أُعلن الدكتور حجاجي منصور، المدير التنفيذي لمستشفيات قنا الجامعية، عن نجاح فريق طبي متخصص في علاج حالة نادرة ومعقدة من مرض أكلازيا المريء، باستخدام تقنية حديثة تُعرف بـ POEM - Peroral Endoscopic Myotomy، وذلك بدون أي تدخل جراحي تقليدي، في إنجاز يُضاف إلى سجل المستشفى الحافل بالنجاحات الطبية النوعية.

ويأتي هذا الإنجاز في إطار خطة مستشفيات قنا الجامعية، للارتقاء بمستوى الخدمات الطبية المقدمة لأهالي جنوب الصعيد، من خلال تطبيق أحدث التقنيات العالمية، وذلك تحت رعاية الدكتور أحمد عكاوي رئيس جامعة جنوب الوادي، وبإشراف الدكتور علي عبد الرحمن غويل عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية.

وصرّح الدكتور محمد تاج الدين سعيد، أستاذ الأمراض الباطنة والجهاز الهضمي والكبد، أن عند استقبال المريضة وبعد عمل جميع الأشعات والفحوصات الطبية اللازمة، تبين أنها كانت تعاني من أعراض شديدة تمثلت في صعوبة مستمرة في البلع، ونقص واضح في التغذية نتيجة الإصابة بمرض "أكلازيا المريء"، وهو مرض نادر ناتج عن فشل عضلة المريء السفلية في الارتخاء أثناء البلع، مما يؤدي إلى تراكم الطعام وصعوبة مروره إلى المعدة.

وأشار الدكتور محمد تاج، إلى أن هذه الحالة تطلبت تدخلًا سريعًا باستخدام تقنية POEM، وهي إجراء متطور يعتمد على إدخال المنظار من خلال الفم، ثم إجراء قطع دقيق في العضلة العاصرة للمريء من الداخل، دون الحاجة إلى فتح جراحي، وهو ما يُقلل من المضاعفات ويُسرّع من عملية التعافي.

تمت العملية بنجاح داخل وحدة مناظير الجهاز الهضمي بالمستشفى، بإشراف ومشاركة فريق طبي متكامل يضم كلًا من: الدكتور محمد تاج الدين سعيد أستاذ الأمراض الباطنة والجهاز الهضمي والكبد، و والدكتورة نهال صلاح مدرس مساعد، والدكتورة صباح فؤاد مدرس مساعد، والدكتورة آية محمود طبيب مقيم، والدكتور عبد القادر سيد طبيب مقيم بالقسم، والدكتور مصطفى عبيد مدرس بقسم الأمراض الباطنة.

كما شارك أيضًا من قسم التخدير والعناية المركزة: الدكتور محمد جابر العادلي مدرس واستشاري علاج الآلام جامعة جنوب الوادي، وعضو الجمعية المصرية لعلاج الألم المزمن و الدكتور عبد الرحمن محمد طبيب مقيم بالقسم، وذلك تحت إشراف الدكتور عبادي عبد اللاه أحمد محمد رئيس قسم التخدير والعناية المركزة، وشارك أيضا من طاقم هيئة التمريض المتميز: فريال حمدي، ومروة عبده و ياسر شمروخ داخل وحدة المناظير.

وأكد الفريق الطبي، أن المريضة قد تماثلت للشفاء بعد متابعة دقيقة بالمستشفى، وغادرت في حالة صحية جيدة، مع تحسن ملحوظ في قدرتها على البلع وممارسة حياتها اليومية بشكل طبيعي.

ويعد هذا التدخل واحدًا من أوائل الإجراءات الدقيقة التي تُجرى باستخدام تقنية POEM على مستوى محافظات الصعيد، وهو ما يُبرهن على قدرة مستشفيات قنا الجامعية على تقديم خدمات طبية عالية الجودة دون الحاجة لنقل المرضى إلى محافظات أخرى.

كما يأتي هذا الإنجاز تتويجًا لتكامل العمل بين الأقسام المختلفة داخل المستشفى، ويعكس مدى التطور الملحوظ في تجهيزات البنية التحتية، وتوفير الكوادر الطبية المدربة على أعلى مستوى.

يُذكر، أن مستشفيات قنا الجامعية تسعى بشكل مستمر إلى إدخال تقنيات جديدة في مجالات المناظير، والجراحات الدقيقة، والعناية الحرجة، بما يخدم رؤية جامعة جنوب الوادي في تقديم رعاية صحية شاملة ومتطورة لأبناء الإقليم.

وأضاف الدكتور محمد زين العابدين أبو الحسن، مدير المستشفى الجامعي بالمعبر: أن المريضة قد تماثلت للشفاء التام، وغادرت المستشفى بعد استقرار حالتها بشكل كامل، مؤكدًا أن هذا النجاح يُعد ثمرة تعاون فعّال بين مختلف الفرق الطبية والإدارية بالمستشفى.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فريق طبي علاج بدون جراحة حالة نادرة معقدة تقنيات عالمية مستشفیات قنا الجامعیة الدکتور محمد

إقرأ أيضاً:

د. أمل منصور تكتب: هي هكذا .. من يكتفي يختفي

في بدايات العلاقات، كل شيء يلمع. الكلمات تلمع، والاهتمام يلمع، وحتى الصمت يكون له بريق خاص. يفتح الرجل باب الحديث كما لو كان يفتح نافذة على ربيع جديد، وترد المرأة بابتسامة تفيض بدفء الاكتشاف. الرسائل تتسابق، والمواعيد تُحاك على عجل، وكأن الزمن يخشى أن يفوته هذا العرس الصغير للحضور المتبادل. إنها حلاوة البدايات التي تخدعنا جميعًا، حيث يظن القلب أن هذا الاندفاع هو القاعدة، وأن هذا الحضور الكثيف سيبقى إلى ما لا نهاية.

لكن ما إن تمضي الأيام حتى تبدأ الملامح في التغيّر. الرسائل تقلّ، الأصوات تخفت، والمواعيد تُؤجَّل بلا سبب. فجأة يتسلل الغياب كظلٍ طويل، لا يترك مبررًا ولا يطلب إذنًا. نتساءل: ماذا حدث؟ أكان كل ذلك الاندفاع مجرّد مرحلة؟ أكان الحضور مجرد عطش لحظي لا أكثر؟

الحقيقة القاسية أن كثيرين يدخلون العلاقات بشغف الاكتشاف لا بشغف الاستمرار. ينجذبون إلى ومضة البدايات أكثر مما ينجذبون إلى جوهر العلاقة. يحبون فكرة "الوصل" لا عبء "البقاء". وفي اللحظة التي يشعرون فيها أنهم أخذوا ما يكفي من دفء الطرف الآخر—كلمة، نظرة، اعتراف—يتراجعون بلا ضجيج. فمن اكتفى، يختفي.

نحاول أن نبرر لهم: ربما مشغول، ربما مرهق، ربما غاضب. لكن لو كان صادقًا لبقي. ولو كان مشتاقًا لأتى. ولو كان غاضبًا لاشتكى. الغياب بلا تفسير ليس انشغالًا ولا كبرياء؛ إنه اكتفاء. إنه إعلان صامت بأن ما كان يثيره فيك لم يعد يثيره، وأن ما كان يبحث عنه قد وجده، أو ربما لم يعد يريده أصلًا.

الأصعب من الغياب نفسه هو ارتباك الأسئلة التي يتركها وراءه. المرأة—وأحيانًا الرجل—تظل تبحث في التفاصيل: هل قلت كلمة أزعجته؟ هل بالغت في إظهار مشاعري؟ هل كان ينتظر شيئًا ولم أمنحه إياه؟ لكن كل هذه الأسئلة ليست سوى فخاخ تلتهم طاقتنا. الحقيقة أبسط وأقسى: لم يختفِ لأنك قصّرت، بل لأنه اكتفى.

