تعريف معاداة السامية: سلاح قانوني لتبرير الإبادة الجماعية
تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT
نشر موقع "كاونتر بانش" تقريرا يسلط الضوء على استخدام تعريف "معاداة السامية" كأداة قانونية لمنع انتقاد إسرائيل، وتحوّله إلى غطاء لحمايتها من المساءلة عن جرائم الحرب في غزة.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه في تموز/ يوليو 2025، استمعت لجنة القضاء التابعة للهيئة التشريعية في ولاية ماساتشوستس إلى شهادات بشأن مشروع قانون من شأنه أن يجعلها الولاية الثامنة والثلاثين التي تحذو حذو الحكومة الفدرالية، إلى جانب 45 دولة أخرى (معظمها من دول الشمال العالمي)، وأكثر من 50 حكومة محلية في الولايات المتحدة، في تبني تعريف مثير للجدل لـ"معاداة السامية".
وبيّن الموقع أن التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، وهو ائتلاف يضم 35 دولة أغلبها أوروبية، كان قد صاغ في عام 2016 ما وصفه بـ"تعريف عملي لمعاداة السامية". وقد تأسس التحالف عام 1998 بهدف تعزيز الوعي بالهولوكوست، والعمل – حسب بيانه الرسمي – على "تعزيز التعاون بين الحكومات من أجل عالم خالٍ من الإبادة الجماعية".
لكن هذا التعريف يُستخدم اليوم، للأسف، بطريقة تتناقض كليًا مع تلك الأهداف، إذ بات أداة تُسهم في تجريم الأصوات المعارضة للإبادة الجماعية.
ولفت الموقع إلى أن معظم المنظمات المناهضة للعنصرية، مثل الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين، واللجنة الأمريكية العربية لمناهضة التمييز، ورابطة المواطنين اللاتينيين الأمريكيين المتحدين، وحملة وقف الكراهية ضد الآسيويين وسكان جزر المحيط الهادئ، لا تعتمد تعريفات جامدة للعنصرية، بل تركز على مكافحة التمييز والدفاع عن الحقوق المدنية والإنسانية ومبدأ تكافؤ الفرص.
وعلى عكس الفئات التي تمثلها تلك المنظمات، لا يواجه اليهود في الولايات المتحدة أنماطًا بنيوية من العنصرية، إذ غالبًا ما يتمتعون بمستويات دخل مرتفعة نسبيًا، كما ينتمي عدد كبير منهم إلى فئات متعلمة.
وقال الموقع إن التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست يقدّم تعريفًا لمعاداة السامية يركّز على التصورات والأقوال، ويعرّفها بأنها "تصوّر معين لليهود قد يتمثل في كراهيتهم"، موجّهة إلى أفراد أو ممتلكات أو مؤسسات يهودية. لكن ما يلي هذا التعريف هو قائمة غير متّسقة من 11 مثالًا، يركّز ستة منها على مواقف سياسية تتعلق بالصهيونية أو "إسرائيل" كدولة قائمة على أساس عرقي.
تناقضات قانونية ومنطقية
وقال الموقع إن التحالف يشدّد على ضرورة عدم التشكيك في "إسرائيل" كمجتمع يهودي، لكنه يستثني انتقادها إذا كان مشابهًا لما يُوجَّه لأي دولة أخرى. غير أن هذا الاستثناء بلا معنى، إذ لا توجد دولة أخرى تُعرَّف كمجتمع ديني مماثل، ما يجعل أي نقد فعلي لـ"إسرائيل" عرضة للتجريم.
وتشبه هذه الحالة ما حدث في جنوب أفريقيا زمن الفصل العنصري، أو ما يجري في الهند تحت حكم قومية مودي، حيث لم يُعتبر انتقاد تلك الأيديولوجيات خطابًا عنصريًا. إلا أن الوثيقة تناقض نفسها حين تجرّم ما تصفه بـ"المعايير المزدوجة" ضد "إسرائيل"، بينما تمنحها امتيازًا قانونيًا استثنائيا.
وأوضح الموقع أن الولايات المتحدة لا تحظر نقد أنظمة تقوم على أسس عرقية أو دينية، باستثناء "إسرائيل"، حيث يصبح التنديد بجرائم مثل الفصل العنصري أو الإبادة الجماعية تهمة بمعاداة السامية. ووفق التعريف الحالي، فإن مجرد الإشارة إلى ما يحدث في غزة قد يُعد محظورا، ما يمنح "إسرائيل" حصانة فعلية من المساءلة.
