فيديو يشعل موجة تحريض ضد المسلمين في بلجيكا.. ما قصته؟
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
أشعل مقطع فيديو قصير عاصفة من الجدل على منصات التواصل ،الثلاثاء، بعدما قيل إنه يوثق اعتداء عنيفا على امرأة مسلمة ترتدي النقاب في وضح النهار، بأحد شوارع بلجيكا المزدحمة.
وسرعان ما صاحب انتشار الفيديو روايات مثيرة، كان أبرزها أن المرأة حوصرت وتعرضت للضرب في مدينة أنتويرب على يد رجال مسلمين لأنها "كشفت عن ذراعيها" رغم أنها منقبة.
ومع إعادة النشر من قبل حسابات مؤثرة، معظمها يمينية وإسرائيلية، تحول المقطع إلى مادة مشحونة بالتعليقات والتحليلات الهجومية، وسط مزاعم تتحدث عن عودة ما تسمى بـ"الدوريات الدينية" إلى قلب أوروبا.
فما حقيقة ما جرى في شارع "ماير" المزدحم بمدينة أنتويرب؟ ولماذا احتشد المارة حول المرأة وسط مشهد فوضوي؟ وما الذي استدعى تدخل الشرطة على عجل؟ هل كانت الحادثة بدافع ديني كما زعمت بعض الروايات، أم أن خلف هذه اللقطات المقتضبة قصة أخرى، أكثر تعقيدا؟
الادعاءبدأت القصة مع مقطع فيديو قصير، لا تتجاوز مدته دقيقة واحدة، نشر على منصة "إكس" بزعم أنه يوثق اعتداء جماعيا على امرأة مسلمة بعدما كشفت عن ذراعيها، قبل لحظات من تدخل الشرطة في موقع الحادثة.
وخلال وقت قصير، التقطت حسابات إسرائيلية وأخرى أوروبية يمينية المشهد، وأعادت تداوله بكثافة، في حين لعب السياسي البلجيكي الفلامندي سام فان روي -المعروف بخطابه المعادي للإسلام- دورا بارزا في دفعه إلى واجهة الجدل، من دون أي إشارة إلى سياقه الحقيقي أو خلفياته.
Ondertussen in #Antwerpistan ???????? pic.twitter.com/LolylrJ33g
— Sam van Rooy MP (@SamvanRooy1) August 11, 2025
Detta är det nya Europa som socialister och liberaler har tvingat på oss, i samarbete med de importerade islamisterna. Vad tror ni händer den dagen de är i majoritet? https://t.co/vv11ewKVaV
— Richard Jomshof (@RichardJomshof) August 11, 2025
إعلانوفي خضم إعادة نشر المقطع، ظهرت رواية أكثر إثارة للجدل تحت عنوان "دوريات الدين في أنتويرب"، وزعمت حسابات داعمة لإسرائيل على "إكس" أن امرأة مسلمة خرجت في طقس حار وذراعاها عاريتان، قبل أن يحاصرها مجموعة وصفوها بتعبير "الإخوة المسلمين" في الشارع ويعتدوا عليها بوحشية، في صيغة بدا معها الاعتداء ذا خلفية دينية.
Sharia Patrol in Antwerp
In the Belgian city of Antwerp, a Muslim woman went out in the hot weather with her shoulders and arms uncovered. A group of "Muslim brothers" passing by surrounded and brutally beat her. pic.twitter.com/G9wVgdLxw2
— Visegrád 24 (@visegrad24) August 12, 2025
Sharia Patrol in Antwerp.
In the Belgian city of Antwerp, a Muslim woman went out in the hot weather with her shoulders and arms uncovered. A group of "Muslim brothers" passing by, surrounded and brutally beat her.
This is what is about to become the reality across the west. pic.twitter.com/5LCW6OfCmZ
— Hillel Fuld (@HilzFuld) August 12, 2025
خطاب عدائيوبين تحذيرات من "الخطر الإسلامي" وغياب "الأمن في أوروبا"، تحولت اللقطات إلى وقود لخطاب عدائي تجاه المسلمين، بعد أن حققت بعض التغريدات مئات آلاف المشاهدات في غضون ساعات فقط، وسط بيئة رقمية، تُعيد تكرار نفس الصور والتعليقات العدائية بالسردية نفسها على نطاق واسع.
