مستشفيات قنا الجامعية تعالج أول حالة أكلازيا بدون جراحة
تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT
أُعلن الدكتور حجاجي منصور، المدير التنفيذي لمستشفيات قنا الجامعية، عن نجاح فريق طبي متخصص في علاج حالة نادرة ومعقدة من مرض أكلازيا المريء باستخدام تقنية حديثة تُعرف بـ POEM – Peroral Endoscopic Myotomy، وذلك بدون أي تدخل جراحي تقليدى، في إنجاز يُضاف إلى سجل المستشفى الحافل بالنجاحات الطبية النوعية.
وأضاف منصور، بأن مستشفيات قنا الجامعية تسعى بشكل مستمر إلى إدخال تقنيات جديدة في مجالات المناظير، والجراحات الدقيقة، والعناية الحرجة، بما يخدم رؤية جامعة جنوب الوادي في تقديم رعاية صحية شاملة ومتطورة لأبناء الإقليم، ضمن خطة مستشفيات قنا الجامعية للارتقاء بمستوى الخدمات الطبية المقدمة لأهالي جنوب الصعيد، من خلال تطبيق أحدث التقنيات العالمية، وذلك تحت رعاية الدكتور أحمد عكاوي، رئيس جامعة جنوب الوادي، وبإشراف الدكتور علي عبد الرحمن غويل، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية.
وأوضح الدكتور محمد تاج الدين سعيد، أستاذ الأمراض الباطنة والجهاز الهضمي والكبد، بأن المريضة جرى استقبالها بالمستشفى وبعد عمل جميع الأشعات والفحوصات الطبية اللازمة، تبين أنها كانت تعاني من أعراض شديدة تمثلت في صعوبة مستمرة في البلع، ونقص واضح في التغذية نتيجة الإصابة بمرض "أكلازيا المريء"، وهو مرض نادر ناتج عن فشل عضلة المريء السفلية في الارتخاء أثناء البلع، مما يؤدي إلى تراكم الطعام وصعوبة مروره إلى المعدة.
وأشار سعيد، إلى أن هذه الحالة تطلبت تدخلاً سريعًا باستخدام تقنية POEM، وهي إجراء متطور يعتمد على إدخال المنظار من خلال الفم، ثم إجراء قطع دقيق في العضلة العاصرة للمريء من الداخل، دون الحاجة إلى فتح جراحي، وهو ما يُقلل من المضاعفات ويُسرّع من عملية التعافي.
وأضاف أستاذ الأمراض الباطنة والجهاز الهضمي والكبد، بأن العملية بنجاح داخل وحدة مناظير الجهاز الهضمي بالمستشفى، بإشراف ومشاركة فريق طبي متكامل يضم كلاً من: الدكتور محمد تاج الدين سعيد، أستاذ الأمراض الباطنة والجهاز الهضمي والكبد، والدكتورة نهال صلاح، مدرس مساعد، والدكتور صباح فؤاد، مدرس مساعد، والدكتورة آية محمود، طبيب مقيم، والدكتور عبد القادر سيد، طبيب مقيم بالقسم، والدكتور مصطفى عبيد، مدرس بقسم الأمراض الباطن.
وتابع سعيد، كما شارك أيضًا من قسم التخدير والعناية المركزة: الدكتور محمد جابر العادلي، مدرس واستشاري علاج الآلام بجامعة جنوب الوادي، وعضو الجمعية المصرية لعلاج الألم المزمن، والدكتور عبد الرحمن محمد، طبيب مقيم بالقسم وذلك تحت إشراف الدكتور عبادي عبداللاه أحمد محمد، رئيس قسم التخدير والعناية المركزة، وشارك من طاقم هيئة التمريض المتميز: فريال حمدى، مروة عبده، ياسر شمروخ، داخل وحدة المناظير.
وأشار الدكتور محمد زين العابدين أبو الحسن، مدير المستشفى الجامعي بالمعبر، بأن المريضة تماثلت للشفاء التام بعد متابعة دقيقة بالمستشفى، وغادرت المستشفى بعد استقرار حالتها بشكل كامل، مع تحسن ملحوظ في قدرتها على البلع وممارسة حياتها اليومية بشكل طبيعى، مؤكدًا أن هذا النجاح يُعد ثمرة تعاون فعّال بين مختلف الفرق الطبية والإدارية بالمستشفى.
وأوضح أبوالحسن، بأن هذا التدخل يعد واحدًا من أوائل الإجراءات الدقيقة التي تُجرى باستخدام تقنية POEM على مستوى محافظات الصعيد، وهو ما يُبرهن على قدرة مستشفيات قنا الجامعية على تقديم خدمات طبية عالية الجودة دون الحاجة لنقل المرضى إلى محافظات أخرى، كما يأتي هذا الإنجاز تتويجًا لتكامل العمل بين الأقسام المختلفة داخل المستشفى، ويعكس مدى التطور الملحوظ في تجهيزات البنية التحتية، وتوفير الكوادر الطبية المدربة على أعلى مستوى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قنا مستشفيات قنا الجامعية علاج حالة نادرة جامعة جنوب الوادي مستشفیات قنا الجامعیة الدکتور محمد جنوب الوادی
إقرأ أيضاً:
ممرضات يغمى عليهن والجوع يطارد مستشفيات غزة
في مشهد مأساوي متفاقم، كشفت صحيفة نيويورك تايمز -في تقرير ميداني مفصل- أن المجاعة باتت تضرب قلب المستشفيات العاملة في قطاع غزة، في ظل حصار إسرائيلي خانق وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.
وذكرت أن الجوع لم يعد حالة طارئة، بل أصبح معركة يومية يخوضها الطاقم الطبي والمرضى، صغارا وكبارا، في ظل عجز عن توفير الغذاء وحليب الأطفال أو حتى محاليل التغذية الوريدية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تلغراف: جنود وجنرالات يتمردون على نتنياهو بسبب حرب غزةlist 2 of 2واشنطن بوست: أهل غزة يتضورون جوعا فما أثر الجوع على جسم الإنسان؟end of list مجاعة تتمدد في أنحاء غزةبعد أشهر من التحذيرات، تقول منظمات دولية وأطباء إن المجاعة تجتاح القطاع نتيجة القيود الإسرائيلية الصارمة التي تمنع تدفق المساعدات منذ شهور. وبحسب وزارة الصحة في غزة، توفي 56 فلسطينيا هذا الشهر جراء الجوع، وهو ما يمثل نحو نصف عدد الوفيات الناجمة عن المجاعة منذ اندلاع الحرب قبل 22 شهرا.
وفي ظل الانهيار المتسارع للمنظومة الصحية، تحوّلت المستشفيات من مواقع لعلاج الإصابات إلى ساحات لمكافحة سوء التغذية الحاد. وتفقد الأطقم الطبية، التي تعمل في ظروف غير إنسانية، الوعيَ أثناء أداء مهامها، ويتم إنعاشهم بمحاليل ملحية وسكرية. وقد تفاقم الأمر بسبب نفاد المضادات الحيوية والمسكنات، وحتى المحاليل الوريدية الخاصة بتغذية المرضى المنهكين.
وأفادت الصحيفة الأميركية أن الممرضات يُغمى عليهن في أجنحة العلاج بسبب الجوع والجفاف، والأطباء لا يجدون ما يسعف المرضى المنهكين سوى الماء أو سوائل محدودة.
طبيب بريطاني في غزة: رأيت سوء التغذية الحاد الوخيم الذي لم أكن أظن أنه يمكن أن يحدث في عالم متحضر. إن كلمة جلد وعظم لا تصف ما رأيته
ووصف الأطباء مشهدا مأساويا يتكرر يوميا: أطفال رُضّع يعانون من الهزال المفرط ولا يمكن إنقاذهم بإعطائهم كميات كبيرة من الغذاء مرة واحدة، خوفا من إصابتهم بـ"متلازمة إعادة التغذية" وهي حالة خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
وتقول الجراحة الأميركية المتطوعة أمبيرين سليمي من مستشفى ناصر جنوب غزة "رأيت أطفالا على وشك الموت، ولم نتمكن من انتشالهم من حافة الموت" كما يروي الجراح البريطاني نيك ماينارد منظرا "صادما" لرضيع يبلغ من العمر 7 أشهر بدا أشبه بهيكل عظمي.
إعلانويقول ماينارد "رأيت سوء التغذية الحاد الوخيم الذي لم أكن أظن أنه يمكن أن يحدث في عالم متحضر. إن كلمة جلد وعظم لا تصف ما رأيته".
ويضيف أنها "مجاعة من صنع البشر تُستخدم سلاح حرب، وستؤدي إلى وفيات أكثر، ما لم يُسمح بإدخال الغذاء فورا".
بعد حصار غذائي شامل استمر من مارس/آذار إلى مايو/أيار، سمحت إسرائيل بدخول بعض المساعدات، لكنها استبدلت النظام الأممي السابق بمراكز توزيع محدودة يُشرف عليها مقاولو شركات خاصة بدعم عسكري إسرائيلي.
