في زمن بريكس.. هل يبقى العراق رهينة محاور ما بعد 2003؟
تاريخ النشر: 8th, July 2025 GMT
8 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: مشهد يعكس انقلاباً تدريجياً على مركزية القرار الغربي، وقفت دول مجموعة بريكس في ريو دي جانيرو معلنة على نحو غير مباشر نواياها بتشكيل نظام عالمي جديد، لا يعتمد على ترخيص واشنطن ولا يخضع لمعادلات القوى التقليدية التي أرساها الغرب منذ نهاية الحرب الباردة.
وبرزت خلال القمة إشارات سياسية حادة، لم تخلُ من التصعيد، حملت في طياتها ملامح تمرّد منظم، بدأ اقتصادياً لكنه ما لبث أن اكتسب طابعاً جيوسياسياً واضحاً.
وشكل التوسّع الأخير للمجموعة، بانضمام خمس دول جديدة، لحظة انعطاف تاريخي في مسار التحالف، إذ أصبحت بريكس تمثل قرابة نصف البشرية وقرابة 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. هذا الحجم السكاني والاقتصادي الهائل، لم يعد قابلاً للإبقاء ضمن أطر المشاورات الرمزية، بل تحول إلى كتلة ضغط دولي، تفرض نفسها كطرف فاعل في صناعة القرار الكوني، وإن لم تملك حتى الآن مؤسسات قادرة على ترجمة هذه القوة إلى سلطة مهيكلة.
وارتسمت على هامش القمة معالم تناقضات داخلية يصعب تجاهلها. فغياب الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتوتر المزمن بين نيودلهي وبكين، يشي بأن الانسجام داخل التكتل لا يزال هشّاً. كما أن مواقف بعض الدول، مثل السعودية، ظلت حذرة إزاء الالتزام النهائي، مخافة الاصطدام بمصالحها الاستراتيجية في الغرب، خصوصاً مع ازدياد حدة تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية عقابية.
وتتخذ هذه التفاعلات أبعاداً أكثر خطورة في ظل التلويح الأميركي بسيف العقوبات التجارية، ومحاولات تحجيم صادرات بعض الدول الأعضاء، ما قد يقود إلى مزيد من التصدعات في النظام التجاري الدولي القائم، وربما يفتح الباب أمام فوضى اقتصادية تشبه تلك التي مهدت للحروب الكبرى في القرن العشرين.
ماذا عن العراق؟
وانضمام العراق إلى مجموعة بريكس، إن تحقق، قد يمنحه هامشًا أوسع في تنويع شراكاته الاقتصادية والخروج من أحادية الاعتماد على الغرب، لاسيما في ملف العقوبات والتحويلات المالية.
وتأتي مصلحة بغداد من التكتل في قدرته على توفير بدائل تمويلية عبر “بنك التنمية الجديد”، وإمكانية عقد شراكات طاقوية مع دول مثل الصين وروسيا والهند دون المرور بمنظومة الدولار.
ورغم ذلك، فإن الخطوة لا تخلو من حساسيات سياسية، إذ قد تفسر في واشنطن كميلٍ نحو المحور المنافس، خاصة في ظل تصاعد التوتر بين بريكس والإدارة الأميركية.
ويبقى العراق محكوماً بمعادلة التوازن، حيث العلاقة الأمنية والاقتصادية العميقة مع الولايات المتحدة لا يمكن التفريط بها دون كلفة استراتيجية باهظة.
وقد يختار العراق الانخراط ببريكس بصفة مراقب أو شريك اقتصادي دون العضوية الكاملة، كحل وسط يضمن مصالحه دون استعداء واشنطن.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء أبلغ بالانسحاب من قمة شرم الشيخ في حال مشاركة نتنياهو
13 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة: أبلغ رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، الاثنين، الجانبين المصري والأميركي، بأن العراق سينسحب من قمة شرم الشيخ في حال شارك الرئيس الصهيوني، بنيامين نتنياهو.
وقال مصدر رفيع لوسائل اعلامية: إنه لا توجد دعوة رسمية موجهة من قبل الجانب المصري الى نتنياهو من أجل حضور قمة شرم الشيخ، مبيناً أن ترامب حاول إحضار رئيس حكومة الكيان الصهيوني وأجرى اتصالات دبلوماسية بهدف ضمان حضور نتنياهو قمة شرم الشيخ.
وأكد أن رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني أبلغ الجانبين المصري والأميركي بأن العراق سينسحب من القمة في حال شارك نتنياهو وهو موقف عراقي حاسم.
ولفت الى أن مواقف المشاركين كانت مشابهة لموقف العراق ولهذا فإن محاولة ترامب بجلب نتنياهو الى قمة شرم الشيخ لم تنجح، مشيراً الى أن الرسالة العراقية أبعد من الموقف نفسه فهي تُظهر استقلال القرار العراقي وقدرته على التأثير.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts