الجزيرة:
2025-06-26@15:48:23 GMT

إسرائيل تتجه إلى انتخابات دينية الهوية عام 2026

تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT

إسرائيل تتجه إلى انتخابات دينية الهوية عام 2026

حذر الكاتب موران شرير -في مقال ساخر بصحيفة هآرتس- من أن إسرائيل تتجه نحو تحوّل خطير في هويتها السياسية والدينية، قائلا إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لم يعد قائدا أو شجاعا بل هو المسيح رسول الله على الأرض".

ويرى شرير -الذي يُعرف بنزعته النقدية تجاه الحكومة وتوجهاتها الدينية والقومية- أن الحملة الانتخابية المقبلة لعام 2026 لن تدور حول قضايا الأمن أو الاقتصاد أو حتى الانقسام السياسي المعتاد بين اليمين واليسار الإسرائيلي، بل ستدور حول الإيمان العقائدي بزعيم بات يُصوّر نفسه، ويُصوّره أنصاره، كمبعوث إلهي.

وكتب ساخرا "لا يُنظر إلى نتنياهو على أنه رئيس وزراء جيد أو قائد شجاع، بل كمسيح، حرفيا. ويتزايد عدد مؤيديه الذين يرددون صراحة ما كانوا قد ألمحوا إليه سابقًا أو كتبوه مازحين: نتنياهو هو ممثل الله على الأرض".

دولة يهودية لا إسرائيلية

يشير شرير في مستهل مقاله إلى لحظة فارقة بالتاريخ الانتخابي الإسرائيلي عام 1996، حين تنبأ المستشار آرثر فينكلشتاين بفوز نتنياهو عبر سؤال بسيط وذكي للناخبين: هل تعتبر نفسك إسرائيليا أم يهوديا؟. وقد أجاب معظمهم بـ"يهودي" وهو ما مهد الطريق لانتصار اليمين. ويعلق الكاتب "لقد مرت سنوات عديدة، لكن الحقيقة البسيطة لم تتغير. ما وحّد فصائل ائتلاف نتنياهو لدورة انتخابات الكنيست عام 2023 هو الاعتقاد بأن العيش في دولة يهودية أفضل من العيش في دولة إسرائيلية".

ويتابع أن الشعار القديم "نتنياهو. إنه جيد لليهود" لم يعد مجرد خلفية ضمنية، بل يتحول الآن إلى جوهر الحملة القادمة، مهيمنا بصراحة وبلا خجل.

ويرى شرير أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران أدى إلى تعظيم مكانة نتنياهو في نظر أنصاره، حتى باتوا يحيطونه بهالة من القداسة. وكتب "نتنياهو لا يتخلى عن عبادته لنفسه، بل على العكس، يُغذّيها. لقد أصبح عالمه المفاهيمي في الأسابيع الأخيرة أقرب إلى التوراة" مشيرا إلى كثافة الاقتباسات الدينية في خطاباته وظهوره المتكرر في مواقع ذات رمزية دينية كحائط المبكى (حائط البراق) مصحوبا بالـ"طاليت" (شال الصلاة اليهودي) والـ"كيباه" (القلنسوة الصغيرة التي يرتديها المتدينون على رؤوسهم).

إعلان

ويضيف أن نتنياهو لم يعد يضع نفسه في مقام تشرشل أو بن غوريون، بل بمرتبة أنبياء بني إسرائيل في التوراة "يهوشع بن نون والملك داود". ويذهب شرير إلى القول إن حملة نتنياهو المقبلة ستكون بصيغة "الله وضع بنيامين نتنياهو في هذا الوقت لسبب ما. لا تشكك في دوافعه، فقط نفذ ما يشاء".

إما الطيارون أو الهواة

في تحليله الاجتماعي، يرى شرير أن التغيّر الديموغرافي والقيمي في المجتمع الإسرائيلي يمهد لنجاح هذا التوجه الجديد. وكتب "منذ عام 1996، أصبحت إسرائيل أكثر تدينا، وأكثر يهودية، وأقل إسرائيلية. لا يوجد بين الشباب اتجاه أكثر شعبية من الالتزام بالكوشير (الطعام اليهودي الحلال) والتواضع (اللباس المحتشم) والشرّابة (الخيوط المتدلية من قميص خاص يرتديه المتدينون تحت ثيابهم)".

ويضيف أن هذا الجمهور "غير مهتم بالاحتلال، ولا بحوار السلام، ولا بأفق سياسي. إنه يريد التصويت لمن يعتقد أنه المسيح. هذا ما سيمنحه إياه الليكود".

ويختم المقال بتحذير صريح من أن الانتخابات المقبلة ستضع إسرائيل أمام خيار وجودي، بين عقلانية الدولة المدنية وعقيدة الدولة الدينية. وكتب "لن يُقدّم اليمين أفكارا بل يقدم إيمانا. إذا فاز مجددا، ستفقد إسرائيل قبضتها على ما تبقى من عقلانيتها، وستُصبح بديلا يهوديا".

