بابا الفاتيكان يناشد الدول عدم التخلي عن سوريا
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
أعرب بابا الفاتيكان، ليو الرابع عشر، في تصريحاته الأسبوعية بميدان القديس بطرس، الأربعاء، عن حزنه العميق للهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديس مار إلياس في العاصمة السورية دمشق، معتبراً أن هذا الحادث "المأساوي" يسلط الضوء مجدداً على هشاشة الوضع السوري، في ظل استمرار آثار الحرب وعدم الاستقرار.
ووجه البابا تعازيه لعائلات الضحايا الذين سقطوا في التفجير الذي وقع الأحد الماضي، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى، ومؤكداً تضامنه مع المسيحيين في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها.
وقال البابا: "ما تزال سوريا تتأثر بعمق نتيجة سنوات الصراع الطويلة، والمجتمع الدولي مدعو إلى عدم إدارة ظهره لهذا البلد، بل إلى مواصلة دعمه بكل الوسائل الممكنة".
وكانت وزارة الداخلية السورية قد أعلنت أن انتحارياً من تنظيم الدولة اقتحم كنيسة القديس مار إلياس أثناء قدّاس الأحد الماضي، وفتح النار على المصلين قبل أن يفجر نفسه بحزام ناسف، ما أدى إلى مقتل 25 شخصاً وإصابة 63 آخرين، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "سانا" نقلاً عن وزارة الصحة.
وفي أعقاب الهجوم، أعلنت السلطات السورية مقتل عنصرين من خلية تابعة لتنظيم الدولة يشتبه بتورطها في التخطيط للعملية، وإلقاء القبض على قائد الخلية وخمسة آخرين.
ويأتي هذا التفجير في سياق أمني متوتر تشهده سوريا منذ سقوط نظام المخلوع بشار الأسد، حيث تواصل السلطات ملاحقة العناصر المتورطة في أنشطة إرهابية وانتهاكات أمنية.
وكانت فصائل سورية معارضة قد أعلنت، في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، سيطرتها الكاملة على البلاد، منهية أكثر من ستة عقود من حكم حزب البعث، بينها 53 عاماً من سيطرة عائلة الأسد.
دعوة للتهدئة بين إيران والاحتلال وفلسطين
وفي سياق آخر، عبّر البابا ليو الرابع عشر عن قلقه من تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، داعياً إلى العودة للمسار الدبلوماسي لحل الخلافات بين إيران والاحتلال الإسرائيلي وفلسطين.
وقال البابا إنه "يتابع بتمعن وأمل" تطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي على إيران، الذي بدأ في 13 حزيران/يونيو الجاري واستمر 12 يوماً، بدعم أمريكي، مستهدفاً مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية، إلى جانب اغتيال قادة وعلماء، وأسفر عن مقتل 606 أشخاص وإصابة 5 الاف و332 آخرين، بحسب وزارة الصحة الإيرانية.
وفي رد مباشر، استهدفت إيران مواقع عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، نجح عدد كبير منها في اختراق أنظمة الدفاع الجوي، ما تسبب في مقتل 28 شخصاً وإصابة أكثر من 3 الاف و332 آخرين، وفقاً لوسائل إعلام عبرية ووزارة الصحة الإسرائيلية.
وردت الولايات المتحدة على الهجوم الإيراني بقصف منشآت نووية في إيران، مدّعية أنها "أنهت" البرنامج النووي الإيراني، لترد طهران مجدداً بقصف قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية في قطر.
وفي الثلاثاء الماضي، أعلنت واشنطن عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين تل أبيب وطهران، بعد أسابيع من التصعيد المتبادل.
جرائم متواصلة في غزة
وفي ختام كلمته، جدّد البابا موقفه الأخلاقي من الحرب الجارية في غزة، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب ما وصفه بـ"جرائم الإبادة الجماعية"، بدعم أمريكي كامل، منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقد أسفر العدوان الإسرائيلي على القطاع، حتى الآن، عن استشهاد أكثر من 188 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل أوضاع إنسانية كارثية وغياب شبه تام لأي أفق للحل.
