احتكار الدمعة هكذا عاش الكيان وهكذا روّج نفسه للعالم
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
صراحة نيوز- بقلم /المهندس مدحت الخطيب
ضحية أبدية، بكاؤه مقدس، وجراحه لا تُمس. منذ قيامه، أدرك الكيان الصهيوني الغاصب أن البقاء لا يقوم فقط على القوة العسكرية، بل على رواية نسجها وصدرها للعالم تحيطه بهالة الضحية الدائمة.. سردية المظلومية التاريخية كانت سلاحه الأكثر فاعلية، تُسوَّق للعالم بحرفية لسنوات سنوات، حتى تحوّلت إلى حصانة أخلاقية تبرّر جرائمه وتُخمد أي صوت يعارضه.
لكن هذه الرواية الكاذبة بدأت تتصدع بعد السابع من أكتوبر فمع كل صورة تصل من غزة، ومع كل تقرير ميداني يكشف للعالم أن من لعب دور المظلوم لعقود، هو نفسه من يتقن دور الجلاد والقاتل السفاح اليوم.
عندها اتُّخذ القرار، فلم يعد استهداف الصحفيين خيارًا طارئًا، بل صار سياسة ممنهجة يتخذ قرارها المجرم المتعطش للدم والقتل النتن ياهو وعصابته النازية.
نعم إنها حرب على من يكشف الرواية..
فأصبح الصحفي الذي يلتقط بكاء طفل فقد أسرته تحت القصف يهدد روايتهم… والمراسل الذي ينقل بالصوت والصورة مجاعة مخطط لها، ينسف ادعاءاتهم، والصورة الواحدة التي توثق جثة على رصيف غزة، قادرة على محو عقود من التسويق لأسطورة «أكثر جيش أخلاقي في العالم»
دويلة الكيان تعرف أن الرواية هي نصف المعركة، وأن الصورة قد تكون أقوى من الدبابة، لهذا، يصبح القلم والكاميرا أهدافًا عسكرية، تُصنّف ضمن «تهديدات الأمن القومي لديهم».
حين يقتلون المراسل يظنون أنهم يقتلون معه الذاكرة الجمعية للأحداث، وحين يقصفون مقر قناة أو مكتب إعلامي، فهم يتوهمون بإسكات الصوت، بل يريدون أن يُقنعوا العالم أن ما لم يُوثق لم يحدث وكل ما يقال ليس الا من بأب الدعاية والتجني على دفاعهم عن النفس.
نعم غزة حولت هذا الكيان المهزوم من الضحية إلى الجلاد القاتل المجرم وكشفت للعالم حقيقية الأكثر دموية على الإطلاق.
على مدى عقود، مثّل الكيان دور الضحية المتسامحة التي تنهض من تحت الرماد لتبني «ديمقراطيتها» وسط «أعداء متوحشين» من العرب، لكن مشاهد غزة، التي تُبث مباشرة للعالم، أسقطت هذا القناع الكاذب.
اليوم، دويلة المظلومية تقف أمام المرآة، فتجد في انعكاسها وجه جلاد بارد الملامح، يفرض الحصار، ويقصف المستشفيات، ويطارد الصحفيين حتى في ملاذاتهم الأخيرة.
في الختام أقول:
إسرائيل لا تقتل الصحفيين لأنها تخاف من العدسات فقط، بل لأنها تدرك أن صورة واحدة، أو تقريرًا واحدًا، قادر على إسقاط الجدار الأخلاقي الذي بنت عليه وجودها. هي لا تدافع عن حدود جغرافية، بل عن حدود الرواية وحين تخترق هذه الحدود، فإن الرصاصة تُطلق ليس على الجسد فقط، بل على الذاكرة، والتاريخ، والوعي الإنساني نفسه.
مقالي ليوم الثلاثاء في الدستور
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
اليابان تمهل آبل حتى نهاية 2025 لإنهاء احتكار محرك WebKit على iOS
في خطوة قد تغيّر شكل تجربة التصفح على هواتف آيفون، أصدرت اليابان إرشادات جديدة بموجب قانون الهواتف الذكية تمنح آبل مهلة حتى ديسمبر 2025 لوقف سياستها التي تجبر جميع متصفحات iOS على استخدام محرك WebKit الخاص بها.
نهاية سياسة "WebKit فقط"؟حالياً، تمنع آبل المتصفحات الشهيرة مثل Chrome وFirefox من استخدام محركاتها الأصلية (Blink من جوجل وGecko من موزيلا)، وتجبرها على العمل عبر WebKit، مما يجعلها في الواقع مجرد إصدارات معدّلة من Safari.
الإرشادات اليابانية التي ترجمتها منظمة Open Web Advocacy (OWA) تم تصميمها لمنع ما يسميه المنتقدون "الامتثال الخبيث" (Malicious Compliance)، وهي استراتيجية يتهم الاتحاد الأوروبي آبل بممارستها بعد دخول قانون الأسواق الرقمية (DMA) حيز التنفيذ.
وفقاً لتقرير رويترز، يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض غرامة على آبل بسبب مخالفات مزعومة لقانون DMA، خاصة في ما يتعلق بوصول المطورين إلى محركات التصفح وطرق الدفع داخل التطبيقات. شركات مثل Spotify وMozilla تتهم آبل بجعل النظام مرهقاً لإحباط المنافسة.
تقول موزيلا إن هذه السياسة "عبء" يحرم المستهلكين من خيارات حقيقية، فيما تشير OWA إلى أن القيود الحالية تجبر المطورين على إصدار تطبيقات جديدة كلياً لجلب متصفحات حقيقية إلى iOS، وهو ما يصفّر أعداد المستخدمين ويضاعف تكاليف الصيانة.
دافع مالي قوي وراء احتكار سفاريوفق OWA، آبل تجني حوالي 20 مليار دولار سنوياً من صفقتها مع جوجل كمحرك البحث الافتراضي على سفاري، وهو ما يعادل 14-16٪ من أرباحها التشغيلية.
أي تراجع بنسبة 1٪ في حصة سفاري قد يكلف الشركة نحو 200 مليون دولار سنوياً، ما يفسر تمسك آبل بالمحرك الافتراضي.
ماذا يعني ذلك للمستخدمين؟إذا التزمت آبل بالقانون الياباني، قد يتمكن المستخدمون في اليابان لأول مرة من تشغيل نسخ حقيقية من Chrome أو Firefox أو Brave أو Opera على iOS بمحركاتها الأصلية، ما يعني، أداء أفضل وسرعة أكبر، توافق أوسع مع مواقع الويب الحديثة،منافسة فعلية على منصات آبل.
لكن التغيير قد يظل محصوراً إقليمياً إذا قررت آبل الالتزام بالقوانين الجديدة فقط في اليابان والاتحاد الأوروبي، بدلاً من تعميمها عالمياً.