في خضم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم اليوم، يلاحق شبح المجاعة ملايين اللاجئين السودانيين الهاربين من الحرب، وسط تحذيرات صارخة أطلقها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن نقص التمويل الحاد يهدد بوقف المساعدات المنقذة للحياة في عدة دول مستضيفة. اعلان

بحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن المساعدات الغذائية قد تتوقف بالكامل خلال الأشهر المقبلة في كل من جمهورية أفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وليبيا، نتيجة نفاد التمويل.

وفي تشاد، التي تستقبل نحو ربع عدد اللاجئين السودانيين، والمقدر عددهم بأربعة ملايين عبروا الحدود، من المتوقع تقليص الحصص الغذائية بشكل كبير إذا لم تُسجَّل مساهمات جديدة.

أما في أوغندا، فيتلقّى آلاف اللاجئين حصصًا غذائية لا تتعدى 500 سعرة حرارية في اليوم، أي ما لا يتجاوز ربع الحد الأدنى المطلوب للبقاء على قيد الحياة. وتضيف المنظمة الأممية أن الوافدين الجدد يرهقون أنظمة الاستقبال والدعم، ما يزيد الضغط على الخدمات الأساسية ويؤدي إلى تدهور الوضع الغذائي والصحي بشكل متسارع.

الأطفال يدفعون الثمن

الفئات الأشد ضعفًا، خصوصًا الأطفال، يواجهون خطرًا مضاعفًا. فقد تجاوزت معدلات سوء التغذية في مراكز استقبال اللاجئين بأوغندا وجنوب السودان العتبات الطارئة، بينما يعاني كثير من الأطفال من سوء التغذية الحاد حتى قبل بلوغهم الدول المجاورة.

ويؤكد شون هيوز، منسق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي لأزمة السودان: "هذه أزمة إقليمية كاملة، تدور في دول تعاني أصلًا من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي والنزاعات".

لاجئون سودانيون نازحون بسبب النزاع في السودان يتجمّعون لتسلّم مواد غذائية أساسية من منظمات الإغاثة في مخيم متشي شرق تشاد، 5 آذار/مارس 2024.Jsarh Ngarndey Ulrish/ AP

ويضيف: "الملايين ممن فرّوا من السودان يعتمدون بالكامل على مساعدات برنامج الأغذية العالمي، وإذا لم نحصل على تمويل إضافي، فسنضطر إلى تقليص المساعدات أكثر، مما يعرض الأسر الضعيفة، وخاصة الأطفال، لخطر الجوع وسوء التغذية بشكل متزايد".

أكبر أزمة نزوح في العالم

منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في نيسان/أبريل 2023، دخل السوجان في دوامة من العنف والصراع على السلطة خلّفت آلاف القتلى، ودفعت البلاد نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة.

Relatedمن الخرطوم إلى كريت اليونانية..لاجئو السودان يبحثون عن حياة آمنة في أوروبامثلث العوينات في السودان... ما أهمية سيطرة الدعم السريع على المنطقة؟السودان: خمسة قتلى وعدد من الجرحى في الهجوم على قافلة إغاثة أممية في دارفور

وخلال عام واحد فقط، تحوّلت الأزمة السودانية إلى أكبر أزمة نزوح في العالم، إذ نزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل البلاد، فيما عبر أكثر من أربعة ملايين آخرين الحدود إلى دول الجوار. وكانت تشاد ومصر وجنوب السودان من أبرز الدول التي استقبلت الفارين، إلى جانب جمهورية أفريقيا الوسطى، إثيوبيا، ليبيا وأوغندا.

ومع استمرار الحرب وتعمّق الأزمة، تتدهور أوضاع اللاجئين السودانيين الذين لم يبقَ أمامهم سوى ترقّب دعم دولي يتأخر عن اللحاق بحجم المأساة التي تتسع على مرأى ومسمع من العالم.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل إيران فرنسا النزاع الإيراني الإسرائيلي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب إسرائيل إيران فرنسا النزاع الإيراني الإسرائيلي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني برنامج الأغذية العالمي جمهورية السودان تمويل مجاعة الأمم المتحدة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة دونالد ترامب إسرائيل إيران فرنسا النزاع الإيراني الإسرائيلي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة غزة بنيامين نتنياهو حركة حماس سوريا استخبارات برنامج الأغذیة العالمی اللاجئین السودانیین

إقرأ أيضاً:

عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي: الإمارات أكبر ممول لحملة الإبادة الجماعية في السودان

قالت النائبة بمجلس الشيوخ الأمريكي سارة جاكوبس إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد أكبر ممول وأكثرهم استمراراً لحملة الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الدعم السريع في السودان.

 

 

ودعت جاكوبس في منشور لها على منصة إكس لاستخدام النفوذ الكبير وإقرار قانون "الوقوف مع السودان" الذي اقترحته لمنع مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الإمارات حتى تتوقف عن تسليح قوات الدعم السريع.

 

ونشرت قناة إن بي سي الأمريكية تقريرا موسعا لها عن الأوضاع في السودان، وقالت عملية إيصال المساعدات لا تزال صعبة للغاية في المناطق التي تعاني من العنف، حيث تستمر الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

 

وكان برنامج الأغذية العالمي وصف ما يجري بالسودان بأنه "الأزمة الإنسانية في عصرنا"، حيث يكافح عشرات الملايين من الناس في ظل الحصار والإغلاق ونقص المساعدات الذي دفع مدنًا بأكملها إلى المجاعة.

 

وقالت ليني كينزلي، مسؤولة الاتصالات في برنامج الأغذية العالمي في السودان، لشبكة إن بي سي نيوز إن السودان يمثل أكبر أزمة إنسانية في العالم اليوم، لا يمكن نسيانها أو تجاهلها بعد الآن، ببساطة لأن شدتها وحجمها لم يسبق لهما مثيل على هذا المستوى.

 

وتشير التقارير إلى أن ما لا يقل عن 21.2 مليون شخص - أي ما يقارب 45% من سكان السودان – يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقًا لأحدث تصنيف مرحلي متكامل للأمن الغذائي، وهو النظام المعترف به دوليًا لتقييم المجاعة وانعدام الأمن الغذائي. وقد أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة وجود ظروف مجاعة في منطقتي الفاشر وكادوقلي بدارفور، حيث "يعاني السكان لأشهر دون الحصول على الغذاء أو الرعاية الطبية بشكل منتظم".


مقالات مشابهة

  • «الأغذية العالمي»: نحو 70 إلى 100 ألف شخص ما زالوا محاصرين في الفاشر
  • منظمات أممية وإغاثية لـ«الاتحاد»: تحديات إنسانية غير مسبوقة تواجه السودان
  • برنامج الأغذية العالمي يعلن خفض الحصص المقدمة للسودان
  • الأغذية العالمي يقرر تقليص حصص من يواجهون المجاعة في السودان
  • عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي: الإمارات أكبر ممول لحملة الإبادة الجماعية في السودان
  • وزير الزراعة يتابع مع مدير برنامج الأغذية العالمي بمصر مشروعات التعاون المشترك
  • وزير الزراعة يلتقي مدير برنامج الأغذية العالمي بمصر لمتابعة مشروعات التعاون المشترك
  • وزير الزراعة: برنامج الأغذية العالمي شريك رئيسي في دعم المبادرات الوطنية
  • سرقة فكرة أم توارد خواطر؟.. يوتيوبر يلاحق الإعلامية منى عبد الوهاب قضائيًا بتهمة الاستيلاء على برنامجه
  • مأساة إنسانية تواجه اللاجئين السودانيين في المخيمات التشادية