لماذا يتمسك نتنياهو بمحور موراغ كشرط لتقدم المفاوضات؟
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
في الوقت الذي توجه فيه الأنظار نحو الدوحة التي تحتضن المباحثات غير المباشرة التي تجري بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل حول اتفاق محتمل في غزة، يتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشرط البقاء في محور موراغ ويعمل على تحويل هذا الشرط إلى قضية أساسية ومركزية في المباحثات.
فقد أعلن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن العائق الذي يعترض مسار الصفقة، هو الانسحاب الإسرائيلي من محور موراغ الذي يفصل بين مدينتي خان يونس ورفح في جنوبي قطاع غزة.
كما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن هناك خلافا واحدا في المفاوضات لم يتم جسره بعد، يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، في وقت تصر فيه تل أبيب على البقاء في محور موراغ، وتطالب المقاومة بانسحاب كامل.
وانتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد تمسك نتنياهو بمحور موراغ، وتساءل عما إذا كان هذا قد أصبح فجأة هو حجر الأساس لبقاء إسرائيل التي قررت سابقا أن يكون هناك محور واحد بين رفح وخان يونس، متهما نتنياهو بوضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق، ومشيرا إلى أن التوصل إلى صفقة وإنهاء الحرب مكسب إسرائيلي لأن الحرب لم تعد لها أي فائدة لإسرائيل.
وفي السياق نفسه، قالت مراسلة الجزيرة نجوان سمري إن نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) حوّل محور موراغ إلى عقبة أساسية أمام تقدم المفاوضات، وهو ما أثار خشية مراقبين -حسب قولها- من أن نتنياهو يضيف العراقيل مجددا من أجل أهداف غير واضحة.
ومن جهتها، أرجعت مراسلة الجزيرة سلام خضر إصرار إسرائيل على الإبقاء على جنودها في محور موراغ لكون هذا الأمر سيضمن لها بقاء ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تقوم بتوزيع المساعدات في 3 نقاط غرب رفح.
وإذا أصرت إسرائيل على الوُجود في محور فيلادلفيا، فهذا يعني -تواصل سلام- أن معبر رفح لن يتم فتحه، وسيبقى توزيع المساعدات على الغزيين عبر محور كرم أبو سالم.
إعلانوتصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من جهتها على أن تتولى الأمم المتحدة إدخال المساعدات للفلسطينيين وعلى فتح معبر رفح، وكانت قد أكدت تمسكها بدور الأمم المتحدة في توزيع المساعدات، مشيرة إلى أنها تعتبر محاولة تجاوز هذا الدور وتهميشه سلوكا خطيرا.
ومنذ بدء عملها بقطاع غزة في نهاية مايو/أيار 2025، شهدت مراكز توزيع المساعدات الأميركية والإسرائيلية بشكل شبه يومي عمليات قتل واستهداف للمجوّعين الغزيين، استخدمت فيها القوات الإسرائيلية القذائف المدفعية وصواريخ الاستطلاع، وفي بعض الأحيان المسيّرات لإطلاق الرصاص المتفجر.
استجابة لليمين
وحسب الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي، الدكتور محمود يزبك، فإن الشرط الذي يصر عليه نتنياهو والمتعلق بمحور موراغ يؤكد استجابته المطلقة لليمين المتطرف، مشيرا إلى أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش هو من وضع هذا الشرط، الذي يهدف إلى نقل -خلال 60 يوما من الهدنة إن حصلت- حوالي 600 ألف فلسطيني إلى المنطقة ما بين محور فيلادلفيا ومحور موراغ لتحضير معسكر الاعتقال الكبير في غزة تمهيدا لتهجير الفلسطينيين من غزة.
وما يفهم من تمسك نتنياهو بشرط موراغ في الوقت الذي يؤكد فيه أنه يرغب بصفقة، أنه يريد صفقة مجانية تعيد له الأسرى وبعدها يستكمل مخططاته، وفي صلبها تحويل رفح إلى معسكر اعتقال كبير وضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، كما يوضح الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الطناني في تحليل على قناة الجزيرة.
وعندما أعلن نتنياهو عن تدشين محور موراغ، قال إنه محور فيلادلفيا 2، وبالتالي فهو يريد أن يكون هذا المحور هو الخط الحدودي الجديد لغزة، أي إلغاء مدينة رفح بأكملها من الجغرافيا الفلسطينية، ولكن المقاومة الفلسطينية -كما يتابع الطناني- لا يمكنها القبول بالواقع الذي يريد الاحتلال تكريسه.
