في إطار تنفيذ استراتيجية الدولة المصرية نحو دعم الابتكار وربط البحث العلمي باحتياجات المجتمع، عقدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مؤتمرًا صحفيًا موسعًا للإعلان عن نتائج المرحلة الأولى من مبادرة "تحالف وتنمية"، بحضور الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وعدد من قيادات الوزارة، ونخبة من الإعلاميين والصحفيين من مختلف الوسائل الإعلامية.

واستهل الدكتور عادل عبد الغفار، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، المؤتمر بكلمة ترحيبية، أكد خلالها أهمية الحدث والرسائل الجوهرية التي يحملها، مشيرًا إلى أن توقيت عقد هذا المؤتمر يعكس حرص الوزارة على إطلاع الرأي العام على نتائج واحدة من أكبر المبادرات التنموية في تاريخ منظومة التعليم العالي، قائلًا:
"يبدو تساؤلًا مهمًا أن نطرحه في بداية هذا المؤتمر: لماذا نظمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هذا المؤتمر الصحفي؟ ولماذا كان الحرص على دعوة ومشاركة السيدات والسادة الإعلاميين؟"

وأوضح الدكتور عبد الغفار أن مبادرة "تحالف وتنمية" تمثل خطوة غير مسبوقة في تاريخ التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، مشيرًا إلى أنها تأتي برعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وبدعم مباشر من الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي.

وأضاف أن هذه المبادرة تستهدف تجسيد التكامل الحقيقي بين مؤسسات التعليم العالي والمراكز البحثية من جهة، ومجتمع الصناعة ورواد الأعمال والمستثمرين والمؤسسات الحكومية من جهة أخرى، وذلك من أجل تحفيز الابتكار وخدمة الصناعة ودعم الاقتصاد الوطني.

وتابع: عبد الغفار "نحن أمام مشروع وطني طموح يسعى إلى تحقيق تنمية شاملة ومتكاملة في مختلف الأقاليم المصرية، من خلال تحالفات تنموية مبنية على المعرفة والبحث العلمي التطبيقي، في مجالات حيوية مثل الزراعة، والصناعة، والسياحة، والعمران، والصحة، والتجارة، والطاقة، وغيرها."

أول خريطة بحث علمي لأقاليم مصر

وأكد المتحدث الرسمي للوزارة أن طموح الوزارة لا يقتصر فقط على دعم المشروعات البحثية والابتكارية، بل يمتد إلى ما هو أبعد، حيث تسعى الوزارة من خلال هذه المبادرة إلى رسم أول خريطة علمية متكاملة لأقاليم مصر الجغرافية المختلفة، تستند إلى الاحتياجات التنموية الفعلية لكل منطقة، بما يعزز من جدوى المشروعات البحثية ويضاعف تأثيرها المجتمعي.

وأوضح أن المؤتمر الصحفي يهدف إلى تسليط الضوء على ما تم إنجازه خلال المرحلة الأولى من المبادرة، وما شهدته من إطلاق دعوة تنافسية شاركت فيها الجامعات والمراكز البحثية وشركاء من القطاع الخاص، وتمخضت عن مشروعات تحالفات نوعية ذات بعد تنموي.

وأشار الدكتور عبد الغفار إلى أن الفعاليات تتضمن عرضًا شاملًا يقدمه الأستاذ الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، يستعرض من خلاله تفاصيل المبادرة، وأبرز ما تحقق من مشروعات، إلى جانب الرؤية المستقبلية لتعظيم الأثر التنموي للمبادرة على المدى القريب والبعيد.

وأكد أن المؤتمر يتيح المجال لفتح باب النقاش وتلقي أسئلة واستفسارات الصحفيين والإعلاميين حول المبادرة وتفاصيلها وآليات تنفيذها، وذلك في إطار الشفافية والتواصل المباشر بين الوزارة ووسائل الإعلام الوطنية.

كما أشار إلى أن اللقاء سيُختتم بحوار تليفزيوني مُجمع مع معالي الوزير، يشارك فيه ممثلو مختلف القنوات الفضائية، لتوضيح الأهداف الاستراتيجية للمبادرة وتفاصيل المرحلة التالية من تنفيذها.

وفي ختام كلمته، وجّه الدكتور عادل عبد الغفار تحية تقدير واحترام إلى كافة الزملاء من الصحفيين والإعلاميين، مثمنًا دورهم المهني في تسليط الضوء على ما يشهده قطاع التعليم العالي والبحث العلمي من تطورات غير مسبوقة في مختلف مجالات العمل.

