إيجا شفيونتيك تكتب التاريخ في ويمبلدون .. أول لقب على العشب بانتصار ساحق
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
دخلت البولندية إيجا شفيونتيك سجلات التاريخ من أوسع أبوابه، بعد أن تُوجت اليوم السبت بلقب بطولة ويمبلدون للتنس لأول مرة في مسيرتها، عقب فوزها الكاسح على الأمريكية أماندا أنيسيموفا بنتيجة 6-0 و6-0، في نهائي استغرق 57 دقيقة فقط.
وهيمن الأداء البولندي على مجريات اللقاء منذ اللحظة الأولى، حيث لم تمنح شفيونتيك أي فرصة لمنافستها، لتُصبح أول لاعبة تفوز بنهائي بطولة كبرى دون خسارة شوط منذ أن فعلتها الأسطورة الألمانية شتيفي جراف في رولان جاروس عام 1988 أمام ناتاليا زفيريفا.
ويعد هذا التتويج السادس في البطولات الكبرى بالنسبة لشفيونتيك، بعد فوزها بلقب رولان جاروس أعوام 2020، 2022، 2023 و2024، إضافة إلى بطولة أمريكا المفتوحة 2022، لتضيف ويمبلدون إلى خزائنها وتُكمل فوزها بكل أنواع الأرضيات (ترابية، صلبة، وعشبية).
وبتتويجها في ويمبلدون، تصبح شفيونتيك أول بولندية في التاريخ، رجالًا وسيدات، تُتوج بالبطولة في عصر الاحتراف، كما سترتقي إلى المركز الثالث عالميًا في التصنيف الجديد للاتحاد الدولي للتنس.
إنجاز تاريخيما يضاعف من قيمة الإنجاز أن هذه هي المرة الأولى منذ عام 1911 التي تنتهي فيها المباراة النهائية في ويمبلدون بهذه النتيجة، منذ فوز البريطانية دوروثيا دوجلاس تشامبرز على دورا بوثي بنتيجة مشابهة.
أما على صعيد مشوار البطولة، فقد خاضت شفيونتيك جميع مبارياتها دون أن تخسر أي مجموعة، وهو ما يعكس حالة السيطرة التامة التي فرضتها على منافساتها، في واحدة من أنجح المشاركات في تاريخ البطولات الكبرى للسيدات.
سيناريو كارثي لأنيسيموفافي المقابل، عانت أنيسيموفا، التي بلغت النهائي لأول مرة، من الارتباك منذ اللحظات الأولى، وسقطت تحت ضغط المواجهة، خاصة بعد فوزها في نصف النهائي على المصنفة الأولى عالميًا أرينا سابالينكا. وتعرضت لخسارة إرسالها ثلاث مرات في المجموعة الأولى، التي انتهت خلال 25 دقيقة، قبل أن تتكرر المأساة في المجموعة الثانية، وتخسر النهائي في أقل من ساعة.
ويمبلدون.. تنوع بطلات مستمروبتتويج شفيونتيك، تكون البطولة الإنجليزية قد عرفت بطلة جديدة للعام الثامن تواليًا، منذ آخر تتويج متتالٍ لأسطورة اللعبة سيرينا ويليامز عام 2016، وهو ما يعكس غياب الهيمنة المطلقة على لقب السيدات في ويمبلدون.
ويُذكر أن النسخ السبع السابقة حصدت ألقابها كل من: موجوروزا، كيربر، هاليب، بارتي، ريباكينا، فوندروشوفا، وكرايتشيكوفا، بينما تم إلغاء نسخة 2020 بسبب تفشي فيروس كورونا.
