شطب اسم علاء عبد الفتاح من قائمة الإرهاب.. هل يقرّب موعد الإفراج؟
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
القاهرة- وسط ترحيب حقوقي واسع، أصدرت محكمة جنايات القاهرة قرارا بشطب اسم الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، من قائمة الكيانات الإرهابية ورفع القيود المفروضة عليه، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرا قانونيا مهما، وإن كانت لا تعني بالضرورة الإفراج الفوري عنه.
صدر القرار عن الدائرة الأولى "إرهاب" بمحكمة جنايات بدر، الاثنين، استنادا إلى ما وصفته المحكمة بـ"تحريات أفادت بعدم استمرار عبد الفتاح في أي نشاط مرتبط بجماعة الإخوان المسلمين المصنفة كتنظيم إرهابي"، وفقا لما نقلته وسائل إعلام محلية.
وجاء قرار المحكمة بعد مرور نحو أسبوع على إنهاء والدته الأكاديمية ليلى سويف (69 عاما) عاما إضرابها عن الطعام، الذي استمر 10 أشهر احتجاجا على استمرار حبس نجلها علاء رغم انتهاء مدة عقوبته.
وكانت منظمات حقوقية محلية ودولية أعربت عن قلقها البالغ على حياة سويف، بعد تدهور حالتها الصحية بشكل خطير نتيجة إضرابها الطويل عن الطعام، وحذرت من أن حياتها باتت في خطر إذا استمرت السلطات في تجاهل مطالبها.
فماذا يعني هذا الشطب من قائمة الإرهاب؟ وما دلالاته في سياق القضية الأوسع؟ وهل يؤشر على قرب الإفراج عن عبد الفتاح، أم أنه خطوة شكلية لا تغير من واقع حبسه؟ وما طبيعة قوائم الإرهاب وتأثيرها على الأفراد؟
من ساحة الحريات إلى زنازين السجونيعتبر عبد الفتاح (43 عاما) أحد أبرز رموز ثورة 25 يناير 2011، وقد قضى معظم السنوات العشر الماضية خلف القضبان.
اعتُقل آخر مرة في عام 2019، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 5 سنوات بعد عامين من اعتقاله في 2021 على خلفية منشور على فيسبوك تحدث فيه عن عنف الشرطة.
هذا وتُحدد مدة إدراج الأشخاص على قوائم الإرهاب في مصر بـ5 سنوات، وبعد انقضائها تُلزم محكمة الجنايات بمراجعة الأسماء المُدرجة، لتقرر إما تمديد الإدراج أو شطب الأسماء، وذلك استنادا إلى التحريات والتقارير التي يقدمها النائب العام.
خالد علي المحامي:
اللهم لك الحمد والشكر
وسط العتمة نور
محكمة جنايات القاهرة ببدر الدائرة الأولى برئاسة المستشار محمد سعيد الشربينى أصدرت اليوم قرارها برفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة الكيانات الإرهابية.
يارب تكمل على كل خير، ويرد كل غايب لأهله.
Laila Soueif
Sanaa Seif
Mona… pic.twitter.com/5vmko4dR02
— Ismail Hosny (@IsmailHosny1) July 21, 2025
هل يقرّب قرار الشطب موعد الإفراج؟قال المحامي الحقوقي خالد علي، عضو هيئة الدفاع عن علاء عبد الفتاح، إن قرار شطب اسم موكله من قائمة الكيانات الإرهابية لا علاقة له بسجنه الحالي، ولا يؤثر مباشرة على القضية التي صدر فيها حكم بالحبس لمدة 5 سنوات.
إعلانوفي تصريحاته للجزيرة نت، أعرب علي عن تفاؤله بأن يكون القرار مقدمة للإفراج عن عبد الفتاح، خاصة في ظل ما وصفه بـ"تغير في تعامل السلطات، التي لم تعد تتخذ نفس المواقف المتشددة حياله"، مشيرا إلى أن شطبه من القائمة "خطوة مهمة نحو رفع المظالم المتراكمة بحقه".
وأشار المحامي إلى أن إدراج علاء على قائمة الإرهاب كان قد تم بموجب قرار نُشر بالجريدة الرسمية في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لمدة 5 سنوات، وكان من المفترض أن تنتهي قريبا، إلا أن النيابة العامة تقدمت مؤخرا بطلب للمحكمة لشطبه من القائمة، مستندة إلى تحريات تفيد بعدم استمراره في أي نشاط إرهابي.
وفي ما يتعلق باستمرار حبس علاء رغم انقضاء مدة محكوميته، أوضح علي أن هناك خلافا قانونيا قائما مع النيابة حول تاريخ بدء تنفيذ الحكم، فبينما ترى هيئة الدفاع أن فترة العقوبة بدأت منذ القبض عليه في سبتمبر/أيلول 2019، تصر النيابة على احتساب المدة اعتبارا من تاريخ تصديق الحاكم العسكري في الثالث من يناير/كانون الثاني 2021، مما يعني امتداد حبسه حتى عام 2027 بدلا من 2024.
