اعتدنا أنه إذا بلغت بنا الأمور حدًّا يتعذّر علينا فيه الوصول إلى إنسان نبحث عنه بسبب تشابه اسمه مع أسماء آخرين أو لعدم معرفتنا مكان سكنه أن نسأل عنه من خلال لقبه أو لقب أسرته. نفعل ذلك مُكرهين إذا كان اللقب جارحًا يحمل دلالة غير لائقة.
وتُتداول الألقاب في المجتمع على صورتين: الأولى تحمل دلالات إيجابية يُفاخر بها الأفراد والعوائل، بل ويحرصون على ترسيخها وضمان استمراريتها، فيما تحمل الصورة الثانية دلالات سلبية يبذل من أُلصقت بهم جهودًا مُضنية لإسقاطها ومحوها من ذاكرة الناس.
ورغم أنه لا توجد قاعدة ثابتة لإطلاق الألقاب، كون ذلك -بحسب ما يُتداول- يعتمد إما على موقف شخصيّ عابر دُوِّن لفرد، أو نتيجة حادثة جماعية وقعت وسجّلها التاريخ، لكن من المؤكد أن غير المرغوب منها يشكّل عبئًا ثقيلًا على حامله، حتى وإن كان الجميع يهمس بها في الخفاء.
هم يقومون بذلك لأنهم يعلمون أن الفعل منفِّر وغير مرحّب به، بسبب ما يحتمله من معنى أو صفة لا يشرُفُ بها أحد، كالبُخل والجبن وضعف الهمة والتخاذل والابتذال ودناءة النفس وضعف البأس.
يهمسون بهذه الألقاب بتحفّظ شديد فيما بينهم، لإدراكهم أنها تُطلق إما تشفّيًا أو ضغينة أو سخرية أو للإهانة والتقليل من الشأن، وقد رُوِّج لها جهلًا أو حقدًا، فرسخت في الأذهان مع مرور السنين.
ولأن أخلاقنا كمسلمين تفرض أن ينبني تعاملنا مع الآخر وفق أُسس من الاحترام، في عالم أصبح مُعرّضًا أكثر من أي وقت مضى للانسلاخ من الأخلاق والقيم النبيلة، نظرًا لتقدّم تقنية التواصل والاتصالات القادرة على عبور الحدود والفضاءات، بات من الأهمية إدراك أن تحقير الفرد والجماعات والنيل من كرامتهم وإنسانيتهم من شأنه أن يُحيلهم إلى أُناس فاقدين للثقة بأنفسهم، مهزومين لا يؤمنون بقدراتهم، فيكونون نتيجة ذلك أكثر ميلًا للعدوانية والعزلة لتجنّب الإيذاء النفسي من قِبل الآخرين.
ولهذا يقع على الفرد والجماعة واجب تصحيح الفاسد من المفاهيم والسلوكيات والعادات التي لم تعد مقبولة، وإدراك أن أدنى إثارة للأحقاد والنعرات والضغائن قادر على إلهاب مشاعر الكراهية، وتوسيع الفجوة بين أفراد المجتمع، وتعريض علاقاتهم للانهيار.
النقطة الأخيرة..
يقول نيتشه: «كلما ارتفعنا أكثر، كلما بدونا أصغر حجمًا لأولئك الذين لا يجيدون الطيران».
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
تعز.. مقتل طفل نتيجة العبث بالسلاح
قتل طفل في الـ7 من عمره نتيجة العبث بالسلاح في محافظة تعز، جنوب غرب اليمن.
وقال مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية إن طفلا قتل في منطقة الشماسي بمدينة تعز، عاصمة المحافظة.
وأشار إلى أن الطفل "أ، ي، ح" أصيب بطلقة نارية في مقدمة الرأس أثناء عبثه بسلاح آلي انطلقت منه طلقة توفي علي إثرها في الحال.
وأرجع أسباب وقوع الحادثة، إلى الإهمال الأسري وترك الأسلحة في متناول أيدي الأطفال والتي غالبا ما تنتهي بوقوع حوادث مأساوية يكون فيها الأطفال ضحايا أو أحد أفراد اسرهم.