقافي في أوقات الحرب، مؤكدة على أهمية التراث المشترك للبشرية ككل.
رغم ذلك، ما تزال الممتلكات الثقافية تواجه مخاطر كبيرة بالتدمير أو السرقة، سواء من قبل عصابات منظمة أو حتى دول تدعمها، خصوصًا في ظل الفوضى التي تصاحب الصراعات المسلحة
في سوريا مثلا، دمرت الحرب الأهلية العديد من المواقع الأثرية والمدن التاريخية، حيث تعرضت جميع مواقع التراث العالمي الستة في البلاد لأضرار بالغة، لا سيما في مدينة حلب القديمة وقلعة الحصن.
وتشير تقارير اليونسكو إلى أن بعض تلك المواقع استُخدمت لأغراض عسكرية، ما جعلها هدفًا لقصف مباشر بالقنابل والانفجارات.
ويتجلى هذا الدمار بشكل واضح في مدينة تدمر التاريخية، التي لم يتبق من أقواسها وتماثيلها ومعابدها إلا الركام، وصورة في الذاكرة لمدينة كانت تعتبر من أهم المراكز الثقافية في العالم القديم.
أما في العراق، فقد شهدت السنوات التي تلت غزو الولايات المتحدة سرقة واسعة النطاق للآثار، سواء من المتاحف مثل المتحف الوطني العراقي، أو عبر الحفريات غير القانونية في المواقع الأثرية المختلفة، في ظل الفوضى الأمنية التي شهدتها البلاد.
ولا يزال علماء الآثار في بغداد يعملون على استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة أو المدمرة، والتي تعرضت للسرقة أو التدمير على يد جماعات إرهابية مثل "داعش"، التي نهبت موقع النمرود الشهير.
وفي الحرب الأخيرة في لبنان، تعرض السور الروماني المحيط بثكنة غورو في قلعة بعلبك القديمة للدمار بعد استهداف الجيش الإسرائيلي لمحيطه، وفقًا لوكالة الأنباء اللبنانية.
ويُعد هذا السور جزءًا أساسيًا من القلعة ويمثل امتدادًا لبوابتها الشمالية، وهو مدرج ضمن قائمة الجرد العام للأبنية الأثرية بموجب المرسوم رقم 456 الصادر عام 1936.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران إسرائيل البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب حروب النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران إسرائيل البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب حروب دونالد ترامب حروب النزاع الإيراني الإسرائيلي آثار تراث ثقافي علي خامنئي النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران إسرائيل البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب حروب فلسطين طهران الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا جيف بیزوس روسيا الممتلکات الثقافیة
إقرأ أيضاً:
رشاد عبد الغني: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يؤكد رؤية مصر التي تنادي بالحلول السياسية لا الحروب
أكد رشاد عبد الغني، القيادي بحزب مستقبل وطن، أن بيان مصر الرسمي بشأن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يعكس موقفًا ثابتًا ورؤية واضحة تنتهجها الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تقوم على ضرورة وقف التصعيد العسكري، وتفادي الانزلاق إلى دوائر أوسع من العنف تهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله.
وأوضح عبد الغني في بيان له اليوم، أن مصر ومن منطلق مسؤوليتها الإقليمية ودورها التاريخي في الحفاظ على السلم والأمن، كانت في طليعة الدول التي دعت إلى ضبط النفس وتغليب لغة العقل والحوار، وقد عبّر البيان المصري عن موقف واضح يرفض استخدام القوة خارج نطاق الشرعية الدولية، ويطالب بوقف فوري لإطلاق النار، حمايةً للشعوب وتجنيبًا للمنطقة مخاطر الانفجار.
وأشار القيادي بحزب مستقبل وطن إلى أن هذا الموقف لا ينفصل عن رؤية الرئيس السيسي المتكاملة لسياسات الأمن الإقليمي، والتي تنطلق من دعم الاستقرار ورفض منطق الحرب، مؤكدًا أن السياسة المصرية ترى أن أي تصعيد جديد لن يخدم سوى دفع المنطقة نحو مزيد من الفوضى والانقسام.
وشدد عبد الغني، على أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يجب أن يكون خطوة أولى نحو تهدئة شاملة تستند إلى مبادئ القانون الدولي، وأن يتم الأخذ برؤية مصر الصادقة والحكيمة، التي تنادي بالحلول السياسية وتبني الجسور لا الحروب، وتحذر من مغبة تجاهل جذور الأزمات وعلى رأسها استمرار الاحتلال وغياب الحل العادل للقضية الفلسطينية.
وأضاف عبدالغني أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يضع القضية الفلسطينية في صلب رؤيته الاستراتيجية، حيث تشدد مصر دائمًا على أن إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ووقف العدوان عليه هو المدخل الحقيقي للاستقرار، وأن تسوية القضية الفلسطينية تسوية عادلة تضمن الحقوق وتُعيد إطلاق عملية السلام، هو ما سيمنع تجدد الصراعات الإقليمية ويكسر دائرة العنف.
واختتم رشاد عبدالغني بالتأكيد على أن مصر بقيادة الرئيس السيسي تواصل دورها النشط على الساحة الدولية، ساعية إلى حماية أمن المنطقة، ورافضة لكل ما من شأنه زعزعة الاستقرار، واضعة في مقدمة أولوياتها وقف التصعيد، ودعم حقوق الشعوب، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في السلام والحرية وإقامة دولته المستقلة.