كيف تسرق المساعدات في غزة قبل أن يعاد بيعها بأسعار مضاعفة للجائعين؟
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
#سواليف
على مرمى حجر من تمركز #القوات_الإسرائيلية شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع #غزة، وتحديداً في منطقة “التحلية”، اصطفّ عشرات #المسلحين من عناصر ميليشيات مدعومة من #الاحتلال، مساء الأربعاء، لاعتراض #شاحنات #المساعدات_الإنسانية المخصصة للعائلات النازحة، في مشهد يتكرّر وسط عجز المنظمات الدولية عن تأمين #طرق_الإغاثة.
وأفاد مراسل “قدس برس” في جنوب القطاع، أن أكثر من 50 شاحنة مساعدات تم توقيفها بعد نصب كمين لها، أثناء مرورها من معبر “كرم أبو سالم” عبر طريق صلاح الدين، في طريقها إلى مخازن وكالة “أونروا” والمنظمات الإنسانية.
تحرّكات مشبوهة
ورصدت “قدس برس” تحرّكات مكثفة للمسلّحين في مواقع قريبة من خطوط التماس مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتحديداً في مناطق “التحلية”، و”دوار بني سهيلا”، و”مفترق جاسر”، حيث انتشر المسلّحون بحرية رغم تصنيف المنطقة عسكرياً كـ”منطقة عمليات نشطة”.
ويُقدّر عدد المسلّحين بالعشرات، وهم مزوّدون بأسلحة رشاشة، من بينها بنادق أمريكية من طراز M-16 ورشاشات MK-47، ويستخدمون مركبات دفع رباعي للتنقل. كما تم رصد وجود عدد من مكعبات الباطون الضخمة وُضعت وسط الطريق، ما أجبر الشاحنات على التوقّف.
ووفق إفادات شهود عيان ، فإن عملية الاعتراض غالباً ما تحدث في ساعات الفجر الأولى، بعد حصول المسلّحين على معلومات مسبقة، من سلطات الاحتلال، حول توقيت تحرّك القوافل. وفور وصول الشاحنات، يتم إطلاق النار في الهواء لإجبارها على التوقّف، وفي حال الرفض، يتم استهداف العجلات أو السائق بشكل مباشر.
ويضيف الشهود أن عملية السطو لا تستغرق أكثر من دقائق، حيث يتم تفريغ الحمولة بسرعة إلى عربات محلية مجهّزة مسبقاً، ثم تُنقل إلى مستودعات خاصة يسيطر عليها هؤلاء المسلّحون، قبل أن تُطرح في الأسواق بأسعار مضاعفة.
ويبيع هؤلاء المسلّحون كيس الطحين للمواطنين في الأسواق بأسعار تتراوح بين 230 – 600 دولار أمريكي للكيس الواحد، رغم أنه من المفترض أن يُوزّع مجاناً.
من هؤلاء المسلّحين؟
منذ تجدّد العدوان الإسرائيلي على القطاع في 18 آذار/مارس الماضي، عمل جيش الاحتلال على خلق واقع أمني جديد، من خلال تقويض الجهاز الشرطي في القطاع واستبداله بميليشيات مسلّحة، على غرار نموذج ميليشيات “ياسر أبو شباب” و”شادي الصوفي” في مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع.
وفي خان يونس، ذات الطابع العشائري والعائلي، عمل جيش الاحتلال على خلق نموذج مشابه، من خلال منح بعض العائلات نفوذاً وسيطرة أمنية على مناطق معينة داخل المدينة، بحيث يتمتّع هؤلاء المسلّحون بحصانة من الجيش الإسرائيلي من أي استهداف أو ملاحقة.
مقابل ذلك، يفرض جيش الاحتلال على هؤلاء المسلّحين تنفيذ أجندات مشبوهة، مثل خلق حالة من الفوضى في الأسواق عبر سرقة المساعدات وبيعها للمواطنين بأسعار مضاعفة كمصدر دخل خاص بهم لتمويل نشاطاتهم، بالإضافة إلى بث الإشاعات والأكاذيب بهدف زعزعة استقرار الجبهة الداخلية وإضعافها.
ويُعتبر هؤلاء المسلّحون بمثابة خط دفاع متقدّم لحماية جنود جيش الاحتلال من ضربات المقاومة، حيث يقومون برصد والإبلاغ عن أي تحرّكات من قبل نشطاء المقاومة ضد الجيش الإسرائيلي. كما أنهم يوفّرون معلومات مجانية عن تحرّكات منتسبي الجهاز الشرطي والأمني، ما يُسهّل على الجيش استهدافهم وملاحقتهم.
وترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبدعم أمريكي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 188 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف القوات الإسرائيلية غزة المسلحين الاحتلال شاحنات المساعدات الإنسانية جیش الاحتلال تحر کات
إقرأ أيضاً:
عشائر غزة تفسد خطة الاحتلال وأعوانه
#سواليف
أثار الدور الذي أدته #العشائر_الفلسطينية في تأمين #قوافل_المساعدات الإنسانية إلى #غزة #غضب الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه، بعدما نجحت هذه الجهود في كسر حالة الفوضى التي كان يسعى #الاحتلال إلى فرضها عبر دعم العصابات واللصوص لنهب شاحنات الإغاثة.
وشاركت العشائر الفلسطينية يوم الأربعاء في تأمين وصول شاحنات محملة بمساعدات إنسانية إلى #مخازن #برنامج_الأغذية_العالمي بمدينة غزة، خشية تعرضها للنهب من #تعمل تحت غطاء جوي من #جيش_الاحتلال وبتنسيق معه.
وتمكن الفلسطينيون المجوعون من الحصول على الطحين من برنامج الأغذية العالمي بعد شهور من الحرمان، عقب تأمين قافلة المساعدات من قبل العشائر الفلسطينية، في ظل حرب التجويع التي يشنها الاحتلال والذي يدعم العصابات لسرقة الشاحنات.
مقالات ذات صلة كيف تسرق المساعدات في غزة قبل أن يعاد بيعها بأسعار مضاعفة للجائعين؟ 2025/06/26ورصدت عدسة “شبكة قدس” في قطاع غزة، توزيع المساعدات بانتظام على الفلسطينيين في عدة مراكز توزيع فلسطينية في القطاع.
في المقابل، سارع الاحتلال إلى اتهام المقاومة بالسيطرة على المساعدات، حيث أوعز رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى وزير حربه يسرائيل كاتس والجيش بوضع خطة خلال 48 ساعة لوقف ما وصفه بـ”سيطرة حماس على المساعدات”، في محاولة جديدة لتبرير عدوانه وممارساته ضد المدنيين. غير أن الهيئة العليا لشؤون العشائر أكدت أن هذه الادعاءات ليست سوى محاولة يائسة لتضليل الرأي العام العالمي، وغطاء لتبرير الجرائم المستمرة بحق المدنيين، محذرة من أن الهدف الحقيقي للاحتلال هو إثارة الفتنة وخلق مصائد موت للمدنيين الجوعى في غزة، الأمر الذي يتطلب تدخلًا دوليًا حازمًا وآنيًا لوقف هذه المخططات الإجرامية.
في الأثناء، أفاد مصدر في أمن المقاومة بغزة أن وحدة سهم وقوة من جهاز المباحث تمكنت من تحييد 17 سارقًا للدقيق، ووزعت جميع الكميات على الناس مجانًا قرب دوار بني سهيلا وشارع البحر ودوار السنية، وتوعدت اللصوص بالضرب بيد من حديد.
وأعلنت منصة الحارس التابعة للمقاومة في غزة عن تشكيل قوة ميدانية خاصة تحت اسم “رادع”، تابعة للأجهزة الأمنية، تتولى تنفيذ مهام مباشرة في ملاحقة قطاع الطرق، واللصوص، والتجار المحتكرين، ومرتكبي المخالفات الأخلاقية والجنائية.
وأكدت أن قوة “رادع” تنتشر ميدانيًا منذ مدة في معظم مناطق قطاع غزة، وقد نجحت في إغلاق عدد من القضايا العالقة، بما في ذلك استعادة مسروقات وردع المجرمين، وفرضت حظرًا للتجوال في مناطق محددة ضمن خطط أمنية محكمة لتضييق الخناق على المجرمين، كما صادرت أسلحة بيضاء ونارية من عناصر كانت تشكل خطرًا مباشرًا على أمن الفلسطينيين وسلامتهم.
وأعلنت أن الفترة المقبلة ستشهد تشديدًا للإجراءات الأمنية وتوسيعًا لنطاق عمل قوة “رادع”، بما يسهم في ترسيخ الأمن المجتمعي والقضاء على الظواهر الدخيلة كالبلطجية والاستغلال والسرقة، ودعت جمهور الشعب الفلسطيني إلى تفهم الإجراءات والتعاون مع القوة الميدانية والمساهمة في إنجاح مهمتها الوطنية.
وبعيدًا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي توزيع مساعدات إنسانية عبر ما تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي مدعومة إسرائيليًا وأمريكيًا ومرفوضة من الأمم المتحدة. ويتم توزيع المساعدات في “مناطق عازلة” جنوبي غزة، لكن سجل المخطط مؤشرات متزايدة على الفشل، إذ توقف التوزيع مرارًا بسبب تدفق أعداد كبيرة من المجوعين وإطلاق جيش الاحتلالالنار على الحشود.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن حصيلة ضحايا ما تعرف بـ”آلية المساعدات الإسرائيلية الأميركية” خلال شهر بلغت 549 شهيدًا و4066 مصابًا بنيران جيش الاحتلال.