ما أقوى 5 جيوش بحرية على مر الزمان؟
تاريخ النشر: 13th, July 2025 GMT
نشرت مجلة ناشونال إنترست مقالا حول أقوى 5 أساطيل بحرية على مر العصور، قياسا على معايير رئيسية بعينها. وكتب المقال الصحفي كايل ميزوكامي المختص بشؤون الدفاع في مجلة "بوبيولار ميانيكس"، وهي إصدارة أميركية تهتم بالمواضيع العلمية والتقنية.
واستند الكاتب في تصنيف أقوى 5 أساطيل بحرية في العالم عبر كل الأزمنة، على نقاط أساسية هي: القوة البحرية النسبية، والتأثير الاستراتيجي على الحجم، والتفوق التكنولوجي، والهيمنة العالمية من خلال القدرة على الردع، والتفوق القصير الأمد والحاسم.
تصنيف أقوى 5 أساطيل بحرية في العالم عبر كل الأزمنة تم حسب نقاط أساسية هي: القوة البحرية النسبية، والتأثير الإستراتيجي على الحجم، والتفوق التكنولوجي، والهيمنة العالمية من خلال القدرة على الردع، والتفوق القصير الأمد والحاسم.
وعند تصنيف أقوى الأساطيل في كل العصور، قال ميزوكامي إن الحجم وحده لا يعكس الصورة كاملة فهناك أسباب أخرى أدت إلى بروز تلك الأساطيل تتمثل في حجم الأسطول وأعداد سفنه، والتفوق التكنولوجي والابتكار ونطاقه الجغرافي وانتشاره العالمي، ومدى تأثيره الإستراتيجي والتاريخي، وفعاليته القتالية، وقدراته الاقتصادية واللوجيستية، والمدة التي فرض فيها هيمنته البحرية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جان بيير فيليو: لماذا لا تعرف إسرائيل كيف تنهي حربا؟list 2 of 2نظام اللجوء العالمي ينهار.. فما البديل الأفضل؟end of listفما أفضل الأساطيل عبر التاريخ وفق هذه المعايير؟
لم تكن أقوى الأساطيل البحرية على مر الزمان كبيرة فحسب، بل كانت حاسمة من الناحية الإستراتيجية. فقد استعرضت قوتها عبر المحيطات، وسيطرت على طرق التجارة البحرية الرئيسية، وشكلت مسار الصراعات العالمية.
وأعادت هذه الأساطيل تعريف معنى السيطرة على البحار، سواء من خلال الابتكار التكنولوجي أو التفوق التكتيكي أو الإنتاج الصناعي الهائل.
وجاء تصنيف ميزوكامي لأقوى الأساطيل البحرية تاريخيا على النحو التالي:
البحرية الإغريقية (480 ق.م)إبان الغزو الفارسي الثاني لليونان في عام 480 قبل الميلاد، الذي جاء ردا على هزيمة الفرس في الغزو الأول، جمع الإغريق أسطولا أصغر حجما ولكنه أسرع أسفر عن انتصار يوناني حاسم في معركة "سلاميس" أدى إلى تغيير مجرى التاريخ.
فقد نشر الإغريق أسطولهم الذي كانت سفنه متطورة وخفيفة بمعايير ذلك الزمان، في مضايق بحرية ضيقة، أفضى إلى تحقيق نصر حاسم ضد الأسطول الفارسي الأكبر عددا. وهو انتصار يعزوه الكاتب أيضا إلى هيمنة الأسطول اليوناني على بحر إيجه وشرق البحر الأبيض المتوسط، مما حافظ على الحضارة الغربية.
إعلان البحرية الصينية (1433 م)في ذروة عهد أسرة مينغ، كانت الصين تقود أكبر أسطول بحري وأكثرها تقدماً من الناحية التكنولوجية في العالم على الإطلاق. ويعود ذلك إلى أن الصين بنت سفنا خشبية كبيرة تحت قيادة الأدميرال تشنغ هي، يبلغ طول بعضها 440 قدما، يتميز هيكلها بتصميم متطور وقدرات ملاحية متفوقة. وأُطلق عل تلك السفن اسم "أسطول الكنز"، الذي مكًّن الصين آنذاك من فرض نفوذها الإقليمي.