هل اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية من أشكال معاداة السامية؟
وأكد الموقع بأن التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست يرى أن أي مقارنة بين سياسات "إسرائيل" والنظام النازي، أو وصفها بدولة عِرقية ترتكب إبادة جماعية أو جرائم حرب، يُعدّ معاداة للسامية. ويمنح هذا التعريف "إسرائيل" حصانة من التحقيق أو الإدانة، ويجرّم عمل الصحفيين والمنظمات الحقوقية، ما يدفع البعض إلى ممارسة الرقابة الذاتية.
وبذلك، يُكرّس التحالف معيارًا مزدوجًا ويمنح غطاءً لارتكاب الإبادة من دون مساءلة. وقد أكدت منظمات مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، إلى جانب نحو عشرين دولة، أن "إسرائيل" ترتكب إبادة في غزّة، ورفعت دعاوى أمام محكمة العدل الدولية، لكنها قوبلت بإدانات من "إسرائيل" وحلفائها.
وأضاف الموقع أن المؤرخ الإسرائيلي عمير بارتوف، المتخصص في دراسات الإبادة، انتقل من التحفظ إلى الجزم بأن "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية في غزّة، مؤكدًا أن إنكار ذلك يُهدد القانون الدولي. ويرى بارتوف أن هناك إجماعًا متزايدًا بين باحثي الإبادة الجماعية على توصيف ما يجري في غزّة كإبادة، يقابله رفض واسع من باحثي الهولوكوست الذين يربطون أي اتهام لـ"إسرائيل" بمعاداة السامية.
ماذا عن الجرائم الأخرى؟
وقال الموقع إن تعريف التحالف الدولي لمعاداة السامية يتضمن مثالاً على "فرية الدم" دون تحديد دقيق، ويُعتبر استخدام هذه الأسطورة أو رموزها للإشارة إلى "إسرائيل" شكلاً من أشكال العداء لليهود.
ومع ذلك، فقد وُجّه هذا الاتهام أيضًا إلى منتقدين داخل "إسرائيل" نفسها؛ إذ اتُهم السياسي يائير غولان والصحيفة الإسرائيلية "هآرتس" بـ"فرية الدم" لمجرد كشفهم جرائم الجيش في غزة.
كما وُجهت اتهامات بمعاداة السامية إلى سياسيين معارضين ووسائل إعلام، وحتى إلى محكمة العدل الدولية، بسبب انتقاداتهم أو تحقيقاتهم في الإبادة الجماعية.
وعادت منظمات كبرى مثل "رابطة مكافحة التشهير" و"اللجنة اليهودية الأمريكية" لتكرار هذه الاتهامات، مما يطرح تساؤلاً جوهريًا: هل تُعد دراسة إبادة جماعية ارتكبتها "إسرائيل" معاداة للسامية؟ ويخلص النص إلى أن هذه الاتهامات تمنح "إسرائيل" حصانة شبه مطلقة من النقد والمساءلة.
الأمر أصبح ملزما قانونيا
وأشار الموقع إلى أنه رغم تأكيد التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست أن تعريفه غير ملزم قانونيًا، إلا أنه سعى إلى تحويله إلى قانون بدعم من منظمات يهودية كبرى وبحلول منتصف 2025، تبنّت 46 دولة هذا التعريف، كما طبّقه ترامب في 2019 بقرار تنفيذي استنادًا إلى قانون الحقوق المدنية.
وأضاف الموقع أنه في 2025، اعتمدت جامعتا هارفارد وييل التعريف، محددتين "الصهاينة" كفئة محمية ضمن سياسة تحظر معاداة السامية ومعارضة الصهيونية. ورغم اعتراض بعض مؤلفي التعريف، أصبح يُستخدم فعليًا كأداة قانونية في أمريكا وأوروبا.
تهمة معاداة السامية لتبرير الإبادة الجماعية
ويتجاوز تعريف التحالف الدولي لمعاداة السامية المفهوم التقليدي المتعلق بالتحامل ضد اليهود، ليصبح أداة سياسية تهدف إلى تجريم انتقاد "إسرائيل". وتحويل هذا التعريف إلى قانون يقيد حرية التعبير، دون أن يرتبط فعليًا بمنع الإبادة الجماعية أو التصدي الحقيقي لمعادات السامية.
