اليابان تطور أول رحم اصطناعي كامل.. نحو مستقبل بلا حمل ولا ولادة تقليدية
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
وكشفت جامعة جونتندو في العاصمة اليابانية طوكيو عن أول رحم اصطناعي تمت تجربته من خلال جنين ماعز، ما يمثل قفزة نوعية في تقنيات رعاية الأجنة التي تمكن الحياة من النمو والازدهار في بيئة محاكية للرحم الطبيعي، وفي تطور لمسيرة التقدم الطبي التي بدأت بأطفال الأنابيب، ووصلت إلى أحدث تقنيات الحضانة.
ويمثل الإنجاز الياباني -الذي سلطت عليه الضوء حلقة (2025/7/9) من برنامج "حياة ذكية"- ذروة عقود من البحث الدقيق منذ التسعينيات تحت رؤية بروفيسور ياباني.
ويتكون النظام من حجرة بيولوجية شفافة مملوءة بسائل اصطناعي محكم الإغلاق، وتتصل الحجرة بشبكة معقدة من الأنابيب وأجهزة الاستشعار التي تراقب تطور الجنين ووظائفه الحيوية، فيما تعمل المشيمة الاصطناعية من خلال نظام دوران خارجي يوصل الأوكسجين والمواد المغذية مباشرة إلى مجرى دم الجنين عبر حبل سري اصطناعي.
ويزيل الحبل السري الاصطناعي في الوقت نفسه الفضلات وثاني أوكسيد الكربون.
وما يميّز هذا الإنجاز عن المحاولات السابقة هو قدرته على دعم تطور الجنين من مراحل مبكرة جدا. وبخلاف التجارب السابقة مثل الرحم الاصطناعي المرن الذي طوره مستشفى فيلادلفيا للأطفال عام 2017، أثبت النظام الياباني قدرته على رعاية الأجنة منذ الأسبوع الثالث.
ويستطيع الاختراع الجديد إسعاف آلاف الأجنة كل عام ومساعدة آلاف النساء اللواتي يواجهن مخاطر خلال الحمل، أو لا يستطعن الإنجاب بسبب مرض ما، لكنه في الوقت نفسه يحمل معه أسئلة أخلاقية كبيرة مثل: من يتحمل مسؤولية الأجنة في هذه الحالة؟ وما تأثير ذلك على فهمنا الأساسي لمحددات الأمومة والأبوة؟
مع العلم أن الحاجة التي دفعت اليابان إلى هذا الاختراع هي أزمتها الديمغرافية، حيث تراجع معدلات المواليد وزيادة أعداد الكهول والشيوخ بسبب تأخر سن الزواج وتزايد أعداد العازفين عنه اختيارا، وتحول أولويات الشباب نحو المادة والحرية الشخصية، وتغلب القيم الغربية الحديثة بينهم.
إعلانوعلى ضوء الاختراع الياباني تطرح أسئلة من قبل: هل نحن على أعتاب عصر تتحرر فيه النساء من آلام الحمل وتفقد فيه أسمى معاني الأمومة؟
9/7/2025-|آخر تحديث: 21:24 (توقيت مكة)المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الجارديان: الحر الشديد هو مستقبل أوروبا بلا مفر
بينما تجاوزت درجات الحرارة في باريس الأسبوع الماضي حاجز الـ38 درجة مئوية، وجدت صحيفة الجارديان البريطانية نفسها تتخيل القفز في مياه "قناة سان مارتان" كما يفعل السكان في نهر الليمات الصافي في زيورخ.
الحرارة الشديدة لم تعد استثناءً، بل أصبحت ملامح مستقبل المدن الأوروبية، التي تتحول خلال موجات الحر إلى "نقاط الصفر" في مواجهة آثار أزمة المناخ.
في باريس، التي تعاني من نقص حاد في المساحات الخضراء وتحتل المرتبة الأخيرة في مؤشر "المنظر الأخضر" لمعهد إم آي تي، بات السؤال الملح: كيف يمكن جعل الحياة في المدينة أكثر احتمالاً في ظل شوارع متعرقة وإسفلت يغلي تحت الأقدام؟.
حلول صغيرة في مواجهة أزمة كبيرةفي مواجهة هذه التحديات، لا تملك المدن سوى "التكيف". فالمبادرات المحلية، وإن بدت رمزية، أصبحت أدوات حيوية لمواجهة الواقع المناخي القاسي. من بين هذه المبادرات في باريس: جدران خضراء بجانب محطات المترو، تحويل مواقف سيارات إلى أحواض من الزهور والأعشاب، ومشاريع الغابات الحضرية كالغابة المزروعة أمام بلدية باريس.
ويوم الأحد الماضي، دشنت رئيسة بلدية باريس، آن هيدالجو، مشروعها الطموح لجعل نهر السين صالحاً للسباحة لأول مرة منذ قرن. قد يبدو الأمر للبعض مجرد "عرض دعائي"، لكن الباريسيين المتحمسين للنزول إلى النهر يرونه علامة على تحول ثقافي ومناخي.
في أحد تقاطعات باريس، تحول المشهد: الإسفلت الأسود الذي يمتص الحرارة استبدل بحجارة فاتحة اللون تعكس أشعة الشمس، ونصف المساحة السابقة رصع بالنباتات. “التحول البصري لا يمكن إنكاره” وما كان جزيرة حرارية خانقة، سيغدو خلال سنوات واحة أكثر برودة.
رغم الانتقادات الموجهة لهيدالجو، فإن تحولات مثل تحويل ضفاف السين لمناطق مشاة وانتشار مسارات الدراجات تعكس شجاعة سياسية نادرة. فوفقاً للناشط لوك بيرمان من شبكة "الدراجات والمشي"، ارتفعت نسبة الرحلات بالدراجات في باريس من 2% إلى 12% خلال عشر سنوات، بينما تراجعت السيارات من 12% إلى 4%. ويعلق بيرمان قائلاً: "لا توجد مدينة بهذا الحجم تحركت بهذه السرعة.. إنها مثال على ما يمكن للسياسة المحلية أن تحققه".
ورغم هذه التغيرات، تبقى الحرارة قاسية. فحتى الغرف المظللة لم تنج من ليالٍ لاهبة بلا نوم. في المقابل، تحاول أحزاب اليمين المتطرف كـ"التجمع الوطني" بقيادة مارين لوبان استثمار المطالب بتكييف الهواء كقضية انتخابية، دون تقديم حلول جذرية لأزمة المناخ.
وفي حين أن تكييف دور رعاية المسنين والمدارس ومترو الأنفاق أمر ضروري، فإن الحقيقة المرة أن عمارات باريس القديمة من القرن التاسع عشر ليست مؤهلة لتعميم أنظمة التكييف.
المستقبل القريب يبدو أكثر سخونة. وربما يكون كلام عالم البيئة الكندي ديفيد سوزوكي بأن "الأوان قد فات" قاسياً، لكنه يعكس الشعور المتزايد بالعجز. نعم، لا يزال بإمكاننا الحد من تفاقم الأزمة، لكن الضرر الذي لحق بالحاضر والمستقبل أصبح ملموساً.