وقالت حماس على لسان القيادي عزت الرشق إن غزة لن تستسلم، وإن المقاومة هي التي ستفرض الشروط كما فرضت المعادلات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات محور موراغ فی محور
إقرأ أيضاً:
برّي يرفض كلام برّاك.. السفير الاميركي: المفاوضات المباشرة هي مدخلٌ للحلّ
تتجه الأنظار إلى ثلاثة استحقاقات اساسية مرتقبة، الأول في 18 الجاري، وهو الاجتماع التحضيري لعقد مؤتمر دعم الجيش مطلع العام المقبل، بحضور فرنسي أميركي سعودي وقائد الجيش رودولف هيكل. اما الاستحقاق الثاني فهو في 19 الجاري، حيث تستعيد "الميكانيزم" دورها كمنصة سياسية أساسية، مع المشاركة الثانية للسفير سيمون كرم ممثلًا لبنان في اجتماعاتها.الاستحقاق الثالث في 29 الجاري، إذ تتجه الأنظار إلى البيت الأبيض حيث سيُعقد لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط معطيات تشير إلى أن الملف اللبناني سيكون على الطاولة.
داخليا، أثارت زيارة ثانية في يومين للسفير الأميركي ميشال عيسى إلى عين التينة التكهنات والتفسيرات، عما إذا كان عيسى يتولى مهمة نقل رسائل وأفكار واقتراحات في إطار وساطة "موازية" للتفاوض بين لبنان وإسرائيل كما أشار إلى ذلك الموفد الأميركي السابق توم برّاك. ولكن مصادر عين التينة قالت إن الزيارة عادية كون السفير حضر أول من أمس إلى عين التينة برفقة وفد مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان.
وكتبت" الديار": يحاول رئيس مجلس النواب نبيه بري ملء الفراغ السيادي بمواقف «رسائل» الى الداخل والخارج في ظل مخاطر جدية تهدد الكيان اللبناني، ولان المسالة ليست «مزحة»، برايه، خرج عن صمته بالامس ليس فقط للرد على تجاوزات المبعوث الاميركي توم براك المصر على ضم لبنان الى سوريا، بل لمحاولة ايجاد مناخ وطني عام يمكن البناء عليه لمواجهة الطروحات الخارجية المسمومة، وفي هذا السياق، يعمل الرئيس بري على استغلال «الكيمياء» الواضحة مع السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى الذي زاره مرتين خلال ال24 ساعة الماضية، لمحاولة ايجاد قناة تواصل مباشرة مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، باعتباره صديقا شخصيا، للسفير الذي ابدى رغبته صراحة بالانفتاح على «عين التينة» باعتبارها حاجة ضرورية في هذه الظروف الحساسة، تعوض غياب قنوات التواصل مع حزب الله!
وفي هذا السياق، تشير مصادر مطلعة على اجواء «عين التينة» الى ان الرئيس بري يعتقد ان المنطقة ولبنان في سباق مع الوقت قبل الاجتماع بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو في نهاية الجاري، وهو اكتشف بعد العديد من اللقاءات مع المبعوثين الاقليميين والدوليين كافة، ان لا قدرة لاحد على التاثير في «اسرائيل»، باستثناء الرئيس ترامب، ولهذا يعمل جاهدا على ايصال الموقف اللبناني الواضح والشفاف الى البيت الابيض بعيدا عن «عصبة الاشرار» من لبنانيين، واميركيين خصوصا في الكونغرس، وهو يتوسم خيرا من العلاقة الشخصية بين السفير الاميركي والرئيس ترامب، وثمة جهد يبذل في هذا الاطار، لنقل رسالة مباشرة الى الرئيس الاميركي لشرح الوضع من وجهة النظر اللبنانية، ومحاولة ايجاد ثغرة يمكن النفاذ منها لتغيير الواقع المتفجر، والانتقال الى مرحلة الاستقرار. وقد اقترح بري حصول هذا التواصل، ولم يمانع عيسى ذلك.
وكتبت " نداء الوطن": يحاول السفير عيسى إقناع الرئيس بري بضرورة تأمين مصالح الطائفة الشيعية في لبنان بعد مرحلة "حزب الله". وقد علم من مصادر أميركية مواكبة للقاء، أن برّي لا يمانع في التوصل إلى اتفاق سلام، لكنه غير مطمئن للوعود الأميركية، وقد اشترط على عيسى اعلانًا اسرائيليًا لوقف العدوان على لبنان كمدخل وحيد لتوسيع الوفد المفاوض، وإشراك شيعيّ وسنيّ ودرزيّ إلى جانب السفير سيمون كرم لإضفاء إجماع وطني على خطوات السلام مع إسرائيل.
وفي السياق قال مصدر سياسي لـ "نداء الوطن" إن "لبنان بدا وكأنه يشتري الوقت في ملف حصرية السلاح، لكن هذا الهامش لم يعد مفتوحًا كما كان، خصوصًا بعد انتقال الوفد اللبناني في اجتماعات "الميكانيزم" إلى وفد برئاسة دبلوماسي هو السفير سيمون كرم، وهذا التحوّل، رغم ما يعكسه من محاولة لإظهار مرونة سياسية وتقنية، يجعل خفض التصعيد محكومًا بسقف محدّد، لأن استمرار الأداء اللبناني بالصيغ نفسها من دون تغيير جوهري سيُبقي احتمالات الانزلاق إلى سيناريوات خطيرة قائمة، وربما أقرب مما يعتقد كثيرون".
