تشهد الولايات المتحدة ظاهرة جديدة ومثيرة للاهتمام في عالم المال تُعرف باسم "ادخار الانتقام"، وهي حالة من الإقبال العاطفي المكثّف على التوفير بعد فترة من القلق المالي أو فقدان السيطرة، مثل تلك التي سادت خلال جائحة كوفيد-19.

الظاهرة التي ظهرت أول مرة في وسائل الإعلام الصينية، وانتشرت في المنتديات ومنصات التواصل، باتت اليوم جزءًا أساسيا من سلوك المستهلك الأميركي، خاصة بين جيل الألفية (الميلينيالز) والجيل "زد".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سفر أكثر ذكاء و أقل كلفة.. 4 توصيات لصيف 2025list 2 of 2قروض الطلاب تزيد معدلات التعثر عن السداد في أميركاend of list

وفي أعقاب الجائحة، ومع انتهاء فترات الإغلاق، انتشرت موجة "الإنفاق الانتقامي" التي شهدت إنفاقًا مفرطًا على السفر والتسوق والترفيه. لكن تلك النزعة الاستهلاكية سرعان ما خفتت، لتحل محلها حاجة أكثر عمقًا وأشد عاطفية؛ هي الرغبة في استعادة السيطرة على المصير المالي عبر الادخار المكثف.

من الإنفاق العاطفي إلى التوفير الواعي

وبحسب مجلة فوربس التي نشرت التقرير، لا ينطلق "ادخار الانتقام" من التخطيط الطويل الأمد أو الطموحات التقاعدية، بل من دافع عاطفي ناتج عن الإحساس بفقدان الأمان المالي.

المخاوف من الخسائر المستقبلية تشكّل الدافع الأهم وراء هذا النوع من الادخار (غيتي)

كثيرون فقدوا وظائفهم فجأة أو رأوا مدخراتهم تتآكل أو شهدوا تقلبات قاسية في السوق. في المقابل، لجأ هؤلاء، وخصوصًا من الأجيال الشابة، إلى تقليص إنفاقهم بشكل كبير، متجهين نحو ما يُعرف بـ"أشهر من دون شراء"، حيث تُلغى الاشتراكات غير الضرورية، وتُعدّ الوجبات في المنزل، وتُؤجَّل كافة المشتريات غير الأساسية.

ويؤكد التقرير أن الشباب الأميركي الذين دخلوا سوق العمل خلال الجائحة أو بعدها صاروا أكثر وعيًا تجاه ضرورة بناء "صندوق طوارئ"، رغم الصورة النمطية التي تصفهم بالاستهلاك المفرط.

في المقابل، فإن من احتفظوا بدخل ثابت خلال الأزمة، كالمديرين والمهنيين من ذوي الدخل المرتفع، وجدوا أنفسهم يدّخرون من دون قصد، نتيجة قلة الفرص الترفيهية، قبل أن يحولوا تلك المدخرات لاحقًا إلى استثمارات أو أقساط عقارية.

إعلان

كذلك برزت فئة جديدة من المستهلكين يُطلق عليها بيزومرز، أي نصف مستهلكين ونصف رواد أعمال، وهم ممن يعملون في الاقتصاد المؤقت والوظائف المستقلة. هؤلاء يواجهون تحديات مالية مستمرة تتعلّق بتدفق الأموال، والضرائب، والتأمين الصحي، مما يدفعهم إلى الادخار كوسيلة للبقاء في منطقة الأمان.

وفي أوساط ذوي الدخل المنخفض والمجتمعات المتضررة بشدة من الجائحة، رُصد اتجاه مماثل نحو الادخار كلما توفرت الإمكانات، بدافع الحذر والخوف من اضطرابات مستقبلية في الدخل أو الوظائف.

فرصة للمصارف.. وتحذيرات من الإفراط

ويوضح الكاتب رون شفلين في فوربس أن فهم الدوافع النفسية وراء هذا التوجه ضروري للمؤسسات المالية، إذ إن التوفير لدى هؤلاء ليس فقط وسيلة مالية، بل رد فعل عاطفي لتجارب فقدان وثغرات أمن اقتصادي عايشوها عن قرب. هنا يتقاطع الاقتصاد بالسلوكيات الإنسانية: الخوف من الخسارة، والرغبة في السيطرة، والحاجة إلى مرونة مالية مستقبلية.

الأسر ذات الدخل الثابت حوّلت مدخراتها غير المتوقعة إلى خطط ادخار واستثمار منظم (شترستوك)

وتقف البنوك وشركات التكنولوجيا المالية أمام فرصة مهمة؛ فمع وجود شريحة واسعة تبحث عن حلول ذكية للادخار تبرز الحاجة إلى منتجات أكثر مرونة، مثل حسابات التوفير ذات العوائد المرتفعة، أو أدوات ادخار تلقائية تتصل بالتطبيقات البنكية، أو محتوى توعية رقمي يعزز الثقافة المالية للمستخدمين. كما يمكن لمديري الثروات استقطاب الشرائح الأعلى دخلًا التي راكمت مدخرات كبيرة وتحتاج الآن إلى توجيه استثماري.

