لماذا لم ننجح في الترويج لخريف ظفار؟
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
د. محمد بن عوض المشيخي - أكاديمي وباحث مختص في الاتصال الجماهيري
صناعة السياحة وخاصة العائلية منها، تحتاج لجهود جبارة وتضافر جهود مختلف أجهزة الدولة في أي بلد في العالم يطمح أن يضع لنفسه مكانا بارزا على خريطة السياحة العالمية، خاصة في فصل الصيف الذي تتزاحم فيه الوجهات السياحية، وتكثر فيه الخيارات المختلفة، تجعل من المسافرين في حيرة من أمرهم، فقد يدخل المخطط لقضاء العطلات السياحة في عصف ذهني تدخل فيه العديد من العناصر المهمة في تحديد المحطة المفضلة؛ ولعل في مقدمة ذلك حسن التعامل مع الضيوف، والأسعار التنافسية في السكن والنقل، وكذلك المعيشة؛ كأسعار المواد الغذائية وتوفرها، والأهم من ذلك كله الأمن والأمان الذي يعتبر أساس صناعة السياحة المستدامة.
وتكمن أهمية صناعة المنتج السياحي وترويجه بطريقة ناجحة وصحيحة، ليس فقط في بعده الاقتصادي الذي يُعد من أهم مكونات الناتج المحلي في الاقتصاد الوطني وعموده الفقري، كما هو الحال، في دول مثل إسبانيا وبريطانيا وتايلاند وماليزيا والإمارات والسعودية، بل في البعد الثقافي الذي يجعل أي بلد سياحي يسهم بطريقة مباشرة في نشر تراثه وترسيخ هويته الوطنية للزائرين الذين يتعرفون على المعالم السياحية، كالطبيعة والمناخ والتراث المادي والمعنوي والجانب الاجتماعي للمجتمع، كالأخلاق والعادات والتقاليد والتاريخ التي تعبر عن الشعب في ذلك البلد.
ومن التحديات التي تواجه نجاح الترويج السياحي، عدم إدراك القائمين على السياحة المدة الزمنية التي يفترض أن تبدأ الحملات الإعلانية وإقامة الفعاليات التسويقية والتي يفترض أن تكون مبكرة وقبل ستة أشهر في أقل تقدير من بداية الحدث السياحي أو موسم خريف ظفار الذي يبدأ فلكيا في 21 يونيو من كل عام، ذلك لكون معظم الأسر تحدد موعد الإجازات قبل عدة أشهر، بل في بعض الأحيان قبل سنة كاملة، لكي يتم وضع ميزانية السفر وحجز التذاكر وتقديم الإجازات من العمل. صحيح هناك جهود جديرة بالتقدير والثناء من وزارة التراث والسياحة في السلطنة من خلال إقامة العديد من المعارض الناجحة في المدن الخليجية الكبرى كالرياض وجدة في المملكة العربية السعودية يومي 27 و28 من شهر مايو 2025 تباعا، إذ تخلّلت تلك المعارضَ مشاركةُ روّاد التواصل الاجتماعي الذين سبق لهم زيارة خريف ظفار، وذلك من خلال عرض تجاربهم وتقديم صور ومناظر جاذبة للطبيعة في محافظ ظفار، خاصة تدفق مياه الشلالات من أعالي المرتفعات والغطاء النباتي في أودية وجبال ظفار؛ حيث البساط الأخضر الذي يمتد لأكثر من 350 كيلومترا من صرفيت غربا إلى جبال سمحان في شرق ظفار طوال خمسة أشهر من يونيو إلى أكتوبر، كما كان هناك حضور لافت للشركات السياحية الكبرى في المملكة، وكذلك شركتا (ناس وأديل) اللتان تسيِّران رحلات مباشرات من السعودية، كالرياض وجدة والدمام إلى صلالة خلال الموسم. كما شاركت وزارة التراث والسياحة في أواخر شهر أبريل الماضي في معرض سوق السفر العربي في إمارة دبي للترويج للسلطنة بشكل عام بحضور معالي الوزير الذي استطاع أن يجذب المشاركين من خلال عقد المؤتمرات واللقاءات المباشرة وعلى وجه الخصوص كبار صناع السياحة من المسؤولين والرؤساء التنفيذيين عن قطاع السياحة في مختلف الدول الخليجية والعربية، إذا يعد هذا التجمع واحدا من أكبر الفعاليات السياحية في العالم.
وفي كل الأحوال نتطلع أن يكون الترويج في قادم الأيام مبكرا وليس فقط من خلال إقامة المعارض، بل يجب أن يشمل حجز مساحات إعلانية في القنوات الفضائية المحلية والخليجية، وكذلك الترويج من خلال المنصات الرقمية والصحافة الورقية ذات الانتشار الواسع في دول المجلس بشكل غير مسبوق ويختلف عن الوضع الحالي.
