في تقرير نشره موقع "تسارغراد" الروسي يحلل الكاتب سيرغي لاتيشيف التدهور المتسارع في العلاقات الروسية الأذربيجانية، ويُرجعه إلى تحولات إقليمية ودولية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.

ويرى الكاتب أن أذربيجان دخلت -بدفع من قوى غربية- في صراع غير مباشر مع موسكو، في لعبة تتجاوز حجمها الحقيقي وقدرتها على المواجهة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المصالح الأجنبية تعمّق الحرب في السودان ولا سبيل لإيقافها سوى الدبلوماسية الإقليميةlist 2 of 2نيويورك تايمز: ما الذي تتوقعه واشنطن من حكومة الشرع في سوريا؟end of list

ويشير التقرير إلى أن سياسة أذربيجان أصبحت أكثر عدائية تجاه روسيا، ومن مظاهر ذلك:

دعم أوكرانيا عسكريا أو لوجستيا. قتل جنود حفظ السلام الأرمن في ناغورني قره باغ، وهي خطوة اعتبرتها موسكو إهانة مباشرة لها. حظر وسائل الإعلام الروسية والأنشطة الثقافية في أذربيجان. تجاهل دعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف لحضور احتفالات النصر الأخيرة، والتي نقلها البطريرك الحالي للكنيسة الأرثوذكسية الروسية شخصيا البطريرك كيريل.

كما تناول التقرير حادثة اختطاف المعارض الأذربيجاني الأصل والمقيم في روسيا زاهر الدين إبراهيموف في عملية نفذتها الاستخبارات الأذربيجانية داخل الأراضي الروسية بمساعدة "شبكات إجرامية".

ويرى الكاتب أن هذه العملية لم تكن مجرد انتهاك للسيادة الروسية، بل محاولة لإحراج موسكو وإثارة تساؤلات داخلية بشأن أمنها.

أسباب التدهور

حدد الكاتب 3 أسباب رئيسية وراء التصعيد الأذربيجاني:

ضغط غربي مكثف يصل إلى حد الابتزاز لدفع باكو إلى تبني مواقف مناوئة لروسيا. تصور خاطئ لدى باكو بأن روسيا باتت أضعف بسبب تورطها في الحرب الأوكرانية. وعود مغرية من الغرب دفعت القيادة الأذربيجانية إلى المغامرة خارج حدودها.

ويضيف التقرير أن فشل صفقة الغاز بين موسكو وباكو وتدهور الاقتصاد الأذربيجاني جعلا العلاقات أكثر توترا، في حين تحتاج روسيا إلى تقليل نفقاتها وعدم تقديم دعم سخي في هذه المرحلة.

إعلان

وتشن باكو حملة ممنهجة لقطع روابطها مع موسكو، وتشمل:

اعتقال شخصيات محسوبة على روسيا داخل أذربيجان. إغلاق المدارس الروسية وتعليق الفعاليات الثقافية الروسية. تصعيد إعلامي عدائي ضد موسكو يذكّر بأجواء أوكرانيا 2014.

ويرى الكاتب أن هذا السلوك يعكس خضوع باكو لتوجيهات خارجية، خاصة من بريطانيا التي تستخدم أدوات مالية مثل تهديدات بتجميد أموال النخبة الأذربيجانية للضغط على النخب السياسية.

المدون الروسي يوري بودولياكا: أذربيجان قد تكون الضحية التالية في قائمة الصراعات التي تستهدف دول الاتحاد السوفياتي السابق، مما ينذر بإمكانية اندلاع حرب مباشرة بين روسيا وأذربيجان في المستقبل القريب

"خريطة بيترز" وخطر الحرب الإقليمية

ويرجح التقرير أن باكو تلقت وعودا بتنفيذ ما تعرف بـ"خريطة العقيد بيترز" التي ظهرت عام 2006، وتقضي بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الكبير على أسس قومية، ومنها تقسيم إيران ومنح أذربيجان ما تعرف بـ"أذربيجان الشرقية" شمال غرب إيران.

وحسب التقرير، فإن العقيد بيترز هو ضابط استخبارات أميركي سابق، وتتلخص خريطته أو خطته في أن تدعم أميركا وإسرائيل الأكراد من أجل تفكيك إيران وإضعاف عدد من دول المنطقة التي لا تثق بها أميركا وإسرائيل أو تطمعان في مواردها، وذلك في إطار تطبيق ما يسمى مشروع "الشرق الأوسط الكبير الجديد" الذي تجسده تلك الخريطة.

ويرى الكاتب أن الرئيس علييف يسعى إلى تقديم نفسه كموحّد للأمة الأذربيجانية عبر السعي لتوسيع الحدود الجغرافية، واستغلال حالة التوتر بين أرمينيا وروسيا، خصوصا أن الأخيرة غير قادرة حاليا على حماية أرمينيا في حال تعرضت لهجوم.

كما أشار إلى تصاعد التعاون بين باكو وتل أبيب، ولا سيما في المجال العسكري، وهو ما دفع إيران إلى اتهام أذربيجان بالتواطؤ في تنفيذ هجمات إسرائيلية على أراضيها.

تداعيات محتملة

ويحذر الكاتب من أن انخراط أذربيجان في مشروع استهداف إيران وروسيا قد يؤدي إلى تفككها الداخلي، في ظل التوترات القومية والاجتماعية داخلها.