وفي الختام، أشار الموقع إلى أنه مع استمرار مجازر "إسرائيل" في غزّة وتدمير الحياة الفلسطينية، يُستخدم هذا التعريف لإسكات كل صوت يصف تلك الأفعال بأنها جرائم حرب أو إبادة جماعية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية معاداة السامية غزة الإبادة الجماعية غزة الاحتلال الإبادة الجماعية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة لمعاداة السامیة معاداة السامیة إبادة جماعیة هذا التعریف وقال الموقع الموقع أن تعریف ا فی غز ة إلى أن
إقرأ أيضاً:
عامان من الإبادة.. كيف دمرت إسرائيل مرافق الرياضة في غزة؟
في سن 12 عاما، حصلت نغم أبو سمرة على الحزام الأسود في الكاراتيه، وفي عمر الـ20 فازت بالمركز الأول في قطاع غزة والثاني على مستوى فلسطين، لتصبح عضوًا في المنتخب الوطني الفلسطيني. بدأ اسمها يتردد، وأصبح الجميع يعوّل عليها في كتابة تاريخ رياضي جديد.
ومع دخول الكاراتيه إلى أولمبياد طوكيو 2020، كان هذا حلمًا خاصًا لها، فقد أملت في تحقيق أول ميدالية ذهبية فلسطينية في أولمبياد لوس أنجلوس 2028.
إلى جانب تفوقها الرياضي، حصلت نغم على ماجستير في التربية الرياضية، وأسست ناديا لتعليم الفتيات اللعبة في غزة، بهدف نشر الثقافة الرياضية بين الصغار.
لكن الأحلام لم تكتمل، وفي 17 ديسمبر/كانون الأول 2023، تعرض منزلها في مخيم النصيرات لغارة إسرائيلية، مما أسفر عن إصابتها وبتر قدمها، لتستشهد لاحقًا إثر فشل محاولات علاجها.
لم تكن نغم الحالة الأولى، بل استكمالا لسلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة التي توثقها 75 عامًا من الاحتلال.
قدمت الحروب السابقة في غزة دلائل على الاستهداف المباشر للرياضيين. فقد أصيب الدراج الشهير علاء الدالي برصاص الاحتلال خلال مسيرات العودة الكبرى، إلى جانب 29 رياضيًا آخرين، بعضهم تعرض لبتر قدمه. كما تم اغتيال المدرب الشهير عاهد زقوت خلال حرب 2014، التي شهدت استشهاد 32 رياضيًا، بينما استشهد 300 رياضي خلال انتفاضة الأقصى.
جرائم موثقةتظهر المحاولة الأولى للبحث والتوثيق الحجم الهائل للجرائم، والتي خلفت دمارًا كاملا للرياضة في غزة، دمارًا طال كل المرافق الرياضية تقريبًا، واستهدافًا طال الرياضيين من جميع التصنيفات.
وفي المحاولة الأولية للبحث، بدأنا بكرة القدم، وبأندية الدوري الممتاز في غزة خلال دوري عام 2023، الذي ضم حينذاك 12 فريقًا موزعين على مناطق القطاع من بيت حانون إلى رفح.
وبمراجعة صفحات فيسبوك للأندية، فإن المنشورات الوحيدة المتاحة هي منشورات النعي، للإداريين والطواقم الفنية واللاعبين بالفريق الأول والناشئين، من جميع الألعاب والأعمار.
إعلانوعلى سبيل المثال، فإن صفحة نادي هلال غزة نعت أول لاعب استشهد في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وآخر لاعب استشهد في 15 سبتمبر/أيلول 2025، وما بينهما لم يكن سوى نعي متواصل للاعبين وإداريين.
كما يظهر تصفح موقع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الأمر نفسه، حيث تمثل أخبار النعي النسبة الأكبر بين أخبار الاتحاد، مع تنوع لطبيعة الجريمة الإسرائيلية ومكانها.
ويتصدر النعي أسماء بارزة في الرياضة الفلسطينية، مثل سليمان العبيد، أو "بيليه فلسطين" كما يسمى، والذي أثارت وفاته اهتمامًا عالميًا واسعًا، وتنديدًا بالقتل الممنهج للرياضيين في غزة.