بهذا الانتصار، لا تكتفي شفيونتيك بتحقيق اللقب الأغلى في مسيرتها، بل ترسخ مكانتها كواحدة من أعظم لاعبات جيلها، وتواصل كتابة فصل جديد من المجد البولندي في عالم التنس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيجا شفيونتيك شفيونتيك بطولة ويمبلدون
إقرأ أيضاً:
اسماء عبدالعظيم تكتب: «حين سبقنا التطوير.. ونسينا الإنسان»
في السنوات الأخيرة تغيّر شكل التعليم عندنا، تبدّلت المناهج، وتقدّمت التكنولوجيا، وظهر ما يسمّى بالمنظومة الحديثة، لكن شيئًا واحدًا لم يتغير… الإنسان. فالطفل الذي لم يُهَيّأ، والمعلم الذي لم يُدرَّب، ووليّ الأمر الذي فوجئ بما لا يفهمه، جميعهم وجدوا أنفسهم داخل تجربة أكبر منهم، تجربة تبدو متطورة على الورق لكنها متعبة على الأرض.
أردنا أن ندخل التعليم عصر الحداثة قبل أن نُدخل الإنسان نفسه في التجربة. أردنا أن نلحق بالعالم بينما نسينا أن الخطوة الأولى تبدأ من الداخل، من النفس، من التربية، من الوعي الذي يسبق كل تطور. وهكذا أصبح المشهد مضطربًا، كمن يبني بيتًا بأدوات ذهبية على أرض غير ممهدة… فيبدو البيت جديدًا، لكنه لا يصمد.
لم تكن المشكلة في الكتب ولا في الامتحانات ولا في شكل الفصول. المشكلة كانت في الفلسفة. يوم قررنا أن نغيّر طريقة التعليم بينما تركنا التربية تتآكل بصمت. المعلم الذي كان قدوة أصبح منهكًا، يواجه نظامًا لا يعرف كيف يحتويه. والطالب الذي كان يدخل المدرسة ليبحث عن معنى أصبح يدخلها ليواجه قلقًا لا يعرف سببه. ووليّ الأمر الذي كان سندًا أصبح يسير في طريق لا يرى بدايته ولا نهايته.
سقطت التربية قبل أن يسقط الدرس، وتاه التعليم لأنه فقد بوصلته. فما قيمة العلم إذا غابت عنه الروح؟ وما فائدة التطوير إذا دخل الطفل المدرسة حاملًا خوفًا بدلًا من شغف؟ وما جدوى المنظومة الحديثة إذا كان الإنسان القديم لم يُعَدّ لها بعد؟
التعليم ليس سباقًا في تغيير المناهج، ولا استعراضًا للأجهزة، ولا ضوءًا يلمع فوق منصة. التعليم هو الإنسان، وهو القلب الذي يحتضن الفكرة قبل أن تصل إلى العقل، وهو السلوك الذي يتربى قبل أن تُفتح أول صفحة في الكتاب. التعليم رحلة أخلاقية قبل أن يكون رحلة معرفية، وهو بناء للضمير قبل بناء الدروس.
إن خسارتنا الكبرى اليوم ليست في مستوى التحصيل ولا شكل الامتحان، بل في أننا نُخرج جيلًا يعرف الكثير ولا يشعر بشيء. جيلًا يحفظ المعلومات لكنه لا يعرف كيف يضعها داخل ضمير حي، ولا كيف يرى الإنسان قبل المادة، ولا كيف يفهم أن العلم رسالة وليس عبئًا.
وبداية الإصلاح لن تأتي من تعديل المناهج، بل من إعادة الروح إلى الإنسان نفسه: معلم يشعر بقيمته قبل أن يُطلب منه العطاء، وطفل يجد من يفهمه قبل أن يحاسبه، ووليّ أمر يعرف الطريق بدلًا من أن يسير فيه معصوب العينين. نريد مدرسة تُعيد تشكيل النفس قبل شرح الدرس، وتزرع الأخلاق قبل أن تقدّم المعلومة، وتُعيد للتربية مكانتها التي كانت أصل كل شيء.
وعندها فقط… حين يعود الإنسان إلى قلب العملية التعليمية، سيصبح الطريق واضحًا، وسيعود التعليم كما يجب أن يكون: بناءً للعقل، وتزكيةً للروح، وتأهيلًا لجيل يعرف أين يقف… وإلى أين يسير.