تفعيلا لدور الأسرة فـي المواطنة المسؤولة
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
كونها المؤسَّسة الأولى التي يتمُّ فيها غرس بذرة الاعتزاز بالهُوِيَّة والمواطنة.. جاء المنتدى الخليجي الثالث للسِّياسات الأُسريَّة ليركِّزَ على ممارسة المواطنة المسؤولة والهُوِيَّة في دوَل مجلس التعاون من خلال مناقشات الخبراء حَوْلَ الظواهر والقضايا الاجتماعيَّة وأثرها؛ من أجْل إيجاد المبادرات والحلول التي تُعزِّز من دَوْر الأُسرة، وتماسكها بصورة مباشرة.
ويتطرق المنتدى إلى التحدِّيات التي تؤثِّر سلبًا على الهُوِيَّة والانتماء والمواطنة، وضرورة التعامل معها بفاعليَّة حيث إنَّ الأُسرة هي المحيط أو الإطار الذي يشهد بداية الوعي، وهي المدرسة الأولى التي يتعرف من خلالها الطفل على الحياة، وبالتَّالي فإنَّ ما يتمُّ غرسه من خلالها يستمرُّ مدى الحياة شريطة أن تستمرَّ الأُسرة في دَوْرها المتمثل في رعاية هذا الغرس وتنميته.
وتكُونُ هذه الرعاية من خلال تعريف الأبناء مبكرًا بأنَّ للوطن حقوقًا وواجبات، وتربية الأبناء على أنَّهم يتشاركون مع الآخرين هُوِيَّة وطنيَّة واحدة يجِبُ الحفاظ عليها، وتعزيز اللغة العربيَّة؛ باعتبارها أداة التواصل بَيْنَ أفراد المُجتمع، وكذلك اصطحاب الأطفال إلى الأماكن التراثيَّة والتاريخيَّة والوطنيَّة.
وتتعاظم أهمِّية هذا الدَّوْر مع التطوُّر التقني الذي أوجد العديد من الثقافات الوافدة، والتي يتمُّ مواجهتها ببناء الفرد، وتعزيز التماسك والاستقرار في المُجتمع.
المحرر
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
من البر إلى الابتزاز متى يتحول اعتداء الأبناء على مال والدهم إلى جناية؟
في السنوات الأخيرة، ظهرت أمام محاكم الأسرة والنيابة العامة حالات إنسانية صعبة، يقف فيها آباء – تجاوزوا الستين أو السبعين – بحثًا عن حماية قانونية بعدما وجدوا أنفسهم ضحايا ضغوط نفسية أو مادية من أبنائهم، وصلت أحيانا إلى حد الاستيلاء على الأموال أو إجبار الوالد على التنازل عن ممتلكاته بدعوى أنه لم يعد قادرا على إدارة حياته.
قضايا مؤلمة تكشف جانبا مظلما من الخلافات الأسرية، وتطرح سؤال مهم.. هل استيلاء الأبناء على أموال الأب جريمة؟
القانون ..والجرائم الماليةيؤكد محمد سعيد محامي الأحوال الشخصية، أن القانون لا يمنح أحدا مهما كانت صلته، حق السيطرة على مال غيره دون إرادته، زأن كثيرين يعتقدون أن العلاقة الأسرية تمنح الأبناء مساحة في أموال والدهم، لكن الحقيقة القانونية تختلف تماما.
ويشرح المحامي: الاستيلاء على مال الأب جريمة كاملة الأركان، حيث أن القانون يجرم عدة صور من الاعتداء على المال، أبرزها الاستيلاء على مال الغير سواء بالتحايل أو الضغط أو الانتزاع، جريمة إساءة الأمانة المنصوص عليها في المادة 341 عقوبات، وتطبق حين يحتفظ الابن بأموال الأب أو عقاراته بصفة أمانة ثم يمتنع عن ردها، إجبار شخص على التنازل عن ممتلكاته تحت تهديد أو ضغط نفسي أو اجتماعي أو إكراه، وهي جرائم يعاقب عليها القانون وفق ظروف كل واقعة.
ويؤكد سعيد أن صلة القرابة لا تلغي المسؤولية الجنائية، والابن يحاسب مثل أي شخص إذا استولى على مال والده دون حق.
ويضيف: وفقا للقانون، تختلف درجة الجريمة بحسب طريقة الاستيلاء جنحة إذا كان هناك احتفاظ أو إنكار للمال مثل حيازة أموال أو أوراق ملكية تخص الأب ورفض ردها، تصرف الابن في ممتلكات الأب دون علمه، وتكون جناية إذا كان هناك تزوير أو إكراه أو تهديد مثل توقيعات أُخذت بالإكراه، مستندات ملكية مزورة، تحويلات مالية غير مشروعة، تهديد الأب لإجباره على التنازل، وفي هذه الحالات، قد تصل العقوبة إلى السجن المشدد.
كيف يثبت الأب أنه قادر على إدارة أمواله؟يشرح المختص أن إثبات أهلية الأب وإدارته لماله لا يعتمد على كلام الأبناء أو شكوكهم، بل على الأدلة الموضوعية فقط، وطرق إثبات أهلية الأب قانونيا تتمثل في إحضار تقارير طبية رسمية من مستشفى حكومي تؤكد سلامته العقلية، شهادات أقارب أو جيران يشهدون أنه يدير شؤونه بشكل طبيعي، مستندات تعاملاته المالية مثل حسابات بنكية، عقود بيع وشراء، إيصالات، تثبت أنه يدير أمواله بنفسه، ممارسة نشاطه التجاري أو المهني بشكل معتاد.
ويضيف المحامي: الأصل في الإنسان الأهلية، ولا يمكن سلبها إلا بحكم قضائي نهائي مبني على تقارير طبية قاطعة.
ويكمل:الحجر إجراء بالغ الخطورة، ولا يتم إلا بتوافر شروط صارمة وتتمثل في وجود عجز عقلي أو نفسي يمنع الشخص من إدارة ماله، تقرير لجنة طبية ثلاثية حكومية يثبت فقدان الأهلية، دعوى حجر قضائية ترفع أمام المحكمة المختصة، سماع أقوال الشخص نفسه في الجلسة، فحص الشهود والقرائن، ولا تقبل ادعاءات الأبناء دون أدلة طبية رسمية، كما أن ادعاء فقدان الأهلية كيدا قد يعرض مقدمه للمساءلة بتهمة البلاغ الكاذب والتشهير.
يؤكد المحامي أن الاستيلاء على مال الأب جريمة، ولا يبررها العمر ولا القرابة، والأهلية لا تسلب إلا بحكم قضائي، ولا يجوز للأبناء الحجر على والدهم بمجرد ادعاء، وأي ورقة توقع تحت الضغط أو الإكراه تعد باطلة قانونا.