دول الخليج قادرة على إيقاف الحرب
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
أفلح بن عبدالله الصقري
نشهد منذ عدة أيام اعتداءات من قبل إسرائيل على بعض المنشآت والمواقع العسكرية والمدنية في جمهورية إيران، مما أدى إلى اغتيال بعض القادة العسكريين الإيرانيين، كما خلفت الكثير من الأضرار على تلك المواقع من انتهاكات صارخة واعتداء على المدنيين وتدمير الممتلكات وتبادل للقصف بشتى أنواع الصواريخ المدمرة بين الطرفين؛ حيث إن استمرار هذه الحرب على المدى الطويل بلا شك إنما هو أمر خطير على المنطقة ككل وللأسف، فإن منطقة الخليج ستدفع؛ بل هي تدفع ثمنا باهظا للتصعيد الراهن وللحرب التي اندلعت منذ أيام، بينما كانت هناك محادثات بين الولايات المتحدة وإيران برعاية سلطنة عمان لإيجاد حل تفاوضي سلمي لقضية الملف النووي الإيراني.
ومن هنا فلا بُد لدول الخليج العربية، باعتبارها معرضة لمخاطر التصعيد مباشرة قبل غيرها، أن تتخذ موقفا واضحا وأن تتدخل لدى الحليف الأمريكي لوقف الحرب تجنبا لتبعاتها المباشرة وغير المباشرة في المدى القصير والمدى البعيد.
ونؤكد أنه ليس من مصلحة دول الخليج أن ترى إيران الجارة الكبيرة تنهار، فمثل هذا الأمر سيؤدي حتما إلى فلتان مدمر للأوضاع في منطقتنا، خصوصًا إذا ما طال أمد الحرب وتعرضت المنشآت النووية للقصف من قبل إسرائيل والتي ستكون عواقبها شديدة على الجميع من تسرب للإشعاعات النووية في الهواء وعلى مياه الخليج العربي لا قدر الله. ولتجنب ذلك فلا بدَّ لدول الخليج أن تعلن موقفا واضحا وصريحا عبر مراكز القرار لوقف فوري لهذا الجنون الذي بدأته إسرائيل، والذي لم تتضح حتى الآن أبعاد تأثيره كاملة على المنطقة.
وكما علمتنا الوقائع الماضية، كانت هناك تبعات كثيرة لاحتلال العراق الغاشم للكويت، وسوف تكون لهذه الحرب أيضا عواقب كثيرة وعميقة الأثر على منطقتنا وربما على العالم، ففي النهاية لن يكون المنتصر منتصرا والمهزوم مهزوما على الدوام.
في ضوء ذلك لا بُد لنا في دول الخليج أن نسعى لإيقاف هذا الصلف الجنوني في استعمال القوة لأننا أول المتضررين منه، ومصلحتنا هي في أن تكون بحيرة الخليج العربي بحيرة سلام للجميع، وأملي أن يتحرك قادتنا بسرعة عبر القنوات التي يعرفونها لوقف هذا الجنون.
ونحن نعلم كيف آلَ الوضع في أفغانستان بعد هزيمة طالبان عام 1991 وما تبع ذلك من تطورات، فإيران تختلف عن أفغانستان وأكبر منها، ومع أن لدينا في دول الخليج نقاط اختلاف كثيرة مع إيران ومع إسرائيل كذلك، فإن ذلك لا يجعلنا ندخل مع طرف ضد الآخر، ولكن لا يمكننا أيضا أن نظل متفرجين أو نتخذ موقفا حيادا سلبيا غير فاعل، بل لا بدَّ أن يكون حيادنا إيجابيا وفاعلا قبل فوات الأوان حتى نصل إلى نتيجة مرضية للطرفين المتحاربين.
عليه ندعو دول الخليج للتحرك وعقد اجتماع طارئ لإيجاد حل حازم والدعوة لوقف أي تصعيد محتمل في المستقبل بين إيران وإسرائيل بالتنسيق مع الحليف الأمريكي والدول الأخرى التي لها علاقة بإيران وإسرائيل.
حفظ الله الجميع من كل سوء ومكروه، وحفظ دولنا وجعلها آمنة مطمئنة سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إيران رحلت عددا ضخما من الأفغان خلال شهر الحرب مع إسرائيل
عاد أكثر من 230 ألف أفغاني إلى بلادهم من إيران خلال يونيو، معظمهم رحّلتهم طهران، بحسب ما أفادت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة الاثنين، بعدما أمرت إيران ملايين الأفغان المقيمين على أراضيها بشكل غير نظامي بالمغادرة.
وأفاد المتحدث باسم المنظمة أواند عزيز آقا وكالة فرانس برس بأن 233941 أفغانيا عبروا الحدود بين البلدين في الفترة بين الأول من يونيو و28 منه، مشيرا الى أن أكثر من نصفهم (131912 شخصا) عادوا خلال أسبوع واحد فقط (الفترة بين 21-28 من الشهر).
وأشار إلى أنّه منذ بداية العام "عاد 691049 أفغانيا من إيران، 70 في المئة منهم أُعيدوا قسرا".
وارتفع عدد الأفغان الذين عادوا إلى بلادهم، وبعضهم ولد في إيران أو يقيم فيها منذ فترة طويلة، بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة. والأسبوع الماضي وحده، سجّلت عودة أكثر من 30 ألف شخص في بعض الأيام، وفقا لمنظمة الهجرة.
وانخفض هذا الرقم الآن إلى ما بين 6 آلاف و7 آلاف شخص في اليوم، وفقا للأمم المتحدة وسلطات طالبان، غير أنّ من المتوقع استئناف الترحيل بأعداد كبيرة قريبا، ذلك أنّ طهران منحت الشهر الماضي "أربعة ملايين أفغاني غير شرعي" مهلة "حتى السادس من يوليو" لمغادرة أراضيها.
والسبت، تجمّعت عائلات تحمل حقائب في مركز استقبال عند معبر إسلام قلعة الحدودي، وفقا لمنظمة الهجرة.
ويخشى هؤلاء العائدون مواجهة المزيد من الظروف الصعبة في ظل قلة فرص العمل في أفغانستان التي تشهد ثاني أزمة إنسانية في العالم، وفق الأمم المتحدة، وذلك على الرغم من الهدوء الأمني الذي تشهده حاليا.
وبينما تؤكد الأمم المتحدة أنّ الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل سرّعت عمليات المغادرة، إلا أنّ المهاجرين الأفغان الذين قابلتهم فرانس برس يؤكدون أنّ خطر الترحيل كان دافعهم الوحيد.
وقال سمي الله أحمدي الذي وُلد في إيران قبل 28 عاما إنّ في إيران "حتى لو كنت فوق الشبهات ولديك أوراق ثبوتية فإنهم لا يحترمونك إذا كنت أفغانيا".
ويخطط هو وعائلته للتوجه إلى كابول، ولكن ليس لديهم أي فكرة عما سيجدونه في العاصمة أو إذا كانوا قادرين على كسب لقمة العيش هناك.
وتواجه السلطات الأفغانية التي حرمت فعليا من جزء كبير من المساعدات الدولية التي كانت تتلقاها كابول في السابق، صعوبة بالغة في استقبال من مواطنيها العائدين.
وفي الوقت ذاته، يتم ترحيل الكثير من الأفغان من باكستان المجاورة.
ومنذ نهاية العام 2023، أُجبر أكثر من مليون أفغاني على مغادرة باكستان، بينما غادر أكثر من ضعف هذا العدد إيران، نصفهم من الأطفال، وفقا للأمم المتحدة.