كما أن مستقبل خطوط التجارة والسكك الحديدية بين روسيا وإيران أصبح مهددا بسبب هذا التوتر، خاصة ممر "شمال-جنوب" الإستراتيجي عبر بحر قزوين.

وفي الختام، ينقل الكاتب عن المدون الروسي المعروف يوري بودولياكا قوله إن الغرب ينظر إلى أذربيجان كـ"مادة استهلاكية" مثل أوكرانيا، ويستخدمها لتحقيق أهدافه الإستراتيجية دون اعتبار للخسائر البشرية أو الجغرافية.

ويحذر من أن أذربيجان قد تكون الضحية التالية في قائمة الصراعات التي تستهدف دول الاتحاد السوفياتي السابق، مما ينذر بإمكانية اندلاع حرب مباشرة بين روسيا وأذربيجان في المستقبل القريب نتيجة تراكم العداوات والرهانات على وعود خارجية قد لا تتحقق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

تصعيد جديد بين موسكو وباكو.. روسيا تطالب بالإفراج الفوري عن صحفييها المحتجزين

طالبت وزارة الخارجية الروسية اليوم أذربيجان بالإفراج الفوري عن الصحفيين الروس إيغور كارتافيخ ويوفغيني بيلاوسوف المحتجزين في باكو، مشددة على ضرورة احترام حقوقهم وعدم التأخير في إطلاق سراحهم.

جاء ذلك خلال استدعاء السفير الأذربيجاني في موسكو رحمن مصطفايف لتسليمه مذكرة شفوية تطالب بالإفراج عن الصحفيين، وذلك بعد مداهمة قوات الأمن الأذربيجانية مكتب وكالة “سبوتنيك أذربيجان” واحتجاز المسؤولين التنفيذيين فيها بناء على اتهامات بـ”تمويل غير قانوني”.

وأعربت روسيا عن احتجاجها على ما وصفته بالأعمال “غير الودية” من قبل السلطات الأذربيجانية، والتي شملت إلغاء فعاليات رفيعة المستوى في إطار الحوار بين البلدين، وحملة معاداة روسيا عبر وسائل الإعلام الأذربيجانية بتوجيه من السلطات، بالإضافة إلى الإجراءات الأمنية غير المقبولة ضد وكالة “سبوتنيك” وموظفيها، إضافة إلى إلغاء جميع الفعاليات الثقافية بمشاركة فنانيين روس في أذربيجان.

وتصاعد التوتر بين موسكو وباكو في الأيام الماضية بعد إعلان لجنة التحقيقات الروسية ضبط عصابة إجرامية من أصول أذرية في يكاترينبورغ، متهمة بارتكاب جرائم قتل ومحاولات اغتيال داخل روسيا.

وردت أذربيجان بتقديم احتجاج رسمي ضد روسيا بشأن استخدام العنف ضد الموقوفين، ما أسفر عن وفاة اثنين منهم وإصابة آخرين.

ورفضت روسيا اتهامات أذربيجان، ووصفتها بأنها تدخل في الشؤون الداخلية الروسية، مؤكدة أن الإجراءات الأمنية جرت وفق القانون الروسي، وأن التحقيقات مستمرة، كما دانت موسكو إلغاء الفعاليات الثقافية وتعليق الزيارات الرسمية بين البلدين.

في المقابل، أصدرت المجموعة الإعلامية “روسيا سيغودنيا” بيانًا يعبر عن قلقها الكبير إزاء احتجاز موظفي وكالة “سبوتنيك أذربيجان” وحذرت من تفاقم الأوضاع بسبب عدم السماح لممثلي القسم القنصلي بالسفارة الروسية بمقابلة المعتقلين، مشيرة إلى تدهور صحة رئيس التحرير المحتجز، الذي يحتاج إلى أدوية ضرورية.

وعلى خلفية التوتر، دعا مجلس الأذربيجانيين في روسيا إلى التعايش السلمي والحفاظ على الأمن والاستقرار بين الجاليتين، في وقت لا تزال الأزمة بين موسكو وباكو تحت مجهر التطورات الدبلوماسية والأمنية.

الكرملين يؤكد إجراء بوتين مكالمة هاتفية مع ماكرون

أعلن الكرملين مساء اليوم الثلاثاء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، تناولت عدداً من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

مقالات مشابهة

  • موسكو تسقط عشرات المسيرات الأوكرانية وكييف تعلن إحباط هجوم روسي
  • روسيا تدعو رعاياها في أذربيجان إلى "توخي الحذر الشديد"
  • أذربيجان تستدعي السفير الروسي لديها احتجاجا على خطوات غير ودية من موسكو
  • روسيا تدعو أذربيجان لعودة علاقات البيلدين إلى مستوى التحالف الاستراتيجي
  • تصعيد جديد بين موسكو وباكو.. روسيا تطالب بالإفراج الفوري عن صحفييها المحتجزين
  • أذربيجان تصعد ضد روسيا: تهم تجسس لصحافيين في وكالة سبوتنيك
  • توتر مع موسكو.. أذربيجان تعتقل إعلاميين روسيين خلال مداهمة
  • موقع إيطالي: الهند وإسرائيل وستارلينك من يُدير لعبة التجسس الرقمية الكبرى؟
  • روسيا تهاجم خاركييف ودونيتسك وتحشد آلاف الجنود حول سومي