وأضاف  عبد الغفار "أغتنم هذه الفرصة لأتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى زميلاتي وزملائي الإعلاميين في الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية والمحطات الإذاعية والقنوات التليفزيونية، على دورهم البناء في توضيح الحقائق للرأي العام، ومواجهة الشائعات، ومساعدة الوزارة في إيصال رسائلها إلى الجمهور."

كما أشار إلى أهمية التنسيق المستمر بين الوزارة وممثلي وسائل الإعلام، قائلًا:
"نُقدر دائمًا حرص الإعلاميين على التواصل مع إدارة الإعلام بالوزارة للتحقق من دقة ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ونثمّن دعمهم الصادق في التصدي للأخبار الكاذبة والمضللة، التي تتداولها بعض المنصات دون تدقيق."

واختتم الدكتور عبد الغفار كلمته بالتأكيد على أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تؤمن بالشراكة الحقيقية مع الإعلام الوطني، معتبرًا أن الإعلام هو أداة فاعلة في التوعية المجتمعية وتشكيل الرأي العام ونقل الإنجازات التي تتحقق على أرض الواقع.

واضاف المتحدث الرسمي للوزارة علي تأكيد  لوزارةو حرصها الدائم على التعاون المثمر مع كافة وسائل الإعلام، وتُثمن دورها في تبصير الرأي العام بما يتحقق في بناء الوطن وخدمة المواطن المصري. فالإعلام والتنمية وجهان لعملة واحدة، ولا تنمية دون وعي مجتمعي، ولا وعي دون إعلام مسؤول."

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: استراتيجية الدولة المؤسسات الحكومية الرئيس عبد الفتاح السيسي وزارة التعليم العالي التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل عبد الغفار الإعلاميين والصحفيين منظومة التعليم العالي نتائج المرحلة الأولى مبادرة تحالف وتنمية التعلیم العالی والبحث العلمی عبد الغفار إلى أن

إقرأ أيضاً:

مؤتمر الباحثين اليمنيين بإسطنبول يؤكد على ضرورة مواءمة التعليم العالي اليمني مع التحولات العالمية

شدد مؤتمر الباحثين والخبراء اليمنيين الذي تنظمه مؤسسة توكل كرمان والمنعقد في إسطنبول اليوم السبت، على ضرورة مواءمة التعليم العالي اليمني مع التحولات العالمية عبر تطوير المناهج، وتفعيل التعليم عن بُعد، وتعزيز الشراكات الدولية، بما يتيح للطلبة مواكبة متطلبات سوق العمل المحلي والعالمي.

 

وناقش مؤتمر الباحثين والخبراء اليمنيين في أولى أيام المؤتمر عددًا من البحوث وأوراق العمل التي قدمها أكاديميون وخبراء، تناولت جملة من القضايا التي تمس جوهر القضية اليمنية.

 

وقال د. شاكر الأشول في بحثه المعنون "التوجهات الحديثة في التخصصات الجامعية: رؤية استراتيجية لمستقبل التعليم العالي في اليمن"، إن ما يقرب من 40% من المهارات الأساسية ستتغير بحلول عام 2030، فيما ما تزال الجامعات اليمنية بعيدة عن التخصصات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والأمن السيبراني.

 

من جانبه أكد أ.د. أحمد الدبعي في أولى جلسات اليوم الأول للمؤتمر أن اليمن كان عبر التاريخ مهدًا لحضارات معرفية كبرى، غير أن تراجع دور المعرفة وغياب المنهجية العلمية أديا إلى حالة “احتباس حضاري” في العصر الحديث. مشيرا إلى أن البحث العلمي يمثل الركيزة الأساسية لبناء الحضارة والدولة الحديثة،

 

ودعا الدبعي في ورقته الموسومة بـ"البحث العلمي في اليمن: من صناعة المعرفة إلى صناعة الدولة والحضارة" إلى إنشاء المجلس الوطني للبحث العلمي بتمويل مستدام، ووضع استراتيجية وطنية تستخدم المنهج العلمي في استغلال الموارد وحل مشكلات الأمن الغذائي والبطالة، وتطوير التعليم ليعزز الإبداع والابتكار، مع الاستفادة من قدرات الباحثين اليمنيين في الداخل والخارج لربط المعرفة بمشروع الدولة الحديثة.

 

من جهته قال د. سعيد أسكندر في بحثه عن “التغلغل الطائفي في الجامعات اليمنية (2014–2025م)” إن الحوثيين عمدوا إلى تحريف المناهج، وتوجيه أبحاث الدراسات العليا بما يخدم مشروعهم السلالي.