ويصف المواجهة بأنها ستكون بين "الطيارين وضباط المخابرات وخبراء التكنولوجيا الفائقة الذين قادونا إلى العملية المذهلة في إيران، والوزراء الهواة غير المؤهلين الذين منحوهم الضوء الأخضر".

ويخلص إلى أن إسرائيل ستُضطر إلى اختيار مصيرها، بين مواصلة الابتعاد عن إيران أم التحول إلى ما يشبه إيران.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

متخصص في الشأن الإسرائيلي: ترامب يملك خطة واضحة لإنقاذ نتنياهو

قال محمد الليثي، الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن "خوض معارك من أجل بقاء إسرائيل" تعكس محاولة واضحة لإنقاذ نتنياهو، مشيرًا إلى أن ترامب يسعى لتقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي كبطل في مواجهة التحديات، سواء في غزة أو إيران، لتأمين مستقبله السياسي.

ترامب يُشعلها : أنقذنا إسرائيل وسنُسقط محاكمة نتنياهوترامب يخطط لتسمية خليفة رئيس الاحتياطي الفيدرالي مبكرا

وأضاف الليثي، في مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا لايف"، أن ترامب حاول سابقًا إخراج نتنياهو من مأزق الحرب في غزة، لكنه اصطدم بتعقيدات أبرزها احتجاز حركة حماس لعدد من الأسرى الإسرائيليين، ما حال دون إعلان إسرائيل الانتصار الكامل كما كان يتمنى نتنياهو والتيار اليميني المتطرف المسيطر على حكومته.

وأوضح أن الداخل الإسرائيلي لم يمنح نتنياهو نقاطًا كثيرة عقب المواجهة مع إيران، إذ وُجهت له انتقادات واسعة بسبب توقيت وشكل العملية العسكرية، وكذلك بسبب القصور في حماية الداخل الإسرائيلي من الصواريخ الإيرانية، على الرغم من ادعاء التفوق التكنولوجي الدفاعي.

وأشار الليثي إلى أن الضربة الإسرائيلية والأمريكية للمفاعلات النووية الإيرانية لم تسفر عن تدمير كامل للبرنامج النووي، بل اقتصر تأثيرها على تأجيله فقط، لافتًا إلى أن عدداً من المحللين الإسرائيليين شككوا في فاعلية هذه الضربات، خاصة بعد أن أعلن ترامب نفسه استهداف ثلاث منشآت فقط بقنابل خارقة.

وفيما يخص الوضع في قطاع غزة، اعتبر الليثي أن القطاع أصبح منسيًا على المستوى الدولي، رغم ما يشهده من تصعيد، في ظل تركيز العالم على المواجهة الإيرانية-الإسرائيلية، مضيفًا أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية تنفذ خطة متطرفة تتجاهل الجوانب الإنسانية، بينما يتراجع الاهتمام العالمي مقارنة بما حدث عند سقوط صواريخ إيرانية على الداخل الإسرائيلي.

وبشأن مستقبل نتنياهو، رأى الليثي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يحاول كسب الوقت لحماية مستقبله السياسي، خاصة مع الضغوط القضائية التي يواجهها، لافتًا إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة بشأن قضايا الفساد تندرج في إطار محاولة دعمه.

وعن احتمالات التوصل إلى صفقة بشأن غزة، قال الليثي إن نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب دون استعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وهو ما ترفضه الحركة، مما يطيل أمد الأزمة، مضيفًا: "نتنياهو لا يتحرك بمفرده، بل تُحركه أطراف داخل اليمين المتطرف، ولن يذهب لأي اتفاق دون أن يظهر بمظهر المنتصر".

وختم بالقول إن هناك رهانًا على الجهود الدولية، وعلى رأسها الجهود المصرية، لإنهاء التصعيد والتوصل إلى حلول تحفظ الأرواح وتعيد الاستقرار.

طباعة شارك دونالد ترامب إسرائيل إيران نتنياهو

مقالات مشابهة

  • إسحاق بريك: القوات البرية في الجيش الإسرائيلي تتجه نحو الانهيار في قطاع غزة
  • متخصص في الشأن الإسرائيلي: ترامب يملك خطة واضحة لإنقاذ نتنياهو
  • ترامب يتعهد بإنقاذ نتنياهو من محاكمته كما أنقذ إسرائيل في حرب إيران
  • المعارضة في الاحتلال تدفع نحو انتخابات مبكرة لإسقاط نتنياهو
  • إسرائيليون يعتبرون نتنياهو ملك إسرائيل وآخرون يرونه خطرا عليها
  • نتنياهو لشعبه: حققنا نصرا تاريخيا وأزلنا تهديد إيران الوجودي على إسرائيل
  • نتنياهو: إسرائيل حققت انتصاراً تاريخياً على إيران
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل حققت كافة أهداف الحرب على إيران 
  • نتنياهو يعلن تحقيق إسرائيل لأهدافها ضد إيران ووقف إطلاق النار رسميا