وأكملت سفن ذلك الأسطول 7 رحلات استكشافية دبلوماسية وتجارية كبرى دون أن تتعرض للهزيمة. ودانت له السيطرة الجغرافية والهيمنة التجارية، مما ساعد في توسيع النفوذ الصيني حتى شرق أفريقيا، وعبر آسيا وخارجها.
في أعقاب الحروب النابليونية، صمدت البحرية الملكية البريطانية دون منازع، وحافظت على السلام من خلال الهيمنة العالمية لأكثر من قرن من الزمان.
وقد تأتى لها ذلك عبر عملية الانتقال من السفن الشراعية إلى سفن تعمل بالبخار، ومن الخشب إلى الفولاذ. وبفضل الابتكار التكنولوجي، تمكنت بريطانيا من تحقيق ثورة في بناء السفن تمثلت في إنتاج البارجة البحرية المدرعة "إتش إم إس دريدنوت"، ساهمت في تحقيق انتصارات إستراتيجية، وسيطرة على المضايق والاختناقات البحرية الرئيسية في جميع أنحاء العالم، وإقامة محطات بحرية تمتد من برمودا شمال غربي المحيط الأطلسي إلى هونغ كونغ على ساحل بحر جنوب الصين.
في الأيام الأولى للحرب العالمية الثانية، أذهلت البحرية اليابانية العالم بقوتها الضاربة وتنسيقها وتفوقها التكنولوجي. فقد نشرت حاملات طائرات متطورة وطوربيدات بعيدة المدى والمقاتلة ميتسوبيشي طراز "إيه إم 6 زيرو".
وحققت البحرية اليابانية نجاحا سريعا في هجماتها على الأسطول الأميركي في ميناء بيرل هاربر في المحيط الهادي، وعلى الفلبين وجنوب شرق آسيا، قبل أن يؤدي هذا التمدد الإستراتيجي المفرط إلى تقويض هيمنتها.
البحرية الأميركية (1945)خرجت الولايات المتحدة من الحرب العالمية الثانية كقوة صناعية لا نظير لها، فأصبحت البحرية الأميركية، من ثم، القوة البحرية المهيمنة في العالم وظلت كذلك منذ ذلك الحين.
وبرعت الولايات المتحدة في مجال الابتكار التكنولوجي وتصميم السفن، ونجحت من خلال ذلك في بناء أكبر أسطول بحري لحاملات الطائرات، وأدخلت الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، ودفعت قدرات الحرب الرقمية إلى الأمام.
كما لعبت دورا حاسما في إلحاق الهزيمة باليابان إبان الحرب العالمية الثانية، وتأمين النصر في المحيط الهادي، وتشكيل الردع في الحرب الباردة.
وتحافظ الولايات المتحدة اليوم على وجود بحري حقيقي في العالم، مع قوات منتشرة في كل المحيطات الرئيسية وقدرة لوجستية وضاربة لا مثيل لها.
الخلاصةخلاصة القول أن الأساطيل الخمسة هيمن كل واحد منه على عصره، ليس فقط من خلال حجم سفنها أو قوة نيرانها، ولكن عبر إتقان المتطلبات الإستراتيجية في زمانها.
إعلانوتعد البحرية الملكية البريطانية هي التي هيمنت بأساطيلها على البحار لأطول فترة من الزمن من عام 1815 إلى 1918 تقريبا، وحافظت بذلك على السلام البحري في جميع أنحاء إمبراطوريتها لأكثر من قرن.
وكانت التكنولوجيا عاملا رئيسيا في هذا التفوق، بدءا من السفن الإغريقية ثلاثية المجاديف، وسفن الكنز الصينية إلى السفن المدرعة البريطانية وانتهاء بحاملات الطائرات الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات الملکیة البریطانیة فی العالم من خلال
إقرأ أيضاً:
البحرية الأمريكية تنتشل طائرتين من قاع بحر الصين الجنوبي
أعلنت البحرية الأمريكية أنها نجحت في انتشال طائرتين حربيتين كانتا قد تحطمتا في بحر الصين الجنوبي في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في حادثين وقعا خلال مهام روتينية قبالة حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز"، فيما كشفت تقارير عسكرية متزامنة عن سلسلة إخفاقات تتعلق بالتدريب والصيانة أدت إلى حوادث مشابهة خلال العام الجاري.
