ينظّم فريق “منارة العُلا” مساء الاثنين المقبل فعالية فلكية ميدانية بعنوان “عجائب سماء العُلا”، تتركّز حول رصد مجرة درب التبانة في واحدة من أنسب فترات المشاهدة خلال الشهر، وذلك في موقع “صخرة القوس”، ضمن سلسلة فعاليات ينفذها الفريق على مدار العام لتعزيز الوعي المجتمعي بعلم الفلك.
وتُعد هذه الفعالية من الأنشطة النوعية التي تهدف إلى إشراك سكّان العُلا وزوّارها، إلى جانب المهتمين بعلم الفلك والباحثين في علوم الفضاء، في تجربة تفاعلية تشمل جلسات رصد ميدانية ونقاشات علمية، يقدّمها أعضاء “نادي العُلا للفلك”، بما يُسهم في ترسيخ الثقافة العلمية وتشجيع الاهتمام المجتمعي بالاكتشافات الكونية.


وسيحظى المشاركون بفرصة مشاهدة مباشرة لمجرة درب التبانة، إلى جانب تتبع عدد من الظواهر الفلكية مثل زخة الشهب ومراقبة نجم القطب الشمالي، في أجواء طبيعية خالية من التلوث الضوئي، تُوفّر تجربة بصرية آسرة تمزج بين التأمل ومتعة الرصد.
وتأتي هذه الفعالية في إطار جهود فريق “منارة العُلا” لدعم مسارات التعليم والتجربة العلمية، وتعزيز حضور الفعاليات المجتمعية المرتبطة بالعلوم والاكتشاف، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في مجالات الابتكار وتنويع التجارب الثقافية والسياحية.
يُذكر أن الفعالية ستُقام في “صخرة القوس”، عند الساعة 9:00 مساءً، وتُتاح المشاركة فيها لجميع الراغبين والمهتمين من أهالي العُلا وسكّانها، في تجربة فلكية مفتوحة تُلهم الفضول العلمي وتُعزّز الارتباط بسماء العُلا.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الع لا

إقرأ أيضاً:

البطالة وأثرها على الاستقرار المجتمعي

 

علي بن عبدالله بن منصور السليمي

[email protected]

دائمًا ما نسمع عبارة: "الباحثون عن عمل"، ولعلّك -عزيزي القارئ- واحدٌ منهم الآن. ولكن، هل تساءلت يومًا عن حقيقة هذه المشكلة التي تواجهها؟

أو عن الآثار التي قد تخلّفها، سواء على حياتك الشخصية أو على المجتمع بأسره؟

وهل حاولت في وقتٍ ما أن تبحث عن حلّ جذري لها؟

أنا لا أشك في ذلك... لكن في السطور القادمة، سنحاول أن ننظر إلى هذه المعضلة من زاوية مختلفة، لعلنا نستلهم منها شيئًا، أو يلتمس -ولو أحدنا- طريقًا نحو المستقبل الذي ينشده.

لا شكّ أنّ مشكلة "البطالة" باتت من القضايا العالمية الملحّة، فلا يكاد يخلو بيت -تقريبًا- من باحث عن عمل. ومع توالي الأزمات العالمية وتفاقم الصراعات الدولية، تتعاظم هذه الظاهرة، ويكون أول المتضررين منها هو المواطن الصالح البسيط، الذي يسعى بشرف إلى لقمة عيشه.

وعلى الرغم من الجهود الجادة التي تبذلها الحكومات في سبيل احتواء هذه الأزمة، إلا أننا نلاحظ -مع مرور الوقت- ازدياد أعداد الباحثين عن عمل، دون تحسّن ملموس في الأوضاع. ومن هنا، بات من الضروري عقد لقاءات موسعة ومناقشات جادة لإيجاد حلول واقعية وعملية لهذه الآفة، التي تنهش في نسيج المجتمع مثل سوسةٍ تأكل في صمت، حتى تحدث فيه شرخًا يصعب رأبه.

فهل ننتظر -لا قدّر الله- أن يبلغ السيل الزُبى؟

هل ننتظر انتشار الفقر، وازدياد معدلات الجريمة، وظهور الانحرافات السلوكية في مجتمعنا؟ بالتأكيد لا.