واكد المصدر أن "الطرح الإسرائيلي بإقامة منطقة عازلة شمال الحدود مرفوض رسميًا وشعبيًا ووطنيًا، ولبنان لا يمكن أن يقبل بأي صيغة تمسّ بسيادته أو تعيد إنتاج واقع احتلالي جديد بوسائل مختلفة، لا سيما أن الظروف الداخلية مهما بلغت صعوبتها لا تجعل البلاد في وارد منح إسرائيل مكاسب سياسية أو أمنية، والتعاطي الدولي مع هذه المسألة يضع لبنان أمام اختبار إضافي حول قدرته على تثبيت موقف متماسك رغم الضغوط".
واشار المصدر إلى أن "المشكلة الأعمق تكمن في غياب استراتيجية تفاوض واضحة، فلبنان يدخل الاجتماعات الأساسية بلا إطار موحّد أو خطة مكتملة لمحاكاة الوضع القائم أو استشراف مآلاته، ما يحمّل السفير كرم عبئًا كبيرًا في ابتكار أفكار تخدم المصلحة اللبنانية وتمنع الفراغ التفاوضي من التحول إلى نقطة ضعف بنيوية، والخلل نفسه ينسحب على مقاربة الملفات الجوهرية الأخرى، إذ لا تملك الدولة رؤية جامعة لمسار التعامل مع القضايا السيادية والأمنية، الأمر الذي يجعل كل خطوة تتم في سياق ردّ الفعل لا المبادرة، وتصحيح هذا المسار بات حاجة ملحّة لأن أي تأخير إضافي سيضع لبنان على تماس مباشر مع خيارات صعبة قد لا يكون قادرًا على تحمّل تبعاتها".
وكشف السفير الأميركي في الأمم المتحدة مايك والتز، أن بلاده «تعمل على تقليص حجم قوة الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان «اليونيفل» حتى لا يستخدمها حزب الله غطاء لعملياته».
ونقلت" الاخبار" عن مصادر مطلعة أن كلام والتز يمهّد لشيء ما تجاه هذه القوات لجعل «الميكانيزم» هي الإطار الوحيد لمتابعة وضع الجنوب، مشيراً إلى أن «الفرنسيين متخوّفون من هذا الأمر، وكان هذا الملف جزءاً من نقاشات لودريان في بيروت».
مواقف بري
وجدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري امس التشديد على ما وصفه بـ«مسلّمات التفاوض» عبر لجنة «الميكانيزم». وحول اتفاق وقف إطلاق النار والمفاوضات سأل بري: «أليست لجنة الميكانيزم إطاراً تفاوضياً؟ هناك مُسلَّمات نُفاوض عليها عبر هذه اللجنة هي: الانسحاب الإسرائيلي، انتشار الجيش اللبناني، وحصر السلاح في منطقة جنوب الليطاني بيدِ الجيش اللبناني، وهذه اللجنة هي برعاية أميركية فرنسية وأممية»، مضيفاً: «قلت، أكثر من مرة، إنه لا مانع من الاستعانة بأي شخص مدني، أو تقني إذا لزم الأمر ذلك، بشرط تنفيذ الاتفاق».
وقال بري، إن لبنان «نفّذ منذ تشرين الثاني 2024، كل ما هو مطلوب منه، والجيش اللبناني انتشر بأكثر من 9300 ضابط وجندي بمؤازرة قوات اليونيفل، التي أكّدت، في آخِر تقاريرها، ما نقوله، لجهة التزام لبنان بكل ما هو مطلوب منه، في حين أن إسرائيل خرقت هذا الاتفاق بنحو 11000 خرق».
وردّ بري على كلام المُوفد الأميركي توم برّاك لجهة «ضمّ لبنان إلى سوريا»، قائلاً: «لا أحد يهدّد اللبنانيين، لا يُعقل أن يجري التخاطب مع اللبنانيين بهذه اللغة على الإطلاق، خاصة من الدبلوماسيين، ولا سيما من شخصية كشخصية السفير توم برّاك، وما قاله عن ضمّ لبنان إلى سوريا غلطة كبيرة غير مقبولة على الإطلاق».
ونُقل عن عيسى قوله أمام عدد كبير من السياسيين والإعلاميين الذين التقاهم على مدى الأيام الماضية، إنه يهتم بتعزيز المناخ السياسي الذي بدأ مع تعيين السفير السابق سيمون كرم في لجنة المفاوضات.
وأضاف أن واشنطن «تعمل على فتح هذه القنوات وتعزيزها، وأن المفاوضات هي مباشرة بمعزل عن الشكل الذي تُعرض فيه الأمور، وأنْ لا مجال للتوصّل إلى حل من دون هذه المفاوضات». وكرّر السفير الأميركي لأكثر من مرة، بـ«أن بلاده لا تريد توسيع الحرب، ولكنها تتفهّم هواجس إسرائيل، وتعلم أنها لا تربط عملها العسكري بالمفاوضات، بل بتحقيق هدف نزع سلاح حزب الله».
مواضيع ذات صلة "حزب الله" يرفض المفاوضات غير المباشرة أيضاً Lebanon 24 "حزب الله" يرفض المفاوضات غير المباشرة أيضاً