«تريندز» يدشّن مكتبه الافتراضي في باريس ويناقش وقف تمويل «الإخوان» في أوروبا
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
يواصل مركز تريندز للبحوث والاستشارات حضوره العالمي، بتدشين مكتبه الافتراضي الجديد في العاصمة الفرنسية باريس. ويهدف هذا المكتب إلى أن يكون منصة فكرية للتواصل المعرفي بين المنطقة والفضاء الفرانكفوني.
ويتزامن إطلاق المكتب مع عقد الجلسة الثانية - في صورة ورشة عمل - من الندوة الدولية بعنوان «العمل معاً لوقف تمويل الإخوان المسلمين في أوروبا: التحديات والفرص»، في قاعة «مونوري» بمقر مجلس الشيوخ الفرنسي، بعد غدٍ الاثنين، 30 يونيو 2025.
وسيفتتح الفعاليات كل من الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، والسيناتور ناتالي غوليه، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، بكلمات ترحيبية تؤكد أهمية التعاون لمواجهة التحديات المشتركة المتعلقة بتمويل الجماعات المتطرفة.
وتتضمن ورشة العمل التي سيديرها كل من: الدكتور وائل صالح، مستشار شؤون الإسلام السياسي والتطرف في «تريندز»، والسيناتور ناتالي غوليه، محاور عديدة هي توصيف شبكات التمويل، ومعوقات وقف تدفقات التمويل، وخريطة طريق أوروبية للتعامل مع الظاهرة.
وسيشارك في الجلسة نخبة من الخبراء والمسؤولين الأوروبيين والعرب، بمن فيهم لور أنس رينو، ممثل وحدة الاستخبارات المالية الفرنسية، والدكتور خليفة الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والسيد علي فيصل بالعلوي، رئيس وحدة المعلومات المالية الإماراتية، وممثل المكتب التنفيذي الإماراتي لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وفرانسوا فولبويه، مدير تشين سبيس، وأوليفيه فيال، مدير المركز الجامعي للدراسات والبحوث، إلى جانب الباحث حمد الحوسني، رئيس قسم الإسلام السياسي في «تريندز»، والباحثتين شمسة القبيسي وشيخة النعيمي.
وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، بهذه المناسبة: «إن تدشين مكتب تريندز الافتراضي في باريس يمثل خطوة استراتيجية محورية لتعزيز جسور التواصل الفكري والمعرفي بين العالم العربي والفضاء الفرانكفوني».
وأوضح أن «هذا المكتب سيكون منصة حيوية لتبادل الأفكار والرؤى حول القضايا العالمية المشتركة، لا سيما تلك المتعلقة بمكافحة تمويل الجماعات المتطرفة»، لافتاً إلى أن هذه الخطوة تأتي بالتزامن مع عقد الجلسة الثانية من ندوة مركز تريندز الدولية المهمة حول وقف تمويل الإخوان المسلمين في أوروبا، مما يؤكد التزامه بتعزيز التعاون لمواجهة هذه التحديات الأمنية والفكرية.
وأضاف أنه من خلال هذه الندوة الدولية، وتحت قبة مجلس الشيوخ الفرنسي، فإن «تريند» يهدف إلى تحليل واقع تمويل الجماعات المتطرفة، وتحديد مكامن الخطر وآفاق المواجهة، وإرسال رسالة واضحة بضرورة وقف جميع أشكال الدعم المالي لهذه الجماعات، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين.
وشدد الدكتور محمد العلي على أن «تريندز» يسعى من خلال مكتبه الافتراضي الجديد في باريس عاصمة الثقافة الفرانكفونية، إلى رصد وتحليل الإنتاج المعرفي الفرنسي، ونقل رؤى العالم العربي إلى هذا الفضاء الحيوي، والمساهمة في صياغة سياسات فعالة لمستقبل أكثر أماناً واستقراراً.
جلسة تمهيدية
كان مركز «تريندز» قد عقد الأسبوع الماضي جلسة تمهيدية للجلسة التي ستعقد بمجلس الشيوخ الفرنسي، أكدت أن فهم البنية الاقتصادية لجماعة الإخوان المسلمين يُعد مفتاحاً لتحليل آليات نفوذها وانتشارها.
وشددت الجلسة على أن وقف التمويل يُعد الخطوة الأولى لتحصين المجتمعات من الاختراقات الأيديولوجية والتنظيمية، محذرة من خطورة استمرار الدعم المالي الذي تتلقاه الجماعة عبر شبكات عابرة للحدود، تحت واجهات دينية وتعليمية وخيرية. كما شددت على أهمية صياغة استراتيجية متكاملة تجمع بين الصرامة الأمنية والرؤية التحليلية، من أجل التصدي الفاعل للتمويل الأيديولوجي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مركز تريندز للبحوث والاستشارات جماعة الإخوان تريندز باريس فرنسا الإخوان الإخوان المسلمین الشیوخ الفرنسی
إقرأ أيضاً:
التجويع ونفاد الأدوية بغزة يحوّلان صيدلية الدكتور محمد إلى بسطة
غزة- على الرصيف المقابل لصيدليته التي أقامها بين المناطق المدمرة في مدينة غزة، يجلس الدكتور محمد منصور بجانب طفله الذي يعرض قطعا من الحلويات والمقرمشات للبيع.
