حروب الإنابة لن تنفع العراقيين
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
آخر تحديث: 26 يونيو 2025 - 10:33 صبقلم: سمير داود حنوش القرار السيادي ما يزال متأرجحًا بين العراق الرسمي و”عراق الفصائل المسلحة”، إذ تتوزع المواقف في بلدٍ لم يستطع إقناع واشنطن بالضغط على حليفتها لإيقاف انتهاك أجوائه من قِبل طائراتها ومُسيّراتها، وبالمقابل لم يستطع إقناع إيران، حامية المنظومة السياسية في العراق، بأن تكفّ صواريخها عن اختراق سمائه وعبور أجوائه.
بعد أكثر من عقدين من حكم الإسلام السياسي، الذي تميّز بتعدّد الولاءات وتنوّع الخيانات، لم تتمكّن هذه المنظومة السياسية من بناء سياج دفاعي يحمي الوطن من تدخلات القريب والبعيد، ولم تستطع هذه الجماعات السياسية، على الأقل، امتلاك منظومة دفاع جوي تحمي سماء العراق، رغم كل الموازنات الانفجارية وتسهيلات الدول الراعية لهذا النظام السياسي. الواقع السياسي في العراق يعيش اليوم ورطة حقيقية، فلا يمكن الجزم إنْ كان العراق دولة في ظروف طبيعية، أم “لا دولة” يحكمها سلاح الفصائل؛ ذلك السلاح الذي سيكون بإمرة الجارة إيران، فيما إذا استمرت أميركا وحليفتها في سياسة الضغط القصوى على طهران. ومن المؤكد أن تلك الفصائل ستدخل الحرب بكل عناوينها وولائها العقائدي إلى جانب إيران، إذا بلغ الاستهداف الإسرائيلي ذروته بسقوط النظام الإيراني. يقف العراق عاجزًا عن تحديد بوصلة اتجاهه ومعرفة الطريق الصحيح الذي يجب عليه أن يسلكه. ففيما يسعى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى مطالبة الجانب الأميركي بمنع الطائرات الإسرائيلية من انتهاك الأجواء العراقية، استنادًا إلى اتفاقية الإطار الإستراتيجي بين بغداد وواشنطن، يأتي تحذير المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراقي أبوعلي العسكري ليفجّر تلك المحاولات بقوله “إن دخول الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب سيجلب لها ويلات ودمارًا غير مسبوق،” وهو تهديد مباشر يعكس الاستعداد لتوسعة رقعة الصراع.
وفي محاولة لاستدراج العراق إلى دائرة الصراع الإيراني – الإسرائيلي، انتقد نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي ما وصفه بعجز العراق عن حماية سيادته، مطالبًا بغداد باتخاذ موقف حاسم تجاه الانتهاكات الإسرائيلية. وأضاف آبادي أن العراق لا يملك حتى الآن قدرة الحفاظ على سيادته، ولا ينبغي لأحد أن يظن أن الصمت يعني دعم إيران، داعيًا إلى تحرك واضح من جانب الحكومة العراقية، في موقف يشير إلى أن إيران لم تعد تُعوّل على الموقف الحكومي العراقي لمساندتها في حربها مع إسرائيل.