هؤلاء الذين ينسحبون بصمت يظنون أنهم ينجون من المواجهة، لكنهم في الواقع يتركون خلفهم جرحًا من نوع مختلف. جرح لا يصرخ لكنه يصدأ ببطء. جرح يجعل الطرف الباقي يراجع ذاته بلا نهاية، ويتعلم الدرس الأهم: أن الحضور الحقيقي لا يحتاج إلى تذكير، وأن من يريد البقاء يجد دائمًا طريقًا للبقاء.

ومن الإنصاف أن نعترف أن هذه الظاهرة ليست حكرًا على الرجال. هناك نساء يملن إلى لعبة الظهور والاختفاء، نساء يفتنهن وهج البداية أكثر مما يغريهن عمق الاستمرار. أحيانًا يكون الأمر مجرد إثبات للذات: أن بإمكانها أن تُعجب أحدهم، أن تُحدث في قلبه ارتباكًا، ثم تمضي. إنها لعبة أنانية يرتدي فيها كل طرف قناع "العفوية" بينما يخفي داخله خوفًا من الالتزام، أو هروبًا من مواجهة حقيقية مع ذاته.

لكن ماذا عن الطرف الذي يبقى؟ كيف ينجو من مرارة الغياب؟ النجاة تبدأ بالوعي. أن تفهم أن الصدق لا يرحل، وأن الاشتياق لا يختبئ، وأن الحب الحقيقي لا يذوب عند أول ارتباك. أن تدرك أن الآخر ليس مرآة لقيمتك، وأن اختفاءه لا يعني أنك أقل جمالًا أو استحقاقًا. أحيانًا يكون الاختفاء هدية متخفية: يريحك من علاقة كانت ستتآكل ببطء، ويكشف لك مبكرًا أن من أمامك لا يملك شجاعة الاستمرار.

قد نتألم، نعم. قد نسهر ليلًا نعيد قراءة الرسائل القديمة ونفتش عن إشارات صغيرة لما سيأتي. لكن مع الوقت نكتشف أن ما ظنناه خسارة كان في الحقيقة مساحة جديدة لنكبر. نكتشف أن القلب الذي تعلم كيف يحتمل غياب الآخرين يصبح أكثر قدرة على اختيار من يستحق حضوره.

في النهاية، ليست كل البدايات وعدًا بالبقاء. بعضهم يمرّ كزائر عابر ليوقظ فينا شيئًا نائمًا ثم يرحل. وبعضهم يختفي لأن حضوره كان مجرد صدفة جميلة لا أكثر. وما يهمنا حقًا ليس من بقي لأيام، بل من يملك شجاعة أن يبقى لسنوات، رغم التعب، رغم الخلافات، رغم كل ما يجعل الاستمرار أصعب من الاكتفاء.

لذلك، حين يختفي أحدهم بعد حلاوة البدايات، لا تلهث خلف ظله. لا تتساءل عما فعلت أو لم تفعل. تذكّر فقط أن من يريدك لا يتوارى، ومن يحبك لا يختفي، ومن يكتفي… يختفي.

طباعة شارك بدايات العلاقات المرأة الرجل

مقالات مشابهة

  • أستاذ بجامعة الأزهر: الدكتور أحمد عمر هاشم أحيا مدرسة الحديث المصرية
  • د. أمل منصور تكتب: هي هكذا .. من يكتفي يختفي
  • أربعة أشهر بدون راتب
  • نجاح أول جراحة للتحفيز العميق للمخ لمرضى الشلل الرعاش بمستشفى أسيوط الجامعي
  • الخالدي تكتب: حين يخذلنا الواقع… يبقى الأمل في قيادتنا الهاشمية
  • مصر والمغرب يلتقيان وديًا الخميس استعدادًا لكأس العرب بدون جماهير
  • محمد فودة يكتب: مصر تكتب التاريخ من باريس.. العنانى ينتزع منصب مدير اليونسكو فى انتصار جديد يضاف لأمجاد أكتوبر
  • ضبط 4 مراكز علاج إدمان غير مرخصة في حملة بالقليوبية
  • تقدم الى محكمة جنوب شرق الأمانة الأخ/ محمد راجح بطلب انحصار وراثة
  • بدون محمد صلاح.. منتخب مصر يفتتح تدريباته استعدادًا لمواجهة جيبوتي بتصفيات كأس العالم 2026