القات.. خطر صامت يُهدد شبابنا
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
سعيد بن بخيت غفرم
s.ghafarm@gmail.com
في ظل التغيرات الإيجابية التي تشهدها محافظة ظفار، يبقى القات خطرًا صامتًا يتسلل إلى مجتمعنا، مُهددًا عددًا كبيرًا من شبابنا، وهو نبات يُستهلك بهدوء، لكنه يترك آثارًا عميقة على النفس والجسد، ويزرع بذور الإدمان دون أن يُنظر إليه كخطر حقيقي.
يرى البعض أنَّ القات مجرد "عادة اجتماعية"، لكن في الحقيقة هو مادة مخدرة تسبب أضرارًا نفسية وصحية كبيرة، وتسرق من شبابنا أعمارهم وطموحاتهم.
كثير من الشباب يبدأون تجربة القات بدافع الفضول أو بسبب تأثير الأصدقاء، لكن ما يبدأ كتجربة بسيطة قد يتحول إلى إدمان يصعب التخلص منه، خاصة مع غياب البدائل المفيدة. من أسباب هذه الظاهرة البطالة، والفراغ، وقلة الأنشطة التي تساعد الشباب على النجاح وتحميهم من الوقوع في هذا الخطر الكبير.
مواجهة القات ليست مسؤولية الجهات الأمنية لوحدها؛ بل هي مسؤولية مشتركة تشمل الأسرة، والمدرسة، والمجتمع، ووسائل الإعلام، ودور العبادة. ونحن بحاجة إلى حملات توعية شاملة، صادقة، ومستمرة تشرح مخاطر القات وأضراره على الفرد والمجتمع، وتبني في نفوس الشباب مناعة فكرية ووعيا ناضجا.
ورغم الجهود الحكومية المشكورة، إلّا أن فاعليتها تبقى محدودة ما لم تتعزز بمشاركة مجتمعية فاعلة؛ فكُل فرد في هذا الوطن يحمل جزءًا من المسؤولية. وإذا لم يتحرك الجميع، ستظل المشكلة تتفاقم وتستنزف مستقبل شبابنا.
ومع حلول موسم الخريف وتزايد الزوار على ظفار، تتضاعف التحديات. لذا من المهم تشديد الرقابة وزيادة التوعية، ليس فقط لمنع انتشار القات؛ بل لترسيخ ثقافة مجتمعية ترفضه وتواجهه بالعقل والفعل.
الحل يبدأ بتوفير بدائل حقيقية تشغل طاقات الشباب وتوجهها؛ مثل: الفعاليات الثقافية، والمراكز الرياضية، والمبادرات المجتمعية. كما إن دعم برامج التوعية المستمرة وإنشاء مراكز علاجية متخصصة سيكون له أثر كبير في احتواء المشكلة ومساعدة من وقعوا في فخها.
ولا ننسى أن الشباب أنفسهم قادرون على أن يكونوا جزءًا من الحل، من خلال نشر الوعي وقيادة مبادرات ترفض القات وتدعو لحياة أفضل. فهم أمل الوطن وصوته الأقوى في التغيير.
مُكافحة القات مسؤولية وطنية تبدأ بوعي المجتمع وتصميمه على حماية شبابه. لا مجال للتهاون، فكل لحظة تأخير تعني خسارة جديدة. فلنتكاتف- حكومة ومجتمعًا وأفرادًا- لنبني مجتمعًا واعيًا، قويًا، ومحصنًا ضد هذه الآفة.
فلنكُن جميعًا شركاء في التغيير... ولنجعل من ظفار نموذجًا وطنيًا في مواجهة هذا الخطر الصامت.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رئيس الوطنية للانتخابات: الإقبال على صناديق الاقتراع ليس مجرد حق بل مسؤولية وأمانة
أكد المستشار حازم بدوي، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، أن المشاركة في الانتخابات ليست فقط حقًا دستوريًا، بل هي أمانة وطنية ومسؤولية تقع على عاتق كل مواطن، مشددًا على أن الإقبال على صناديق الاقتراع هو التعبير الحقيقي عن وعي الشعب المصري واستقراره.
أوضح رئيس الهيئة أن كشوف المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ ستُعلن يوم الخميس 11 يوليو 2025، تمهيدًا لانطلاق مرحلة الدعاية الانتخابية التي تبدأ في 18 يوليو وتستمر حتى موعد الصمت الانتخابي.
التصويت في الخارج 1 و2 أغسطس.. والداخل 4 و5 أغسطسووفقًا للجدول الزمني المعلن، تُجرى انتخابات مجلس الشيوخ 2025 للمصريين في الخارج يومي الجمعة والسبت 1 و2 أغسطس، بينما تُعقد في الداخل يومي الأحد والإثنين 4 و5 أغسطس.
جولة الإعادة (إن وجدت):من المقرر أن تُعقد جولة الإعادة في حال الحاجة إليها في الخارج يومي الجمعة والسبت 15 و16 أغسطس، وفي الداخل يومي الأحد والإثنين 18 و19 أغسطس.