ورحّبت منظمات وشخصيات حقوقية بالقرار، واعتبروه اعترافا ضمنيا بعدم وجود نشاط إرهابي فعلي يستدعي إدراج اسمه على القائمة، مع التأكيد على ضرورة أن يكون هذا القرار مقدمة لـ"رفع الظلم الأكبر" المتمثل في استمرار حبسه رغم انتهاء مدة العقوبة.
وطالب حقوقيون بالإفراج الفوري عنه، سواء عبر عفو رئاسي سياسي أو من خلال تصحيح الإجراء القانوني لدى النيابة العامة، مع ضرورة وقف الملاحقات القضائية له ولأسرته، باعتبار أن كل ما تعرض له طوال السنوات الماضية كان تعسفيا.
رفضت السلطات المصرية جميع المناشدات الحقوقية والدبلوماسية، بما في ذلك الدعوات المتكررة من الحكومة البريطانية التي يحمل علاء عبد الفتاح جنسيتها، للإفراج عنه.
وفي مايو/أيار الماضي، وصفت لجنة تابعة للأمم المتحدة احتجازه بأنه "تعسفي"، ودعت إلى إطلاق سراحه بشكل فوري دون قيد أو شرط.
وفي منتصف فبراير/شباط الماضي، التقت ليلى سويف برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي تعهد ببذل "كل ما في وسعه" لضمان إطلاق سراح نجلها عبد الفتاح.
كما التقت بوزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الذي كان قد زار القاهرة في يناير/كانون الثاني الماضي وناقش القضية مع المسؤولين المصريين، مطالبا بالإفراج عنه.
ما قائمة الكيانات الإرهابية والإرهابيين؟تُعد قائمة الإرهابيين والكيانات الإرهابية في مصر جزءا من إطار مكافحة الإرهاب، صادرة بموجب القانون رقم 8 لسنة 2015 وتعديلاته.
وتحدد هذه القوائم الأفراد والكيانات التي تُشكل تهديدا للأمن القومي، وتُشرف وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب على تحديثها ونشرها.
ويُدرج الأفراد والكيانات في القائمة بناء على تحريات وأدلة تُشير إلى تورطهم في أنشطة إرهابية أو تمويلها، مع متابعة حركة الأموال المشبوهة.
وتُحدّث هذه القوائم دوريا لضمان شمولها جميع العناصر النشطة، ويترتب على الإدراج آثار قانونية صارمة تشمل تجميد الأموال، منع السفر، ومصادرة الممتلكات، مما يجعلها أداة رئيسية في إستراتيجية الدولة لمكافحة الإرهاب.
إعلانيُقابل هذا القانون بانتقادات واسعة من قِبل حقوقيين ومنظمات حقوقية، حيث يعتبرونه أداة سياسية تُستخدم ضد المعارضين والخصوم السياسيين للنظام، أكثر من كونه وسيلة قانونية لمكافحة الإرهاب.
وقد ضمت القوائم، على مدار السنوات الماضية، آلاف الأشخاص والكيانات، من بينهم شخصيات عامة مثل اللاعب المصري الشهير محمد أبو تريكة، مما أثار جدلا واسعا حول شفافية ومعايير الإدراج.
وقال خلف بيومي، مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، إن قرار رفع اسم علاء عبد الفتاح من قوائم الإرهاب هو عين الصواب، ووصفه بأنه "تصحيح لقرار خاطئ وتعسفي ومخالف للقانون".
مضيفا للجزيرة نت، أن إدراجه على تلك القوائم -شأنه شأن آلاف المعارضين- لم يستند إلى تحريات جدية، ولم تُتبع بشأنه الإجراءات القانونية السليمة.
وأكد بيومي أن مثل هذه القرارات أضرت بآلاف الأشخاص الأبرياء، مشددا على أنه كان من الأولى أن يسبق قرار رفع الاسم الإفراج عن علاء نفسه، خاصة مع انتهاء مدة محكوميته.
وتقدّر منظمات حقوقية دولية عدد السجناء السياسيين في مصر بنحو 60 ألف شخص، بينما تنفي السلطات المصرية بشكل متكرر وجود معتقلين سياسيين، وتؤكد أن جميع السجناء محتجزون على خلفية "جرائم جنائية"، وليس بسبب نشاطهم السياسي أو آرائهم المعارضة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات حريات قائمة الکیانات الإرهابیة علاء عبد الفتاح قائمة الإرهاب من قائمة
إقرأ أيضاً:
جورج عبد الله يدعو المصريين لاقتحام الحدود مع غزة.. لا أمل في الأنظمة (شاهد)
وصل المناضل اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، السجين السياسي الأقدم في أوروبا، إلى مطار بيروت الدولي، ظهر الجمعة، قادماً من باريس، بعد أربعة عقود قضاها في السجون الفرنسية بتهم تتعلق بالمقاومة المسلحة ضد المصالح الإسرائيلية والأمريكية.