وتلفت الصحيفة إلى أن هذه النقاط، التي لا يمكن الوصول إليها إلا بعد قطع مسافات طويلة يمر المرء خلالها عبر خطوط نيران إسرائيلية، تحولت إلى "فخاخ موت" أودت بحياة مئات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى الطعام.
ورغم أن إسرائيل تزعم أن هذا النظام يمنع حركة حماس من الاستيلاء على المساعدات، إلا أن مسؤولين عسكريين إسرائيليين أقروا لصحيفة نيويورك تايمز بعدم وجود دليل على ذلك.
كما قالت إسرائيل إنها أطلقت "طلقات تحذيرية" فقط، لكن أطباء ميدانيين أكدوا وجود إصابات قاتلة في مناطق الجذع، مما يوحي بأنها نتيجة استهداف مباشر.
استجابة متأخرةوفي رده على تصريحي الطبيبين أمبيرين وماينارد، قال مكتب "كوغات" التابع للجيش الإسرائيلي، والمسؤول عن تنسيق دخول المساعدات إلى غزة، إنه يعمل مع شركاء دوليين لضمان دخول المساعدات الإنسانية بما يتوافق مع القانون الدولي.
وفي وقت متأخر من ليل السبت، أعلنت إسرائيل أنها بدأت إسقاط مساعدات جوية على شمال غزة، وأنها ستوقف عملياتها العسكرية لبضع ساعات يوميا في مناطق مختارة لتسهيل دخول المساعدات برا.
أطباء: المجاعة لا تتسبب فقط في الوفاة المباشرة، بل تُضعف أجساد المرضى لدرجة تمنعهم من التعافي من الإصابات أو الأمراض العادية.
لكن برنامج الأغذية العالمي أكد مؤخرا أن ثلث سكان غزة يمرون أيامًا كاملة بلا طعام. وفي عيادات منظمة أطباء بلا حدود، يعاني ربع الأطفال والحوامل من سوء تغذية.
ويقول أطباء إن المجاعة لا تتسبب فقط في الوفاة المباشرة، بل تُضعف أجساد المرضى لدرجة تمنعهم من التعافي من الإصابات أو الأمراض العادية. كما ارتفعت حالات الإجهاض، والولادات المبكرة لأطفال ضعفاء المناعة أو مصابين بتشوهات.
أرقام مرعبة وأسعار خيالية
رغم وجود بعض المواد الغذائية في الأسواق المحلية، إلا أن أسعارها خارجة عن قدرة السكان. فالكيلوغرام من الطحين أو الطماطم يصل سعره -بحسب تقرير نيويورك تايمز- نحو 30 دولارا، بينما تكاد تنعدم اللحوم والأرز، الأمر الذي لا يجد معه الأهالي بُدّاً من الاختيار بين التضور جوعا أو التعرض للموت برصاص القناصة في سبيل الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الغذائية.
وحتى تلك المساعدات تتعرض للتلف أحيانا بسبب تعذر توزيعها في الوقت المناسب. فقد أعلنت إسرائيل أنها دمّرت ما يقارب حمولة 100 شاحنة من الطعام مؤخرا. ومن جانبها، تُحمّل الأمم المتحدة مسؤولية ذلك للقيود الإسرائيلية التي تعيق مرور القوافل في منطقة حرب مفتوحة.
سلام ويزن: الحياة بشق الأنفسوتناولت الصحيفة الأميركية أيضا قصة الرضيعة سلام برغوث التي لم تتجاوز شهرها الثالث، كمثال حي للمعاناة. فقد وُلدت بعد الحصار مباشرة، ووالدتها حنان (22 عاما) بدت أضعف من أن تسير بقدميها إلى مراكز التوزيع. أما والد الطفلة فقد أخفق هو الآخر في الوصول إلى تلك المراكز قبل نفاد المساعدات.
إعلانوتقول أم سلام لنيويورك تايمز "أنا أكافح وأقاتل كل يوم لأبقيها على قيد الحياة. أرضعها قدر استطاعتي، وعندما لا أستطيع أعطيها الحليب الصناعي، لكنه مكلف جدا حيث يبلغ سعر العلبة الواحدة منها نحو 120 دولارا".
وفي شمال القطاع، يعاني يزن أبو الفول (عمره 24 شهرا) من الهزال لدرجة بروز عظامه. فأسرته لا تجد طعاما، والمستشفيات القريبة لا تستطيع استقباله بسبب نفاد المعدات والأدوية.