وطبقًا لأحدث أرقام الاتحاد، فقد قتلت إسرائيل أكثر من 774 من الرياضيين في غزة منذ انطلاق الحرب، بينهم عدد كبير من الأطفال.
كما دمرت إسرائيل نحو 285 منشأة رياضية، جرفت بعضها تمامًا، وقصفت بعضها، وحولت الملاعب إلى معسكرات اعتقال وتعذيب.
وفي أحدث إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي، بلغ عدد الرياضيين 894 رياضيًا، والمنشآت 292 بين ملعب وصالة رياضية ومقر إداري.
المنشآت الرياضيةيظهر تتبع المنشآت الرياضية في غزة، واقعا كارثيا، ودمارا كاملا طال كل المرافق تقريبا، حيث قصفت إسرائيل بعض الملاعب، وجرفت بعضها، وحولت البعض لمراكز اعتقال، كما دفعت موجات النزوح المتكررة المواطنين لبعض الملاعب كملجأ ينصبون فيها خيامهم.
ويوثق تتبع الملاعب عبر صور الأقمار الصناعية الدمار الكبير الذي لحق، بالمرافق الرياضية، من بينها منشآت عريقة عاشت وشهدت مباريات دولية وأحداثا بارزة.
ملعب فلسطين
يعد ملعب فلسطين هو الأشهر والأكبر في غزة، يتسع لنحو 10 آلاف مشجع، وتأسس عام 1999، وشهد المباراة التاريخية بين منتخب فلسطين ونادي الزمالك المصري عام 2000، كما استضاف نادي الوحدات الأردني حين واجه اتحاد الشجاعية في بطولة كأس الكؤوس الآسيوية.
???? ملعب فلسطين الدولي، الذي لطالما احتضن المباريات الدولية والرسمية، بات اليوم أثراً بعد عين.
جرفته آليات الاحتلال، وتحوّل إلى ملجأ للنازحين الذين فرّوا من ويلات القصف، ليصبح شاهداً على أحلامٍ كانت هنا وانطفأت.
???? عدسة مؤمن الكحلوت #SaveGaza #فلسطين #الإبادة_الجماعية… pic.twitter.com/tCdpughxi5
— Palestine Football Association (@Palestine_fa) November 11, 2024
وتظهر الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية في 29 سبتمبر/أيلول، تكدس الخيام في الملعب، وتحوله لمعسكر لاجئين، بعد دمار طال كل مرافقه بسبب القصف المستمر.
ملعب اليرموك
أحد أقدم الملاعب الفلسطينية، والذي تأسس في 1952، ويتسع لـ9 آلاف مشجع، ويستضيف مباريات العديد من أندية مدينة غزة في الدوري الممتاز، كما يستضيف العديد من الأحداث الاجتماعية والثقافية.
????صور حديثة لـ #ملعب_اليرموك في مدينة #غزة، تظهر حجم الدمار الهائل الذي لحق به بعد أن اجتاحه جيش الاحتلال بالدبابات والجرافات، ودمّره كليا، وحوّله إلى مركز اعتقال وتعذيب، في جريمة تشهد على وحشية هذه العصابات التي لم يسلم منها بشر أو حجر في قطاعنا الصامد.#غزة #فلسطين pic.twitter.com/xNGQwhGGj9
— Palestine Football Association (@Palestine_fa) May 6, 2024
إعلانوتهدمت مرافق الملعب، ولم يتبق من معالمه ما يشير لصورته القديمة، التي عرفت لنحو 75 عاما، وتحولت مساحته لساحة تجمع النازحين.
وكان الملعب قد شهد في وقت سابق، تحويله من قوات الاحتلال ليصبح معسكر اعتقال، جمع فيها عشرات المواطنين لاعتقالهم والتحقيق معهم.
ملاعب منطقة السودانية
ضمت مناطق السودانية في مدينة غزة، عددا من الأندية الشهيرة، مثل نادي غزة ونادي الهلال، وقد اختفت معالمها تماما في صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 29 سبتمبر/أيلول.
ملعب بيت لاهيا
يعد ملعب بيت لاهيا من أكبر ملاعب شمال القطاع، واستضاف لسنوات مباريات الدوري الممتاز، لفرق شمال غزة، لكنه تعرض لعدة استهدافات منذ بداية الحرب.
