البلاد (الخرطوم)
تتسارع وتيرة الأحداث في السودان على المستويين الميداني والقضائي، مع استمرار التوترات العسكرية غرب البلاد، وتطورات جديدة في ملف محاسبة المتورطين بجرائم الحرب، وعلى رأسهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وفي تطور لافت في مسار الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، دفع الجيش السوداني بمزيد من التعزيزات نحو مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان؛ تحسباً لتوسع رقعة المواجهات مع قوات الدعم السريع، التي تواصل تمركزها على بعد 40 كلم من المدينة، وتحديدًا في منطقة أم صميمة.


وبحسب مصادر ميدانية، ركّزت القوات المسلحة السودانية تحصيناتها في الجهتين الجنوبية والجنوبية الغربية للأبيض، في ظل مؤشرات على هجمات محتملة، خصوصاً بعد التهديدات الأخيرة التي أطلقتها قوات الدعم السريع لعرقلة تقدم الجيش نحو إقليم دارفور.
فيما تشتعل الجبهات، تتفاقم الأزمة الإنسانية داخل مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، حيث يعيش أكثر من نصف مليون مدني تحت الحصار منذ مايو 2024، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه وانهيار كامل للخدمات الصحية.
ورغم هذا الحصار، لا تزال القوات المشتركة والقوات المسلحة السودانية متمركزة في مواقعها الدفاعية داخل المدينة، في مواجهة مباشرة مع قوات الدعم السريع التي تمنع دخول المساعدات.
وفي تحول قضائي بالغ الأهمية، وجهت محكمة مكافحة الإرهاب والجرائم الموجهة ضد الدولة في مدينة بورتسودان، تهمًا رسمية إلى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وشقيقيه عبد الرحيم والقوني دقلو، إضافة إلى 13 متهماً آخرين، بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ونهب.
ووفق بيان النيابة العامة، تتعلق التهم بقضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس عبد الله أبكر، الذي تم اعتقاله وقتله بطريقة وصفها البيان بـ”الوحشية”، في 14 يونيو 2023، عقب ساعات من إدلائه بتصريحات كشف فيها حجم المأساة في مدينة الجنينة، حيث أشار إلى أن المدينة “دُمرت بالكامل” وأن”القتلى يُدفنون بشكل عشوائي”.
واتهمت المحكمة حميدتي بقيادة الهجوم على الجنينة في 15 أبريل 2023، الذي استهدف قبيلة المساليت على أسس إثنية، ما أدى إلى مجازر جماعية وتشريد مئات الآلاف نحو الحدود مع تشاد.
كما وجّهت المحكمة اتهامات إلى عبد الرحيم دقلو بصفته القائد الثاني لقوات الدعم السريع، والقوني دقلو بصفته المسؤول الاقتصادي، لدورهما في التخطيط والمشاركة في تنفيذ الهجوم، بالإضافة إلى فظائع ضد المدنيين وممتلكاتهم.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تدين مقتل عشرات المدنيين في الفاشر على يد الدعم السريع

جدد المفوض السامي دعوته للدول الأعضاء ذات النفوذ المباشر إلى اتخاذ تدابير عاجلة لحماية المدنيين ومنع وقوع مزيد من الفظائع في الفاشر وسائر أنحاء دارفور..

التغيير: الخرطوم

أدان المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، مقتل وإصابة عشرات المدنيين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، إثر هجمات نفذتها قوات الدعم السريع بين 5 و8 أكتوبر، مؤكداً أن الانتهاكات المستمرة تمثل “تجاهلاً تاماً لحياة المدنيين والقانون الدولي”.

وأكدت المفوضية السامية في بيان الجمعة، مقتل ما لا يقل عن 53 مدنياً وإصابة أكثر من 60 آخرين خلال القصف المتواصل على المدينة، مشيرة إلى أن العدد قد يكون أعلى من ذلك وفق المعلومات الأولية.

وأوضحت أن قوات الدعم السريع نفذت غارات بالمدفعية والطائرات المسيّرة على أحياء أبو شوك ودرجة أولى ومخيم أبو شوك للنازحين، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 46 مدنياً، بينهم 14 لقوا حتفهم خلال الهجمات على المستشفى السعودي، آخر مرفق صحي رئيسي عامل في شمال دارفور، والذي تضرر بشدة بعد أن كان يعمل بطاقة محدودة.

وأضافت المفوضية أن تقارير ميدانية أفادت بإعدام سبعة مدنيين بإجراءات موجزة خلال عمليات تفتيش من منزل إلى منزل شنتها قوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن القتلى ربما استُهدفوا بدوافع عرقية كونهم من قبيلة الزغاوة.

وقال تورك في البيان الجمعة: “أشعر بالفزع من تجاهل قوات الدعم السريع المتعمد وغير المحدود لحياة المدنيين.. يجب أن ينتهي هذا”.

 ودعا جميع أطراف النزاع إلى استخلاص العبر من إدانة المحكمة الجنائية الدولية لعلي كوشيب هذا الأسبوع بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.

تدابير لحماية المدنيين

وجدد المفوض السامي دعوته للدول الأعضاء ذات النفوذ المباشر إلى اتخاذ تدابير عاجلة لحماية المدنيين ومنع وقوع مزيد من الفظائع في الفاشر وسائر أنحاء دارفور.

وتشهد الفاشر منذ مايو 2024 حصاراً مطبقاً من قوات الدعم السريع وسط معارك عنيفة مع الجيش السوداني، ما تسبب في سقوط مئات الضحايا وتفاقم الأزمة الإنسانية في شمال دارفور.

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 حربًا مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلّفت آلاف القتلى وملايين النازحين، وتسببت في انهيار واسع للخدمات الأساسية وشبه عزلة لعدد من المدن، من بينها الفاشر التي تواجه حصارًا متواصلاً ومعارك متكررة منذ مايو 2024.

الوسومالجرائم والانتهاكات الفاشر حرب الجيش و الدعم السريع حماية المدنيين قوات الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • (السيادة السوداني): نستنكر الصمت الدولي على جرائم (الدعم السريع)
  • السودان يدين الصمت الدولي تجاه هجمات «الدعم السريع» في الفاشر
  • السيادة السوداني يستنكر الصمت الدولي على جرائم الدعم السريع
  • قوات الدعم السريع تنفي استهداف ملجأً للنازحين بالفاشر
  • «المؤتمر السوداني» يدين استهداف الجيش لمدنيين في الكومة
  • مقتل 30 سودانيا إثر قصف الدعم السريع مركز إيواء للنازحين في مدينة الفاشر
  • 30 قتيلا بقصف للدعم السريع على الفاشر
  • عشرات القتلى في قصف لمسيرات الدعم السريع على مراكز إيواء بالفاشر
  • الأمم المتحدة تدين مقتل عشرات المدنيين في الفاشر على يد الدعم السريع
  • 13 قتيلا في قصف لقوات الدعم السريع على مسجد في الفاشر في السودان