رجال مسلمين يهاجمون امرأة مسلمة في أنتويرب، بلجيكا،لانها تكشف ذراعيها في الصيف.
سفالة وتعدي قيلي عنصري ديتي قبيح.. https://t.co/325k4EU7ky
— Adel Abadeer (@aabadeer) August 12, 2025
???????? Meanwhile in Antwerp, Belgium
This clip went viral after Men reportedly attacked a Muslim Woman for the crime of simply having her arms on display.
This is Europe now. pic.twitter.com/PWNHiNa4Mi
— Concerned Citizen (@BGatesIsaPyscho) August 12, 2025
ورافق الفيديو موجة تعليقات تزعم أن المشهد يعكس "الفجوة الثقافية العميقة بين المهاجرين المسلمين وقيم الغرب" وتحذر من أن الدعوة إلى "تدمير إسرائيل" و"إقامة دولة فلسطينية" سيقود إلى واقع يتجاهل حقوق النساء، إذ دعا مروجو هذا الخطاب إلى تداول الفيديو عالميا بوصفه "ناقوس خطر"، مما أضفى على القصة بعدا أيديولوجيا يتجاوز حدود الحادثة نفسها.
Where are the women in the West who want Israel destroyed and Palestine as a country? This is exactly what it will look like. No rights for women. They are merely objects for their men. This video must be seen worldwide.
— Vivid.???????? (@VividProwess) August 11, 2025
Do we understand the extent of the cultural divide between these immigrants and Western values and civilization? https://t.co/J5Rpc4EVu8
— Trisha Posner (@trishaposner) August 11, 2025
رواية الشرطةوفي رد رسمي على الجدل الذي أثاره المقطع، أكدت صحف ووسائل إعلام بلجيكية أن الادعاءات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي تفتقر إلى الدقة، موضحة أن الفيديو لا يوثق "اعتداء على امرأة مسلمة"، بل اعتقال سيدة ارتكبت عملية سرقة من متجر.
إعلانونقلت وسائل إعلام بلجيكية عن شرطة مدينة أنتويرب قولها "المزاعم التي تفيد بأن امرأة مسلمة تعرضت للضرب أو المضايقة بسبب مظهرها أو ملابسها غير صحيحة"، مضيفة أن الحادثة وقعت يوم 20 يوليو/تموز الماضي، لكن الصور والمقاطع بدأت بالانتشار مؤخرا على شبكة الإنترنت.
وبحسب الشرطة، فإن المرأة أخرجت مقصا من حقيبتها اليدوية، وأصابت به يد أحد الموظفين بالمتجر أثناء محاولتها الهروب، قبل أن يتمكن عدد من المارة من توقيفها، وأنها أحيلت لاحقا إلى قاضي التحقيق بعد القبض عليها، ليتبين أنها "مدانة في قضايا سرقة سابقة".
تتبع أصل المقطعوتتبع فريق "الجزيرة تحقق" أصل الفيديو للتأكد من تفاصيله وسياقه، ليتبين أن رواية الشرطة البلجيكية هي المطابقة للحقيقة، ويعتقد أن السيدة ارتدت النقاب بهدف التخفي.
وقاد البحث العكسي إلى أن المقطع نفسه نشر على منصة "تيك توك" في 21 يوليو/تموز الماضي، مما يؤكد أن الحادثة ليست جديدة كما روجت بعض الحسابات.
@monir__solo__#belgium #antwerpen #nadorcity????♓ #nador #rif #nederland #الشعب_الصيني_ماله_حل????????
♬ orijinal ses – ????️
كما تمكن الفريق من تحديد الموقع الدقيق للحادثة باستخدام أداة "التجول الافتراضي" (Street View)، حيث جرى توقيف السيدة المتهمة بالسرقة أمام القصر الملكي في شارع مار بمدينة أنتويرب شمالي بلجيكا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات امرأة مسلمة pic twitter com
إقرأ أيضاً:
جهاد أبو لحية: استشهاد الصحفيين جريمة حرب سبقتها حملة تحريض
أصاب الجميع، حالة حزن قاسية فور وصول خبر استشهاد الصحفي أنس الشريف في قطاع غزة إثر قصف إسرائيلي استهدف خيمة الصحفيين أمام مستشفى الشفاء في قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور جهاد أبو لحية، المحلل السياسي الفلسطيني، إن استشهاد الصحفي أنس الشريف وزميله إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي لخيمتهما في غزة، جريمة حرب مكتملة الأركان سبقتها حملة تحريض ممنهجة ضده وضد عدد من الإعلاميين، وهي جزء من سياسة منظمة تستهدف إسكات الصوت الفلسطيني وطمس الحقيقة.
وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه منذ 7 أكتوبر، ارتقى أكثر من 250 صحفيا وإعلاميا في غزة، وهو رقم غير مسبوق يعكس نية واضحة لقطع الصورة والخبر عن العالم، في انتهاك صارخ للمادة (79) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف التي تكفل الحماية الكاملة للصحفيين المدنيين، وللمادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تضمن الحق في حرية التعبير وتلقي ونقل المعلومات.
وأشار أبو لحية، إلى أن هذه الجرائم تأتي في سياق أوسع من حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد شعبنا في غزة، وهي سياسة اعترف بها المجرم بنيامين نتنياهو صراحة، حين أعلن عن نيته ارتكاب جرائم حرب في مدينة غزة التي تضم مليون فلسطيني، بهدف تدميرها بالكامل على غرار ما حدث في جباليا ورفح وخان يونس وبيت لاهيا، وتهجير سكانها قسرا.
وتابع: "هذا الإعلان يشكل اعترافا مسبقا بالنية الإجرامية ويقع ضمن التحريض العلني والمباشر على ارتكاب جرائم دولية، في مخالفة للمادة (6) من نظام روما الأساسي التي تجرّم الإبادة الجماعية، والمادة (7) التي تصنف التهجير القسري وتدمير المدن كجرائم ضد الإنسانية".
وأردف: "إن ما يجري في غزة، من قتل ممنهج للصحفيين والمدنيين وتدمير كامل للأحياء السكنية وتهجير قسري جماعي، ليس مجرد سلسلة جرائم متفرقة، بل هو تنفيذ لسياسة الأرض المحروقة الهادفة إلى اقتلاع الوجود الفلسطيني، وهذه الجرائم، بما فيها الاعترافات العلنية بالنوايا الإجرامية، تضع الاحتلال وقادته في مواجهة مباشرة مع القانون الدولي وتستوجب تحركا عاجلا من المحكمة الجنائية الدولية والمجتمع الدولي، ليس فقط للتنديد، بل لاتخاذ إجراءات عملية لمنع الكارثة المعلنة ومحاسبة المسؤولين عنها".
وأكمل: "منذ ما يقارب 22 شهرا، وإسرائيل ترتكب في غزة جرائم ممنهجة فاقت في وحشيتها ما ارتكبته النازية، في تحد سافر للقانون الدولي الإنساني وكافة الأعراف، ودوس صريح عليه بأقدامها. ورغم وضوح حجم الجرائم وتوثيقها بالصوت والصورة، يقف المجتمع الدولي عاجزا وصامتا، فيما تتواطأ مؤسسات دولية كان يفترض أن تكون حامية للعدالة والإنسانية، وهذا الصمت لا يعكس فقط ضعف الإرادة السياسية، بل يرقى إلى مستوى المشاركة الضمنية في الجريمة عبر الامتناع المتعمد عن اتخاذ أي قرارات أو فرض عقوبات على دولة الاحتلال".
واختتم: "ما يجري ليس مجرد انتهاكات متفرقة، بل تنفيذ متواصل لسياسة الأرض المحروقة والاقتلاع الكامل للوجود الفلسطيني في غزة، وهذه الجرائم، باعترافات قادتها المعلنة وبشهادات الضحايا والميدان، تضع الاحتلال أمام مسؤولية جنائية دولية واضحة، وتضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي، إما أن يتحرك لوقف الكارثة، أو أن يسقط ما تبقى من شرعية منظومته القانونية والأخلاقية أمام شعوب العالم".