على مدار 30 عاما من امتهان الصيدلة، لم يمر على الدكتور محمد أسوأ من هذه الأيام التي فرغت فيها صيدليته من الأدوية بسبب منع قوات الاحتلال الإسرائيلي دخولها إلى قطاع غزة، ولم يعد قادرا على توفير الأدوية التي يتكرر طلبها من مسكنات ومضادات حيوية وتلك المخصصة للأمراض المزمنة.
يوما بعد آخر يزداد الحال سوءا على جميع الفئات في القطاع، مما دفع محمد إلى البحث عن مصدر دخل بديل لطفله وافتتاح "بسطة".
خلال الحرب على غزة دمر جيش الاحتلال الصيدلية التي كان يعمل بها الدكتور محمد، وفقد مصدر دخله على غرار المئات من الصيادلة بعدما طال التدمير معظم صيدليات محافظات القطاع. فلجأ إلى تجميع بعض الأدوية التي كانت متوفرة، وأنشأ "كشكا" كصيدلية بديلة لاستكمال مهمته في بيعها.
مع اشتداد الحصار الإسرائيلي على غزة وإغلاق جميع المعابر منذ مطلع مارس/آذار الماضي، بدأت تشح الأدوية شيئا فشيئا، وطرأ ارتفاع على أسعارها تجاوز 300%، وثمن بعض الأصناف فاق ذلك بكثير. ولم تعد الأدوية المطلوبة للمرضى بشكل يومي متاحة، لا سيما المخصصة لتسكين الآلام وعلاج الالتهابات، والأمراض المزمنة.
يقول منصور إن شح الأدوية زاد من معاناة السكان في قطاع غزة، و"لم نعد نجد ما يسكن آلام المرضى، وتصلنا حالات تعاني من التهابات حادة ولا تتوفر المضادات الحيوية لمداواتها، بينما تردت الحالة الصحية لأصحاب الأمراض المزمنة الذين اعتادوا الحصول على أدويتهم بشكل منتظم ودون انقطاع".
يصعب عليه الحال الذي أوصلته إليه الحرب "البشعة" وأجبرته أن يجلس بجانب طفله لمساعدته في بيع القليل مما يعرض، ويتردد عليه المارة الذين بات معروفا بينهم ليسألوه "بكم هذا يا دكتور؟".
"كنت في صيدليتي أقدم للمرضى الأدوية التي يحتاجونها، ونوفر لهم ما يساعدهم على الشفاء، ولكن اليوم أصبحنا في الشارع واستبدلنا الأدوية ببعض قطع الحلوى"، يقول الدكتور محمد الذي يشعر بغصة بعدما اضطر زملاؤه لعرض ما تبقى لديهم من أدوية على "بسطة" في الأسواق العامة بعدما دمر جيش الاحتلال صيدلياتهم.
إعلانويخشى من استمرار منع دخول الأدوية لأكثر من مليوني فلسطيني في غزة، مما يهدد حياة الآلاف منهم خاصة المصابين بأمراض مزمنة والبالغ عددهم 350 ألفا. ويستغرب من الصمت المطبق على الحال الذي يصعب وصفه عندما لا يجد من يتألم مسكّنا يخفف عنه أوجاعه، وذلك في سابقة لم تمر عليه على مدار العقود الخمسة التي عاشها في القطاع.
وحذرت وزارة الصحة بغزة من أن الأوضاع الصحية والإنسانية وصلت إلى مستويات كارثية مع استمرار منع الاحتلال إدخال الإمدادات الطبية الطارئة، وانهيار معدلات الأدوية والمستهلكات الطبية الذي انعكس بشكل كبير على مجمل الخدمات التخصصية خاصة مرضى السرطان والقلب.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أن 47% من قائمة الأدوية الأساسية، و65% من المستهلكات الطبية رصيدها صفر.
وعبّرت عن خشيتها من حدوث انتكاسات خطيرة تهدد حياة المرضى المزمنين لغياب المتابعة الطبية وعدم توفر الأدوية، مشددة على أن استمرار العدوان الإسرائيلي يعني انهيار ما تبقى من خدمات صحية في القطاع.
آمال
ودفع التجويع الدكتور محمد أن يذهب إلى مصيدة الموت في منفذ زيكيم شمالي غزة بحثا عن الطعام لأبنائه، ويقول "لم أتخيل يوما أن يصل بنا الحال بالذهاب إلى الموت بأنفسنا، ولكن الحرب لم تبق لنا شيئا لنأكله، وحينما وصلت هناك شاهدت أهوالا من التدافع على المساعدات حتى الموت، وحالة من القتل العشوائي الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي ضد المجوعين".
وغابت عن أرفف الصيدلية المكملات الغذائية التي كانت مخصصة لمرضى سوء التغذية والحوامل، حيث إن 650 ألف طفل، و60 ألف حامل معرضون للخطر بسبب سوء التغذية، حسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة.
ويأمل الدكتور محمد أن تضع الحرب أوزارها، ويعود لبناء صيدليته الخاصة ويوفر جميع الأدوية للمرضى، وأن تختفي مشاهد التجويع التي أنهكت جسده كما بقية الفلسطينيين في غزة.