 

واستعرض أسكندر في بحثه مظاهر الاختراق الطائفي الذي طال مؤسسات التعليم الجامعي في مناطق سيطرة الحوثيين منذ انقلاب سبتمبر 2014، من خلال تعيين الموالين للجماعة في المناصب الأكاديمية، وإقصاء المخالفين، وتحويل الجامعات إلى ساحات للشعارات الطائفية والدورات الثقافية والمسلحة.

 

وأكد أن هذه الممارسات تمثل تهديداً مباشراً لحياد واستقلال الجامعات اليمنية ومستقبل التعليم الجامعي.

 

بدوره تناول د. علي الكازمي في ورقته "التعليم العالي في عصر الذكاء الاصطناعي: ردم الفجوة بين اليمن والتطورات العالمية"، الفجوة الواسعة بين الجامعات اليمنية ونظيراتها العالمية، نتيجة ضعف البنية التحتية وغياب السياسات الداعمة للتحول الرقمي.

 

وقال إن إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي يتطلب سياسات وأطرًا أخلاقية واضحة، وتدريب الكوادر الأكاديمية، واعتماد حلول منخفضة التكلفة.

 

ولفت إلى أن البدء بخطوات تدريجية واقعية يمكن أن يضع الجامعات اليمنية على طريق التحول المعرفي رغم الأزمات.

 

في حين عرض د. محمد طاهر التبالي في بحثه "معاناة الأستاذ الجامعي في اليمن وأثرها على مستقبل التعليم العالي"، صورة قاتمة لوضع أعضاء هيئة التدريس في ظل الحرب والانهيار الاقتصادي، حيث يعاني الأكاديميون من تدهور المعيشة وانعدام الأمن وتوقف الرواتب، ما أدى إلى هجرة الكفاءات وانهيار البنى الأكاديمية.

 

ودعا التبالي إلى إنشاء صندوق طوارئ دولي لدعم الأساتذة والباحثين اليمنيين للحفاظ على الموروث العلمي ومنع انهيار منظومة التعليم العالي.

 

أ.د. مختار علي العمراني هو الأخر قدم بحثًا بعنوان "واقع طلبة الجامعات في اليمن خلال الفترة 2015–2025م: التحديات والحلول"، عرض فيه نتائج دراسة ميدانية شملت أكثر من 13 ألف طالب من مختلف المحافظات، كشف خلالها أن نسبة تسرب الطلبة نحو سوق العمل بلغت نحو 50% قبل إكمالهم الدراسة الجامعية، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وانعدام فرص العمل.

 

وأكد العمراني أن تدهور البنية الجامعية وتراجع جودة التعليم وتغلغل الأيديولوجيا الطائفية أسهمت جميعها في إضعاف البيئة الجامعية، داعيًا إلى سياسات وطنية تضمن بيئة تعليمية آمنة وتكافؤ الفرص بين الجنسين.

 

وأكدت الجلسة الأولى في الختام على أن النهضة العلمية تمثل مدخلاً ضرورياً لإعادة بناء اليمن، وأن استثمار الطاقات البحثية والأكاديمية اليمنية في الداخل والخارج يمكن أن يسهم في وضع أسس دولة مدنية حديثة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة، وترسيخ قيم المواطنة والعدالة والمعرفة.

 


مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالي يستقبل السفير الإيطالي ويُشيد بالتعاون الثنائي في التعليم والبحث العلمي
  • رئيس جامعة المنصورة: تدويل التعليم العالي محور أساسي في استراتيجية تطوير التعليم والبحث العلمي
  • اتفاقية ابتعاث بين "التعليم العالي" وصندوق تقاعد الأجهزة العسكرية والأمنية
  • اتفاقية ابتعاث بين التعليم العالي وصندوق تقاعد الأجهزة العسكرية والأمنية
  • وزير التعليم العالي: البحث العلمي مفتاح التنمية وبناء القدرات الوطنية
  • مؤتمر الباحثين اليمنيين بإسطنبول يؤكد على ضرورة مواءمة التعليم العالي اليمني مع التحولات العالمية
  • التعليم العالي: الجامعات المصرية تُعزز برامج دعم وتمكين الفتيات
  • التعليم العالي: الجامعات المصرية تُعزز برامج دعم وتمكين الفتيات بالتعليم والتدريب
  • جامعة السويس: إدراج الجامعات المصرية في تصنيف التايمز العالمي يعكس تطور التعليم
  • رئيس جامعة السويس: إدراج الجامعات المصرية بتصنيف التايمز العالمي يعكس تطور التعليم