عقد البرلمان الاتحادي البلجيكي، مساء الخميس، جلسة طارئة لمناقشة تطورات الأوضاع في غزة، وسبل التوصل إلى توافق بين أطراف الائتلاف الحكومي بشأن الاعتراف بدولة فلسطين وفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي.

وخصصت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاجتماع الطارئ لبحث الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 22 شهراً على القطاع، والتي تترافق مع حصار وتجويع وصفته أوساط سياسية وحقوقية بـ"حرب الإبادة".



وخلال الجلسة، شدد عدد من النواب على ضرورة إحراز تقدم في ملف الاعتراف بفلسطين قبل انعقاد الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر القادم، فيما كشف وزير الخارجية ماكسيم بريفو عن اجتماع حكومي مرتقب خلال الأسابيع المقبلة لبحث الموقف البلجيكي من غزة، ومسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إضافة إلى إمكانية فرض عقوبات على تل أبيب.

وتدفع عدة أحزاب داخل الائتلاف الحاكم، من بينها "الديمقراطي المسيحي الفلمنكي" و"المنخرطون" و"الاشتراكي الفلمنكي"، باتجاه الاعتراف الفوري بفلسطين وفرض عقوبات اقتصادية على الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب اتخاذ خطوات تصعيدية مثل منع دخول بعض الوزراء الإسرائيليين إلى الأراضي البلجيكية، معتبرة أن الاكتفاء ببيانات الإدانة لم يعد كافياً.

في المقابل، يرفض "التحالف الفلمنكي الجديد" و"الحركة الإصلاحية" ما يصفانه بـ"التسرع" في الاعتراف، بدعوى أن الظروف لم تنضج بعد، وأن أي عقوبات بلجيكية على الاحتلال ستكون بلا جدوى من دون دعم أمريكي.

وتأتي هذه التطورات بينما تتحضر عدة دول أوروبية، أبرزها فرنسا وبريطانيا، لاتخاذ خطوة الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الأمم المتحدة المقبلة. 


وكان بريفو قد وصف في أيار/مايو الماضي الحصار الإسرائيلي على غزة بـ"جريمة حرب"، متسائلاً بحدة: "لا أعلم ما هي الفظائع الأخرى التي يجب أن تحدث قبل أن نتحدث عن إبادة جماعية!".

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، عدوانه على غزة، مخلفة حتى الآن 61 ألفا و776 شهيداً و154 ألفا و906 مصاباً، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة 239 شخصاً، بينهم 106 أطفال، وسط تجاهل تام لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف هذه الجرائم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية غزة الاعتراف فلسطين عقوبات فلسطين غزة بلجيكا عقوبات الاعتراف المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الاحتلال

إقرأ أيضاً:

إعادة التقييم الكبرى: لماذا يغير الغرب موقفه تجاه فلسطين؟

يشهد المشهد الدبلوماسي الغربي إعادة معايرة عميقة وجذرية فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. فلم تكن موجة الاعترافات الأولية بدولة فلسطين من قبل إسبانيا وأيرلندا والنرويج في أيار/ مايو 2024 حدثا معزولا، بل كانت الشرارة التي أطلقت سلسلة من التحركات الدبلوماسية الأوسع نطاقا. وقد وصل هذا الزخم الآن إلى قلب مجموعة السبع (G7)، حيث أبدت قوى كبرى مثل فرنسا والمملكة المتحدة وكندا عزمها على أن تحذو حذوها.

يمثل هذا التحول المنسق أهم تطور في المقاربة الغربية للصراع منذ عقود، ويأتي مدفوعا بإحباط عميق من عملية سلام وصلت إلى طريق مسدود، وبالإلحاح الذي فرضته الكارثة الإنسانية في غزة، وبتحول استراتيجي يتمثل في استخدام الاعتراف ليس كمكافأة نهائية للسلام، بل كأداة حيوية لجعله ممكنا.

انهيار الإطار القديم

لسنوات، ساد إجماع غربي، بقيادة الولايات المتحدة، على أن الاعتراف بدولة فلسطين يجب أن يكون تتويجا لاتفاق سلام ناجح يتم التوصل إليه عبر المفاوضات. لكن هذه السياسة كانت مبنية على فرضية وجود عملية سلام قابلة للحياة، إلا أنها انهارت بالكامل.

مع غياب أي مفاوضات جوهرية لأكثر من عقد من الزمن، واستمرار التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، تضاءلت فرص قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيا وقابلة للحياة. وقد توصل عدد متزايد من القادة الغربيين إلى قناعة بأن انتظار التوصل إلى تسوية تفاوضية لم يعد سوى تكريس لوضع راهن آخذ في التدهور، وقد أدى ذلك إلى انعطافة فكرية أساسية مفادها أنه لإنقاذ حل الدولتين، يجب أولا ترسيخ أساسه "الدولة الفلسطينية" على الصعيد السياسي.

غزة: المحفز الإنساني للتحرك

وفي حين أن الإحباط الدبلوماسي كان يتصاعد منذ سنوات، إلا أن الحرب في غزة التي اندلعت في أواخر عام 2023 كانت بمثابة العامل المحفز الحاسم. إن الحجم الهائل للخسائر في صفوف المدنيين، والدمار الواسع، وتقارير الأمم المتحدة الموثقة حول تفشي الجوع والتهديد بالمجاعة، جعلت التقاعس السياسي موقفا لا يمكن الدفاع عنه أخلاقيا أو سياسيا.