الغريب في الموقف العراقي أنه يعيش بأريحية ولامبالاة إزاء ما حدث ويحدث على أرضه وسمائه، التي تخترقها طائرات الإسرائيليين وصواريخ الإيرانيين.تخيّلوا أن البرلمان العراقي، الذي يُفترض به أن يُكثّف جلساته لاستضافة القادة العسكريين والاطّلاع على الاستعدادات تحسّبًا لاجتياح رياح الحرب للأرض العراقية، فشل في عقد جلسة واحدة لإدانة العدوان وانتهاك سيادة البلاد. فأيّ سيادة يمكن الحديث عنها؟ إن إغلاق السفارة الأميركية في بغداد، وإخلاء موظفيها، وتسليم مسؤولية مبناها إلى الجيش الأميركي، يعني بوضوح أن الولايات المتحدة تخلّت عن آخر معقل للدبلوماسية في بغداد؛ المعقل الذي كان يُفترض أن يوفّر قناة تواصل بين العراقيين والولايات المتحدة، أو على الأقل يحُدّ من الهجمات الإسرائيلية على الأراضي العراقية، أو يؤخر استهداف المصالح العراقية منذ السابع من أكتوبر، على الرغم من مشاركة الفصائل العراقية في ضرب إسرائيل بالطائرات المسيّرة والصواريخ في حرب غزة. المفارقة أن القلق الشعبي، الذي تراه في وجوه العراقيين، ربما يكون أشدّ وطأة وأكبر من القلق الحكومي، الذي لم يبادر بأخذ الحيطة والحذر والاستعداد للأسوأ، سوى بتكثيف وتشديد الإجراءات الأمنية التي تهدف إلى المحافظة على هدوء الشارع، خوفًا من تظاهرات أو انتفاضة قد تطيح بالمنظومة السياسية المقيمة خلف أسوار المنطقة الخضراء.بعد أكثر من عشرين عامًا من غياب الاستقلالية في القرار العراقي وارتباطه بمصير الجارة الشرقية، يدفع العراق اليوم ثمنًا باهظًا نتيجة من رهنوا مصيرهم بجيرانهم الإقليميين. وهنا تكمن المصيبة؛ إذ بات العراق يُخشى عليه من الضياع في مهبّ رياح حروب بالوكالة، لا ناقة له فيها ولا جمل.المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
علي لاريجاني يزور بغداد.. اتفاق أمني جديد يعزز التعاون بين إيران والعراق
بدأ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، اليوم الإثنين، أول زيارة خارجية له منذ توليه المنصب، متوجهاً إلى العراق بهدف توقيع اتفاقية أمنية ثنائية تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الأمن وضبط الحدود بين البلدين.
وتأتي هذه الخطوة في ظل ملفات إقليمية معقدة ورغبة طهران في توثيق علاقاتها مع بغداد على صعيد مكافحة التهديدات المشتركة.
وتشمل جولة لاريجاني أيضاً زيارة إلى لبنان، حيث يعتزم بحث الأوضاع الراهنة وتنمية العلاقات التجارية مع المسؤولين اللبنانيين، إضافة إلى مناقشة التطورات الأمنية في المنطقة.
وبحث لاريجاني مع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في مختلف المجالات الأمنية والسياسية.
ويعتبر علي لاريجاني من أبرز الشخصيات السياسية الإيرانية، شغل عدة مناصب رفيعة مثل رئاسة البرلمان الإيراني بين عامي 2008 و2020، ورئاسة هيئة الإذاعة والتلفزيون، فضلاً عن عمله مستشاراً للمرشد الأعلى للشؤون الاستراتيجية، كما كان أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي في الفترة بين 2005 و2007 قبل أن يعود إلى المنصب مؤخراً.
وأكد لاريجاني خلال تصريحاته على أهمية أمن المواطنين الإيرانيين باعتباره محوراً أساسياً في العلاقات مع دول الجوار، مشدداً على ضرورة مراعاة أمن الدول المجاورة وعدم الإضرار بها.
وأضاف أن العراق يُعد “بلداً صديقاً وجاراً” تربطه بإيران علاقات تعاون وثيقة ومتينة.
وتأتي هذه الجولة في وقت تشهد المنطقة توترات أمنية متزايدة، حيث تسعى إيران لتعزيز تحالفاتها الإقليمية وتأمين حدودها في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
إيران تكشف نتائج عملية استخباراتية ناجحة قبالة سواحل هرمزغان
أعلنت قوات حرس الحدود الإيرانية عن توقيف ناقلة نفط تحمل اسم “فونكس” وترفع علم دولة أجنبية، كانت على متنها أكثر من مليوني لتر من الديزل المهرب، وذلك على بعد 23 ميلاً من سواحل منطقة جبل مبارك بمحافظة هرمزغان.
وقال قائد حرس الحدود في الشرطة الإيرانية، أحمد علي غودرزي، إن العملية تمت بالتعاون بين قوات حرس الحدود في ميناء جاسك والقوات البحرية للجيش، بعد رصد مخطط لتهريب كميات كبيرة من الوقود خارج المياه الإقليمية.
وأضاف أن عملية التفتيش أسفرت عن ضبط 2 مليون و30 ألف و755 لتراً من الديزل، وتم اعتقال 17 شخصاً من جنسيات أجنبية مختلفة، حيث نُقلوا إلى ميناء جاسك للتحقيق معهم وإحالتهم للجهات القضائية المختصة.
وأوضح غودرزي أن القيمة المالية للشحنة المضبوطة تُقدر بنحو 759 مليار ريال، مشيراً إلى استمرار التنسيق بين حرس الحدود والقوات المسلحة على الحدود البرية والبحرية لمكافحة عمليات التهريب.