وفي أول تصريح له من لبنان، وجّه عبد الله رسالة قوية إلى الشعوب العربية، قال فيها إن "صمود الأسرى في الداخل الفلسطيني يعتمد على صمود الخارج"، مشدداً على أن "المقاومة في فلسطين يجب أن تتصاعد"، ومعتبراً أن "من المعيب للتاريخ أن يتفرج العرب على معاناة أهل فلسطين وأهل غزة".
وتابع قائلاً: "ننحني أمام شهداء المقاومة إلى الأبد، فهم القاعدة الأساسية لأي فكرة تحرر"، مضيفاً أن "المقاومة مستمرة ولا يمكن اقتلاعها، وهي قوية بشهدائها الذين صنعوا شلال الدم المقاوم"، قبل أن يختم بالقول: "يجب الالتفاف حول المقاومة اليوم أكثر من أي وقت مضى".
كما أكد عبد الله أن "الجماهير المصرية يمكن أن تغيّر المشهد في غزة"، في إشارة إلى أهمية التحركات الشعبية في دعم القضية الفلسطينية.
وقال عبد الله: "على بعد أمتار من أزهر مصر وكعبة محمد بن عبد الله أطفال فلسطين يموتون جوعا"، داعيا الشعب المصري إلى اقتحام الحدود وكسر الحصار عن غزة.
على بُعد أمتار من أزهر مصر، على بُعد أمتار من كعبة محمد بن عبد الله، أطفال فلسطين بيموتوا جوع..#جورج_عبدالله_حراً #غزه_تموت_جوعاً pic.twitter.com/AOSmmmdc2U — Rania ???????? (@raniajber1) July 25, 2025
الإفراج المشروط بعد 12 رفضاً متتالياً
وكانت محكمة الاستئناف في باريس قد أصدرت الأسبوع الماضي قراراً بالإفراج المشروط عن عبد الله، بشرط مغادرته الأراضي الفرنسية وعدم العودة إليها، وذلك بعد 25 عاماً من استحقاقه للإفراج المشروط، ورفض 12 طلباً متتالياً تقدم بها محاموه.
ورغم تقديم النيابة العامة الفرنسية طعناً في القرار أمام محكمة التمييز، إلا أن هذا الطعن لا يجمد تنفيذ قرار الإفراج، ما سمح بعودة عبد الله إلى لبنان.
حطّت طائرة تابعة لشركة "إير فرانس" عند الساعة الثانية والنصف ظهراً في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث كان في استقباله العشرات من المواطنين والناشطين، إضافة إلى عدد من النواب اللبنانيين الذين حضروا لاستقباله شخصياً.
وقال محاميه جان-لوي شالانسيه، الذي التقى عبد الله قبيل الإفراج عنه، إن موكله "كان سعيداً للغاية بقرب انتهاء فترة احتجازه، رغم إدراكه لحجم التحديات في منطقة ملتهبة مثل الشرق الأوسط".
واعتبرت عائلة عبد الله قرار الإفراج عنه بمثابة "تحدٍّ واضح" للضغوط الأمريكية والإسرائيلية التي مارستها واشنطن وتل أبيب على الحكومات الفرنسية المتعاقبة لمنع إطلاق سراحه، على خلفية اتهامه بالضلوع في عمليات ضد دبلوماسيين في العاصمة الفرنسية باريس عام 1982.
وكان عبد الله قد اعتُقل في 1984، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في 1987، بتهمة التواطؤ في اغتيال الملحق العسكري الأمريكي تشارلز راي، والدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بارسيمانتوف، إضافة إلى اتهامات أخرى تتعلق بتزوير وثائق وحيازة أسلحة.
عبد الله: الاحتلال في آخر فصولها.. والتحرير قادم
في تصريحاته لدى وصوله إلى بيروت، أكد عبد الله أن "إسرائيل تعيش آخر فصول نفوذها"، معتبراً أن "التحرير قادم، طالما أن المقاومة باقية وتشتد بشهدائها ودماء أبنائها"، مشدداً على أن "العودة إلى الوطن تتحقق بفضل المقاومة، وأن الاستمرار في مواجهة العدو هو الخيار الوحيد حتى النصر".
ورغم تصنيفه في فرنسا كمجرم مدان بالتواطؤ في جرائم قتل، إلا أن قطاعات واسعة في لبنان والمنطقة ترى في جورج عبد الله مناضلاً أممياً دافع عن القضية الفلسطينية، وظل متمسكاً بمبادئه طوال فترة سجنه، رافضاً التنازل أو الاعتذار كشرط للإفراج عنه.
وقد تحوّل عبد الله خلال السنوات الماضية إلى رمز للمقاومة والصمود، حيث نظمت حملات تضامنية دورية في باريس وبيروت وعواصم أوروبية للمطالبة بإطلاق سراحه.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)