لقد حولت الأزمة الإنسانية مفهوم "الجمود" الدبلوماسي المجرد إلى حقيقة مؤلمة من المعاناة البشرية. وبالنسبة للعديد من الحكومات، فإن الاستمرار في انتظار اللحظة الدبلوماسية المثالية بينما يواجه السكان كارثة لم يعد موقفا يمكن الدفاع عنه أخلاقيا أو سياسيا، فقد وفّرت الأزمة الدافع الملحّ لاستخدام الأدوات الدبلوماسية المتاحة، وكان الاعتراف أقواها.

القوى الكبرى ترسم مسارا جديدا ومشروطا

لقد كسرت الخطوة الأولية التي اتخذتها الدول الأوروبية الأصغر المحظور الدبلوماسي، والآن، تعتمد القوى الأكثر نفوذا على هذا الزخم، وإن كان ذلك بمقاربات استراتيجية ومشروطة تعكس ثقلها العالمي.

فرنسا: بعد أن كانت تؤيد الاعتراف في التوقيت "الأنسب"، تحولت فرنسا إلى جدول زمني محدد. وفي إطار الحاجة إلى إحياء مسار السلام، أعلنت باريس عن نيتها الاعتراف رسميا بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر 2025. وتُقدَّم هذه الخطوة كتدخل ضروري للحفاظ على إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مستقبلي.

المملكة المتحدة: انتهجت لندن سياسة "الاعتراف المشروط"، وهي شكل قوي من أشكال الضغط الدبلوماسي. فقد أعلنت المملكة المتحدة أنها ستنضم إلى الاعتراف بفلسطين هذا الخريف ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لتغيير الوضع على الأرض، تشمل وقفا دائما لإطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والالتزام بعملية سلام طويلة الأمد. وتستخدم هذه المقاربة وعد الاعتراف كرافعة دبلوماسية مباشرة للضغط من أجل تغيير السياسات.

كندا: يعتبر تحول كندا، الحليف التقليدي القوي لإسرائيل والولايات المتحدة، لافتا بشكل خاص. فاستجابة للضغوط الداخلية الهائلة والإجماع الدولي المتغير، أشارت أوتاوا إلى خطتها للاعتراف بفلسطين. ومع ذلك، فإن اعترافها مرتبط بشروط مفروضة على السلطة الفلسطينية، تطالبها بالتزامات تتعلق بالإصلاحات الحكومية وإجراء انتخابات، مع استبعاد أي دور لحركة حماس. وهذا يسمح لكندا بتعزيز قضية الدولة مع الحفاظ على مبادئها الأساسية المتعلقة بالديمقراطية والأمن.

انقسام مستمر

على الرغم من أهميته، فإن هذا التحول الغربي ليس محل إجماع. فلا تزال كتلة من الدول، بما في ذلك ألمانيا والنمسا، مترددة. وتتشكل مواقف هذه الدول بفعل مسؤولياتها التاريخية الفريدة وإيمانها الراسخ بأن الاعتراف يجب أن ينبع من اتفاق ثنائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، محذرة من أن أي خطوة أحادية الجانب قد تقوض المفاوضات المباشرة بدلا من أن تدعمها. هذا الانقسام المستمر، مع احتفاظ الولايات المتحدة أيضا بموقفها التقليدي، يسلط الضوء على التعقيدات العميقة والحسابات الاستراتيجية المتباينة داخل المعسكر الغربي.

في الختام، يمكن القول إن الحركة الغربية المتنامية نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية هي استجابة مباشرة لإطار دبلوماسي فاشل، فضلا عن الأزمة الإنسانية غير المسبوقة. هذه السياسة، التي تقودها طليعة من الدول الأوروبية وتدعمها الآن قوى من مجموعة السبع، تمثل تغييرا جوهريا في الاستراتيجية. لم يعد يُنظر إلى الاعتراف على أنه نهاية طريق السلام، بل كحجر أساس ضروري في الطريق نحوه. وفي حين أن التأثير النهائي لهذه التحركات لا يزال غير واضح، إلا أنها غيرت المشهد السياسي الدولي بشكل لا رجعة فيه، معلنة نهاية إجماع قديم وفجر عصر دبلوماسي جديد أكثر حزما.

مقالات مشابهة

  • البرلمان البلجيكي يناقش الاعتراف بدولة فلسطين
  • رئيس الكنيست الإسرائيلي يدعو لإقامة دولة فلسطينية في لندن أو باريس
  • الاعتراف بدولة فلسطين على طاولة البرلمان البلجيكي
  • حماس تدعو لمظاهرات عالمية ضد العدوان الإسرائيلي على غزة
  • خطة بلينكن المشروطة للاعتراف بدولة فلسطينية
  • وسط نقاشات الاعتراف بفلسطين… رئيس وزراء نيوزيلندا يصف نتنياهو بأنه فقد صوابه
  • طرد نائبة من برلمان نيوزيلندا بسبب حديثها عن فلسطين.. ماذا قالت؟
  • إعادة التقييم الكبرى: لماذا يغير الغرب موقفه تجاه فلسطين؟
  • برلمان نيوزيلندا يبعد نائبة تضامنت مع غزة وطالبت بمعاقبة الاحتلال