الإمارات.. نموذج إنساني فريد في دعم أهالي غزة
تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT
أحمد عاطف، شعبان بلال (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلةشدد خبراء ومحللون على أن دولة الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها المرموقة باعتبارها محوراً فاعلاً للعمل الإنساني الدولي، لا سيما في مناطق الأزمات والنزاعات، وذلك عبر جهودها المستمرة لدعم مئات الآلاف من المدنيين في غزة، وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة يعيشها القطاع.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن المساعدات الإماراتية لأهالي غزة ليست مجرد استجابة طارئة، بل تأتي امتداداً لنهج إنساني راسخ في سياسة الدولة الخارجية.
وقال أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، الدكتور هيثم عمران، إن الإمارات تؤكد، مرة بعد أخرى، أن العمل الإنساني ليس مجرد استجابة ظرفية، بل جزء أصيل من سياستها الخارجية ونهجها الأخلاقي، مما جعلها أحد أبرز الداعمين الحقيقيين للشعب الفلسطيني، لا سيما في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وذلك بعيداً عن الشعارات أو الاستهلاك الإعلامي.
وأضاف عمران، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن ما يميّز الجهود الإماراتية هو الشمول والفاعلية، سواء من خلال الإسقاط الجوي للمساعدات، أو تسيير السفن الإغاثية، أو توفير المياه النظيفة، أو تشغيل المستشفى الميداني داخل غزة، مما يعكس رسالة إنسانية مفادها أن كرامة الإنسان فوق كل اعتبار، وأن معاناة المدنيين ليست ملفاً ثانوياً في أوقات الحروب.
وأشار إلى أن الجهود الإماراتية تأتي في وقت يتراجع فيه الحضور الإنساني العالمي، لتملأ الإمارات هذا الفراغ الأخلاقي بمبادرات عملية تتسم بالسرعة والكفاءة، وتعكس رؤية قيادتها في نصرة المظلومين وتخفيف آلامهم، خصوصاً في المناطق التي تعاني من الكوارث والنزاعات.
وشدّد عمران على أن الإمارات لا تدعم فقط الشعب الفلسطيني، بل تدافع عن المبادئ الإنسانية والقيم النبيلة، وتؤكد أن التضامن العربي لا يزال حياً وفاعلاً حين تتوافر الإرادة.
من جانبه، قال الباحث في الشؤون الدولية والإقليمية، هاني الجمل، إن الإمارات تُعد من أهم الأجنحة الإنسانية والإغاثية التي تعمل على رفع المعاناة عن أهالي غزة، ضمن منظومتها الأيديولوجية، التي تؤمن بمد جسور الخير للدول الشقيقة والصديقة.
وأضاف الجمل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات، منذ الساعات الأولى للأزمة، سارعت بالتنسيق مع مصر إلى إقامة مستشفى ميداني عائم يعالج المئات من الحالات الطارئة وذويهم، إلى جانب الانخراط في حملات تطعيم ضد مرض شلل الأطفال، بالتعاون مع منظمات الإغاثة الدولية.
وأشار إلى أن جسر المساعدات الإنسانية الذي أطلقته الإمارات تحت أسم «الفارس الشهم 3»، قدّم خدمات متكاملة عبر معبر رفح، فضلًا عن تكرار محاولات الإنزال الجوي تحت مسمى «طيور الخير»، والتي أسهمت في إيصال المساعدات إلى مناطق محاصرة يصعب الوصول إليها براً، منوهاً بأن الدولة أسهمت في تشغيل محطات لتحلية المياه، وتأمين الوجبات الغذائية الجاهزة لآلاف الفلسطينيين، إلى جانب مساعدات مالية وعينية.
وأوضح الجمل أن المساعدات الإماراتية تم إرسالها إلى غزة من خلال جسر جوي ضخم وطرق أخرى، وهو ما يعكس تنوع قنوات الإمداد والقدرة اللوجستية العالية للدولة في إدارة العمل الإنساني، مؤكداً أن الدعم الإماراتي طال أيضاً المستشفيات والمراكز الصحية، مما يجعل من التجربة الإماراتية في دعم الفلسطينيين نموذجاً إنسانياً فريداً على مستوى المنطقة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أهالي غزة فلسطين غزة إسرائيل قطاع غزة حرب غزة الحرب في غزة سكان غزة المساعدات الإماراتية المساعدات الإنسانية المساعدات الإغاثية مساعدات الإمارات القضية الفلسطينية الشعب الفلسطيني لـ الاتحاد
إقرأ أيضاً:
مجلس سيدات أعمال الشارقة نموذج رائد لتمكين المرأة اقتصادياً
الشارقة (الاتحاد)
تتواصل مسيرة «مجلس سيدات أعمال الشارقة» بوصفه منصةً تمكينية تصنع الأثر وتحوّل الطموح إلى فرصٍ واقعية وتدعم رائدات الأعمال ليكنّ شريكاً فاعلاً في الاقتصاد المحلي والوطني والمساهمة في دفع عجلة عملية التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة.و في إطار مساعيه لتمكين المرأة اقتصاديا أطلق المجلس العديد من المبادرات والخدمات منها توفير مقرات جاهزة للمشاريع النسائية، وتبني الأفكار الإبداعية لرائدات لأعمال وتقديم التدريب والتوجيه لهن، ومساعدتهن على دخول عالم الأعمال بثقة واقتدار، وغيرها من المبادرات الداعمة، في سياق تعزيز حضور المرأة في القطاعات الاقتصادية وترسيخ مساهمتها في التنمية.
