مقترح فرنسي جديد في قضية الجوازات الدبلوماسية.. يقابَل برفضٍ جزائريٍّ
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
أفاد مصدر مطلع لـ “النهار ” ، اليوم الاثنين، بأنّ “وزارة الشؤون الخارجية، ممثلة في المديرية العامة للبروتوكول ( التشريفات) ، قد استلمت مذكرة شفوية من وزارة أوروبا والشؤون الخارجية، مؤرخة بتاريخ 7 أوت 2025، متعلقة باقتراح إجراء مؤقت جديد لدخول المسؤولين الجزائريين المعتمدين إلى المناطق المقيّدة في مطارات باريس لتسليم واستلام الحقائب الدبلوماسية”.
وقال المصدر المطلع إنّ الإجراء المقترح “يُخالف بشكل أساسي التزام فرنسا بضمان حسن سير عمل البعثات الدبلوماسية والقنصلية المُقامة على التراب الفرنسي. خاصة وأنّ المادة 25 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، تنصُّ على أن “تُقدّم الدولة المُستقبلة جميع التسهيلات اللازمة لأداء البعثات الدبلوماسية لمهامها. فضلا عن المادة 5 من اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية، الدولة المُستقبلة بـ”السماح للبعثات القنصلية بأداء مهامها بحرية.” وفي ظل هذا التعنّت يبقي الإجراء الجديد المُبلّغ عنه بوضوح على العقبات التي تُعيق حسن سير عمل البعثة الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية في فرنسا”، وفق نفس المصدر.
ومن بين العقبات، التي أوردها مصدر “ النهـار”، هي مسألة تسليم أو استلام الحقيبة الدبلوماسية، أي أن الإجراء الجديد نفسه المُبلّغ به للطرف الجزائري لا يزال يخالف التزام فرنسا بموجب المادة 27، الفقرة 7 من من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية”؛ وهي الاتفاقية التي تكرّس صراحةً حق أي بعثة دبلوماسية في إرسال أحد أعضائها المعتمدين لاستلام الحقيبة الدبلوماسية من قائد الباخرة أو الطائرة، مباشرةً وبحُرّية.
وأضاف المصدر أنّ هذا “الالتزام أعيد التأكيد عليه صراحةً وأدرج في الفقرة 7 من المادة 13 من الاتفاقية القنصلية الجزائرية الفرنسية لعام 1974″؛ وتنص هذه الفقرة على أنه يمكن للبعثة القنصلية إرسال أحد أعضائها لاستلام الحقيبة من قائد السفينة أو الطائرة، مباشرةً”.
وعليه وحسب ما علمت النهار، فإن هذه المذكرة تعد انتهاكا صارخا، بحكم أن فرنسا تمنح البعثات الدبلوماسية والقنصلية المعتمدة شارات دخول دائمة إلى مناطق السلامة ذات الوصول المنظم “ZSAR” في المطارات. وعليه، فإن أي إجراء يستثني البعثة الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية من هذ الإجراء يعد انتهاكًا صارخًا لالتزامٍ منصوص عليه في كلٍّ من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والاتفاقية القنصلية الجزائرية الفرنسية”.
وقال المصدر المطلع إن الإجراء المقترح الجديد يتعارض مع مبدأ عدم التمييز فيما يتعلق بالبعثات الدبلوماسية والقنصلية المعتمدة لدى الدولة المضيفة، وهو مبدأٌ منصوص عليه في المادة 47 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والمادة 72 من اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية، كما أنّ “الإجراء الجديد المُبلّغ عنه، بقدر ما يستهدف حصريًا مسؤولي البعثة الدبلوماسية الجزائرية في فرنسا، يشكّل معاملةً تمييزيةً تتعارض مع المواد المذكورة آنفًا”.
واعتبر مصدر النهار أن الإجراء الجديد المُبلّغ عنه يتعلّق بقضية السفارة الجزائرية في باريس فقط. ويتجاهل وضع البعثات القنصلية الجزائرية الموجودة على الأراضي الفرنسية. مؤكدا أنّ “هذه القنصليات، تتأثّر، كما تتأثر السفارة الجزائرية في باريس، بالإجراءات التي تحرم موظفيها من بطاقات الدخول الدائم إلى المناطق المخصصة في المطارات لتسليم أو استلام الحقائب الدبلوماسية. مما جعل الجزائر ترفض بحزم هذا الإجراء جملة وتفصيلا مؤكدة أن الحل الوحيد المتوافق مع الالتزامات الدولية والثنائية لفرنسا يكمن في إعادة العمل ببطاقات الدخول الدائمة لفائدة الموظفين المعتمدين لدى البعثة الدبلوماسية والمكاتب القنصلية الجزائرية في فرنسا ، وبمجرد إعادة هذه الشارات ستُقدم الجزائر من جانبها على رفع التدابير المماثلة التي اعتمدتها في إطار التطبيق الصارم لمبدأ المعاملة بالمثل.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: الدبلوماسیة والقنصلیة البعثات الدبلوماسیة القنصلیة الجزائریة البعثة الدبلوماسیة الإجراء الجدید الجزائریة فی الم بل غ
إقرأ أيضاً:
كاتب فرنسي: هكذا تؤثر الشعبوية على السياسة الخارجية
تساءل كاتب العمود جيرار آرو: كيف ستتطور موازين القوى على المستوى العالمي في ظل ازدياد عدد الدول الغربية التي يقودها شعبويون؟ وإلى أي مدى يمكن أن تعيد هذه الموجة تشكيل موازين القوى عالميا؟
وفي عموده بمجلة لوبوان، أوضح الكاتب أن الحكومات -سواء في الديمقراطيات أو الأنظمة السلطوية- لم تعد قادرة حتى في سياساتها الخارجية على تجاهل ضغوط شعوبها التي باتت تحركها العواطف والتاريخ والاعتبارات الأخلاقية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوتان: الشرق الأوسط بين هدنة هشة وقمة سياسية محفوفة بالمخاطرlist 2 of 2على غرار الرومان والإغريق.. هل الحضارة الأميركية آيلة للسقوط؟end of listونبه الكاتب إلى أن الشعبوية التي باتت تزحف نحو الحكم عبر صناديق الاقتراع لا تقتصر على تغيير السياسات الداخلية فقط، بل تمتد إلى التأثير في العلاقات الدولية، لأنها تقوم على خطاب وطني متشدد يرفض المؤسسات متعددة الأطراف، ويعلي من شأن السيادة الوطنية ويعيد الاعتبار لدور الدولة الأمة.
وهذا التوجه -حسب الكاتب- يرفض التعاون الدولي إلا على قاعدة المصالح المتبادلة، ويشكك في شرعية كيانات مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وبالتالي قد يعيد النظر في التزامات اتخذت في محافل دولية، سواء في مواجهة التغير المناخي أو دعم العدالة الدولية أو في تطبيق حق اللجوء.
ولا شك أن صعود الشعبويين في أوروبا كان له أثر مباشر في إضعاف الوحدة الأوروبية -كما يرى الكاتب- وقد كشفت ذلك أزمة "بريكست" والانقسامات حول قضايا الهجرة ودعم أوكرانيا.
ورغم تخلي التيارات المتطرفة في فرنسا عن فكرة مغادرة الاتحاد الأوروبي، فإن برامجها الاقتصادية المقترحة تتعارض مع الاتفاقيات الأوروبية، مما ينذر بصدام محتمل مع الشركاء الأوروبيين، حسب رأي الكاتب.
غير أن أكثر ما يثير القلق -بالنسبة للكاتب- هو موقف الشعبويين من الحرب في أوكرانيا، حيث يظهر بعضهم تساهلا مع روسيا، ويوجه انتقادات متزايدة لكييف والدول الداعمة لها.
إعلانوهذا الموقف يعكس انقساما فرنسيا تاريخيا، بين من يوالي الخارج والذي يدافع عن المصالح الوطنية -حسب الكاتب- إذ يرى البعض في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نموذجا للرجل القوي الذي يحتاجه الغرب، كما كان الحال في السابق مع قادة مثل الفاشي الإيطالي بينيتو موسوليني أو الزعيم السوفياتي الراحل جوزيف ستالين.
ومما زاد من المخاوف -حسب الكاتب- عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لما يجمعه بالشعبويين الأوروبيين من رؤى مشتركة، كالعداء للاتحاد الأوروبي، والترويج "للقيم التقليدية" والتشكيك في الديمقراطية الليبرالية.
وخُتم المقال بالتساؤل كما بدأ: هل تجد هذه التيارات الشعبوية الأوروبية الصاعدة حلفاءها الجدد في موسكو وواشنطن بدلا من بروكسل وبرلين؟