يوسي ميلمان: إسرائيل عاجزة عن إيقاف عقارب الزمن الإيراني
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
قال الخبير في الشؤون الأمنية لدى الاحتلال، يوسي ميلمان، إن فشل سلاح جو الاحتلال، في تدمير الساعة الرقمية الضخمة في ميدان فلسطين وسط طهران، خلال الحرب الأخيرة، يعكس عجز الاحتلال عن "إيقاف عقارب الزمن الإيراني"، رغم ما لهذا الهدف من رمزية نفسية عميقة في إطار المعركة على الوعي.
وأوضح ميلمان في مقال له بصحيفة هآرتس أن "الساعة الإيرانية" التي نصبت عام 2017، وتعد عكسيا للعام 2040 الذي حدده المرشد الأعلى علي خامنئي موعدا مفترضا لـ"زوال إسرائيل"، تعد أداة دعاية بارزة للنظام الإيراني وتجسد التزامه بما يعرف بمحور المقاومة، بما يشمل حماس وحزب الله والحوثيين.
وأشار إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أصر على تدمير هذه الساعة كجزء من الحرب النفسية، وأمر بشن غارة جديدة على الموقع في اليوم الأخير للقتال، لكن المهمة ألغيت إثر إعلان وقف إطلاق النار من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وبحسب ميلمان، فإن الرسالة التي كان يراد إيصالها من خلال تدمير الساعة، هي "وقف الزمن الذي يرمز إلى العد التنازلي نحو تدمير إسرائيل"، وهي فكرة استعان بها الفن والأدب سابقا، مستشهدا بأعمال مثل رواية "العميل السري" لجوزيف كونراد ومحاولة توقيف ساعة بيغ بن في أحد مشاهد فيلم "39 درجة" لهيتشكوك.
ورغم اعترافه بأن فشل الغارة لا يحمل وزنا عملياتيا، رأى ميلمان أن له دلالة رمزية مرتبطة بكيفية استخدام الاحتلال لما تبقى له من وقت قبل استحقاقات إقليمية حاسمة، معتبرا أن "إسرائيل فشلت في استغلال إنجازات الحرب، رغم محدوديتها، لترتيب بيئة إقليمية أكثر أمانا".
وأكد ميلمان أن "إسرائيل تواجه حاليا ست جبهات مفتوحة منذ السابع من أكتوبر: غزة، الضفة الغربية، لبنان، سوريا، اليمن، وإيران. ورأى أنه من الممكن الوصول إلى تفاهمات أو حتى اتفاقات سلام مع معظم هذه الجبهات، شرط اتخاذ قرارات شجاعة"، مشددا على أن "حل القضية الفلسطينية جزئيا أو تدريجيا، هو مفتاح لفتح أبواب تفاهمات أوسع مع العالمين العربي والإسلامي، بل وحتى مع إيران".
وحذر الخبير من الجمود العقائدي في القيادة الإسرائيلية، الذي يتمسك بمفاهيم عسكرية بالية كـ"القطاع الأمني" وعدة كيلومترات كضمانة أمنية، رغم أن المؤسسة الأمنية باتت تدرك أن السيطرة على الأرض لا تعني بالضرورة تحقيق الأمن.
وانتقد ميلمان موقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، معتبرا أن الكثيرين يرونه انتهازيا يتهرب من التسويات السياسية لأسباب انتخابية، لكنه من وجهة نظره "في جوهره شخص عقائدي متشدد يستلهم رؤيته من أفكار والده بن تسيون نتنياهو، الذي لم يكن يؤمن بالسلام مع الجيران".
وأضاف أن نتنياهو يحمل رؤية "مسيحانية متشائمة" تتبنى فكرة أن "إسرائيل محكومة بالعيش في حالة حرب دائمة"، وهي عقيدة "تتماهى مع مصالحه السياسية وتمنع البلاد من استثمار الفرص المتاحة لصياغة شرق أوسط جديد".
وختم ميلمان بالقول إن "العقارب لم تتوقف في طهران، لكن يمكن لإسرائيل أن توقف الزمن السياسي الخاص بها، لو قررت القيادة الإسرائيلية تجاوز الحسابات الأيديولوجية والانتخابية، لصالح قرارات مصيرية تضمن الأمن بعيد المدى".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الحرب الإيراني إيران الاحتلال حرب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: سنفعل كل مايمكن لإنهاء التهديد الإيراني
عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، قال إن مشاركة الولايات المتحدة في وقف التهديد الإيراني ليست شرطا وسنفعل كل ما يمكن لإنهاء هذا التهديد.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، أن إيران مثلت تهديدا كبيرا لإسرائيل من خلال قوتها النووية وقدراتها الصاروخية.
وأكد تقرير لوكالة رويترز نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين أنّ تل أبيب لن تلتزم بأن يؤدي وقف إطلاق النار إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك رغم الضغوط الدولية المتزايدة لإنجاز صفقة تهدئة أكثر شمولًا .
وفي سياق تمهيدها لمباحثات مقبلة في واشنطن حول وقف مؤقت محتمل بـ60 يومًا، أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الحكومة تضع إطلاق سراح جميع الرهائن لديها كشرط لا يمكن ربطه مباشرةً بإنهاء الحرب، سواء عبر انسحاب القوات أو تسوية نهائية.
انعكاسات رفض الربط
يرفض المسؤولون الإسرائيليون أي ترتيب يُجبرهم على إنهاء العمليات العسكرية بمجرد توقيع وقف النار، معتبرين أن الهدف لا يزال القضاء على قدرات حماس العسكرية، وكذلك ضمان استمرار السيطرة الأمنية على ما تبقى من القطاع.
ويعارض ذلك مع طلبات حماس التي تُصر على انسحاب كامل للقوات ووقف الأعمال القتالية كشرط لتبادل الأسرى
كما تأتي هذه الخطوة في ظل تكثيف القصف الإسرائيلي في الأيام الأخيرة، فقد قتل نحو 60 فلسطينيًا خلال حوادث قصف شهدتها غزة قبل ساعات من بدء المحادثات في واشنطن، بحسب رويترز
أبعاد سياسية وأمنية
ويرى مراقبون أن هذا الموقف يشكّل مناورة إسرائيلية تهدف لكسب الوقت وتأخير توقيع اتفاقية شاملة، باستخدام ملفات مثل قضية الرهائن وسلامة الحدود كأدوات ضغط.
ويأتي ذلك بالتوازي مع طرح خطة وقف مؤقت لستين يوماً، برعاية أمريكية، تشمل إطلاق دفعات من الأسرى في مراحل متعددة.
من جهتها، وجّهت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية انتقادات حادة على استمرار العمليات، محذّرة من أزمة إنسانية متفاقمة واقترابه من مرتبة الانتهاكات الدولية، خصوصاً في ظل عدد القتلى المدنيين الذي تجاوز 56 ألفاً منذ أكتوبر 2