ودعا بابا الفاتيكان المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، من أجل وقف دوامة العنف المستمرة، والعمل من أجل تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الفاتيكان ليو سوريا غزة سوريا غزة الفاتيكان ليو المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکثر من
إقرأ أيضاً:
قلق أممي عقب مقتل أكثر من 40 شخصاً في هجوم على مستشفى بغرب كردفان
المتحدث باسم الأمم المتحدة قال إن الهجوم يأتي في وقت تعاني فيه المنطقة من تدهور خطير في النظام الصحي، حيث خرجت نحو ثلاثة أرباع المرافق الصحية في مناطق النزاع، بما فيها كردفان، عن الخدمة أو تعمل بشكل جزئي فقط.
التغيير: وكالات
أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن قلق بالغ إزاء تقارير تفيد بوقوع هجوم دموي استهدف مستشفى المجلد في ولاية غرب كردفان السودانية مطلع الأسبوع الجاري، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 مدنياً بينهم أطفال وعاملون صحيون، إلى جانب عشرات المصابين، وتدمير واسع للمرفق الصحي.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي، نقل دوجاريك عن منظمة الصحة العالمية أن الهجوم يأتي في وقت تعاني فيه المنطقة من تدهور خطير في النظام الصحي، حيث خرجت نحو ثلاثة أرباع المرافق الصحية في مناطق النزاع، بما فيها كردفان، عن الخدمة أو تعمل بشكل جزئي فقط.
وقال دوجاريك: “لطالما أدنا الهجمات على مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها، خاصة في مناطق النزاع. يجب احترام الحماية التي يضمنها القانون الدولي الإنساني للعاملين الصحيين والجرحى والمرضى في كل الأوقات.”
خطر الكوليرا يتصاعد وسط عجز التمويل
رغم التحديات الميدانية، أشار دوجاريك إلى تراجع ملحوظ في عدد حالات الاشتباه بالكوليرا في الأسابيع الأخيرة، حيث سجلت الفترة من 16 إلى 22 يونيو 207 حالات فقط، مقارنة بأكثر من 8400 حالة خلال أسبوع واحد في مايو الماضي.
ويواصل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وشركاؤه جهود احتواء تفشي الكوليرا، حيث تم توزيع أكثر من 3 ملايين جرعة من اللقاح الفموي في الخرطوم وشمال كردفان، مع بدء حملات التطعيم، ومن المتوقع وصول 3 ملايين جرعة إضافية قريباً.
كما وفرت فرق الطوارئ خدمات المياه والصرف الصحي لما يقارب 2.3 مليون شخص، وساعدت في تعزيز النظافة الشخصية لأكثر من 1.3 مليون نسمة.
لكن أوتشا حذرت من نفاد الإمدادات الإنسانية المخزنة مسبقًا، نتيجة البداية المبكرة لتفشي المرض، والهجمات المتكررة على البنية التحتية، إضافة إلى **انقطاع الكهرباء والمياه.
ودعا المكتب إلى تمويل دولي مرن وعاجل، تحسباً لموجة جديدة من التفشي خلال موسم الأمطار في يوليو وأغسطس، حيث يزداد خطر الفيضانات وانتشار الأوبئة.
يأتي الهجوم على مستشفى المجلد في ظل الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف، وتسببت في انهيار شبه كامل للخدمات الصحية والإنسانية، خاصة في مناطق مثل كردفان ودارفور.
الهجمات المتكررة على المنشآت الصحية باتت نمطاً مقلقاً في النزاع السوداني، وسط اتهامات بانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني من قبل أطراف النزاع، مما يفاقم من المأساة الإنسانية المتصاعدة.
الوسومآثار الحرب في السودان الأمم المتحدة المجلد ولاية غرب كردفان