على #موائد_العرب تسقط #غزة #جائعة
احمد ايهاب سلامة
في الوقت الذي تغص فيه موائد الخليج بأطباق لا تُحصى وتزخرف فنادق المؤتمرات العربية بما لذ وطاب من الطعام يصارع أهل غزة جوعا يفوق حدود التحمل ويواجهون عطشا لا يرويه إلا الموت
الجوع في غزة ليس عارضا عابرا بل هو سلاح ليس كفرا فقط، بل إعدامٌ بطيء وإهانة لكرامة الإنسان حين يطول الحرمان يصبح الموت أمنية وتغدو الحياة عبئا أثقل من أن يحتمل
مقالات ذات صلةمن قال إن حفنة ملح تعوض غياب الغذاء؟ فماذا عن الماء.
أين السيروتونين والدوبامين وهما وقود الفرح في الدماغ؟ كيف تعود البسمة إلى وجوه أطفأها الرعب..كيف تنام الأعين التي ترقب كل ليلة صاروخا جديدا وغارة بلا رحمة!
يا أطباء الإنسانية، كيف يغمض الجفن دون الميلاتونين أو المغنيسيوم.. وكيف يعيد من فقد أطرافه أو تفرقت أشلاؤه تحت الركام؟
لا طعام، لا ماء.. لا دواء.. ولا حتى صوت يعلو ليصرخ في وجه الجريمة
غزة لا تجوع وحدها بل يجوع معها الشرف العربي ولو كانت هناك أمة عربية بحق لما صمتت يوم بدأ العدوان ولا باركت الخذلان بالصمت والانتظار.
لم يولد أهل غزة جياعا، بل هم اهل الكرامة والعزة لكن أُجاعوا بسوء النوايا وظلم الأيام
فليذق كل من سكت أو تواطأ مرارة الجوع التي عانيتموها وليكن صدى ألمكم لعنة تلاحقه أينما حل.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
حكايات سودانيين هربوا من الرصاص ببلادهم ليواجهوا الجوع في تشاد
في مخيم "كارياري" شرقي تشاد، يواجه آلاف اللاجئين السودانيين واقعا مريرا، فبعد رحلة شاقة وطويلة قطعوها سيرا على الأقدام للوصول إلى تشاد هربا من الرصاص القاتل، وجدوا أنفسهم بمواجهة معاناة مريرة في ظل نقص أساسيات الحياة من مأوى ومأكل وشراب.
وفي وسط الصحراء، اضطر اللاجئون السودانيون للاستعاضة عن الخيام بأغصان الأشجار والعصي الجافة، في حين يكابدون الصعاب لتأمين بعض الطعام والماء لسد جوع وعطش أطفالهم.
وفي ظل الواقع المأساوي والمؤلم الذي وجدت فاطمة نفسها وأسرتها فيه، أصبحت هذه السيدة مضطرة لصنع حياة من العدم، لذلك استخدمت قطع القماش المهترئة التي تملكها وبعض العصي الجافة التي جمعتها من العراء لبناء مأوى بسيط يأوي عائلتها المكونة من 8 أفراد، بعد أن عزّت الخيام وتأخرت المساعدات.
وفي مخيم كارياري تتشابه قصص الهروب من جحيم الحرب في السودان، لكن التفاصيل تحمل وجعا خاصا لكل أسرة.
وتروي فاطمة لمراسل الجزيرة فضل عبد الرازق، بكثير من المرارة تفاصيل رحلة اللجوء المريرة إلى تشاد والتي استمرت 15 يوما سيرا على الأقدام، ولم تكن مشقتها في طول المسافة فحسب، بل واجهت مع أسرتها "قطاع الطرق" الذين يترصدون الفارين.
تقول فاطمة بلهجة سودانية مثقلة بالخوف الذي لم يغادرها بعد "الطريق كان مليئا بالمسلحين، يطلبون المال قسرا، ومن لا يملك المال لا يمر، لفينا ودرنا وسيرنا على الأقدام حتى وصلنا إلى هنا".
مأوى من لا مأوى لهالضغط الهائل على المنظمات الإنسانية جعل من الاستجابة السريعة أمرا أشبه بالمستحيل، خاصة مع تزايد الأعداد يوميا، بينما الموارد تتضاءل، ليجد اللاجئون أنفسهم وجها لوجه مع الطبيعة القاسية.
وتصف إحدى اللاجئات للجزيرة المشهد بدقة مؤلمة: "نحن نجلس في الوادي، "بلا طعام، ولا أي مقومات للحياة" وتضيف أن الناس "يفترشون الأرض ويلتحفون الشجر".
نداءات الاستغاثة التي تطلقها هؤلاء النسوة تتلخص في مطلب واحد: "ساعدونا لنبقى على قيد الحياة".
إعلانوإذا كان المأوى "ناقصا"، فإن الحصول على شربة ماء بات معركة يومية، وترصد كاميرا الجزيرة صفوفا تمتد لعشرات الأمتار أمام نقاط توزيع المياه.
إذ يقف اللاجئون ساعات طوال تحت شمس تشاد الحارقة، وفي نهاية هذا الانتظار المرهق، قد لا يحصل الفرد إلا على لترات قليلة، لا تكاد تبلغ الحد الأدنى من معدل الاستهلاك الآدمي اليومي.
بصيص أملوسط هذا المشهد القاتم، تبرز قصص صغيرة للنجاة، تحكي لاجئة أخرى "زينب"، كيف تمكنت بعد عناء من تسجيل اسمها في قوائم برنامج الأغذية العالمي.
وتصف البطاقة التي يمحنها لها برنامج الأغذية العالمي، أنها "بطاقة الحياة"، إذ ستتمكن من شراء بعض المواد الغذائية من السوق المحلي، لتسد رمق أطفالها بعد جوع طويل.
ويختصر هؤلاء الفارون من الموت يومهم في "كارياري" بين محاولات ترقيع مأواهم الهش، والوقوف في طوابير الانتظار الطويلة.
وعلى الرغم من قسوة الواقع، يظل الأمل هو الزاد الوحيد؛ الأمل في أن تكون هذه المحطة القاسية بداية لطريق أكثر أمنا واستقرارا، بعيدا عن دوي الرصاص الذي خلفوه وراء ظهورهم.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء حرب بين الجيش السوداني والدعم السريع اندلعت منذ أبريل/نيسان 2023 بسبب خلاف بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، ما تسبب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.