ينظر إلى الشخير على أنه مشكلة عابرة مزعجة، ولكنها غير ضارة، وهذا ليس صحيحا دائما، فقد يشير إلى مشاكل أعمق تتجاوز مجرد الإزعاج الصوتي.
يحدث الشخير عندما يتسبب تدفق الهواء المضطرب في اهتزاز الأنسجة الرخوة في مجرى الهواء العلوي أثناء النوم.
وقد يكون سببه أمرا بسيطا مثل انسداد الأنف، وقد يكشف عن مشاكل صحية أكثر خطورة مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي، وهو حالة يتوقف فيها التنفس ويبدأ بشكل متكرر أثناء النوم.
وترتبط هذه الحالة بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب، وضعف التفكير، والإرهاق الذي يستمر طوال اليوم، وفقا لصحيفة الإندبندنت البريطانية.
فلا يعيد علاج الشخير الهدوء فحسب، بل يحسن الصحة، ويفتح فهم سبب الشخير واكتشاف مصدره الباب أمام حلول فعالة وغير جراحية. فما مصادر الشخير؟ وكيف يمكن السيطرة عليها؟
الأنفتبدأ المشكلة غالبا من الأنف، فعندما تحوّل الحساسية أو الزوائد اللحمية أو انحراف الحاجز الأنفي التنفس الأنفي، التنفس إلى الفم يزيد اضطراب تدفق الهواء لأنه يتجاوز القرينات الأنفية، وهي عظام مغطاة بأنسجة رخوة تنظم تدفق الهواء عادة.
ويمكن أن تساعد غسولات وبخاخات الأنف المالحة على إزالة مسببات الحساسية والمخاط، مما يعزز تدفق الهواء بسلاسة، كما أن الوسائل الميكانيكية، مثل شرائط الأنف أو موسعات الأنف، توسع فتحة الأنف، مما يشجع على التنفس عبر الأنف، حتى ممارسة التنفس الأنفي البسيطة خلال النهار يمكن أن تساعد في تقليل الشخير.
يمكن أن يؤدي انحناء الفك السفلي للخلف -سواء كان ذلك بسبب عوامل وراثية أو ربما إصابة- إلى سقوط اللسان للخلف أثناء النوم وانسداد مجرى الهواء. وإذا انفتح الفم أيضا، فإنه يخل بالتوازن بين المساحة الموجودة في الفم والأنسجة الرخوة المحيطة به، مما يزيد من احتمالية الشخير.
إعلانيعاكس النوم على أحد الجانبين سقوط اللسان الذي يحدث بفعل الجاذبية، وتعيد أجهزة تقدم الفك السفلي الفك إلى الأمام بشكل جيد، مما يوسع المساحة خلف اللسان ميكانيكيا (ما يسمى بالمجرى الهوائي الخلفي اللساني).
اللسانلا يكون اللسان ساكنا أثناء النوم، فعندما نغرق في نوم عميق، تسترخي العضلات التي تبقيه في مكانه، أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من كبر حجم اللسان أو ضعف عضلاته أو ارتخاء رباطه، فقد يتراجع اللسان إلى الخلف ويسد جزءا من مجرى الهواء، الأمر الذي يضيق مجرى الهواء، مما يسرع اندفاع الهواء ويزيد الاهتزازات التي تؤدي إلى الشخير.
ويمكن للتمارين أن تحسّن قوة اللسان والتحكم فيه، مما يقلل من هذا التأثير، ومن هذه التمارين دفع اللسان لأعلى، حيث يضغط اللسان على سقف الفم ويثبت لعدة ثوانٍ قبل إرخائه.
وتتضمن طريقة أخرى إخراج اللسان قدر الإمكان وتحريكه في اتجاهات مختلفة -لأعلى ولأسفل ومن جانب إلى آخر- لتعزيز مرونته وشدته.
الحنك الرخو
يقع الحنك الرخو خلف الفم مباشرة، وهو جزء مرن وعضلي يمتد من سقف الفم الصلب وينتهي باللهاة (الجزء الصغير المتدلي الذي تراه غالبا في الرسوم المتحركة عندما تصرخ الشخصية).
وتساعد هذه الأنسجة الرخوة على التحكم في تدفق الهواء ومنع الطعام أو السوائل من الصعود إلى الأنف عند البلع. ولكن أثناء النوم، وخاصة في نوم حركة العين السريعة، تسترخي عضلات الحلق التي ترفعه عادة، ويتسبب هذا لدى بعض الأشخاص في رفرفة الحنك الرخو أو تدليه في مجرى الهواء، مما يجعل التنفس مزعجا وصعبا.