لكن التقرير يُحذر من مخاطر كامنة، فقد يؤدي "ادخار الانتقام" غير الموجَّه إلى قرارات غير مدروسة، أو تراكم سيولة في حسابات ذات عوائد منخفضة، أو توقف الحافز الادخاري إن لم تُدمج العملية في خطة مالية شاملة.

ورغم أن بعض المحللين يرون في الظاهرة ردة فعل مؤقتة، يشير شفلين إلى احتمال استمرارها بسبب الغموض الاقتصادي المستمر، وتحول القيم لدى الأجيال الجديدة، وارتفاع أهمية الصلابة المالية كقيمة اجتماعية ومهنية.

وفي ختام التقرير، يشدد كاتبه على أن "ادخار الانتقام" ليس مجرد شعار أو ظاهرة عابرة، بل انعكاس لتغير عميق في أولويات الأفراد. إنه توازن بين الجرح النفسي الذي خلّفته الأزمة وبين الرغبة في عدم التكرار. ومن يفهم هذا التوازن جيدًا، سواء كانوا بنوكًا أو شركات مالية أو صناع قرار، سيكون في موقع متقدم لفهم المستهلك الجديد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!

كانت الفوضی تضرب بأطنابها علی كل أرجاء بلادنا، تقودها حكومة هَشَّة، تتشاكس أحزابها علی مقاعد الوزارات ويحل رٸيس وزراٸها كل الحكومة ويحتفظ بمقعده وحده من أجل أن يزيح وزيراً واحداً من وزراء الحزب المٶتلف معه، ويدير البلاد بلا حكومة لمدة قد تطول وتقصر، وتتبدل إنتماءات بعض النواب من حزبٍ لحزب، ويتمدد التمرد شيٸاً فشيٸاً كل يوم وينسحب الجيش من محطة إلی محطة، بسبب الإهمال المتعمد له حتی أُضطر قادته إلی رفع مذكرتهم الشهيرة شديدة اللهجة، التی قابلها رٸيس الوزراء بإتهام الجيش بعدم الإنضباط!!

وكانت الضاٸقة المعيشية قد بلغت من السوء مبلغاً لا يُحتمل، وزادت الجريمة عن الحد، وتطلَّع الناس إلیٰ الجيش لينقذهم من هذا الوضع الذی تَرَدت فيه البلاد وقال ناٸب رٸيس الوزراء من تحت قبة البرلمان: يعنی في فساد نقول مافي!! يعني في محسوبية نقول مافي!! يعني فی غلاء نقول مافی!! والله ديمقراطيتكم دی لو شالها كَلِب مافی زول بيقول ليهو جَرْ !!!

– كان العميد الركن عمر حسن احمد البشير فی منطقة غرب النوير هو القاٸد الوحيد الذی حقق إنتصاراً علی المتمردين فی محطة ميوم بعد إستبسال كبير،حيث كانت قوته تفتقر لأبسط التعيينات والمهمات، فقد كانت التعيينات وقتها تُباع فی القيادة العامة!!

حتی إنه أُضطر إلی شراء أحذية (شِقييانة)وقماش دمورية من سوق كادقلی لكسوة جنوده، واستخدم التراكتورات الزراعية، بدلاً عن العربات القتالية فی متحرك ميوم وكان التمرد يحيط بكادقلی عاصمة جنوب كردفان ويتوقع إسقاطها بين لحظة وأخریٰ،وظهر بطل ميوم فی برنامج جيشنا التلفزيونی، بعدما قام الناٸب عمليات بزيارة الموقع المحرر وفضح فی ذلك اللقاء الإهمال الذی يلقاه الجيش من الحكومة الحزبية الخاٸرة،التی تَلقَّیٰ رٸيس وزراٸها المنتخب ديمقراطياً،إهانةً بالغةً من قاٸد التمرد الذی لم يقبل الإجتماع به إلَّا بصفته الحزبية فقط !!

– وفی فجر الجمعة الثلاثين من يونيو 1989م، تحركت ثلةٌ مٶمنة من أبناء الوطن الخُلَص لإنقاذ الوطن من براثن الفوضیٰ،وكان شعارهم أو سر الليل هوالوطن الغالی واستيقظ المواطن علی إيقاع الموسيقی العسكرية التی كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر،وعمت الفرحة ربوع البلاد،بعدما أذاع راديو أم درمان (البيان رقم واحد) بصوت العميد الركن عمر حسن أحمد البشير