وطال الدمار مرافق النادي، واختفاء كل المساحة الخضراء، وغياب أي وجود للنازحين، في ظل القصف الإسرائيلي المستمر على المنطقة، والتي تقع ضمن مناطق الإخلاء الحالية.
ملعب بيت حانون
وفي شمال القطاع، تعرض ملعب بيت حانون وهو أحد أشهر ملاعب غزة، لدمار كامل، أسوة بباقي مدينة بيت حانون، التي تظهر الصور دمارا كاملا لمبانيها.
ملعب المدينة الرياضية/خان يونس
وكان ملعب المدينة الرياضية في خان يونس، شاهدا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الرياضة، حيث اجتاحته آليات الاحتلال وجرفته بالكامل خلال العملية البرية في خان يونس مطلع 2024.
قـوات الاحتلال تواصل مسلسل تدمير المنشـآت الرياضية، وتقوم بتدمير ستاد المديـنة الريـاضية بخـانيونس، ليصبح بذلك سادس الملاعب الرياضية الكبرى المدمرة بعد ملعب بيت حانون الرياضي، اليرموك، ستاد فلسطين، ملعب التفاح وملعب نادي #غزة الرياضي، إضافة للعديد من الملاعب التدريبية في القطاع pic.twitter.com/18oQEgGvco
— Palestine Football Association (@Palestine_fa) January 26, 2024
ملعب رفح البلدي
يعد من أقدم ملاعب القطاع، وقد تأسس عام 1953، يتسع لـ5 آلاف متفرج، وتستخدمه أندية رفح في مبارياتها الرسمية.
وتحول في فترات طويلة لمركز إيواء نازحين، قبل أن تخلى المدينة بالتزامن مع اجتياحها بريا.
الملاعب الخماسية
لم يقتصر الدمار على الملاعب الكبرى والأندية المعروفة، بل طال مئات الملاعب الخماسية المنتشرة في أنحاء القطاع، والتي دمر أغلبها وتحول الكثير منها لأماكن نزوح.
وحسب ما وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فقد دمر منذ بداية الحرب أكثر من 300 ملعب خماسي.
وكانت الملاعب الخماسية قد انتشرت في غزة بشكل مكثف خلال السنوات الماضية، حيث أنشأتها الأندية الكبرى كمصدر إضافي للدخل، ثم امتدت لكل أنحاء القطاع، وصلت لبناء أحد الملاعب على سطح بناية، كما فعل نادي الصداقة الرياضي.
ومثلت الملاعب المعشبة صناعيا، فرصة للأطفال والشباب داخل القطاع لممارسة الرياضة في أجواء مناسبة، كما تطور الأمر ليأخذ طابعا تنافسيا، بعد إطلاق عدد من البطولات الرسمية لكرة القدم الخماسية، تحت إشراف اتحاد كرة القدم.
كما وثق المرصد تدمير 22 مسبحا، وتضرر وتدمير 28 مركزا رياضيا للياقة البدنية، وهي التي انتشرت في القطاع وحظيت باهتمام واسع من الشباب خلال السنوات الأخيرة.
الموقف العالمي الرسميوقادت هذه الجرائم الممتدة لعامين، لانطلاق عدة حملات شعبية وحقوقية تطالب باستبعاد فوري لإسرائيل من كل الفعاليات الرياضية حول العالم.
On Thursday, the FIFA Council decided not to expel Israel from international competitions. The issue wasn’t even on the official agenda, so it was never put to a vote.
This means both Israel’s national team and clubs remain free to compete as normal while Israel commit genocide. pic.twitter.com/2pRUMzhQZW
— Leyla Hamed (@leylahamed) October 3, 2025
وحضرت المطالبات في الكثير من الملاعب حول العالم، ورفعت الجماهير شعار "كرت أحمر لإسرائيل" والذي حظي برواج واسع عبر المنصات، وسط مطالبات لكل الاتحادات والشركات الرياضية بمقاطعة إسرائيل.
"Stop Genocide"
"Show Israel The Red Card"
Making the team with Israel’s most racist fans play their match under the shadow of these banners is an amazing job. Thank you, PAOK. pic.twitter.com/yxIWckHsDS
— Antifa_Ultras (@ultras_antifaa) September 24, 2025
وخلال الأسابيع الأخيرة، شهدت كرة القدم الأوروبية حملة نشطة تطالب بإيقاف إسرائيل، وتقود الحملة عدة دول أوروبية طبقا للتقارير الإسرائيلية.