ويمكن أن يؤدي طول الحنك الرخو أو تضخم اللهاة إلى تفاقم المشكلة، وقد تساعد ممارسة تمارين تقوية عضلات هذه المنطقة في منعها من الانغلاق أثناء النوم، ويعد الغناء، وخاصة باستخدام أصوات مثل "لا" و"كا"، طريقة بسيطة وفعالة للقيام بذلك.
وقد يكون نفخ البالونات تقنية مفيدة أخرى، حيث تقوّي المقاومة اللازمة لنفخ البالون عضلات الحنك والحلق. وهناك طريقة أبسط تتمثل في محاكاة حركات المضغ مع الضغط باللسان على سقف الفم، مما ينشّط ويقوي عضلات هذه المنطقة.
البلعوميقع البلعوم في مكان أعمق، وهو قناة عضلية تربط تجاويف الأنف والفم بالحنجرة والمريء. وعلى عكس تجويف الأنف العظمي، فإن البلعوم أنبوب يمكن أن ينضغط، فجدرانه مبطنة بأنسجة رخوة مثل اللوزتين والزوائد الأنفية، والتي عند تضخمها تسبب اختناقات.
وتساعد عضلات الحلق على إبقاء مجاري الهواء مفتوحة أثناء اليقظة، لكنها تسترخي أثناء النوم. مع التقدم في السن، قد تضعف هذه العضلات، وتتراكم الدهون الزائدة حول الرقبة، كما أنها تسبب ضغطا خارجيا على مجرى الهواء، خاصة عند الاستلقاء. ويمكن أن تساعد ممارسة تمارين تنفسية وصوتية محددة على تقوية هذه العضلات ومنع انسداد مجرى الهواء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مجرى الهواء أثناء النوم یمکن أن
إقرأ أيضاً:
رائحة الفم الكريهة ليست مجرد إحراج .. تنذر بأمراض خطيرة
تعتبر رائحة الفم الكريهة (Halitosis) أكثر من مجرد مشكلة اجتماعية، بل دليلًا على حالات صحية كامنة تتطلب اهتمامًا طبيًا.
أسباب طبية وراء رائحة الفم الكريهةوقد تكون رائحة الفم الكريه إشارة إلى مشاكل صحية خطيرة بدءًا من التهاب بسيط وصولًا إلى أمراض خطيرة، وفقا لما نشر في موقع Cleveland Clinic، ومن أبرزها ما يلي :
ـ الأمراض الفموية (90% من الحالات):
سوء نظافة الفم والأسنان يتيح للبكتيريا المنتجة للروائح أن تنتشر فتصيب الفم برائحة كريهة، وتساهم في تسوس الأسنان وأمراض اللثة .
ـ حالات احتقان في الأنف أو الحلق:
التهابات الجيوب الأنفية، التهاب الحلق، أو وجود جسم غريب في الأنف (خصوصًا عند الأطفال) قد تؤدي إلى ظهور رائحة كريهة في الفم .
ـ اضطرابات هضمية ومريئية:
ارتجاع المريء (GERD) يؤدي إلى صعود أحماض المعدة نحو الفم مسببة طعمًا ورائحة غير مرغوبة .
ـ أمراض الجهاز التنفسي:
التهابات الرئة أو الشعب الهوائية، وأمراض مثل الالتهاب الرئوي قد تساهم في تنفس برائحة كريهة جدًا.
ـ أورام الفم أو الجهاز الهضمي العلوي:
أمراض مثل السرطان في الفم أو الحلق أو المريء يمكن أن تسبب رائحة فمية كاشفة وخطيرة .
ـ أمراض الجهاز المناعي أو أيضية:
السكري قد يتسبب في رائحة فاكهية للفم (في حالة الحماض الكيتوني)، بينما فشل الكبد أو الكلى يؤدي إلى تراكم السموم التي تنتج عنها رائحة كريهة .
رائحة الفم الكريهة المزمنة ليست طبيعية دائمًا؛ قد تكشف عن مشاكل صحية كامنة.
ويتطلب التشخيص الصحيح بدءًا من فحص الأسنان، ثم فحص الأنف والأذن، وأخيرًا تقييم الحالات الجهازية.
وبعض الأمراض الخطيرة يمكن اكتشافها مبكرًا عبر الانتباه لهذا العرض البسيط.
ـ تحسين نظافة الفم، تنظيف الأسنان، اللسان، واستخدام غسول مناسب .
ـ مراجعة الطبيب عند استمرار الرائحة رغم العناية الجيدة.
ـ التحقق من وجود التهابات في الحلق أو الأنف أو المعدة.
ـ فحص دوري شامل للحالة الصحية العامة.