الجيش السوداني يعزز دفاعاته حول الأبيض.. اتهامات لقادة «الدعم السريع» بارتكاب جرائم إبادة
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
البلاد (الخرطوم)
تتسارع وتيرة الأحداث في السودان على المستويين الميداني والقضائي، مع استمرار التوترات العسكرية غرب البلاد، وتطورات جديدة في ملف محاسبة المتورطين بجرائم الحرب، وعلى رأسهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وفي تطور لافت في مسار الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، دفع الجيش السوداني بمزيد من التعزيزات نحو مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان؛ تحسباً لتوسع رقعة المواجهات مع قوات الدعم السريع، التي تواصل تمركزها على بعد 40 كلم من المدينة، وتحديدًا في منطقة أم صميمة.
وبحسب مصادر ميدانية، ركّزت القوات المسلحة السودانية تحصيناتها في الجهتين الجنوبية والجنوبية الغربية للأبيض، في ظل مؤشرات على هجمات محتملة، خصوصاً بعد التهديدات الأخيرة التي أطلقتها قوات الدعم السريع لعرقلة تقدم الجيش نحو إقليم دارفور.
فيما تشتعل الجبهات، تتفاقم الأزمة الإنسانية داخل مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، حيث يعيش أكثر من نصف مليون مدني تحت الحصار منذ مايو 2024، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه وانهيار كامل للخدمات الصحية.
ورغم هذا الحصار، لا تزال القوات المشتركة والقوات المسلحة السودانية متمركزة في مواقعها الدفاعية داخل المدينة، في مواجهة مباشرة مع قوات الدعم السريع التي تمنع دخول المساعدات.
وفي تحول قضائي بالغ الأهمية، وجهت محكمة مكافحة الإرهاب والجرائم الموجهة ضد الدولة في مدينة بورتسودان، تهمًا رسمية إلى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وشقيقيه عبد الرحيم والقوني دقلو، إضافة إلى 13 متهماً آخرين، بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ونهب.
ووفق بيان النيابة العامة، تتعلق التهم بقضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس عبد الله أبكر، الذي تم اعتقاله وقتله بطريقة وصفها البيان بـ”الوحشية”، في 14 يونيو 2023، عقب ساعات من إدلائه بتصريحات كشف فيها حجم المأساة في مدينة الجنينة، حيث أشار إلى أن المدينة “دُمرت بالكامل” وأن”القتلى يُدفنون بشكل عشوائي”.
واتهمت المحكمة حميدتي بقيادة الهجوم على الجنينة في 15 أبريل 2023، الذي استهدف قبيلة المساليت على أسس إثنية، ما أدى إلى مجازر جماعية وتشريد مئات الآلاف نحو الحدود مع تشاد.
كما وجّهت المحكمة اتهامات إلى عبد الرحيم دقلو بصفته القائد الثاني لقوات الدعم السريع، والقوني دقلو بصفته المسؤول الاقتصادي، لدورهما في التخطيط والمشاركة في تنفيذ الهجوم، بالإضافة إلى فظائع ضد المدنيين وممتلكاتهم.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
مركز بحث بريطاني: معسكر لقوات الدعم السريع في صحراء ليبيا لتأجيج الصراع السوداني
كشفت منظمة “مركز المرونة المعلوماتية”(CIR) في لندن، عن وجود معسكر عسكري تابع لقوات الدعم السريع داخل الأراضي الليبية، في منطقة صحراوية قرب بلدة الجوف جنوب الكفرة.
وأضافت المنظمة في تحقيقها، أن وجود المعسكر يثبت استمرار كون ليبيا مسار إمداد رئيسي لهذه القوات التي تخوض صراعًا مسلحًا ضد الجيش السوداني، وفق قولها.
واستند التحقيق إلى تحليل بيانات مفتوحة المصدر وصور أقمار صناعية، إضافة إلى مئات مقاطع الفيديو التي نُشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الماضية.
وأكد فريق التحقيق أن قوات الدعم السريع نقلت معدات عسكرية ووقودًا ومركبات عبر ليبيا، بعضها استُخدم لاحقًا في عمليات هجومية داخل السودان، من أبرزها الهجوم العنيف على مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور.
وقال المحقق الرئيسي في CIRمارك سنوك، إن مهمة تحديد موقع المعسكر لم تكن سهلة، لكن استخدام أدوات متقدمة مثل نظام “بلاك ماربل” التابع لوكالة ناسا، ساعد الفريق في رصد مصدر ضوء جديد في صور الأقمار الصناعية الليلية، ما قادهم إلى موقع المعسكر قبل أسابيع من ظهور الأدلة البصرية على الإنترنت.
وتُظهر الصور وجود أكثر من 100 مركبة مصطفّة داخل المعسكر، رغم صعوبة تحديد الرقم بدقة بسبب تداخل الصور وتنوع الآليات.
كما تمكّن المحققون من التعرف على شارات كتف تعود لقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى ظهور قائد ميداني بارز داخل الموقع، ما دعم فرضية أن المعسكر يخضع لسيطرة مباشرة من قبل تلك القوات.
وكان تقرير للأمم المتحدة في يناير 2024 أشار إلى أن قوات الدعم السريع اشترت سيارات من ليبيا، وحصلت على أسلحة عبر الحدود الليبية، ما يسلّط الضوء مجددًا على طبيعة التدخلات الخارجية في النزاع السوداني المتفاقم.
ويأتي هذا الاكتشاف في وقت تتواصل فيه الهجمات على المدنيين السودانيين؛ حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية احتراق مناطق واسعة من مخيم زمزم في هجمات متتالية، راح ضحيتها أكثر من 300 شخص خلال أبريل الماضي، بحسب بيانات من الأمم المتحدة ونظام FIRMS التابع لوكالة ناسا.
ورغم الكارثة الإنسانية التي تعيشها البلاد، مع مجاعة تضرب خمس مناطق وعرقلة مستمرة لوصول المساعدات، لا تزال الإمدادات العسكرية تجد طريقها بسلاسة، ما يعمّق من حدة الصراع ويُطيل أمد الأزمة، بحسب المنظمة.
المصدر: منظمة “مركز المرونة المعلوماتيةCIR))”
Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0