وتشكل هذه الجهود جزءا لا يتجزأ من الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في مجال العدالة وتكافؤ الفرص بتقدمها إلى المرتبة السابعة عالميا على مستوى العالم واحتفاظها بالمركز الأول إقليمياً في مؤشر المساواة بين الجنسين 2024 الصادر عن «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي».
وفي ضوء الدعم الحكومي والمؤسسي المتمثل بمجالس الأعمال الإماراتية لا سيما «مجلس سيدات أعمال الشارقة» شهدت أعداد رائدات الأعمال ومساهماتهن الاقتصادية نمواً كبيراً مما ساهم في تعزيز مكانة الإمارات وجهة رائدة لتمكين المرأة وريادتها في قطاع الأعمال.
ويشير تقرير صادر عن مجالس سيدات أعمال الإمارات إلى ارتفاع نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة إلى 34.6% في عام 2024 مقارنة ب 32.5% في 2023 وشكلت سيدات الأعمال 18% من إجمالي رواد الأعمال في الإمارات وشكلت الأعمال المملوكة للنساء في الدولة وتقودها نساء تحت سن الأربعين نسبة 77.6%.
ويبين التقرير أن 48.8% من هؤلاء النساء يشغلن مناصب مديرات تنفيذيات و61.4% منهن يمتلكن أعمالهن بشكل فردي مما يعكس زيادة ملحوظة في ريادة الأعمال النسائية حيث شهد النصف الأول من العام الجاري تسجيل أكثر من 2,000 شركة جديدة أسستها سيدات أعمال إماراتيات وتمثل هذه الشركات حوالي 22% من مجموع الشركات الجديدة المسجلة في الدولة.
وتعد هذه البيانات دليلاً واضحاً على نمو دور المرأة في الاقتصاد الوطني وانعكاسا لرؤية مجلس سيدات أعمال الشارقة في دعم السيدات وتمكينهن من تحويل إفكارهن إلى مشاريع ناجحة حيث أوضحت وزارة الموارد البشرية والتوطين أن مشاركة المرأة في سوق العمل بالدولة سجلت نموا بنسبة 16% خلال العشرة أشهر الأولى من العام الجاري.
ويحرص مجلس سيدات أعمال الشارقة على ترسيخ الشراكات المحلية والدولية بهدف مساعدة رائدات الأعمال على دخول أسواق جديدة حيث يؤمن بأهمية التعاون والتكامل في إحداث تحولات نوعيّة في الاقتصاد الوطني لا سيما مع المؤسسات ذات الأهداف المشتركة محلياً وأوروبياً وبشكل خاص مع الرابطة النسائية الأوروبية ضمن «ملتقى سيدات الأعمال بين الشارقة وأوروبا» الثاني الذي نظمته «غرفة تجارة وصناعة الشارقة» في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وتسهم استراتيجية المجلس في توسيع حصة سيدات الأعمال في اقتصاد دولة الإمارات والمنطقة، مما يشكل خطوة مهمة للنهوض بالاقتصاد المحلي ودعم قطاعاته المتنوعة كما يحرص المجلس على فتح آفاق جديدة من التعاون والعمل المشترك مع المؤسسات النظيرة في العالم تجسيداً لرؤيته الرامية إلى تمثيل الشارقة ودولة الإمارات في المحافل الدولية.
ووفقاً لتقرير الشركات المملوكة للنساء في دولة الإمارات «فرصة ذهبية 2022» الصادر عن «هيئة الأمم المتحدة للمرأة» بالتعاون مع مؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة بالشارقة، يحرص مجلس سيدات أعمال الشارقة على دعم رائدات الأعمال فمنذ تأسيسه أطلق المجلس عدداً من مبادرات التمويل والتدريب التي تهدف إلى تعزيز قدرات سيدات أعمال الشارقة ودولة الإمارات منها مبادرة «سوق أنوان» الذي يوفر لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من رواد الأعمال في دولة الإمارات فرصة تنمية مشاريعهم من خلال استئجار محلات ومكاتب في هذا السوق والحصول على التدريب والتوجيه إضافة إلى مبادرة «جيل» بالتعاون مع مبادرة «التعليم من أجل التوظيف» لدعم الأفكار الإبداعية لدى رواد الأعمال.
كما وفر المجلس خدمة «النافذة الواحدة» لتبسيط عملية الحصول على التصاريح والتأشيرات والتراخيص من «دائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة» إلى جانب إطلاق «تطبيق الهاتف الجوال لمجلس سيدات أعمال الشارقة» فضلاً عن توقيع العديد من الشراكات مع مجموعة من الجهات الحكومية وحضور المؤتمرات الإقليمية والدولية.. وفي عام 2022 ضاعف مجلس سيدات أعمال الشارقة عدد عضواته إلى 2.246.