دشنت الحكومة اليمنية، السبت، حملة وطنية طارئة للتحصين ضد مرض شلل الأطفال في جميع المحافظات المحررة، وذلك في استجابة عاجلة لتزايد حالات الإصابة بالفيروس وتأكيد استمراره في البيئة اليمنية، خصوصًا في ظل هشاشة النظام الصحي واستمرار عرقلة الميليشيات الحوثية لجهود التطعيم في مناطق سيطرتها.

الحملة التي تنفذها وزارة الصحة العامة والسكان على مدى ثلاثة أيام، بدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال (GPEI)، تستهدف أكثر من 1.

345 مليون طفل دون سن الخامسة في 120 مديرية موزعة على 12 محافظة، باستخدام اللقاح الفموي الجديد (nOPV2) المعتمد لمكافحة التفشي المستمر للفيروس المتحوّر.

ودشن الحملة رئيس مجلس الوزراء، سالم صالح بن بريك، في العاصمة عدن، بمشاركة وزير الصحة الدكتور قاسم بحيبح، عبر إعطاء جرعات رمزية من اللقاح لعدد من الأطفال إيذانًا ببدء الحملة ميدانيًا، مؤكدًا التزام الحكومة الراسخ بحماية صحة الأطفال وتحقيق يمن خالٍ من شلل الأطفال.

وقال رئيس الوزراء: "تحصين الأطفال ليس مجرد إجراء صحي، بل هو واجب وطني وإنساني... وعودة الفيروس بعد سنوات من إعلان اليمن خاليًا منه هو نتيجة مباشرة لممارسات ميليشيا الحوثي الإرهابية التي منعت اللقاحات في مناطق سيطرتها". كما دعا إلى تكاتف الجهود الرسمية والمجتمعية لإنجاح الحملة، وحث الآباء والأمهات على الاستجابة لفرق التطعيم، مشددًا على دور الإعلام في التوعية بأهمية التحصين.

من جهتها، قالت القائمة بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، الدكتورة فريما كوليبالي زيربو، إن اليمن لا يزال معرضًا بشدة لتفشي شلل الأطفال بسبب تداعيات الحرب الطويلة، وضعف التغطية الروتينية، مؤكدة أن الحملات الطارئة باتت ضرورية لوقف انتشار الفيروس سريع العدوى.

ووفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، سُجلت 282 حالة إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال المتحوّر منذ عام 2021 في 19 محافظة، مع تصاعد مقلق للعدوى في بعض المديريات عالية الخطورة، ما يجعل من هذه الحملة خطوة حاسمة لاحتواء التفشي.

وتشارك في تنفيذ الحملة 6924 فرقة ميدانية تضم أكثر من 13 ألف كادر صحي، تتنوع بين فرق متنقلة تعمل من منزل إلى منزل، وأخرى ثابتة في المرافق الصحية، بإشراف ميداني من أكثر من ألفي مشرف على المستوى الوطني والمحلي.

من جانبه أشاد ممثل اليونيسف في اليمن، بيتر هوكينز، بالجهود الحكومية والدولية المنسقة، قائلاً: "لا تزال هناك فرصة لوقف الفيروس قبل أن يخرج عن السيطرة. عبر التطعيم يمكننا حماية كل طفل يمني من الآثار المدمرة لهذا المرض".

وأكدت منظمة الصحة العالمية واليونيسف التزامهما المستمر بدعم اليمن، وتعزيز خدمات التحصين الروتيني، وضمان عدم ترك أي طفل دون حماية، مشددتين على أهمية استمرار التمويل والتنسيق بين جميع الشركاء المحليين والدوليين، بما فيهم مركز الملك سلمان للإغاثة، لضمان تغطية شاملة ومستدامة.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة شلل الأطفال

إقرأ أيضاً:

توقيع مذكرة تعاون بين مدينة عبري الصحية والصحة العالمية

احتفلت اللجنة الصحية بولاية عبري صباح اليوم بتوقيع مذكرة تعاون بين مدينة عبري الصحية ومنظمة الصحة العالمية برعاية سعادة الشيخ الدكتور سعيد بن حميد الحارثي والي عبري.

وقال الدكتور جان يعقوب جبور ممثل منظمة الصحة العالمية بسلطنة عمان يأتي احتفال توقيع مذكرة التعاون إيذانًا بانضمامها إلى شبكة المدن الصحية التابعة لدى منظمة الصحة العالمية، وبما يتماشى مع ما تشهده سلطنة عمان من اهتمام متزايد بتطوير القطاع الصحي والتوسع في اللامركزية وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني بما يدعم التنمية على مستوى المحافظات ويرسخ مبدأ الصحة في جميع السياسات، وهو المبدأ الذي تنادي به منظمة الصحة العالمية.

من جانبه قال سعادة الشيخ الدكتور سعيد بن حميد الحارثي والي عبري: إن التوجه لإعلان مدينة عبري الصحية هو توجه لحياة أكثر وعي وصحة ورفاهية واستدامة لجميع أهلها والقاطنين فيها على حد سواء، وتنطلق من ثوابت "رؤية عمان 2040" التي جعلت من الإنسان والمجتمع ركيزة أساسية في محاورها.

وأوضح الدكتور أحمد بن سعيد الكلباني مدير عام المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة الظاهرة: لقد تبنت وزارة الصحة البرامج المعززة للصحة ومن ضمنها برنامج المدن الصحية والذي يعد من أهم مبادرات منظمة الصحة العالمية ويهدف إلى بناء مدن فيها الصحة مسؤولية مشتركة بين المجتمع ومؤسسات الدولة، ومن هذا المنطلق تأتي ولاية عبري لتكون جزءا من المنظومة العالمية مؤكدة جاهزيتها واستعدادها لتنفيذ برنامج المدن الصحية وذلك بما يحمله من معايير ومؤشرات تتطلب التخطيط الدقيق والتنسيق الواسع والعمل المجتمعي الفعال.

وقدم صالح بن سيف الصوافي مشرف الخدمات الصحية بولاية عبري عرضًا مرئيًّا عن مفهوم المدن الصحية أشار من خلاله قائلاً: إن المدينة الصحية تعتبر مدينة محددة جغرافيًّا وتتبع معايير الصحة العالمية وتهدف إلى تحسين جودة الحياة من خلال بيئة صحية، تعتمد على سياسات الصحة والوقاية والحد من التلوث وتعزيز النشاط البدني، مع الاهتمام بتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض.

مقالات مشابهة

  • ناصر الدين: استعدنا حقنا بالتصويت في منظمة الصحة العالمية
  • الصحة العالمية: وفاة 1092 مريضا بغزة نتيجة تأخر الإجلاء الطبي
  • الصحة العالمية: وفاة 1092 مريضا بغزة جراء تأخر الإجلاء الطبي
  • منظمة الصحة العالمية: لا علاقة بين اللقاحات واضطرابات التوحد
  • تضم 1.6 مليون سجل علمي.. "الصحة العالمية" تطلق مكتبة رقمية عن الطب التقليدي
  • الصحة العالمية تحذر.. الأعراض طويلة الأمد لفيروس كورونا لا تزال مشكلة خطيرة
  • وزارة الصحة تطلق الدفعة الأولى من سفراء سلامة المرضى بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية
  • تحذير خطير | الصحة العالمية: ارتفاع ملحوظ في نشاط الإنفلونزا الموسمية
  • توقيع مذكرة تعاون بين مدينة عبري الصحية والصحة العالمية
  • منظمة اليونيسيف تبدأ بإعادة الأطفال الفلسطينيين في غزة إلى مدارسهم