وقالت البحرية، في بيان الثلاثاء، إن عملية الانتشال جرت في الخامس من كانون الأول/ ديسمبر باستخدام نظام غير مأهول على متن سفينة متعاقدة، نجح في رفع مقاتلة "إف/إيه-18" هورنت ومروحية "إم إتش-60" من عمق وصل إلى 122 مترا (400 قدم).
وقوع الحطام في أيدي الخصوم
ورغم أن الطائرتين ليستا من الأنواع الأحدث ضمن أسطول البحرية الأمريكية، فإن خبراء عسكريين أكدوا أن وقوع الحطام في أيدي خصوم الولايات المتحدة – وفي مقدمتهم الصين – كان سيتيح فرصة للحصول على معلومات استخباراتية حساسة مرتبطة بأنظمة الملاحة أو التسليح.
وتزايدت أهمية هذه المخاوف مع تصاعد التوتر في بحر الصين الجنوبي, الذي تصر بكين على أن أغلبه يقع ضمن سيادتها، رغم حكم محكمة دولية اعتبر مطالبها غير قانونية.
وتحيط الصين وعدد من دول جنوب شرق آسيا، مثل الفلبين وفيتنام وماليزيا، بأجزاء من هذا الممر المائي الحيوي الذي تمر عبره تجارة عالمية ضخمة.
وخلال العقدين الماضيين، عمدت بكين إلى بناء منشآت عسكرية على جزر وشعاب متنازع عليها، بما يشمل مدارج طائرات ورادارات ومنظومات صاروخية.
وتقول الولايات المتحدة إن العسكرة الصينية تهدد "حرية الملاحة" والتجارة الدولية، بينما تحافظ القوات الأمريكية على وجود بحري وجوي مستمر في المنطقة دعماً لحلفائها.
وتحطمت الطائرتان الأمريكيتان في غضون 30 دقيقة فقط من بعضهما البعض خلال عمليات روتينية في أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، دون أن تتضمن البلاغات الأولية تفاصيل إضافية حول ملابسات الحادثين.
تحقيقات تكشف حوادث متتالية
وفي سياق متصل، كشفت تحقيقات داخلية للبحرية الأمريكية عن سلسلة حوادث خلال الأشهر الماضية، بينها سقوط طائرات، ووقوع نيران صديقة، واصطدامات في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن الأسباب تتراوح بين ضعف التدريب ونقص الأفراد وارتفاع وتيرة العمليات القتالية.
كما أعلنت البحرية أن التحقيق في حادث سقوط مقاتلة “إف18” عن سطح حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان" في السادس من أيار/ مايو الماضي، خلص إلى أن "محدودية المعرفة، وضعف التدريب، والظروف القتالية المرهقة" كانت عوامل رئيسية في وقوع الحادث.
عطل في أسلاك الإيقاف وإخفاقات صيانة
وبحسب نتائج التحقيق، فقد فقدت المقاتلة بعد تعطل أحد أسلاك الإيقاف على متن الحاملة، وهو ما أدى إلى فشل عملية التوقف بعد الهبوط. وأرجعت البحرية هذا التعطل إلى ممارسات صيانة غير كافية، ومعرفة محدودة لدى الطاقم، ونقص في عدد العناصر، إضافة إلى وتيرة عملياتية مرتفعة خلقت بيئة "مرهقة" وغير آمنة.
وأكدت البحرية عدم وقوع إصابات، مشيرة إلى أن المقاتلة لم تتمكن من التوقف بصورة صحيحة، وأن الطيارين قفزا من الطائرة قبل سقوطها في البحر، حيث جرى إنقاذهما بواسطة مروحية تابعة للحاملة.
وتسلط هذه الحوادث المتكررة الضوء على الضغوط المتزايدة التي تواجهها البحرية الأمريكية حول العالم، وعلى رأسها بحر الصين الجنوبي والبحر الأحمر، وسط مطالبات داخلية بمراجعة أنظمة الصيانة والتدريب وتوزيع الأفراد.