يبدو لي بأننا بحاجة لمضاعفة الجهود التسويقية للخريف، لكي نحرك المياه الراكدة واختراق الواقع الحالي في إقناع المرتادين للخريف بعدم حصر المدة الزمنية للقدوم إلى المحافظة في ثلاثة أسابيع فقط من شهر أغسطس، كون أن هذا الشهر يشهد اختناقات مرورية، وانقطاعا للمياه في مدينة صلالة في بعض الأحيان، نتيجة مضاعفة السكان والزوار، إذ الكل يشد الرِّحال في أيام معينة، ويتناسى الكل بداية الموسم وجماله الخلاب في شهري يونيو ويوليو، بل الأجمل من ذلك كله على الإطلاق، شهر سبتمبر، حيث ينزاح الضباب، وتتوقف الأمطار، وتظهر روعة الطبيعة وجمالها الأخاذ.
وفي الختام، في الأسبوع الماضي وبالتحديد يوم الاثنين الموافق 7 يوليو، كنت مسافرا من صلالة إلى مسقط في الرحلة الصباحية الساحة 11، وعند دخولنا إلى الطائرة أتفاجأ بأن المطار خالٍ من الطائرات باستثناء طائرتنا، رغم الرذاذ المتساقط في كل مكان، وكذلك الأجواء المعتدلة والرائعة في مثل هذه الأوقات من السنة، وكان الأمر بالنسبة لي غريبا، ويطرح تساؤلا كبيرا لماذا هذا الهدوء، وتذكرت بأن هذا المطار أنفقت عليه الدولة أكثر من 350 مليون ريال عماني، صحيح قبل إقلاعنا بدقائق هبطت طائرة وحيدة على المدرج.
من هنا تأتي الضرورة لإشهار مطار صلالة كمحطة دولية بشكل رسمي لتشجيع حركة السياحة الخارجية، على أن يتم استكمال مرافق المطار الأساسية؛ كورشة أو مركز لصيانة الطائرات، وكذلك مبنى ثانٍ لتوفير خدمات التموين لجميع الخطوط الدولية العابرة، وتزويد هذه المرافق بالمهندسين والفنيين، كما يجب على الناقل الوطني "الطيران العماني" استحداث رحلات مباشرة بين مطار صلالة وجميع العواصم الخليجية في موسم الخريف.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: السیاحة فی من خلال
إقرأ أيضاً:
سامية سامي تشارك في افتتاح المعرض الدولي لتجهيزات الفنادق والمنشآت السياحية
نيابة عن شريف فتحي وزير السياحة والآثار، شاركت، سامية سامي مساعد وزير السياحة والآثار لشئون شركات السياحة، في افتتاح المعرض الدولي لتجهيزات الفنادق والمنشآت السياحية HACE Hotels Expo 2025 فى دورته الخامسة والأربعين.
يُقام هذا المعرض تحت رعاية وزارة السياحة والآثار ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، خلال الفترة من 7 إلى 9 أكتوبر الجاري، بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس،عبر إحدى الشركات المتخصصة في تنظيم المعارض المتخصصة فى مصر والشرق الأوسط.
وخلال الافتتاح، حرصت سامية سامي على نقل تحيات وزير السياحة والآثار للقائمين على تنظيم هذا المعرض والشركات المشاركة به، وتمنيات سيادته لهم بالنجاح والتوفيق وأن يشهد المعرض تطوراً عاماً بعد عام، مؤكدة على حرص وزارة السياحة والآثار على دعم ورعاية مثل هذه الأحداث والفعاليات المختلفة التي تسلط الضوء على صناعة الضيافة في مصر.
وأشادت بما تقدمه الشركات المشاركة بالمعرض هذا العام من صناعات متميزة وخاصة المحلية منها والتي تعكس فخر الصناعة المصرية في مجال الضيافة والفندقة.
وقد قامت سامية سامي، خلال الافتتاح، بجولة داخل المعرض، تفقدت خلالها الأجنحة المختلفة للشركات العارضة بالمعرض، واستمعت إلى ما يقدمونه من منتجات أو خدمات متميزة تتعلق بتجهيزات المنشآت الفندقية والسياحية.
كما قامت بزيارة الجناح الخاص بالهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، حيث تُشارك الهيئة بجناح مُزود بمجموعة متنوعة من المواد الدعائية المختلفة للمقاصد السياحية المصرية، وشاشة لعرض الأفلام الترويجية التي أطلقتها الوزارة للترويج للمقصد السياحي المصري وتسلط الضوء على ما تتميز به مصر من ثراء في وجهاتها ومنتجاتها وأنماطها السياحية المختلفة، بالإضافة إلى الهدايا التذكارية لتقديمها للسادة ضيوف المعرض.
كما شارك في الحضور من الوزارة محمد حجاج مدير عام الإدارة العامة لتراخيص المنشآت الفندقية بالوزارة، والمهندسة دعاء فؤاد مدير عام الإدارة العامة للاحتياجات والإعفاءات الجمركية بالوزارة، و علي حسن مدير عام الإدارة العامة للتفتيش علي المحلات السياحية بالوزارة، و
إبراهيم عصمت مدير عام الادارة العامة لتراخيص المحلات السياحية بالوزارة.
ويستضيف المعرض عدد من الشخضيات الهامة العاملة فى المجال السياحى والفندقى من عدة دول، ويُقام ضمن فاعليات المعرض عدد من المسابقات الدولية بالتعاون مع جمعية الطهاه المصريين ومنها مسابقات فنون الطهى الحي، بالإضافة إلى عروض طهي مباشر أمام الجمهور.