و تشكَّل مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطنی من ضُبَّاط فيهم من قباٸل السودان البديرية والنوبة، والدناقلة والشلك، والزغاوة والجعليين، والدينكا والشايقية، والإستواٸيين والرباطاب،والعبدلاب،،ألخ ومن الوحدات،المظلات والمدرعات والمشاة والطيران والبحرية،،ألخ فی لوحة تمثل الوحدة فی التنوع وهذا ما يُميِّز القوات المسلحة دون غيرها من المٶسسات السودانية،ومن هنا بدأت بلادنا صفحة جديدة،من مسيرة الهيبة والعزة،التی إمتدت بعد ذلك من فيض دماء المجاهدين من أبناء السودان الذين كسروا شوكة التمرد،وبَرَع المجتمع السودانی فی رفد جيشه بأبناٸه مجاهدين وبزاد المجاهد، وشاركت الأمهات بزف فلذات أكبادهن إلیٰ سوح الفداء، وبحلييهِن حتی دعون إلیٰ جبل الذهب،وتمددت طرق الأسفلت فی كل إتجاه وشُيِّدَت الجسور،ووصل الإرسال الإذاعی والتلفزيونی للفضاء اللامتناهِ بعدما كان لا يتجاوز حدود عاصمة البلاد،وقامت ثورة التعليم العالی،حتی تضاعف عدد الجامعات عشر مرات، وانفجرت ثورة الإتصالات،واستُخرِج البترول، وعمَّ الإمداد الكهرباٸی كل أرجاء البلاد،وعاش الناس الوفرة والرخاء وسط الحصار الغربی المطبق،وانحصر التمرد فی ركنٍ قصِی، وانحسر الفقر.

وتبوأ السودان مقعده اللاٸق بين الأمم وأصبح رٸيس السودان محطَّ الأنظار حيثما حلَّ وأينما ذهب، وإزداد بذلك حنق دول الإستكبار العالمی وزاد نشاط عملاء أجهزة المخابرات العالمية بالخارج والداخل،وبلغ الكيد للسودان لدرجة أن يُعلَن البشير مطلوباً لدی المحكمة الجناٸية الدولية، لكن الشعب رفض ذلك القرار فی إباءٍ وشمم.

وبالمقابل إبتلع بعض المواطنين الطُعم.

– واليوم فی الذكریٰ 36 لقيام ثورة الإنقاذ الوطنی لن نبكی علی اللبن المسكوب،ولنترك الصورة الماثلة تتحدث بين عهدٍ وعهد،ولن نقول (ياحليلك يا البشير !!) فقد أوفیٰ الرجل بما عاهد عليه الشعب ،منذ الليلة التی قَبَضَ فيها وإخوانه علی (جمر القضية)،ولم يُفلتها فی أشدَّ الظروف صعوبةً وحتَّیٰ الآن، وهو فی محبسه كالأسد لا يشكو ولا يتبرم،إلیٰ أن يَقْضِیَ اللهُ أمراً كان مفعولاً .

– ولا يزال أُصبع إخوان عمر وأبناٸه علی الزناد ذوداً عن حياض الوطن والعقيدة أن تُهدم، وعن عزة الشعب السودانی أن تُمَرَغ فی وحل العمالة والإرتزاق،وسيشهد التاريخُ الذی لا يُحابی أحداً،بأنَّ البشير قام بإكرام قادته السابقين ولم يُبقی عليهم فی المعتقل إلَّا بقدر ما تحتاجه عملية تأمين الثورة الوليدة ولأيامٍ معدودات، وسيُحسب للبشير بأنَّه منع الإعلام من بث الصورة المزرية لرٸيس الوزراء لحظة إعتقاله،وقال أكرِموا عزيز قومٍ ذُلَّ.

-فهلَّا أكرمنا الرجل الذی قاد جيشنا علی مدیٰ ثلاثة عقود، ناهيك عن إنه أكثر زول لبس الكاكی فی السودان.

-النصر لجيشنا الباسل.

-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.

-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء.

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أطلقت مشروع (تحسين الأداء المالي للأندية).. “الرياضة” تنقل أعمال لجنة الاستدامة المالية إلى رابطة المحترفين
  • البرلمان يقر تشكيل لجان ميدانية لتقصي الأداء المحلي والاختلالات المالية والإدارية في تسع محافظات
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • «مالية الشارقة» تكرم الفائزين بجائزة الأداء المالي المتميز
  • خطوة كبيرة لحزب الاتحاد الوطني الأردني تعيد تشكيل الخارطة السياسية الحزبية في الأردن
  • «الرياضة» تطلق مشروع تحسين الأداء المالي للأندية.. وتنقل «الاستدامة المالية» لرابطة الدوري
  • ما هي الدولة الأوروبية التي تعيد معظم المهاجرين غير الشرعيين؟
  • الاستدامة المالية .. بين الضريبة على الدخل وهيئة المشاريع
  • شاهد بالفيديو.. شاب سوداني يجهش بالبكاء أثناء سرده قصته مع “القطة” التي كان يطعمها كل يوم وعندما تعرض لضايقة مالية ردت له الجميل وجاءته بكيس فيه أموال والجمهور يصف الواقعة بالمعجزة الإلهية