إنّ مجتمعنا المسلم المحافظ، يدرك تمامًا أن البطالة قد تفضي إلى هذه المشكلات الخطيرة، فهي نتيجة طبيعية للفراغ، واليأس، وانعدام مصدر الدخل.

وقد حث الإسلام على العمل والكسب الحلال، واعتبره من أسباب الكرامة والعيش الكريم، فقال تعالى: 

"هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" (الملك: 15).

وقال أيضًا: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" (التوبة: 105).

كما قال النبي ﷺ: "مَا أَكَلَ أحدٌ طعامًا قط خيرًا من أن يأكلَ من عملِ يدِهِ..." (رواه البخاري).

إذاً يجب على كل امرئ فينا أن يسعى في طلب رزقه، ويطرق جميع الأبواب حتى يحقق مبتغاه.

وفي المقابل يجب أن تكون هناك تسهيلات كبيرة من لدن الدولة؛ حتى تتحقق للفرد الوظيفة المناسبة له التي يستطيع من خلالها أن يعيش حياة كريمة.

فلا يمكن للإنسان -بطبيعة الحال- أن يكون كائنا خاملا وسط الخلية المنتعشة التي تتطلب كل ذرة قوة فيها حتى تنمو وتزدهر، وإلا سيتم إقصاؤه بعيدًا.

إلا أن هذا الأمر لا يتحقق إلا إذا تكاتف الجميع، وعملوا فيما بينهم على إصلاح الخَلَّة، ومعالجة العِلَّة، فلا يمكن القضاء على هذه الظاهرة إلا إذا تظافرت جميع الجهود من أعلى الهرم إلى أدناه.

ولربما هناك بعض الحلول التي من شأنها أن تسهم في تقليص حجم هذه المشكلة ومضرتها، وسنسردها لكم فيما تبقى من سطور قليلة قادمة...

ولمواجهة هذه الظاهرة، تبرز الحاجة الملحّة إلى تبنّي سياسات تنموية واقتصادية شاملة، تستند إلى رؤى واقعية وفاعلة. ومن أبرز هذه السياسات: تنشيط الاستثمارات في القطاعات المنتِجة لفرص العمل، ودعم ريادة الأعمال والمبادرات الفردية، والعمل على مواءمة مخرجات التعليم والتدريب مع متطلبات سوق العمل. كما ينبغي تشجيع الشباب على الانخراط في المهن الحرفية والتقنية، ونشر ثقافة الإنتاج والعمل الجاد، باعتبارها أساسًا لبناء مجتمع متماسك واقتصاد مستدام.

وفي الختام، فإنّ البطالة ليست مجرد أزمة اقتصادية، بل هي تحدٍّ حضاري يمسّ كيان المجتمع واستقراره وأمنه.

ومن هذا المنطلق، يجب علينا -أفرادًا ومؤسسات- أن نستشعر حجم المسؤولية، ونتكاتف جميعًا في السعي الجاد نحو إيجاد الحلول، وتوفير بيئات محفزة للعمل، وتمكين الشباب من أداء دورهم الحقيقي في بناء أوطانهم.

ولنأخذ بأسباب النجاح والتوكل على الله، متيقنين بأن العمل شرف، والكسب الحلال عبادة، وأن في الجد والاجتهاد تُصنع الأمم وتنهض الحضارات.

مقالات مشابهة

  • البطالة وأثرها على الاستقرار المجتمعي
  • فلكية جدة: هلال صفر يزين سماء المملكة مساء اليوم
  • «فلكية جدة»: هلال صفر يزين سماء المملكة مساء اليوم
  • عاجل | توقيف الناشط أيمن عبلي بتهمة “المساس بالسلم المجتمعي”
  • بلعطوي: “هدفنا بناء فريق لاعادة غالي معسكر لمكانته الحقيقية”
  • "عجائب سماء العُلا" فعالية فلكية لرصد مجرة درب التبانة في صخرة القوس الاثنين المقبل
  • بعد اتهامه بالخيانة.. فريق “الرايات البيضاء” ينسحب رسمياً من طريق عقبة ثرة في أبين
  • العلا.. فعالية فلكية لرصد درب التبانة في موقع صخرة القوس الإثنين
  • “الإنمائي الأممي” يعيد افتتاح قاعة “خليفة بن عسكر” في نالوت ضمن مشروع للتعافي المجتمعي