إعلانوتعتمد المطالبات، على تقرير لخبراء الأمم المتحدة صدر في 23 سبتمبر/أيلول، يطالب الفيفا واليويفا باستبعاد إسرائيل من البطولات الرياضية، استنادا للجرائم المستمرة والإبادة الجارية في فلسطين المحتلة، رافضين أن تستمر الرياضة بمعزل عما يحدث.
UN experts call for suspension of #Israel from @FIFAcom & @UEFA amid unfolding genocide in occupied #Palestine.
Sporting bodies must not turn a blind eye to grave human rights violations, especially when their platforms are used to normalise injustices.https://t.co/216nFJtEeG pic.twitter.com/ROIYB4CUuL
— UN Special Procedures (@UN_SPExperts) September 23, 2025
وعبر المنصات، رصدنا تفاعلا مكثفا مع المطالبات باستبعاد إسرائيل، مع تنديد بتواطؤ المؤسسات الرياضية التي ترفض عقاب إسرائيل رغم آلاف الجرائم الموثقة.
"UN experts call for suspension of Israel from international football amid unfolding genocide in occupied Palestine."
Give Israel the red card now ????https://t.co/wINqOXkciF
— Daniel Lambert (@dlLambo) September 23, 2025
وانضم اللاعبون للمطالبات، وذلك عبر تجمع أطلق عليه "Athletes 4 Peace" يتصدره لاعبون مثل بول بوغبا وحكيم زياش، وأصدروا بيانا يطالبون فيه بتعليق مشاركة إسرائيل لحين التزامها بالقانون الدولي وإيقاف مجازرها ضد المدنيين.
48 athletes including Paul Pogba call for UEFA to suspend Israel because “It is an obligation for sporting bodies to take action against sports teams representing a country which… is committing genocide.”https://t.co/aWnbkNBPuo pic.twitter.com/4NRKaNG6Uy
— Nathan Kalman-Lamb (@nkalamb) September 27, 2025
وأضاف البيان: "بصفتنا رياضيين محترفين من خلفيات وديانات متنوعة، نؤمن أن الرياضة يجب أن تلتزم بمبادئ العدالة والإنصاف والإنسانية، ولا يمكن لها أن تظل صامتة أمام ذبح المدنيين والرياضيين، بمن فيهم الأطفال، في غزة. تقع على عاتق الهيئات الرياضية مسؤولية اتخاذ إجراءات ضد الفرق التي تمثل دولة ترتكب إبادة جماعية، وفق لجان الأمم المتحدة".
موقف الفيفاومن جانبه، أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بيانا في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري على لسان رئيسه جياني إنفانتينو، قال فيه إن الرياضة لا يمكنها حل الصراعات الجيوسياسية، وهو ما وافقه عليه ألكسندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والذي اكتفي، بعد أكثر من 67 ألف شهيد في غزة، بإبداء ألمه لمعاناة المدنيين والأطفال، ومشيرا في الوقت نفسه لرفضه فرض أي عقوبات رياضية على اللاعبين والأندية الإسرائيلية، فالرياضيون لا يتحملون مسؤولية القرارات الحكومية على حد تعبيره.
ولم يقدم الاتحاد الأوروبي أي تبريرات أو بيانات يوضح فيها خطواته التي ينوي اتخاذها، أو الفارق الذي جعل إيقاف روسيا عن المسابقات الرياضية يخرج بعد أيام فقط من انطلاق الحرب في أوكرانيا، ورغم ضغوط متواصلة من اتحادات أوروبية لاستبعاد إسرائيل، فلا يبدو أن تصويتا قريبا سيعقد في الاتحاد الأوروبي، فلم يمض على الإبادة في غزة سوى عامين.
ويظهر تتبع الجرائم الإسرائيلية، حجم الاستهداف للرياضة الفلسطينية، والذي يمتد لعقود، حرصت فيها إسرائيل على التضييق على الرياضة الفلسطينية ومنعها من أي ظهور عالمي، واستهداف اللاعبين المتألقين بالاعتقال والقتل، وهو ما تستمر في فعله بشكل متواصل منذ عامين، دون أي موقف رسمي.