سلطان البلوشي: تحيكم السباقات يعتمد على خبرات ميدانية ومقاييس عالمية
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
أوضح سلطان بن سليمان البلوشي، المسؤول عن التحكيم وتنظيم المسارات في مهرجان عُمان للتزلج المظلي والمسؤول كذلك عن سلامة المتسابقين، أن دوره يتمثل في كونه الـ "إمباير"، وهو ما يعادل الحكم المطلق خلال السباقات، قائلاً: "من المهام الموكلة لي في المهرجان اتخاذ القرارات لحظة بلحظة، وهو الأمر الذي يخولني لإلغاء أو اعتماد أية نتيجة، فالمسابقة لا يوجد بها لجنة تحكيمية تعقد الجلسات لاتخاذ القرار، فالنظام يعتمد بالكامل على الـ (إمباير) والذي يكون حاضرًا في كل تفاصيل السباق، وذلك بأن السباقات محكومة بأنظمة دولية عالمية ومحددة في المعايير".
وبيّن سلطان البلوشي أن عمله لا يقتصر على التحكيم فقط، بل يشمل أيضًا الإشراف على انطلاق السباقات، وتوجيه المتسابقين لمساراتهم في البحر، خاصة في المسافات الطويلة التي تتجاوز الأربعين كيلومترًا، وحول ذلك قال: "في هذه المسافات، تنعدم الرؤية بعد حوالي 15 كيلومترًا، لذا من الضروري أن أكون منظمًا دقيقًا للمسار حتى لا يضل المتسابقون الطريق".
وفيما يتعلق بمعايير التحكيم، أوضح أن القوانين المتّبعة هي قوانين عالمية، أبرزها منع التصادم بين المتسابقين، مضيفًا: "أي احتكاك يُعد مخالفة، وقد يؤدي إلى إقصاء المتسابق أو خصم نقاط منه، أحيانًا تصادم بسيط يتسبب في إسقاط المظلة، ما يؤدي إلى تعطيل 20 متسابقًا دفعة واحدة، وهذا أمر نحاول تفاديه بكل الوسائل".
وأضاف البلوشي أن من أهم القوانين أيضًا قانون "حق الأولوية"، حيث تكون الأولوية دائمًا للمتسابق القادم من الجهة اليمنى، بينما يتوجب على المتسابق القادم من الجهة اليسرى أن يفسح المجال.
وفي رده على سؤال "عُمان" حول تنظيم الانطلاقات وتفاوت المتسابقين في البعد عن نقطة الانطلاق ، قال سلطان: "كل المتسابقين ينطلقون في نفس اللحظة، ليس هناك من ينطلق أولًا وآخر لاحقًا، لكن الخبرة تلعب دورًا، فبعض البحارة يختارون الانطلاق بعد ثوانٍ من البداية لتفادي التزاحم، وقد تؤثر تلك الثواني في بعض السباقات مثل السلالم، لكنها لا تفرق كثيرًا في سباقات الداون ويندر الطويلة".
وأكد أن استراتيجية الانطلاق واختيار الوقت المناسب تعود لتكتيك المتسابق وخبرته، مشيرًا إلى أن المتسابق الذي يتسبب في خطأ ثم يحتاج للمساعدة يعتبر خارج المنافسة، لأن دقائق المساعدة تصنع فارقا كبيرا في الترتيب، قائلاً: "إذا تدخل أحد لمساعدة متسابق يعتبر خارج المنافسة، لذلك لا نتدخل في المساعدة مباشرة، ففي أحيان كثيرة يستطيع المتسابق تدارك الأخطاء وإكمال السباق، إلا أذا أشار لنا بطلب المساعدة".
أما فيما يخص إجراءات السلامة، فقال البلوشي: "لدينا ثلاثة قوارب مخصصة للحالات الطارئة والسلامة، وفي بعض المواقع التي تتطلب دعمًا إضافيًا نوفر قاربًا رابعًا، كذلك يرافقنا طبيب طيلة البطولة، وللعلم كل المتسابقين حاصلون على شهادات معتمدة في الإسعافات الأولية".
وعن كيفية اتخاذ قرار إلغاء سباق من عدمه، أشار البلوشي إلى أن هناك معايير دقيقة تعتمد على حركة الرياح وتضاريس المنطقة، موضحًا:
"مثلاً، إذا وصلت سرعة الرياح إلى 35 عقدة في مسقط نلغي السباق فورًا، لكن في جزيرة مصيرة، تُعد هذه السرعة طبيعية وآمنة، كل منطقة نحكم عليها حسب طبيعتها المناخية والجغرافية، وبشكل عام يجب أن لا تقل سرعة الرياح عن 12 عقدة، وإذا ما كانت أقل من ذلك يلغى السباق".
