حين فاجأت الصواريخ الإيرانية كل العالم
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
صالح البلوشي
في تطوّر غير متوقّع، شنَّ الكيان الإسرائيلي فجر الجمعة 13 يونيو الجاري عدوانًا مباشرًا على إيران، مستهدفًا منشآتها الحيوية وقياداتها العسكرية، في هجوم شكّل تحوّلًا خطيرًا في مشهد الصراع الإقليمي.
وقد جاءت الضربة قاسية ومباغتة، طالت منشآت نووية، واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء في مجال الطاقة النووية، بعضهم في منازلهم، كاشفةً عن اختراق أمني غير مسبوق أربك الداخل الإيراني، وأدهش العالم.
للحظة، بدا لنا أنَّ المشهد يتّجه نحو انهيار وشيك للنظام، وأن الساعات التي ستلي ذلك قد تكون كفيلة بطي صفحة الجمهورية الإسلامية.
غير أنَّ حسابات الواقع خالفت التقديرات المسبقة؛ فبعد ساعات قليلة فقط، استعادت إيران زمام المبادرة، وردّت بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية التي زرعت الرعب في قلب الكيان الإسرائيلي، وأجبرت مئات الآلاف على الاحتماء في الملاجئ، وشاهد العالم، عبر البث المباشر، كيف تحوّلت تل أبيب إلى مشهد شبيه بما تعانيه غزة: دمار، حرائق، جرحى، وقتلى، ومبانٍ منهارة على رؤوس ساكنيها. إنها المرة الأولى منذ نكبة عام 1948 التي تشهد فيها المدن الإسرائيلية مثل هذا الحجم من الدمار المباشر.
الهجمات الإيرانية، التي بات العالم يترقبها مساء كل يوم وأحيانا بالصباح، دفعت الاحتلال إلى البحث عن مخرج. لكنه لم يكن يستطيع إعلان الفشل رسميًا، لأنَّ ذلك يعني الاعتراف بالهزيمة، وهو ما تجنّبته تل أبيب بكل الوسائل، وفي الوقت نفسه، لم تحقق إسرائيل أيًّا من الأهداف الثلاثة التي أعلنتها عند بداية العدوان: لا النظام سقط، بل ازدادت شعبيته داخليًا والتفّت حوله حتى أطراف معارضة، ولا المنشآت النووية دُمّرت، ولا الصواريخ الإيرانية توقّفت، بل استمرّت في قصف العمق الإسرائيلي.
وقد لجأت الولايات المتحدة، في الساعات الأولى من السبت 22 يونيو 2025، إلى توجيه ضربات لمواقع إيرانية قالت إنها تضم منشآت نووية، مدعيةً أنَّها لم تعد موجودة. غير أن طهران سارعت إلى نفي ذلك، فيما شكّكت بعض وسائل الإعلام الغربية في دقة الرواية الأمريكية.
وكان هذا التدخل الأمريكي نتيجة مباشرة لاستنجاد إسرائيل بواشنطن، بعد أن أدركت أنها غير قادرة على مواجهة إيران وحدها في معركة مفتوحة، لا سيما مع استمرار الضربات الصاروخية التي أربكت منظومتها الدفاعية وأرهقت جبهتها الداخلية.
وقد أسهم هذا التدخل في إقناع تل أبيب بقبول وقف إطلاق النار، رغم أنَّ الأهداف التي شُنّ العدوان من أجلها بقيت بعيدة عن التحقق.
في المقابل، ورغم التصريحات المتكررة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي زعم مرارًا أن "إيران اليوم في أضعف حالاتها"، أثبتت طهران أنها لا تزال تمتلك زمام المبادرة والقدرة على الصمود في وجه أعتى الهجمات. لقد خاضت معركة وجود حقيقية، لم يكن فيها مجال للمناورة أو التراجع. كان الخيار الوحيد هو المواجهة، وقد اختارت المواجهة بكل شجاعة وثبات، ونجحت في قلب المعادلة بإجبار العدو على طلب وقف إطلاق النَّار، دون أن يتحقق أيٌّ من أهدافه المُعلنة.
لكن هذه المعركة، رغم قسوتها، ليست سوى فصلٍ في صراع طويل؛ فالعدو الذي عرفه الجميع بنكث العهود ونقض الاتفاقات، لا يزال يتربّص، ويقف خلفه رئيسٌ لا يخجل من الاعتراف بأنه دخل المفاوضات بنوايا حرب. أما التهديد الداخلي فلا يقلّ خطورة، فشبكات التجسّس والعملاء لا تزال فاعلة، وقد تُستخدم لتنفيذ عمليات اغتيال أو زعزعة الاستقرار من الداخل.
وفي ظل هذا المشهد المُلتهب، يظل موقف سلطنة عُمان موضع تقدير، لدبلوماسيتها المتزنة ومواقفها المبدئية في دعم السلم الإقليمي ودرء الصراعات.
لقد وقفت عُمان- كما عهدناها- إلى جانب الحق، وسعت إلى نزع فتيل الأزمة، في وقتٍ تزداد فيه الحاجة إلى العقلاء والعقلانية.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ترامب: إسرائيل أرسلت عملاء إلى المواقع النووية الإيرانية التي تعرضت للقصف للتأكد من تدميرها
#سواليف
كشف الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب أن #إسرائيل “أرسلت عملاء إلى #المواقع_النووية_الإيرانية التي تعرّضت للقصف للتحقق من تدميرها بالكامل”.
وأكد ترامب في تصريح على هامش قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” في مدينة لاهاي، أن “الهجوم المفاجئ الذي شنته الولايات المتحدة كان سريعا إلى درجة لم تسمح لطهران بإزالة اليورانيوم من تلك المواقع”.
وشدد على أن “الضربات الجوية دمّرت منشآت إيران النووية وأعادت برنامجها النووي عقودا إلى الوراء،” وذلك بالرغم من تسريب تقييم استخباراتي أولي يفيد بأن طهران قد تتمكن من إعادة بناء برنامجها خلال أشهر.
مقالات ذات صلة مهم للمسافرين عبر جسر الملك حسين 2025/06/25وقال ترامب للصحفيين خلال القمة: “أفهم أن إسرائيل تُعد تقريراً حول نتائج الضربة، وقيل لي إنهم أكدوا أن ما حدث هو تدمير كامل. لديهم أشخاص يدخلون المواقع بعد الضربة، وقالوا إنها دمّرت بالكامل. وأنا أعتقد أنها دُمّرت بالكامل”.
وجاءت تصريحات ترامب عقب الهجوم على التقييم السري الذي أعدته وكالة استخبارات الدفاع (DIA)، والذي تسرّب إلى شبكة “سي إن إن”، وتضمّن تقديرات تفيد بأن إيران يمكنها استعادة برنامجها النووي خلال أشهر.
وكتبت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، على منصة “إكس”: “هذا التقييم المزعوم خاطئ تماما، وقد كان مصنفا على أنه سري للغاية، لكن تم تسريبه إلى “سي إن إن” من قبل شخص مجهول ومنخفض الرتبة في مجتمع الاستخبارات”.
وأضافت: “تسريب هذا التقييم هو محاولة واضحة للنيل من الرئيس ترامب، وتشويه سمعة الطيارين المقاتلين الشجعان الذين نفذوا مهمة مثالية لتدمير البرنامج النووي الإيراني”.
وختمت ليفيت بالقول: “الجميع يعرف ما يحدث عندما تُلقى أربع عشرة قنبلة تزن كل واحدة منها 30 ألف رطل بدقة على أهدافها: دمار شامل”.