وفي إجابته على سؤال "عُمان" حول التعاون مع الجهات الأخرى لضمان السلامة، قال سلطان: "نحن نعتمد على خبراتنا الطويلة كمحكمين وبحارة، ونتابع التحديثات الجوية بالساعة عبر برامج ومحطات محلية لقياس الرياح، لدينا محطات حية، غير مرتبطة فقط بالأقمار الصناعية، وهذا يمنحنا دقة في اتخاذ القرار، وبطبيعة الحال نتابع الأرصاد العمانية ونتعاون مع جهات عدة".
وعن الحوادث، قال البلوشي: "نعم، وقعت بعض الحوادث خلال السباقات والاستعراضات، لكنها لم تُسجل أي إصابات، فقط بعض التلفيات في المعدات، وهي أمور طبيعية جدًا في مثل هذه الرياضات".
وفي ختام تصريحه، أكد سلطان البلوشي أن اختيار مناطق السباق تم بعناية بالتعاون مع مجموعة "عُمران" وخبراء محليين في المجال البحري، قائلاً: "لم يكن القرار فرديًا، بل شارك فيه عدد من المختصين، وتغلبنا على الكثير من التحديات لتكون البطولة بمستوى التطلعات، ونسأل الله أن نصل بها إلى خط النهاية بسلام ونجاح".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
خطة ميدانية لمكافحة حشرة العارنوت خلال موسم الخريف
تنفذ بلدية ظفارخطتها الميدانية لمكافحة حشرة العارنوت خلال موسم الخريف والتي تعد من التحديات البيئية الموسمية التي تواجه المحافظة علما بأن هذه الحشرة آمنة على الصحة العامة ولا تنقل أي نوع من الأمراض إلا أنها تسبب إزعاجًا عند بلوغها ذروتها خصوصًا في المواقع ذات الكثافة الشجرية.
وقال محمد بن مبارك بن سهيـل عكعاك أخصائي صحة بيئية أول بلدية ظفارانه تم اعتماد الخطة التنفيذية من قبل اللجنة التوجيهية لمكافحة البعوض الموسمي العارنوت والزاعجة برئاسة سعادة الدكتور رئيس بلدية ظفار وعضوية خبراء من البلدية وممثلين عن مؤسسات أكاديمية وباحثين متخصصين في مجالات الصحة العامة والبيئة وتهدف اللجنة إلى تطوير حلول مبتكرة قائمة على الرصد البيئي الدقيق والاستجابة السريعة وتقنيات المكافحة المستدامة.
واضاف ان الجهود الميدانية تتضمن تنفيذ حملات رش متوازنة في المواقع السياحية إلى جانب استخدام المصائد الذكية لرصد الكثافة العددية وانتشار الحشرات المستهدفة حيث تم توزيع هذه المصائد في عدد من المناطق المتفرقة بما في ذلك العيون والمواقع الجبلية ذات الإقبال السياحي والكثافة العالية لحشرة العارنوت.
وأكد عكعاك ان الفريق العلمي للجنة يشرف على دراسة متقدمة لدورة حياة حشرة العارنوت وذلك ضمن برنامج مشاريع البحوث الاستراتيجية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وجامعة سلطان قابوس كباحث رئيسي للتعرف على المراحل البيولوجية للحشرة ورصد شرانقها في الطبيعة وتربيتها في بيئات مراقبة إلى جانب تحليل شبكتها الغذائية والعوامل المؤثرة على كثافتها وقد حقق الفريق إنجازات علمية ملموسة في هذا المجال تعد من المساهمات الرائدة على المستوى الوطني.
واوضح عكعاك ان اللجنة تستعين بخبرات علمية دولية متقدمة من ضمنها مختصون من دولة تايوان (Taiwan) التي تمتلك تجربة بحثية طويلة في دراسة حشرة العارنوت التايوانية منذ ستينيات القرن الماضي وتشير الدراسات هناك إلى أن دورة حياة هذه الحشرة تتبع نمطا موسميًا واضحًا حيث تصل ذروتها خلال ستة أشهر وتنخفض كثافتها خلال الأشهر الستة الأخرى مما يعزز أهمية الفهم البيئي الموسمي لهذه الحشرة في بيئة ظفار خاصة مع التغيرات المناخية التي قد تسهم في انتشار أنواع مختلفة من الحشرات.